أثار الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس على الكيان الصهيوني في إطار عملية “طوفان الأقصى” يوم 7 أكتوبر الجاري؛ ردًا على الاعتداءات المُتكررة على الفلسطينيين والمسجد الأقصى؛ ردود فعل مُتباينة في القارة الإفريقية، والتي تعكس الخلافات بشأن هذا الصراع المُعقد.
حيث أبدت عددًا من الدول الإفريقية البارزة موقفها الواضح والصريح من العدوان الصهيوني الغاشم الذي يستهدف مدينة غزة الفلسطينية، وتأتي على رأس هذه الدول الجزائر وجنوب إفريقيا.
بينما أبدت مجموعة أخرى من الدول تعاطفها ودعمها الكامل للكيان الصهيوني، وكان على رأسها كينيا، بينما جاءت العديد من المواقف المُترددة.
فكيف كانت مواقف الدول الإفريقية المختلفة؟
وكيف يُمكن قراءة تلك المواقف؟
وما هي التداعيات التي يُمكن أن تخلفها معركة طوفان الأقصى على الدول الإفريقية؟
تلك هي التساؤلات التي سنسعى للإجابة عنها خلال هذا التقرير..
أولاً: ردود الفعل المختلفة للدول الإفريقية..
تباينت ردود الأفعال الإفريقية ما بين مؤيد لحق الشعب الفلسطيني في حربه العادلة لنيل حريته، وآخر داعم للحكومة الصهيونية ” المُعتدى عليها” من قِبل حماس ” المنظمة الإرهابية” -وفقًا لمواقفهم-، وثالث متردد كنتيجة لمصالح مع دولة الكيان، أو أوضاع داخلية مُعقدة..
1. المواقف الداعمة للشعب الفلسطيني..
– على المستوى الإقليمي: الاتحاد الإفريقي: شدَّد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد، على ضرورة إنهاء التوترات المتصاعدة بين الفلسطينيين والصهاينة وعودة الطرفين إلى طاولة المفاوضات. ودعا محمد فقي في بيان، الفلسطينيين والمحتلين الصهاينة إلى وقف الاشتباكات فورًا والتفاوض دون قيد أو شرط من أجل حماية أرواح المدنيين.
وحذَّر فقي من أن التوتر المتزايد بين فلسطين والكيان الصهيوني قد يكون له عواقب وخيمة على الطرفين والمنطقة برمتها.
وأشار إلى أن رفض مطلب الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة وذات سيادة، هو السبب الرئيسي للأزمة. كما دعا المجتمع الدولي إلى تحمّل المسؤولية لضمان أمن شعوب المنطقة.
وهكذا فإن موقف الاتحاد الإفريقي جاء متوازنًا، لاسيما في تشديده على أن السبب الرئيسي للأزمة هو رفض مطلب الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة وذات سيادة، الأمر الذي يعكس دعمًا تقليديًا للقضية الفلسطينية.[1]
– على مستوى شمال إفريقيا: الجزائر: كانت الجزائر من بين أوائل الدول التي حمَّلت الكيان الصهيوني مسئولية ما يحدث في الأراضي المحتلة، وأدانت اعتداءات جيش الاحتلال على قطاع غزة، وطالبت المجموعة الدولية بالتدخل الفوري لحماية الشعب الفلسطيني.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية أن الجزائر “تتابع بقلق شديد تطور الاعتداءات الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة، التي أودت بحياة العشرات من أبناء وبنات الشعب الفلسطيني الأبرياء” وأضاف البيان: “وتدين الجزائر بشدة هذه السياسات والممارسات المخلة بأبسط القواعد الإنسانية ومراجع الشرعية الدولية”، كما دعت الخارجية الجزائرية إلى “التدخل الفوري للمجموعة الدولية لحماية الشعب الفلسطيني”.
وتابع البيان: “كما تُجدِّد الجزائر قناعتها بأن الاحتلال الاستيطاني الصهيوني هو لبّ الصراع العربي- الإسرائيلي، وأن إنهاء ما ينجر عن هذا الصراع يكمن في الاستجابة للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني”.
تونس: أعربت تونس عن “دعمها الكامل وغير المشروط للشعب الفلسطيني”، وذكّرت بأن قطاع غزة هو “أرض فلسطينية كانت تحت الاحتلال الصهيوني منذ عقود، وأن الشعب الفلسطيني له الحق في استعادته واستعادة كل أرض فلسطين” وأمرت وزارة التربية جميع المدارس برفع العلم الفلسطيني إلى جانب العلم الوطني وأن يقوم الطلاب ومعلموهم بترديد النشيد الوطني الفلسطيني كدليل على الدعم.
الموقف التونسي مُتوقع بالنظر إلى أن الرئيس قيس سعيد، دائمًا ما يُشدِّد على دعم الشعب الفلسطيني وتخوين “التطبيع”، واتخذت العديد من منظمات المجتمع المدني والمراكز النقابية، بما في ذلك الاتحاد العام التونسي للشغل، موقفًا في هذا الاتجاه، مما يدل على وجود اتفاق واسع حول هذا الموضوع، بين جميع الأطراف السياسية.
