استراتيجية المقاومة الفلسطينية بإدارة معركة “طوفان الأقصى”.. الأسلحة والتكتيكات العسكرية

وفقاً لتقرير لميدل ايست آي للكاتب البريطاني ديفيد هيرست في 5 نوفمبر الجاري، فقد كان إطلاق حركة حماس والمقاومة الفلسطينية لمعركة “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر الماضي، مدروساً ومستهدفاً بدقة، لوقف مخططات الجماعات اليهودية المتطرفة لهدم قبة الصخرة والمسجد الأقصى،، وبناء الهيكل المزعوم، بعدما نحجوا في تقسيم المسجد الأقصى مكانياً وزمانياً باستخدام الأجهزة الأمنية والتدخلات الحكومة الصهيونية لفرض الأمر الواقع بالقوة الجبرية..

كما استهدفت حماس تحرير الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وتحريك ملفهم ووقف معاناتهم، والبالغ عددهم نحو 5200 أسير فلسطيني.. بجانب التخلص من حصار قطاع غزة المفروض منذ 17 عاما، حيث تركت الولايات المتحدة والقوى الدولية والإقليمية القطاع محاصرا محروما من وسائل العيش الأساسية.

وجاءت المعركة كأول معركة مخطط لها، بدأها الجانب الفلسطيني، بطريقة هجومية، وفق أهداف فلسطينية، استعملت فيها المقاومة العديد من التكتيكات الفريدة والمتنوعة وغير المسبوقة على صعيد الصراع الفلسطيني مع الكيان الصهيوني، وذلك رغم المجازر الدموية التي لجأ إليها الصهاينة كمحاولة لرد اعتبارهم، متجاوزين كل الخطوط الحمراء والقوانين الدولية والانسانية..

ورغم تلك الخسائر المادية والبشرية بحق المدنيين في قطاع غزة، إلا أنه على الصعيد العسكري والسياسي، حققت المقاومة انتصارات معتبرة مع الصهاينة، بادارة معركة شرسة مع  الاحتلال، مستخدمين العديد من الأسلحة والاستراتيجيات العسكرية التي تدرس، إلى جانب خطط متطورة تعتمد على أسلحة متنوعة ومطورة محليا… وعلى الرغم من استمرار فعاليات معركة “طوفان الأقصى” حتى اللحظة، وأيضا الرد الإسرائيلي المتمثل في الحملة العسكرية التي أطلقت عليها “السيوف الحديدية”، إلا أن  درسة المعركة وتجلياته، يبقى مهما على الصعيد السياسي، والعسكري… ولعل الوقوف على حجم التسليح الاسرائيلي وايضا الدعم الأمريكي  والغربي يكشف إلى أي مدى تتعاظم انجازات المقاومة الفلسطينية…

أولا: تحديات أمام المقاومة:

1- مشاركة أمريكية في العمليات العسكرية:

وكانت صحيفة “ميلتاري واتش” المتخصصة بالشؤون العسكرية عن وجود تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة الأمريكية قد نشرت قوات عمليات خاصة لشن هجمات مشتركة مع القوات الإسرائيلية ضد حركة “حماس” الفلسطينية المتمركزة في غزة“.

ونقلت الصحيفة تصريحات عن الكولونيل المتقاعد بالجيش الأمريكي دوغلاس ماكغريغور، في حديث لأحد البرامج الأمريكية حول الموضوع، قال فيها: “في الساعات الـ 24 الماضية أو نحو ذلك، ذهبت بعض قوات العمليات الخاصة لدينا وقوات العمليات الخاصة الإسرائيلية إلى غزة للاستطلاع، بهدف التخطيط للمكان الذي قد يرغبون في الذهاب إليه لتحرير الرهائن وإحداث تأثير“.

وتابع الضابط الأمريكي الذي جاءت تصريحاته في 25 من أكتوبر الماضي: “تم إطلاق النار عليهم وتكبدوا خسائر فادحة، كما علمت“.

وتقوم الولايات المتحدة وإسرائيل بتنسيق عمليات متعددة بشكل وثيق في غزة ومناطق عدة في سوريا والعراق والضفة وغيرها…

2-تطور نوعي عسكري إسرائيلي:

وكانت صحيفة “لوموند” الفرنسية قد أشارت إلى أن التوازن العسكري بين إسرائيل وفلسطين قد اختل بشكل كبير على الرغم من أن إسرائيل “تمتلك قوات مسلحة راسخة ومتقدمة تقنيا، بما في ذلك جيش مدرب جيدا وسلاح جوي وبحري لديها معدات حديثة وقدرات استخباراتية وبنية تحتية دفاعية موثوقة”.

فإسرائيل تمتلك جيشا أكثر تقدما وتجهيزا بشكل كبير مقارنة بأي فصيل أو مجموعة فلسطينية محددة تمتلك إسرائيل جيشا عالي التدريب ومتقدما تقنيا، بما في ذلك قوة جوية قوية وقدرات استخباراتية متقدمة وأسلحة حديثة. بالإضافة إلى ذلك، تستفيد إسرائيل من التحالفات الدولية القوية، لا سيما مع الولايات المتحدة..

وتشتهر إسرائيل بابتكاراتها التكنولوجية ولديها صناعة دفاعية قوية وقد طور تقنيات عسكرية متقدمة، بما في ذلك أنظمة الدفاع الصاروخي مثل القبة الحديدية، ومقلاع داوود والسهم كما تشتهر البلاد بقدراتها الاستخباراتية، والتي تعتبر حاسمة للأمن القومي.. ويعتبر سلاح الجو الإسرائيلي من أكثر القوات الجوية تقدما وجاهزية للقتال في العالم.

وهي تشغل طائرات مقاتلة حديثة وطائرات مراقبة وأصول جوية حديثة أخرى.. ولها قوة بحرية على الرغم من صغر حجمها نسبيا مقارنة ببعض القوات البحرية الأخرى، إلا أنها حديثة ومجهزة بقوارب صواريخ وغواصات وسفن دورية..

وأمام تلك القدرات العسكرية الكبيرة، فإن معركة  طوفان الأقصى بمثابة خروج عن التكتيكات السابقة، ما يدل على عملية عسكرية أكثر تطورا. استخدمت المجموعة وسائل حرب جديدة، بعضها لم يستخدم من قبل في النزاعات..

من جانبه أكد موقع قناة التلفزيون الهندية “ndtv” استحالة “إجراء مقارنة مباشرة بين القوة العسكرية لحركة حماس والقوات المسلحة الإسرائيلية، لأن حماس، بحسب وصفه “تخوض معركة غير تقليدية“.