موريتانيا: من جهتها أعربت موريتانيا عن بالغ انشغالها لما يجري من تصعيد بالأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدةً أن ما يجري في الأراضي الفلسطينية نتيجة حتمية لما تمارسه سلطات الاحتلال الصهيونية من استفزازات مستمرة وانتهاكات منتظمة لحقوق الشعب الفلسطيني ولحرمة المسجد الأقصى المبارك وتمادٍ في التوسع الاستيطاني.
وجدَّدت، في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، موقفها الداعم للحل السلمي العادل الذي يحفظ للشعب الفلسطيني حقه المشروع في الكرامة والسيادة في إطار دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية طبقًا لمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ذات الصلة.
كما أكَّدت ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسئولياته باتخاذ التدابير اللازمة لإيقاف دائرة العنف في المنطقة وإقامة سلام دائم بها.[2]
– على مستوى إفريقيا جنوب الصحراء: جنوب إفريقيا: أصدرت وزارة التعاون الدولي والخارجية في جنوب إفريقيا بيانًا أدانت فيه العدوان الصهيوني على قطاع غزة وأشارت في بيانها أن ما يتعرض له الفلسطينيون من ممارسات فصل عنصري واحتلال منذ أكثر من خمسين عامًا أدى إلى تطور الأوضاع بهذا الشكل، وأن ما يقوم به الفلسطينيون هو رد فعل طبيعي لشعب عاش تحت الاحتلال منذ أكثر من 50 عامًا وحصار مستمر لـ 15 عام على سكان القطاع ارتكب الاحتلال بحقهم خلالها 4 حروب وحشية.
وأصدرت معظم الأحزاب السياسية في جنوب إفريقيا بيانات أدانت الغارات الصهيونية الوحشية ضد المدنيين العُزل، وأعلنت وقوفها التام إلى جانب الشعب الفلسطيني كون شعب جنوب إفريقيا عاش تجربة الفصل العنصري المماثلة لتجربة الشعب الفلسطيني، حيث أصدر كلٌّ من حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم والحزب الشيوعي الجنوب إفريقي وحزب المناضلين من أجل الحرية الاقتصادية بيانات بهذا الخصوص إضافةً لبيانات مجموعات التضامن الشعب الفلسطيني مثل مجموعة تحالف التضامن مع فلسطين ومنظمة إفريقيا من أجل فلسطين ومؤسسة القدس ومجلس العلماء، وقد شهدت مدينة كيب تاون فعالية تضامنية حاشدة نظمها الحزب الحاكم بالتعاون مع منظمة إفريقيا من أجل فلسطين.[3]
واستكمالًا لانتهاج جنوب إفريقيا أدوارًا إقليمية وسياسات خارجية مميزة الطابع، تحدثت خلال تلك الأزمة عن مبادرة لإحلال السلام أو على الأقل لوقف الحرب، ومن ثمَّ يبدو وأن كيب تاون، التي طرحت من قبل مبادرة لإنهاء النزاع الروسي-الأوكراني، في مايو 2023، دون أن يُفهم ما هو مصيرها أو طبيعة مخرجاتها، تريد الانخراط بشكل أكبر في القضايا الإقليمية والدولية.[4]
2. المواقف الداعمة للكيان الصهيوني..
كينيا: أصدرت كينيا بيانات رسمية قوية داعمة للرواية الصهيونية وللحكومة في ” تل أبيب”، ودعا الرئيس الكيني ويليام روتو، الذي يُنظر إليه على أنه حليف رئيسي للغرب، المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات ضد من أسماهم ” مرتكبي ومنظمي وممولي ورعاة ومؤيدي الأعمال الإرهابية الإجرامية”، على حد وصفه.
لكن بعض المصادر الإعلامية أشارت إلى أن لهجة خطاب الرئيس روتو لم تجد استحسان قطاعات من الجمهور الكيني، الذي أعربت قطاعات منه دعمها لفلسطين، ومن ثمَّ كان من الطبيعي أن تتطرق الدبلوماسية الكينية بعدها إلى القاعدة التقليدية التي تنص على أن ” نيروبي تدعم وقف إطلاق النار”.[5]
ويُعد الموقف الكيني مُتسقًا إلى حدٍّ كبير مع التقارب المستجد بين نيروبي وواشنطن، والمعبَّر عنه بقبول الأولى إرسال قوات أمنية إلى هايتي (على البحر الكاريبي)، وقيادة قوة متعددة الجنسيات لمواجهة عنف العصابات في هذا البلد، استجابةً لقرار مجلس الأمن الدولي الصادر مطلع الشهر الجاري بتشكيل القوة.
توغو: تحدثت توغو عبر وزير خارجيتها روبرت دوسي، حيث صرح بقوله ” توغو تدين بشدة الهجوم الذي شنته حركة حماس ضد المدنيين الإسرائيليين. ونحن نشجع إسرائيل وحماس على مواصلة الحوار لحل الخلافات”. وقال في تغريدة على حسابه X ” نطالب بالإفراج عن الرهائن”.