وتوقف  الموقع الهندي أمام ما وصفه بـ”الاستخدام المثير للاهتمام لأنظمة الأسلحة الجديدة نسبيا، مثل الطائرات بدون طيار والطائرات الشراعية، بالإضافة إلى الصواريخ بعيدة المدى”، وهو ما رأى أنه “يشير إلى شكل مختلف وأكثر تقدما من العمليات التقليدية.

بالإضافة إلى أن اسرائيل هي أيضا قوة نووية، وهي إمكانية قد تكون غير مناسبة في سياق القتال مع حماس، ولكنها رادعة إذا تجاوز الصراع حدوده..

3-دعم لوجستي غربي:

ومنذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب، ساندت العديد من الدو الغربية العدوان الصهيوني غلى غزة، وانتهاكاته اللاانسانية بحق الفلسطينيين المدنيين، وأرسلت أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا ترساناتها العسكرية إلى إسرائيل، من حاملات طائرات، وأسلحة متطوررة، بل وفرق عسكرية للمشاركة في القتال..

كما أفشلت الدول الأوربية وأمريكا جهود دولية عد لادانة اسرائيل وارغامها على وقف القتال، كما حصل في مؤتمر القاهرة للسلام، والجمعية العامة للامم المتحدة وغيرها..

وتوالت زيارات الرؤوساء والمسئولين الغربيين لاسرائيل، لتقديم الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي وغيره…

وتنوع الدعم الغربي والأمريكي لاسرائيل، بين  ما هو  دبلوماسيا، وعسكريا، واستخباراتيا، ومن بين الأسباب الرئيسية التي تقف وراء الدعم السياسي والعسكري لإسرائيل، الشراكات الاقتصادية وكسب المزيد من الأصوات الانتخابية..

وتبنّى مجلس النواب الأميركي حزمة مساعدات بقيمة (14) مليار دولار لإسرائيل، في الثالث من نوفمبر 2023، تخصص لأنظمة الدفاع الجوي والصاروخي بما في ذلك القبة الحديدية الإسرائيلية. وتساعد قوات العمليات الخاصة الأمريكية الجيش الإسرائيلي في عمليات التخطيط والاستخبارات، بالإضافة إلى تسريع شحن الذخائر، والصواريخ الاعتراضية.

وتعمل الولايات المتحدة على إقناع شركات الدفاع الأميركية بتسريع تسليم طلبات الأسلحة الخاصة بإسرائيل، وعلى رأسها الحصول على ذخائر لنظام الدفاع الجوي الإسرائيلي “القبة الحديدية”.

وأعادت واشنطن توجيه حاملة الطائرات “جيرالد آر فورد” للإبحار نحو إسرائيل، وطلبت وزارة الدفاع الأميركية طائرات حربية إضافية لدعم أسراب الطائرات ” A-10 وF-15 وF-16″ الموجودة في قواعدها في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

كما وصل “لويد أوستن ” وزير الدفاع الأمريكي إلى إسرائيل في 13 أكتوبر 2023، في زيارة تهدف إلى إظهار تضامن الولايات المتحدة مع إسرائيل، وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن الزيارة تهدف إلى التشديد على “الدعم الراسخ من الولايات المتحدة لشعب إسرائيل والتزامها أن توفر لإسرائيل ما تحتاج إليه للدفاع عن نفسها”.

كما وصل “أنتوني بلينكن” وزير الخارجية الأميركي في 3 نوفمبر 2023 في ظل التصعيد في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من أجل التأكيد عن الدعم الأميركي المستمر لإسرائيل. أجرى “جو بايدن ” الرئيس الأمريكي محادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتانياهو” للتأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، و”تضامن واشنطن مع تل أبيب والالتزام الصارم بأمنها” في 18 أكتوبر 2023.

واوربيا، فقد قرر “ريشي سوناك ” رئيس الوزراء البريطاني في 13 أكتوبر 2023 إرسال سفينتين حربيتين، وطائرات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط لتقديم “دعم عملي” لإسرائيل، وضمان “الردع”، وتعزيز الأمن الإقليمي، ومنع أي تصعيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يشمل الدعم طائرة من طراز “بي 8” وسفينتين تابعتين للبحرية الملكية، وثلاث مروحيات من طراز “ميرلين” وسرية من مشاة البح

فيما أكدت فرنسا في 16 أكتوبر 2023 تقديم “معلومات استخبارية” لإسرائيل. لفتت باريس أنه لم يُطلب منها تقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل..

ووضعت وزارة الدفاع الألمانية طائرتين مسيرتين حربيتين – الطائرتين من طراز “هيرون تي بي”- تحت تصرف إسرائيل في ظل تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وعلى هامش زيارةٍ له إلى إسرائيل قال المستشار الألماني شولتر، “إن أمنَ إسرائيل ومواطنيها مصلحةٌ وطنيةٌ ألمانية. وإن مسؤوليتنا المنبثقة عن “الهولوكوست” لتُملي علينا أن ندافع عن وجود دولة إسرائيل وأمنها”.

وأيضا أعلنت وزارة الداخلية الألمانية في الثاني من نوفمبر 2023 حظر حركة حماس وشبكة صامدون. ووصفت وزارة الداخلية الألمانية شبكة صامدون بأنها شبكة دولية تنشر دعاية معادية لإسرائيل واليهود تحت غطاء ما يسمى بمنظمة التضامن مع الأسرى في مختلف الدول، ونتيجة للحظر، تصادر ألمانيا أي أصول محتملة، ويتم حظر أي ظهور على الإنترنت أو أنشطة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وإلى جانب الأصوات الانتخابية، ودور اللوبيات اليهودية بأوروبا، يعد الاتحاد الأوروبي الشريك الاقتصادي الأكبر بالنسبة لإسرائيل، والأمر لا يختلف أيضا بالنسبة للولايات المتحدة، وهو ما يرجح أن يكون سبب الدعم اللامتتناهي لاسرائيل..

4-تضعضع المواقف العربية:

وأمام المواقف الأوروبية والأمريكية الداعمة لاسرائيل في عدوانها، يأتي الموقف العربي باهتا وبلا أي فعالية أو تأثير، مقتصرا على الشجب والادانة، بل والسلبية إزاء انتهاكات اسرائيل وتعدياتها على بع الأطراف العربية الفاعلة، سواء باستهداف أهداف مدنية بمصر، وتهديدات كلامية ضد الأردن ولبنان وسورية، وعدم اكتراث بأي قمم أو مؤتمرات عربية واسلامية..

وكان أخرها القمة الطارئة التي عقدت بالسعودية بعد أكثر من شهر من الحرب، دون أن تسفر عن قرارات رادعة لاسرائيل، بل تسبب المقترح الليبي لمشروع البيان الختتامي للقمة العربية، في قلق بعض الأطراف العربية، كالسعودية ومر والامارات، ما دفعهم لدمج الفمتين العربية والاسلامية في قمة واحدة بالرياض في مشهد مزري…

وما زالت تعجز مصر على فتح دائم لمعبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، أو إدخال مساعدات إنسانية ووقود ومتلزمات صحية إلى القطاع، الا باذن من امريكا واسرائيل!!! وهو ما يضعف المشروع المقاوم برمته في فلسطين..