السنغال: تحدثت السنغال من خلال وزارة الخارجية. وقالت إنها ” تشعر بقلق بالغ إزاء استئناف الأعمال العدائية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتدين الهجمات التي كانت أصل هذه الدوامة الجديدة، وتطلب، بصفتها الدولة التي ترأس لجنة الأمم المتحدة، ضرورة إحياء المفاوضات بين الطرفين في أسرع وقت ممكن لتحقيق دولتين مستقلتين”.[6]
غانا: وزارة الخارجية في أكرا أصدرت بيانًا أدان بشكل لا لبس فيه هجمات المقاومة الفلسطينية، ودعت خارجية غانا حركة حماس التي تُعد صاحبة السيادة على قطاع غزة إلى “سحب مقاتليها من إسرائيل”.
رواندا: حاولت إحداث توازن في لغة الخطاب المستخدمة إزاء تطورات الصراع، إلا أن كيجالي أصدرت بيانًا أدانت فيه ” الهجمات” الفلسطينية، وقالت إن “الوضع الحالي مُقلق ويحتاج إلى تهدئة عاجلة”.[7]
الكاميرون: وجه رئيس الكاميرون، بول بيا، رسالة تعزية إلى ما أسماها “الأمة الإسرائيلية المثخنة بالجراح.
الكونغو الديمقراطية: أكَّد الرئيس الكونغولي، فليكس تشيسكيدي، أن “كينشاسا وتل أبيب متضامنتين في مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله”.[8]
3. المواقف المترددة نتيجة لتشابك المصالح والأوضاع الداخلية..
– على مستوى شمال إفريقيا: المغرب: جاء بيان الخارجية المغربية فضفاضًا، مُعربًا عن ” القلق العميق” من تدهور الوضع، وعن معارضة المغرب الاعتداء على المدنيين ” مهما كان مصدره”.
فالمغرب الذي يمتلك علاقات الوثيقة مع تل أبيب، قام بتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع الدولة الصهيونية في عام 2020 كجزء من اتفاقيات ” أبراهام”، وهذا ما وضع الرباط اليوم في موقف محرج للغاية، فهي لا يُمكن أن تغضب الكيان الصهيوني رغم الوحشية التي يتعامل بها مع الشعب الفلسطيني، ولهذا أعربت وزارة الخارجية عن ” قلقها البالغ إثر تدهور الأوضاع واندلاع الأعمال العسكرية في قطاع غزة”، وأدانت ” الاعتداءات التي تستهدف المدنيين أينما كانوا”.
كما دعا المغرب –الذي يرأس ملكه لجنة القدس– إلى ” الوقف الفوري لجميع أعمال العنف والعودة إلى التهدئة، مع تجنب كل أشكال التصعيد التي يمكن أن تقوّض فرص من أجل السلام في المنطقة”. كما طالبت الرباط باجتماع عاجل لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية.
مصر: حيث طالبت الجانبين على بـ “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس”، مُحذرةً من ” الخطر الجسيم للتصعيد المستمر”، وحذّر السيسي “من خطر مزيد من تدهور الأوضاع”.[9]
– على مستوى إفريقيا جنوب الصحراء: نيجيريا: من جهتها، بادرت الحكومية النيجيرية، منذ اليوم الأول للعملية، إلى الدعوة إلى وقف إطلاق النار ” بين إسرائيل وحماس”، بعدما عبَّرت عن قلقها العميق إزاء التصعيد. ودعا وزير خارجية هذا البلد، يوسف توجار، إلى تبنّي خيار “الحل السلمي للصراع عبر الحوار”.
ولربما يُمكن فهم هذا الموقف الرسمي في ضوء الموازنة المفهومة بين توجهات نظام الرئيس بولا أحمد تينوبو، وطبيعة المواقف الشعبية المتعاطفة مع القضية الفلسطينية ” تاريخيًّا”، وخصوصًا في الولايات الشمالية ذات الغالبية المسلمة، أو تلك الواقعة في الوسط حيث تقطن الأقلية الشيعية النيجيرية، علمًا أن الأخيرة هي الأكبر عددًا على مستوى إفريقيا.
وجلّى المواقف المشار إليها، خروج تظاهرات حاشدة قادتها “الحركة الإسلامية النيجيرية” (الشيعية) في سوكوتو، وفي العاصمة أبوجا، ورفع فيها المحتجون الأعلام الفلسطينية، مُردّدين شعارات مناهضة للاحتلال الصهيوني، فيما أكد الشيخ سيدي منير، في بيان أصدره باسم الحركة، أن “طوفان الأقصى” جاء كـ “استجابة” للهجمات الأخيرة التي شنتها قوات الاحتلال على المسجد الأقصى، واللاجئين في قطاع غزة المُحاصر.[10]
تنزانيا: دعت إلى إنهاء الأعمال العدائية، وأعربت عن دعمها للحوار المشترك بين الطرفين.
أوغندا: دعا الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، إلى تطبيق حل الدولتين، شاجبًا استهداف المدنيين. حيث ذكر بيان صادر عن مكتبه “إن اندلاع العنف المتجدد في إسرائيل وفلسطين أمر مؤسف، لماذا لا ينفذ الجانبان حل الدولتين؟ وما يجب إدانته، على وجه الخصوص، هو ممارسة استهداف المدنيين من قبل المتحاربين”.
غينيا بيساو: دعا الرئيس عمرو سيسوكو إمبالو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، معربًا عن أسفه لتصاعد العنف والخسائر في الأرواح البشرية. وأضاف إمبالو أن “غينيا بيساو، باعتبارها دولة سلام وتتفهم الحرب، تأسف بشدة لهذا الوضع في قطاع غزة”.
وأضاف: “للأسف، كان هناك قصف من جانب حماس، ولكن مع ذلك، ندعو الجانبين إلى التراجع لأن هناك الكثير من الخسائر البشرية”.[11]
ثانيًا: قراءة في ردود الفعل الإفريقية..
تباينت ردود الفعل الإفريقية الرسمية إزاء الأزمة المتفاقمة في الوقت الراهن في الشرق الأوسط، وبدا أن ثمَّة حالة من عدم الإجماع الإفريقي بشأن تلك الأزمة، لو وضع بالاعتبار موقف كل دولة بشكل منفصل، فيما جاء البيان الصادر عن المنظمة الأشمل، أي الاتحاد الإفريقي، واضحًا ومطالبًا بضرورة إنهاء الاحتلال الصهيوني وإقامة دولة فلسطينية.
1. مؤشرات على الانخراط الإفريقي في الأزمة: تؤشر بعض التطورات التي تزامنت مع الحرب الصهيونية على قطاع غزة، أن دولًا إفريقية عديدة وبالتحديد جنوب الصحراء، لديها نوايا أو اتجاه واضح للانخراط بشكل أعمق في ملف الصراع الدائر في الشرق الأوسط بين الجيش الصهيوني وبين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وذلك في أعقاب العمليات العسكرية التي نفذتها تلك الفصائل، في السابع من أكتوبر 2023، تحت مسمى “طوفان الأقصى”.
ومن بين تلك المؤشرات، ما بدا وأنها سرعة استجابة ملحوظة تجسَّدت في صورة بيانات رئاسية أو طرح مبادرات وتعليقات دبلوماسية، هذا بالإضافة إلى موقف مفوضية الاتحاد الإفريقي وتفاعلها المباشر والسريع مع تلك الأزمة المتفاقمة، ومن خلال إصدار بيان أكثر وضوحًا بشأن سياسة تلك المنظمة إزاء الصراع؛ إذ رأت المفوضية أن السبب الرئيسي للتوتر والتصعيد الحالي هو “إنكار إسرائيل لإقامة دولة فلسطينية”.[12]
ويُمكن استيضاح تلك المؤشرات في الآتي..
– بيان الاتحاد الإفريقي: البيان الذي ألقاه رئيس مفوضية الاتحاد، موسى فقي محمد، أشار إلى ضرورة عودة “الإسرائيليين” والفلسطينيين إلى محادثات السلام، وذكر أن “حرمان الفلسطينيين من إقامة دولتهم هو السبب الرئيسي للتوتر”. وقد صدر بيان رئيس المفوضية في السابع من أكتوبر، اليوم ذاته الذي شهد بدء التصعيد، بما يوحي وأن سياسة الاتحاد تميل إلى الانخراط في القضايا الإقليمية والدولية وعدم الوقوف بمعزل عن تطور من هذا النوع، لاسيما وأن صلات وعلاقات واسعة ربطت دول بالاتحاد بالكيان الصهيوني من جانب وبالسلطة الفلسطينية في رام الله من جانب آخر.
وورد أيضًا في البيان أنه “على المجتمع الدولي والقوى العالمية الكبرى على وجه الخصوص، تحمل مسؤولياتها لفرض السلام وضمان حقوق الشعبين”، مشيرًا إلى أن “إنكار الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني، وبخاصة حقوق الدولة المستقلة ذات السيادة، هو السبب الرئيسي للتوتر الإسرائيلي الفلسطيني الدائم”.
بيان الاتحاد الإفريقي في المُجمل ألقى باللوم على الكيان الصهيوني بشأن التطورات الحاصلة في الوقت الراهن، داعيًا إلى إنهاء الصراع بين القوات الصهيونية والفصائل الفلسطينية، وضرورة العودة، دون شروط مسبقة، إلى طاولة المفاوضات؛ لتنفيذ مبدأ الدولتين اللتين تعيشان جنبًا إلى جنب.