5-الحصار الممتد المفروض على قطاع غزة:

ولا يجهل أحد الحصار المفروضض على قطاع غزة ، منذ العام 2007، وهو ما يهدد حياة الفلسطينيين بمجملها، إذ أن التحكم الاسرائيلي في مجمل الحياة الفلسطينية، بما يخدم الاهداف الصهيونية تماما، حيث يخرم قطاع غزة من الادوية والمستلزمات الحياتية العادية، والتي لا تدخل الا باشراف مخابراتي تام من قبل اسرائيل والمخابرات المصرية، الملزمة بتقديم كشوفات يومية لاسرائيل بالكميات والنوعيات الداخلة لقطاع غزة…

ثانيا: أسلحة المقاومة:

وكان اللافت في هذه المعركة منذ بدايتها إدخال حركات المقاومة الفلسطينية بقيادة كتائب عز الدين القسام سلسلة من الأسلحة الجديدة، كثير منها محلي الصنع على ما يبدو، وتمثل نقلة نوعية بالنسبة للمقاومة.

وتشمل ترسانة حماس بنادق هجومية ورشاشات ثقيلة وقذائف صاروخية وأسلحة مضادة للدبابات، بالإضافة إلى بنادق قنص بعيدة المدى.

وفي الماضي، استخدمت حماس الأفخاخ المفخخة والانتحاريين (الاستشهاديين)، حسبما ورد في تقرير لشبكة CNN الأمريكية. ومن ضمن تلك الأسلحة التي ظهرت بالمعارك…

-قذائف الياسين 105:

وعلى ما يبدو فأن قذائف أسلحة المقاومة الفلسطينية من أكثر الأسلحة فاعلية، فلقد أعلن أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس): ” لقد تمّ تدمير 22 آلية عسكرية إسرائيلية بقذائف “ياسين 105، وذلك في لأسبوع الثالث من المعارك..

فيما يقول الخبير العسكري اللواء فايز الدويري لـ”الجزيرة” إن هذا النوع من القذائف سواء 105 أو 107 هو عبارة عن قذائف “آر بي جي 7″، وهي قذيفة ترادفية؛ أي توجد حشوتان بداخلها.

وميزة الحشوات الترادفية أو المزدوجة أنها قادرة على اختراق التحصينات التي تحمي الدبابات، فالحشوة الأولى تدمر التحصين الأول، بينما الثانية تجهز على الدبابة نفسها.

والقذيفة “ياسين 105 هي جزء من سلسلة قذائف ياسين التي طورتها حركة حماس، وتمت تسميتها على اسم مؤسس حماس، الشيخ أحمد ياسين، الذي استشهد في هجوم شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي في 22 مارس/آذار 2004.

وقد تأثر تصميم ياسين بقذائف RPG-2 وRPG-7 السوفييتية الأصل المصنوعة في غزة في السابق، مع محرك بسيط.

ويُقال إن هذه القذائف يتم تصنيعها في ورش صغيرة تحت الأرض، مع حشوة متفجرة مصنوعة من مادة تي إن تي المنصهرة ومسحوق نترات الأمونيوم، وفي حين أن المدى الفعال المعلن يبلغ 300 متر، فإن مركز معلومات الاستخبارات الإسرائيلي يقترح ما بين 200 و250 متراً.

فيما أعلنت كتائب “القسام” في 1 نوفمبر الجاري، تدمير 4 آليات إسرائيلية بقذائف “الياسين 105” في بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة.

وقالت “القسام” في بيان: “تمكن مجاهدونا من تدمير 4 آليات بقذائف الياسين 105 والإجهاز على قوة راجلة متمركزة داخل أحد المباني في بيت حانون”.

-صواريخ كورنيت:

وتعد صواريخ كورنيت الروسية المضادة للدبابات، من أهم الأسلحة التي تمتلكها حماس، وأثبتت تلك الصواريخ الموجهة بالليزر فعاليتها ضد دبابات ميركافا الإسرائيلية.

-صواريخ “متبر 1” المضادة للطائرات:

وفي تطور لافت، أعلنت حركة حماس، عن إدخالها منظومة دفاع جوي محلية الصنع للخدمة ضد الطائرات الإسرائيلية، ونشرت مقطعاً مصوراً يظهر لحظة نصب صواريخ المنظومة “متبر 1” واستهداف الطيران الإسرائيلي بها، ومقطعاً آخر تضمن مشاهد عمليات التصدي لطيران إسرائيل عن طريق صواريخ محمولة على الكتف، وأخرى أُطلقت من منصات أرضية.

وتواصل القسام عملها لتطوير أسلحة تحقق تحييد الطيران الإسرائيلي.

وهذه الصواريخ يعتقد أنها تستخدم في التصدي لطائرات الهليكوبتر، وهي صواريخ تقليدية لا تناور فيزيائياً ولا تمتلك رأس توجيه، وبها متفجرات تتشظى قرب الطائرات الحربية، حسبما ورد في تقرير لموقع قناة”سكاي نيوز” العربية.

ولا تمتلك “متبر1” خواص صواريخ الدفاع الجوي الشائعة مثل الأجنحة التي تدفعها إلى الطيران والمناورة للانقاض على المقاتلات، بل إنها تطير ثم تنفجر قرب الهدف. وتعتمد على الإحداثيات ومراقب جوي يبلغ عن قدوم الطائرات.

ويقول التقرير: “هذا الصاروخ يشبه في التصميم صاروخ “شهاب ثاقب” العامل على منظومة “يا زهراء”، وهي نسخة إيرانية محلية الصنع من منظومة “إتش كيو 7” الصينية، المثيلة لمنظومة “كروتال” الفرنسية، لكن النسخة الفلسطينية من دون أي أجنحة للمناورة، مما يضعف قدرتها على الاستهداف“.

ويقدر التقرير بأن مداها يصل من 500 متر إلى 10 كليومترات، والسرعة قد تصل إلى 700 كيلومتر في الساعة، وأنها مزودة برأس حربي زنة 15 كليوجراماً.

ورغم أنها تعد صواريخ بسيطة ولم تتمكن من إسقاط أي طائرات حتى الآن، ولكنها قد تكون بداية لمحاولة مهمة لمواجهة نقطة تفوق إسرائيل الرئيسية في حروبها ضد المقاومة في فلسطين ولبنان وفي كل حروبها مع العرب، ألا وهي الطيران.

-الصواريخ متعددة المدى:

وعلى الرغم من أن إسرائيل تمتلك شبكة دفاع صاروخية واسعة، إلا أن حماس أنشأت مخزوناً كبيراً من الصواريخ المصنعة محلياً بهدف إطلاق عدة طلقات من أجل اختراقها.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه تم إطلاق أكثر من 5000 صاروخ باتجاه إسرائيل منذ بدء الحرب، فيما تقول حماس إنها أطلقت 5 آلاف صاروخ في اليوم الأول فقط، ورغم أن القبة الحديدية تسقط أغلبها ولكن النسبة التي تقع مؤثرة، كما أنها تشل الحياة في إسرائيل.

وقدرت المخابرات الإسرائيلية في عام 2021 أن حماس والجهاد الإسلامي، تمتلكان حوالي 30 ألف صاروخ في ترسانتهما.

ويقول المحللون إنه لا توجد دلائل حتى الآن على أن حماس طورت صواريخ موجهة، يمكنها ضرب الأهداف بشكل أكثر دقة.

ويعتقد أن حماس تنتج الغالبية العظمى من الصواريخ الخاصة بها هذه الأيام، نظراً لصعوبات تهريب الصواريخ الأكبر حجماً إلى قطاع غزة المحاصر.

أما الطريقة التي تقوم بها حماس بتصنيع الصواريخ البدائية فهي غير معروفة. وأشار باحثون غربيون إلى أنه في المعارك السابقة مع إسرائيل، عرفت حماس بإطلاق صواريخ مصنوعة من أنابيب مياه قديمة.

كما قيل إن مهندسي حماس استخرجوا حديداً من سفن غارقة في البحر لاستخدامه في تصنيع الصواريخ.

وقال علي بركة، رئيس العلاقات الوطنية لحماس في الخارج، لقناة روسيا اليوم: “نحن نبني هذه الأسلحة في غزة“.

وأضاف: “لدينا مصانع محلية لكل شيء، للصواريخ التي يصل مداها إلى 250 كيلومتراً، و160 كيلومتراً، و80 كيلومتراً، و10 كيلومترات، لدينا مصانع لقذائف الهاون.. لدينا مصانع للكلاشينكوف ورصاصها”.

-صاروخ قسام 1″:

وهو المولود الأول لترسانة كتائب القسام، ويكتسب اسمه من المجاهد عز الدين القسام، وأطلقته في 26 أكتوبر 2001، باتجاه مستوطنة “سديروت”، وبلغ مداه آنذاك نحو 3 كيلومترات…

ويتمتع “قسام 1” بمواصفات بدائية نسبياً؛ حيث لا يتجاوز طوله 70 سم، وقطره نحو 8 سم، ويحمل رأساً متفجراً يزن 1 كلجم من مادة “تي إن تي” (TNT) شديدة الانفجار، ويطلق الصاروخ بواسطة قاذف غير دقيق في إصابة الهدف، بعد إطلاق هذا الصاروخ، وصفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية الحدث حينها، عبر موقعها الإلكتروني، بقولها إن الصاروخ قلب الموازين العسكرية وصنع لأول مرة قوة ردع، تؤثر بشكل مباشر على الجبهة الداخلية لـ “إسرائيل”. إذ إن الخطر الأكبر الذي تمثله الصواريخ، هو خطر نفسي لا مادي بالأساس.

-صاروخ قسام 2″:

وهو  نسخة مطورة عن الأول، وأعلنت عنه كتائب القسام عام 2002، وبلغ مداه من 9 كيلومترات إلى 12 كيلومترا.

-صاروخ قسام 3″:

وقد أعلنت عنه كتائب القسام عنه عام 2005، وشكّل في ذلك الحين نقلة نوعية بوصوله إلى مدينة عسقلان المحتلة، بمدى يتراوح بين 15 و17 كيلومترا.

-صاروخ M-75:

وهو أول صواريخ حماس، الذي يوصف بالبعيد المدى، ومن المتعارف عليه أن صواريخ حماس تحمل عبر رموزها الأحرف الأولى لأسماء قادة الحركة الشهداء. وقد سُمِّي صاروخ M75 نسبة للقيادي إبراهيم المقادمة.

وأُطلق هذا الصاروخ عام 2012 رداً على اغتيال قائد أركان كتائب القسام، الشهيد أحمد الجعبري، ويبلغ مداه من 75 إلى 80 كيلومتراً، ويُعد أول صاروخ يُطلق على مطار بن غوريون.

-صاروخ S55:

يُعرف أيضاً بـ “صاروخ سجّيل”، وهو أول صواريخ القسام التي تصل إلى مدينة اللد المحتلة، وقد أُطلق لأول مرة عام 2014 ويبلغ مداه 55 كيلومتراً.

-الصاروخ  J80 :

ويُعد صاروخ J80 أول صاروخ يُطلق باتجاه تل أبيب في تاريخ الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، بحسب ما ذكرت كتائب القسام، وقد سُميّ باسم القيادي الشهيد أحمد الجعبري نائب القائد العام لكتائب القسام.

ولهذا الصاروخ ذكرى مميزة، إذ تحدت به الكتائب قوات الاحتلال من أن تعترض القبة الحديدية هذا الجيل من الصواريخ، وأعلنت في حرب “العصف المأكول” عام 2014 أنها ستقصف “تل أبيب” في تمام الساعة بصواريخ J80، وكذلك فعلت، لتفشل القبة الحديدية من اعتراضهم.. ويبلغ مدى هذا الصاروخ 80 كيلومتراً.

-صاروخ R160:

ويُعد الصاروخ الأول من نوعه الذي ضرب مدينة حيفا، التي تقع بعد تل أبيب  وسُمِّي نسبةً للقيادي الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، وتكمن أهميته -بحسب الكتائب- في وصوله مناطق أبعد، وقدرته على ضرب العمق الإسرائيلي على مسافة أكثر من 100 كلم عن قطاع غزة.

وأُطلق هذا الصاروخ لأول مرة عام 2015، ويُعتقد أن مداه يتجاوز 160 كيلومتراً.

-الصاروخ A120 :

ويحمل رؤوساً متفجرة ذات قدرةٍ تدميريةٍ عالية، يصل مداها إلى 120 كيلومتراً”، حسبما قالت كتائب عز الدين القسام، في بيان لها، عند الإعلان عن استخدامها لصاروخ من هذا الطراز في نوفمبر 2021 في ضربة صاروخية وجهتها للقدس.

ودخل هذا النوع من الصواريخ الخدمة “بشكل معلن لأول مرة” في ذلك الوقت بعد أن انقضت مهلة، منحت لإسرائيل من قبل “الغرفة المشتركة” في القطاع، لسحب جنودها من المسجد الأقصى وحي “الشيخ جراح” بمدينة القدس المحتلة والإفراج عن المعتقلين.