وهنا يتعين التذكير بأن الكيان الصهيوني كان يحظى بصفة مراقب بالاتحاد الإفريقي، إلى أن حدث تطور لافت للأنظار، وقت أن طُردت المراقبة الصهيونية، الدبلوماسية شارون بار لي، والوفد المرافق لها من قمة رؤساء دول الاتحاد الإفريقي، في دورته العادية السادسة والثلاثين، بين 18-19 فبراير 2023، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وعلى هذه الخلفية اندلعت أزمة بين الكيان الصهيوني والاتحاد الإفريقي أدَّت إلى صدور بيانات حادة اللهجة من جانب الخارجية الصهيونية بالقدس المحتلة.[13]
– وساطة جنوب إفريقيا: رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، أبدى في يوم 12 أكتوبر 2023، استعداد بلاده للوساطة في الصراع “الإسرائيلي- الفلسطيني”، بالنظر لخبرة بلاده في حل الصراعات.
ودعا رامافوزا إلى فتح فوري وغير مشروط لممرات إنسانية في الشرق الأوسط؛ لكي يتسنى دخول المساعدات لمن هم في أمس الحاجة إليها، إثر استمرار الضربات الجوية ” الإسرائيلية” على قطاع غزة.
لكن هنا تجدر الإشارة إلى أن طرح فكرة الوساطة من جانب بلد إفريقي، ولاسيما جنوب إفريقيا، بشأن صراعات كبرى وقضايا شائكة، يصعُب العثور على حل لها بين يوم وليلة، لم تكن الأولى، أي أنها في الغالب لم تشكل مفاجئة بالنسبة لمراقبي الشأن الإفريقي، فقد طرح الرئيس رامافوزا في مايو 2023 مبادرة، بالشراكة مع 6 زعماء أفارقة، هدفت إلى المساعدة في حل للنزاع بين روسيا وأوكرانيا، وأكد في ذلك الحين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وافقا على استقبال البعثة ورؤساء الدول الإفريقية في كل من موسكو وكييف.
وعقب هذا التأكيد لم تتوقف التقارير الإعلامية عن الحديث عن تلك المبادرة التي صاغتها كما تردد كل من: زامبيا والسنغال وجمهورية الكونغو وأوغندا ومصر وجنوب إفريقيا، واطلع عليها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورحب بها كذلك مفوضية الاتحاد الإفريقي التي ثمَّنتها.[14]
2. ملاحظات على المواقف الإفريقية بشكل عام: في هذا الإطار تبرز مجموعة من الملاحظات:
أولها؛ وقَّعت جميع الدول الإفريقية البالغ عددها 55 دولة، على البيان الصادر عن مفوضية الاتحاد الإفريقي والذي دعا لتطبيق حل الدولتين وعدَّه أساسًا للمشكلة، لكن بالنظر إلى مواقف عدد من البلدان الإفريقية بشكل منفصل، يتضح أن بعضها انحاز إلى طرف من طرفي الصراع، ما يدل على محاولات لمواءمة لغة الخطاب بشأن هذه التطورات حفاظًا على المصالح الخاصة أو للتمسك بسياسات محددة إزاء منطقة الشرق الأوسط.
وثانيها؛ فقد الاتحاد الإفريقي قدرته على ممارسة نفوذ أو امتلاك أوراق ضغط على حكومة الكيان، إثر الأزمة الدبلوماسية الحادة التي نجمت عن طرد البعثة الصهيونية من القمة الإفريقية التي عُقدت في فبراير 2023، وكان بالإمكان ممارسة هذا الضغط من خلال التلويح بشطب عضويتها كمراقب إذا لم تكف عن استهداف المدنيين في قطاع غزة لو لم تحدث تلك الأزمة.
وثالثها؛ بالنظر إلى مبادرة جنوب إفريقيا السابقة بشأن إنهاء النزاع الروسي- الأوكراني، يُمكن الحديث على أن الدبلوماسية في هذا البلد تسعى للعب دور نشط للغاية في الملفات الإقليمية والدولية الكبرى، وبالقياس على النتائج، يُمكن القول إن مبادرتها بشأن الصراع في غزة تعد ضمن المحاولات وتحكمها النتائج، والتي من المُنتظر ألا تسفر عن تقدم.
ورابعها؛ يُعد الموقف الكيني هو الأكثر دعمًا للموقف الصهيوني، فيما جاءت مواقف دول إفريقية أخرى على رأسها جنوب إفريقيا أكثر انحيازًا للحقوق الفلسطينية، وغلب على بيانات غالبية الدول محاولة الحفاظ على توازن لغة الخطاب.
وخامسها؛ دول إفريقية عديدة لم تصدر بيانات ولم تتطرق رسميًا للتطورات الدائرة في الشرق الأوسط، كما في سيراليون أو تشاد، وهي دول لديها علاقات أو أنها تعتزم تطوير علاقاتها بالكيان الصهيوني.[15]
وسادسها؛ أظهرت تلك المواقف المتباينة التي عبرت عنها الأنظمة الحاكمة في إفريقيا ضعفًا كبيرًا بل غيابًا للعمل الدبلوماسي العربي المشترك المضاد للتغلغل الصهيوني في القارة السمراء.[16]
3. ملاحظات على الموقف المصري بشكلٍ خاص: باعتبار الجغرافية السياسية، تُمثِّل فلسطين بصفة عامة وقطاع غزة خاصة جسرًا تاريخيًا بين الشام ومصر، كما تُعتبر غزة مع سيناء الحدود البرية الوحيدة بين قارة آسيا وقارة إفريقيا، لذلك عبر التاريخ فإن غزة بمثابة بوابة مصر الشرقية وفي اليوم الثاني لهذه المعركة والتي اشتد أتونها، إذا بشرطي مصري يطلق النار على سائحين صهاينة فيردي اثنين منهم قتلى ويجرح آخر، وهذا في الوقت الذي يشيد به إعلاميون مصريون محسوبون على السلطة المصرية بعملية طوفان الأقصى.
وفي إحدى مباريات كرة القدم اندفعت الجماهير في هتافاتهم الجماعية مرددين: بالروح والدم نفديك يا فلسطين وبالروح والدم نفديك يا أقصى، كما رددوا في هتافاتهم الجماعية عبارات نابية بحق دولة الكيان الصهيوني.
وعلى الرغم من تردده؛ إلا أن بيان الخارجية المصرية جاء أكثر قوة من ذي قبل تجاه الكيان. وهو موقف مصلحي وقتي اضطرت فيه الظروف الداخلية والخارجية التي تتعرض لها السلطات المصرية لاتخاذه؛ حيث تمحورت استراتيجية اليمين الصهيوني على ترحيل الفلسطينيين وإحياء سياسة الترانسفير (ترحيل الصهاينة للفلسطينيين)، ولكن لطالما شكَّلت غزة حجر عثرة في تطبيق هذه الاستراتيجيات، لذلك عرض حكام الكيان الصهيوني بدء من رابين ونهاية بشارون إعطاء غزة لمصر لتشرف عليها مرة أخرى، ولكن الدولة المصرية رفضت هذا الاقتراح خوفًا من عبء الكثافة السكانية العالية، ووجود حركات المقاومة والتي لها مشروعها في إقامة كيان فلسطيني مستقل عن الدول العربية ولا يخضع لأمزجة نظمها السياسة واستبدادها، والتي كانت ستصطدم حتمًا بالسلطات المصرية.[17]
وهو الهاجس الذي عاد ليؤرق النظام المصري من جديد مع بدء عملية طوفان الأقصى، ومحاولة الصهاينة لدفع سكان القطاع إلى النزوح نحو سيناء، والذي جاء بالتزامن مع استعداد النظام المصري لانتخابات الرئاسة في ديسمبر القادم، وما تمر به الدولة المصرية في الداخل من أزمات اقتصادية طاحنة، وفي الخارج الإقليمي والدولي من توتر في العلاقات مع القوى المختلفة.
ثالثًا: التداعيات المُحتملة لعملية طوفان الأقصى على إفريقيا..
على الرغم من صعوبة توقّع ما سيجري في المستقبل، فالواضح أن التداعيات ستطال الجميع وإفريقيا ليست استثناء. فعلى المستوى الداخلي؛ لا شك أن الحكومة الصهيونية الحالية ستتعرًّض لوابل من الانتقادات لإخفاقها في كشف هجوم حماس، وأيضًا بسبب الانقسام الحاد الذي تسبّبت به سياساتها.
كما أن أسر حماس لعدد كبير من الصهاينة، يعني أن تبعات ما حدث ستستمر إلى ما هو أبعد من أي عدوان على قطاع غزة. وأيضًا فإن هجوم حماس سيزيد من عزلة السلطة الفلسطينية التي تهيمن عليها حركة فتح التي تواجه أصلًا أزمة شرعية وانخفاضًا كبيرًا في مستوى التأييد الشعبي. وعدا عن الفلسطينيين والصهاينة، فإن الحرب قد تنعكس أيضًا على الأوضاع الاقتصادية ومسار ملف التطبيع في المنطقة.[18]
1. ملف التطبيع: النتيجة المباشرة الرئيسية لفيضان الأقصى هي أن حلم المحافظين الجدد في واشنطن بـ “التطبيع” مع الكيان الصهيوني سوف يضعف وربما يبدأ في التلاشي..
– على المستوى الدولي؛ جاءت العملية في ظل اتساع نطاق المبادرات الداعمة لقيام نظام عالمي جديد مُتعدد الأقصاب؛ ممثلًا بمجموعة البريكس (التي تمَّ توسيعها حديثًّا) ومنظمة شنغهاي للتعاون (SCO) والاتحاد الاقتصادي الأوراسي (EAEU) ومبادرة الحزام والطريق الصينية (BRI).
هذا النظام الجديد الذي تبرز به أقطاب تدعم القضية الفلسطينية حتى وإن كان نكاية في الغريم الأمريكي؛ فعلى حد تعبير الرئيس الصيني شي جين بينغ دبلوماسيًا في ديسمبر 2022، فإن بكين “تدعم بقوة إنشاء دولة فلسطين المستقلة التي تتمتع بالسيادة الكاملة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”، والصين تدعم فلسطين في أن تصبح عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة.