-صاروخSH85″ :

أيضاً خلال حرب غزة في مايو 2021، كشفت كتائب الشهيد عز الدين القسام عن استخدامها لأول مرة لصواريخ SH85، التي جاءت تسميتها تيمناً بالقائد الشهيد محمد أبو شمالة، ويصل مداها إلى 85 كم.

واستخدمت الكتائب هذا النوع من الصواريخ لأول مرة في الضربة الصاروخية التي وجهتها فجر 12 مايو 2021 لتل أبيب ومطار “بن غوريون“.

-صاروخ عيّاش 250″:

وهو الصاروخ الأبعد مدى حتى حرب غزة 2021  في ظل ما هو مُعلن، وقد انطلق للمرة الأولى 13 مايو 2021، تجاه مطار رامون جنوب فلسطين وعلى بعد نحو 220 كلم من غزة. ويعتقد أن مداه يصل إلى 250 كيلومتراً، وينسب اسمه للمهندس الشهيد يحيى عياش، أحد أبرز قادة كتائب القسام الذي اغتالته إسرائيل عام 1995.

-صواريخ الجهاد الاسلامي:

وتمتلك الجهاد الإسلامي ترسانة كبيرة من الصواريخ وقذائف الهاون وكذلك الصواريخ المضادة للدبابات. وتتكتم الحركة دائما عن مثل هذه المعلومات، ولكنها يعتقد أنها أقل في العدد والمدى من حماس الأكبر في القوة البشرية والإمكانيات.

ويقول موقع “واللا” الإسرائيلي إن للحركة ترسانة أسلحة كبيرة تضم عشرات الآلاف من الصواريخ بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى قاذفات لصواريخ متطورة مضادة للدبابات من نوع “كورنيت” الروسية، وطائرات بدون طيار هجومية، لافتة إلى أنها ثاني أكبر حركة في قطاع غزة.

وأشار “واللا” إلى أن الجهاد الإسلامي في الماضي كانت تمتلك أسلحة وذخائر عالية الجودة، إلا أنه منذ تعزيز الحصار وإغلاق الأنفاق في سيناء وإحباط عمليات التهريب عبر البحر، واجهت الحركة صعوبة في استعادة قوتها واضطرت إلى التحول للإنتاج المحلي للصواريخ مثل حماس..

ولدى الجهاد مثل حماس نسخ مختلفة من صاروخ غراد الذي يصل مداه إلى 40 كيلومتراً ويستطيع الوصول لبئر السبع وأسدود في الجنوب. وصاروخ (بدر-3) من الجهاد له المدى نفسه.

وعلى الرغم من أنه يعتقد أن لدى حماس صواريخ بعيدة المدى أكثر بكثير من الجهاد الإسلامي، فإن الأخيرة لديها ما يقدر بحوالي 8 آلاف صاروخ قصير المدى، ما يعني أن لديها قوة نيران أكثر من حماس تطول المنطقة الإسرائيلية القريبة من المعروف باسم “غزة القريب“.

-القداحة “الولاعة”:

كما نشرت القسام العديد من مقاطع الفيديو لعمليات نوعية  لقوات  “كتائب القسام”، أحد  تلك المقاطع يظهر أحد مقاتلي القسام يقترب من مدرعة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال من المسافة صفر ويضرم النار فيها بوساطة “قداحة” (ولاعة) ما أدى إلى اشتعال النار في آلية الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى تدمبر عشرات الآليات الأخرى التي استهدفها مقاتلو القسام بقذائف الياسين والعبوات اللاصقة.

وحول القداحة، كتبت الصحفية اللبنانية في قناة الجزيرة فاطمة تريكي في حسابها على موقع إكس: “طلعت بتولع بـ”القداحة” أم ربع دولار وقال جايبين جنرالات المارينز مستشارين“.

-طائرات شهاب المسيرة:

وهي أكثر  ما أقلق الجيش الإسرائيلي والتي أنتجتها حماس ، تحت مسمى طائرات شهاب ، والتي استُخدمت بالفعل خلال حرب2021 .

ولقد نشرت حماس فيديو لعملية إطلاقها، وتفيد تقارير بأنها قد تحمل رأساً حربياً يصل وزنه إلى 30 كيلوجراماً، وهناك تقارير عن أوزان أقل، ويمكن أن تطير بسرعة 250 كيلومتراً في الساعة. ويُعتقد أنها مبرمجة بإحداثيات GPS وصور الأقمار الصناعية للعثور على هدفها، كما يمكن توجيهه بصرياً إلى الهدف باستخدام مشغّل أرضي وكاميرا، ويُعتقد أنه يتم إطلاقها من سكة حديدية ويمكن نقلها على متن شاحنة.

-طائرات مسيرة انتحارية:

ويُعتقد أن حماس لديها أيضاً طائرات مسيَّرة انتحارية والتي يطلق عليها الذخائر المتسكعة “loitering munition”، حسبما ورد في تقرير لمجلة Forbes الأمريكية.

ويطلق عليها هذا الاسم، لأنها تحوم في الجو لتبحث عن الأهداف، وتهاجمها بمجرد تحديدها، وتتيح ذخائر التسكع أوقات رد فعل أسرع ضد الأهداف المخفية أو المخفية التي تظهر لفترات قصيرة دون وضع منصات عالية القيمة بالقرب من المنطقة المستهدفة، وتسمح أيضاً بعملية استهدافٍ أكثر انتقائية.

وكان أول استخدام معروف للطائرات بدون طيار من قِبل حماس لاستهداف إسرائيل في عام 2014، لكن جهود حماس باستخدام الطائرات بدون طيار تعود إلى نهاية عام 2012، عندما قال الجيش الإسرائيلي إنهم هاجموا “برنامج الطائرات بدون طيار” التابع للحركة.

وقال جاستن برونك، من معهد رويال يونايتد سيرفيسز إنستيتيوت في لندن: “بمساعدة إيران، طوَّرت حماس عدداً كبيراً جداً من الذخائر غير المكلفة، والتي يمكن إرسالها لضرب أهداف ثابتة، تقع على نطاق بعيد“.

أما أصول  المسيّرة “شهاب”، غير واضحة، وبينما تقول حماس إنها تصميم أصلي بالكامل، تقول المصادر الغربية والإسرائيلية إن تكوين الطائرات بدون طيار مشابه تماماً لتكوين “أبابيل تي” الإيرانية.

ومع ذلك، فإن طائرات “شهاب” ليست نسخة طبق الأصل من طائرات أبابيل الإيرانية أو “قاصف” التي يستخدمها الحوثيون.

فالطائرات الفلسطينية أصغر قليلاً من النوعين المذكورين أعلاه، حسب موقع Eurasian Times.

كما يختلف شكل وحجم الأجنحة في طائرات “شهاب”، إلى جانب مخروط الأنف، الذي يبدو أنه أكثر حدة واستدارة من النماذج الإيرانية واليمنية، إذ يبدو أن طائرات “شهاب” تصنع في ظروف أقل تقدماً من أبابيل.