أما استراتيجية طهران فهي أكثر طموحًا بكثير، حيث تُقدِّم المشورة الاستراتيجية لحركات المقاومة في غرب آسيا من بلاد الشام إلى الخليج العربي.[19]
– على المستوى الإفريقي؛ جاءت معركة طوفان الأقصى فيما كان كيان الاحتلال يتمدّد ويتوغّل في القارة الإفريقية من خلال اتفاقيات التطبيع، حتى كاد أن يمر حضوره وتُمرر روايته ويُقبل به، ولو على مضض.
وقد هرول جنرالات السودان إلى التطبيع، وقبلهم المغرب، وكادت ليبيا أن تفعل. وما إن جاء طوفان الأقصى حتى خرجت الشعوب الإفريقية -بعيدًا عن المواقف المُعلنة للحكومات- وأعلنت موقفها وانحيازها إلى الشعب الفلسطيني وقضيته، وأعادت التقديرات الصهيونية إلى مربع الصفر الكبير، مؤكدةً أن فلسطين قضية الشعوب الحرة.
فبعدما ذهب كيان الاحتلال بعيدًا في رهاناته على أن وهم التطبيع قد يروّض الشعوب الإفريقية أو يُبعدها عن القضية الفلسطينية، والذي بدأ من المغرب الذي وقَّع الاحتلال معه مجموعة اتفاقيات عسكرية ودفاعية واقتصادية، فإذا بالمدن المغربية تخرج عن بكرة أبيها معلنةً انحيازها ودفاعها ووقوفها نصرة للشعب الفلسطيني، منددةً بالمجازر التي يرتكبها كيان الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ومطالبة بإسقاط التطبيع بين المغرب وكيان الاحتلال.
كما تمدَّدت تداعيات معركة طوفان الأقصى إلى السودان الذي لم يشغله الصراع بين الجنرالات عن الاستدارة إلى القضية الفلسطينية، فخرجت التظاهرات في العاصمة الخرطوم منددةً بالمحرقة التي ينفذها الاحتلال في قطاع غزة، رافعين لافتات ترفض التطبيع.
تدافعت مواقف الشعوب الإفريقية ووقفاتها وتظاهراتها في كل الميادين منحازة إلى الشعب الفلسطيني ومناصرة له، ومنددة بالمجازر التي يرتكبها كيان الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، من السنغال والصومال وجيبوتي وليبيا وتونس وموريتانيا والجزائر وغيرها من الدول الإفريقية، ما يعني عودة القضية الفلسطينية إلى الواجهة حتى باتت حاضرة في وعي وأولويات وأجندات الشعوب التي لم تشغلها قضاياها الداخلية عن القضية الفلسطينية.[20]
2. التداعيات الاقتصادية: قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا إن “الحرب الحالية بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، بقيادة كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تفطر القلوب”، وتُهدِّد بإضافة المزيد من القتامة على أفق الاقتصاد العالمي الغائم بالفعل.
وأضافت “نراقب عن كثب كيف سيتطور الموقف، وكيف يؤثر في الأوضاع خاصة أسواق النفط”.
وتابعت -أمام مؤتمر صحفي خلال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين المنعقدة في مراكش بالمغرب- أن أسعار النفط شهدت تقلبات، وأن الأسواق تشهد ردود فعل، لكن من السابق لأوانه التنبؤ بالأثر الاقتصادي الكامل للأمر.
كما قال رئيس البنك الدولي أجاي بانغا إن “الصراع بين إسرائيل وغزة صدمة اقتصادية عالمية لا ضرورة لها، وسيجعل من الصعب على البنوك المركزية تحقيق خفض سلس للتضخم في اقتصادات عديدة، إذا انتشر ذلك الصراع”.
وتوقع صندوق النقد الدولي، وقوع تأثيرات سلبية على اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وخارجها، حيث ذكر مدير إدارة البحوث في صندوق النقد الدولي بيير أوليفييه غورينشا أن “الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية ستكون مؤثرة في اقتصادات المنطقة وخارجها، بسبب ارتفاع أسعار النفط وغياب الاستقرار السياسي”.
وتوقع تقرير لصندوق النقد الدولي أن يتراجع النمو في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى 2% خلال عام 2023، مُقارنةً بـ 5.6% العام الماضي، جراء عوامل عدة من بينها خفض إنتاج النفط وتشديد السياسات النقدية وصعوبات في دول عدة.
وبينما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة أن “المواجهات بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لم تكن لها وطأة مباشرة على إمدادات النفط، واحتمال تأثيرها في صادرات النفط يبقى محدودًا حاليًا”؛ إلا أن الوكالة ذكرت في تقريرها الشهري عن سوق النفط “إن كان احتمال التأثير في إمدادات النفط يبقى محدودًا حاليًا، فإن الضربات حملت على فرض قسط تأمين أعلى للمخاطر الجيوسياسية”، وأضافت أن” تصعيدًا حادًا في المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط -المنطقة التي تمثل أكثر من ثلث التجارة العالمية للنفط بحرًا- تطرح تحديًا كبيرًا للأسواق”.[21]
الخُلاصة؛ يتبين مما سبق أن مواقف الدول الإفريقية على المستوى الرسمي تباينت بين مؤيدٍ ومعارضٍ ومتردد تبعًا للتوجهات والمصالح المختلفة لحكام دول القارة؛ إلا أن الشعوب الإفريقية اتفقت على دعم القضية الفلسطينية ضاربةً بتوجهات حكامها وسياساتهم عرض الحائط. الأمر الذي يُبرز أن التطبيع وإن ظل مستمرًا نظرًا لاستمرار الفرقة والتشرذم بين الدول العربية، لاسيما مع عدم وجود مشروع عربي سياسي واستراتيجي واقتصادي مُوحَّد، لكن ما أحدثه طوفان الأقصى من هزة عنيفة أثبت أن كل السرديات التي كان يُسوَّق بها التطبيع من الإشادة بقوة الكيان الصهيوني وإمكاناته العسكرية والاستخباراتية الضخمة هي سرديات فاشلة لا علاقة لها بالواقع.
وهكذا؛ يُمكن القول بأن هزيمة كيان الاحتلال في هذه المعركة لم تقتصر على الأبعاد العسكرية والأمنية في الجغرافيا الفلسطينية، بل تجاوزتها في معادلة يُمكن وصفها بأن كيان الاحتلال خسر إفريقيا الرسمية والشعبية في مقابل حضور القضية الفلسطينية. إلا أن كل هذا لا ينفي أن القارة لازالت ستواجه خلال الفترة القادمة جولة جديدة من التكالب عليها؛ من ناحية في محاولة من الدول التي ستتأثر اقتصاديًا من تداعيات الحرب لتعويض خسائرها من خلال الدول الإفريقية، أو محاولة اجتذاب مواقف الدول الإفريقية التي اتضحت خلال الحرب نحو إحدى المحاور المتصارعة سواء على المستويات الإقليمية أو الدولية.
[1] محمد ج.، “كيف هي مواقف الدول الإفريقية من عملية “طوفان الأقصى” ولماذا؟”، الجزائر الآن، 10/10/2023. متاح على الرابط: https://cutt.us/AFOIa
[2] محمد ج.، مرجع سبق ذكره.
[3] محمد ج.، مرجع سبق ذكره.
[4] ربيع محمد يحيى، “ما دلالة المواقف الإفريقية إزاء العدوان “الإسرائيلي” على قطاع غزة؟”، قراءات إفريقية، 15/10/2023. متاح على الرابط: https://cutt.us/0yvUA
[5] Isaac Mugabi, “Israel-Hamas conflict divides opinion in Africa”, DW, 12/10/2023. At: https://cutt.us/Oaeey
[6] سيدي.م. ويدراوغو (مترجم)، “إفريقيا وطوفان الأقصى.. بين الدعوات والمبادرات وهيمنة الدعوة إلى وقف التصعيد”، قراءات إفريقية، 17/10/2023. متاح على الرابط: https://cutt.us/IMd8E
[7] Martin K.N Siele, “African countries walk diplomatic line in response to Hamas attack on Israel”, Yahoo News, 10/10/2023. At: https://cutt.us/mfWIa
[8] عبد الله مولود، “طوفان الأقصى: تباين مواقف أنظمة إفريقيا أظهر ضعف العمل العربي فيها”، القدس العربي، 16/10/2023. متاح على الرابط: https://cutt.us/4s1Qr
[9] محمد ج.، مرجع سبق ذكره.
[10] محمد عبد الكريم أحمد، “جنوب إفريقيا تنحاز إلى المقاومة: إنه “رمح الأمة” الفلسطيني”، الأخبار، 12/10/2023. متاح على الرابط: https://cutt.us/T2iQM
[11] ربيع محمد يحيى، مرجع سبق ذكره.
[12] ربيع محمد يحيى، مرجع سبق ذكره.
[13] ربيع محمد يحيى، مرجع سبق ذكره.
[14] Martin K.N Siele, Loc. Cit.
[15] ربيع محمد يحيى، مرجع سبق ذكره.
[16] عبد الله مولود، مرجع سبق ذكره.
[17] حسن الرشيدي، “مصر وطوفان الأقصى”، البيان، 12/10/2023. متاح على الرابط: https://cutt.us/qjWMy
[18] عمر حسن عبد الرحمن، “تداعيات عملية «طوفان الأقصى» ستطال الجميع”، أفكار، 7/10/2023. متاح على الرابط: https://cutt.us/qEfYX
[19] Pepe Escobar, “The geopolitics of Al-Aqsa Flood”, The Cradle, 12/10/2023. At: https://cutt.us/jNCoH
[20] ثابت العمور، “”طوفان الأقصى”.. الشعوب الإفريقية تنتصر للقضية الفلسطينية”، الميادين، 19/10/2023. متاح على الرابط: https://cutt.us/TtBXY
[21] “جورجيفا: معارك إسرائيل وحماس تزيد قتامة أفق الاقتصاد العالمي”، الجزيرة نت، 12/10/2023. متاح على الرابط: https://cutt.us/4DORD