ليس من المستغرب أيضاً أن تكون طائرات “شهاب” أصغر من طائرات “قاصف” أو “أبابيل تي”، فالمسافات التي تحتاجها لمهاجمة الأهداف الإسرائيلية من غزة أقصر بكثير من تلك الموجودة بين مواقع الإطلاق في اليمن والأهداف في المملكة العربية السعودية، حسبما ذكر محلل الدفاع تايلر روجواي، في تقرير نشره موقع The War Zone.

بصفة عامة تمثل الطائرات المسيَّرة مشكلة بالنسبة للصواريخ الدفاعية وأنظمة الرادارات، لأنها قد تكون مصنوعة من مواد لا تعكس أشعة الرادار، ومحركاتها كهربائية وليست حرارية، مما يصعب تتبُّعها من أجهزة الرصد الحراري التي تستطيع رصد الصواريخ.

-طائرات مسيرة “زواري”:

كما أعلنت “كتائب القسام”، “إطلاقها طائرة زواري انتحارية تجاه موقع مارس العسكري” الإسرائيلي في غلاف غزة، دون مزيد من التفاصيل.

كما أن لحماس تاريخ طويل من تطوير الطائرات المسيرة،.

وكان اللافت في عملية طوفان الأقصى استخدام المسيرات المروحية التي لا يعرف هل صنعتها أم حصلت عليها من الخارج.

ويُظهر مقطع فيديو تم نشره على أحد حسابات حماس على وسائل التواصل الاجتماعي منظراً علوياً للذخائر التي تقول حماس إنها أسقطتها على الجنود الإسرائيليين بواسطة طائرة بدون طيار. وتم استخدام سلاح مماثل في الهجوم الأولي، الذي أسقطت خلاله حماس قنابل على أبراج مدافع رشاشة موجه عن بعد في موقع استيطاني إسرائيلي على طول الحدود.

ولعبت هذه المسيرات دوراً كبيراً في “طوفان الأقصى”، حيث دمرت أجهزة الاستشعار التي تراقب السياج الذي يفصل غزة عن إسرائيل.

وقال جون سبنسر، رئيس دراسات الحرب الحضرية في معهد الحرب الحديثة في كلية ويست بوينت العسكرية الأمريكية لـCNN  إن هذا يشير إلى مستوى عالٍ من التدريب لمعرفة كيفية استخدام الأجهزة والقنابل الأكثر فاعلية لأهدافها.

ويبدي دهشته من هذا المستوى من التنسيق والتعقيد في الهجوم الذي نفذ بالطائرات المسيرة.

وفي مقطع فيديو آخر نشرته حماس وتم تحديد موقعه الجغرافي بواسطة CNN، يبدو أن طائرة بدون طيار تضع عبوة ناسفة موقوتة فوق مدفع رشاش آلي يتم التحكم فيه عن بعد في موقع استيطاني إسرائيلي.

-الطائرات الشراعية:

كان مشهد “مظليو حماس” وهم يستخدمون المظلات والطائرات الشراعية أشهر المشاهد تأثيراً في عملية طوفان الأقصى.

والطائرات الشراعية، التي تستخدم الرياح للدفع للأمام وللأعلى، أو المظلات التي تعمل بالطاقة، والتي تحتوي على محرك، تُستخدم بشكل شائع من قبل الباحثين عن المغامرة. لكنها لا تُستخدم على نطاق كبير في الحروب، وذلك لسبب وجيه، “وهوالطائرات الشراعية معرضة للخطر بشكل لا يصدق وغير قادرة على المناورة بشكل خاص”..

ويتفق مع هذا الرأي “شون إليوت”، نائب رئيس الشؤون الصناعية والتنظيمية في جمعية الطائرات التجريبية.

وقال إليوت: “إنها ضيقة النطاق إلى حد ما”. “أنت بحاجة إلى الظروف المناسبة والبيئة المناسبة. إذ يوجد بها الكثير من نقاط الضعف“.

لكن هذا حدث من قبل. في أواخر عام 1987، حيث دخل مقاتل فلسطيني مقيَّداً بطائرة شراعية معلقة – تشبه الطائرة الشراعية لكن لها إطاراً صلباً لجناحيها – المجال الجوي الإسرائيلي. وذكرت مجلة تايم أن المقاتل المسلح بقنابل يدوية ومسدس وبندقية هجومية قتل ستة جنود إسرائيليين وأصاب سبعة آخرين قبل أن يقتل.

-القنابل اليدوية:

كما أظهر هجوم 7 أكتوبر  أن حماس تمتلك القنابل اليدوية على نطاق واسع.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت حماس قد حصلت على القنابل اليدوية من الخارج أو قامت بتصنيعها، لكن حقيقة امتلاكها لها بهذا المعدل واستخدامها بهذه الطريقة، تشير إلى أن حماس  قامت بتوسيع قدراتها في السنوات الأخيرة.

وقال ديفيد بنسون، الذي خدم في العراق ويعمل الآن في شركة أمنية: “القنابل اليدوية باهظة الثمن، حتى في الجيش الأمريكي“.

-أسلحة الذكاء الاصطناعي والهجمات الالكترونية:

وضمن الأسلحة  النوعية المتطورة التي استخدمتها  المقاومة الفلسطينية في حربها ضد الصهاينة، ما كشفته دراسة أجرتها شركة أمن إسرائيلية عن “برمجية خبيثة” جديدة تستطيع محو أنظمة الحاسوب وتعطيلها، من المشتبه أن مخترقين استخدموها ضد مؤسسات رسمية لدولة الاحتلال، لصالح حركة حماس، بحسب ما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، الأربعاء 1 نوفمبر 2023.

ورصدت الدراسة التي أجرتها شركة الأمن الإسرائيلية Security Joes، البرمجية الخبيثة بالفعل في عدة شبكات خاصة بالشركات الإسرائيلية، حيث تسببت في كثير من الأضرار أينما جرى تنشيطها، بحسب التقرير.

وتحمل برمجية المحو الخبيثة هذه اسم “بيبي-لينكس BiBi-Linux”، ومن المرجح أن المخترقين كانوا يحاولون إيصال رسالةٍ ما بتلك التسمية، لكن ليس من الواضح ما إذا كانت مجرد سخرية أم محاولة لإخفاء آثارهم فحسب، و”بيبي” هو الاسم الشائع في الشارع لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.

وقالت الصحيفة: “تذكّرنا سمات هذه البرمجية الخبيثة بالأسلحة السيبرانية المتقدمة التي طورتها بعض الدول من قبل،  وأبرزها (فيروس شيمعون)، وهو عبارة عن برمجية خبيثة استخدمها الإيرانيون لمهاجمة الأنظمة الحاسوبية في كافة أرجاء الشرق الأوسط. ويشتبه البعض في أن “فيروس شيمعون” مبني على سلاح سيبراني استخدمته إسرائيل والولايات المتحدة لمهاجمة أهداف إيرانية قبل عقدٍ كامل، بحسب بعض وسائل الإعلام الأجنبية. لكن لم يتضح بعدُ ما إذا كانت البرمجية الخبيثة الحالية نسخة مطورة من سلاحٍ قديم أم تمثل إنتاجاً أصلياً جديداً. علاوةً على أن مصدر تلك البرمجية الخبيثة لم يتضح بعد أيضاً.

حيث يقول إيدو ناور، الرئيس التنفيذي لشركة Security Joes: “رصدنا ضرر هذه البرمجية لدى مجموعة شركات تتوافق مع أهداف حماس. ومن المحتمل أن تكون لدى حماس قدرات تطوير مماثلة، لكننا ما نزال نحقق في قدرات هذه المجموعة بالوقت الراهن”. وقد جرى رصد البرمجية الخبيثة بعد إلزام شركة الأمن بمساعدة الشركات الإسرائيلية التي تعرضت للهجوم، وذلك ضمن جهودها في أعقاب الحرب على غزة.

ولا شك في أن استخدام برمجية خبيثة كهذه يشير إلى ارتفاع قدرات المخترقين الموالين لـ”حماس”. إذ لم يعد نشاطهم مقتصراً على تخريب مواقع الويب، أو اختراق صناديق البريد الإلكتروني، أو سرقة البيانات كما كان الحال حتى الآن. وصارت أنشطة هؤلاء المخترقين تمثل قدرات خطيرة قد تُلحق أضراراً بالغة بأي شركة أو منظمة تضربها تلك البرمجية الخبيثة.

-الحرب السيبرانية:

ولم تغفل المقاومة التطورات التكنولوجية،  ودور وسائل التواصل والتأثيرات النفسية  للمعلومات وحربها، فدشنت مجموعة تطلق على نفسها “سايبر طوفان الأقصى” عن اختراق عدد من المواقع الإسرائيلية الرسمية، واستحوذت على قاعدة بيانات لعدد من المجندين وجنود الاحتياط وأرقامهم.

ومنذ ذلك التاريخ تواجه إسرائيل طوفانا من الهجمات “السيبرانية”، من قبل مجموعات من “الهاكرز” يدعمون القضية الفلسطينية من مختلف الجنسيات وفي مختلف البلدان.

وقالت مجموعة من الهاكرز الفلسطينيين تطلق على نفسها “سايبر طوفان الأقصى” وتضع شعار كتائب عز الدين القسام إلى جانب شعارها، إنها كانت أرسلت تهديدا إلى جميع المؤسسات الإسرائيلية باختراقها وقرصنتها.

وبالفعل نشرت مجموعة الهاكرز هذه في وقت لاحق عبر حساباتها على منصات التواصل تفاصيل بعض هذه الهجمات.

وأعلنت في بيانها عن اختراق عددٍ من المواقع المرتبطة بوزارة الدفاع الإسرائيلية واستحوذت على قاعدة بيانات لعدد من المجندين وجنود الاحتياط وأرقامهم، ومعلومات أخرى تتعلق بمعلومات حساسة أعلنت أنها ستكشف تفاصيلها تباعا، كما توعدت بأنها ستستخدم هذه البيانات ضمن منظومة هجمات أخرى.

كما أعلنت مجموعة “سايبر طوفان الأقصى” عن تعطيل عمل العديد من المواقع الإسرائيلية الحكومية، وأخرى تابعة لمؤسسات إعلامية، ولم تذكر ماهية المعلومات التي استحوذت عليها بل اكتفت بعرض عدد من المواقع قبل اختراقها وبعد الاستحواذ عليها.

يذكر أن الهجمات السيبرانية استطاعت إيقاف أكثر من 100 موقع، من بينها الموقع الإلكتروني الرسمي لجهاز المخابرات الإسرائيلية، وذلك بالتزامن مع انطلاق عملية “طوفان الأقصى“.

قالت شركة “ريكورديد فيوتشر” المعنية بالرصد المعلوماتي السيبراني إن الهجمات السيبرانية على المواقع والتطبيقات الإسرائيلية قد زادت وتيرتها منذ بداية عملية “طوفان الأقصى”.

-“طوربيد العاصف”:

يعد  “طوربيد العاصف أحدث الاسلحة التي طورتها حماس، في حربها ضد المحتل الصهيوني حاليا، ويعتمد  الصاروخ على نظام توجيه نشط يعمل بالأشعة تحت الحمراء، وبقوة ذاتية الدفع، ويمكن إطلاقه من غواصة أو سفينة أو حتى من فوق الماء.

والطوربيد، هو واحد من أهم الأسلحة التي أعلنت عنها حماس، والذي يمثل تطوراً مذهلاً، وحتى لو كانت فاعليته محدودة، فإن تجربة حماس مع كل الأسلحة تؤكد أنها تبدأ بسيطة وتتطور بشكل كبير، مثلما حدث مع صواريخ القسام.

وكشف الناطق باسم كتائب “القسام”، أبو عبيدة، الثلاثاء 31 أكتوبر، لأول مرة عن استخدام طوربيد محلي الصنع خلال عملية “طوفان الأقصى” التي تخوضها فصائل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وقال أبو عبيدة إن طوربيد “العاصف” الموجه عن بعد الذي دخل الخدمة لأول مرة استخدمه “سلاح البحرية في كتائب القسام لتوجيه عدد من الهجمات ضد أهداف بحرية خلال الأيام الماضية قبالة سواحل قطاع غزة“.

وتطوير الطوربيد مسألة معقدة وهو يتكون عادة من ثلاثة أجزاء، المحرك والمفجر وجهاز الضبط.

-أسلحة صينية وروسية معدلة:

ونقلت شبكة CNN عن خبراء بناء على ما قالت إنه تحليل للعشرات من الصور ومقاطع الفيديو لمسلحي حماس خلال هجوم طوفان الأقصى المفاجئ أن العديد من الأسلحة تبدو وكأنها أسلحة نارية روسية أو صينية معدلة.

ووصف أحد الخبراء كيف أن الهجوم المخطط له بشكل معقد، والذي تسلل فيه مقاتلو حماس إلى إسرائيل عن طريق البر والبحر والجو، يعكس تغيراً في الاستراتيجية العسكرية الشاملة لحماس، ومنها:

-مدفع رشاش من طراز DShK سوفييتي الصنع:

ومن بين الأسلحة تظهر الصور التي حللتها شبكة CNN، مدفع رشاش من طراز DShK سوفييتي الصنع، وهو مدفع رشاش من عيار 0.50، تم تعديله وتجهيزه ليناسب شاحنة صغيرة.

وكثيراً ما يستخدم هذا السلاح، المصمم لاختراق المركبات والطائرات العسكرية، من قبل الجيوش المهنية. يتم تركيبه عادةً على حامل ثلاثي الأرجل أو مركبة مدرعة ويستخدم كسلاح دفاعي في القتال.

ثالثا: كيف أدارت المقاومة الفلسطينية المعركة؟

واتبعت المقاومة الفلسطينية العديد من التكتيكات  والاستراتيجيات القتالية مع الصهاينة، حققت لها توازنا استراتيجيا، بين الردع والهجوم..ومنها:

-توسع حماس في تكتيكات التخفي :

ورغم محاولات  اسرائيل اختراق برامج التسليح لدى حماس،  الا انها فشلت فشلا ذريعا، في الوقت الذي نجحت فيه اسرائيل في اختراق “البرامد الايرانية” المتعلقة بالمنشآت النووية…ولم تنجح إسرائيل في الوصول إلى عدد مؤثر من القادة العسكريين للمقاومة الفلسطينية خاصة قائد الجناح العسكري لحماس محمد الضيف أو تدمير ذي مغزي لشبكة الأنفاق، التي قالت حماس إنها تمتد لـ500 كيلومتر تحت غزة دمرت منها إسرائيل 5%، حسب تصريح يحيى السنوار، رئيس حركة حماس في قطاع غزة، في وقت سابق..

وحتى قبل الحرب الأخخيرة، فشلت الاستخبارات الإسرائيلية في الكشف عن امتلاك حماس لصواريخ تصل إيلات، وفي توقع تكتيكات المقاومة الفلسطينية للتغلب على القبة الحديدية مثل تكتيك الزخات أو الرشقات الصاروخية.

وكان من الواضح أن المشكلة بالنسبة لإسرائيل، ليست في القدرات العسكرية الإسرائيلية التي لا شك في تفوقها الهائل على المقاومة الفلسطينية ولكن المشكلة الأساسية في نقص المعلومات وقلة عدد الاهداف التي يمكن ضربها، والفشل في كشف تكتيكات الخداع والتمويه لدى حماس والجهاد بفضل قدرتها على بناء جزء من بنيتها العسكرية وإخفاء قيادتها بطريقة لا تصل إليها أعين الاستخبارات الإسرائيلية ولا أسلحة الجيش الإسرائيلي، حتى لو نجح الأخير في استهداف بعضها.

ووصل الأمر إلى مطالبة بعض المعلقين الإسرائيليين بإجراء تطهير لقيادات الجيش الإسرائيلي بسبب أداء حرب غزة، مثلما قال ألوف بن، رئيس تحرير صحيفة هآرتس “Haaretz” الإسرائيلية.

المفارقة هنا هي نجاح حركات المقاومة الفلسطينية في حماية أسرارها وإخفاء جزء كبير من المعدات والبنى العسكرية وقيادتها عن أعين الاستخبارات الإسرائيلية، رغم أن غزة قريبة من إسرائيل وتخضع شبكات اتصالاتها وكل مظاهر الحياة فيها للتجسس الإسرائيلي والاختراق على مستويات عدة.

-انضباط عال قد يفوق الدول مع الحماسة الحركية:

ويكون أعضاء الأجهزة والمؤسسات العسكرية في الدول مهما قويت قدراتها الأمنية والأيديولوجية أقل استعداداً للتضحية بأنفسهم أو حتى التخلي عن نمط الحياة العادي مقارنة بأعضاء حركات التحرر الوطني خاصة إذا كانت حركات ذات مرجعية دينية أو وطنية أو يسارية.

فأعضاء الحركات الأيديولوجية عادة مناضلون كرسوا حياتهم لقضيتهم، بينما رجال الجيش والاستخبارات في مثل هذه الدول بدأوا حياتهم كطلاب متميزين، ثم أصبحوا موظفين أكفاء ومقاتلين محترفين، وقد ظهر هذا الفارق من قبل بين الطرفين في النضالات التي خاضتها حركات الاستقلال والتحرر في الدول النامية ضد الدول المتقدمة مثل الجزائر وفيتنام وأفغانستان.

بالاضافة إلى ميزة التخلي عن التكنولوجيا، بما أن العمل العسكري لحماس والجهاد قائم على استخدام أساليب وأسلحة بسيطة لا تعتمد على تكنولوجيا إطلاقاً أو قدر محدود من التكنولوجيا فإن هذا يصعب اختراقهما من قبل إسرائيل.

فالتقدم التكنولوجي يمثل مشكلة كبيرة لخصوم دولة متقدمة مثل إسرائيل لأنه من الصعب التفوق عليها في هذا المضمار لأن إسرائيل في الأغلب تتفوق على أغلب الدول المتقدمة في المجال..

وبالتالي التكنولوجيا توفر لإسرائيل في الأغلب بوابة ولوج للاختراق. إذ تستطيع إسرائيل وأمريكا اختراق أنظمة طائرة حربية إيرانية أو لأي دولة عربية أخرى، ولكنها لن تستطيع أن تفعل ذلك مع صواريخ المقاومة التي لا تحوي أي أجهزة كمبيوتر في الأغلب، ويزداد الأمر سوءاً بطبيعة الحال للدول العربية التي تشتري أسلحة غربية والتي قد تحوي ثغرات معروفة سلفاً لإسرائيل لاختراقها.

ومما يسهل لحماس والجهاد تقليل الاعتماد على التكنولوجيا، صغر مجتمع وبساطة هياكلهما العسكرية مقارنة بالدول، وشبكة العلاقات الشخصية التي تربط أعضاء الحركتين، وبالتالي قلة الحاجة للتكنولوجيا، في عملية التنظيم البيروقراطي الذي يمثل عادة واحداً من أسهل قنوات الاختراق.

وقد ظهرت قدرة حماس تحديداً في عزل عملياتها العسكرية والأمنية عن الاختراق الإسرائيلي سواء القائم على التجسس البشري أو الإلكتروني في عملية احتجاز الجندي الاسرائيلي الأسير جلعاد شاليط لمدة خمس سنوات رغم أن غزة قد تكون أكبر مكان مراقب في العالم، حسب وصف قاله أحد الباحثين المتخصصين في الشأن الفلسطيني..

فالاختفاء هو الاستراتيجية الأساسية للحركات الفلسطينية، التي تعلم أنها لا تستطيع إسقاط الطائرات الحربية التي تقصف غزة، فلم تستثمر في ذلك ولم تحاول، بل ركزت على الأنفاق باعتبارها الوسيلة الوحيدة للهروب من القصف الإسرائيلي.

المفارقة أن هذا يعد تطبيقاً ناجحاً لمفهوم الحرب غير المتماثلة التي يقال إن الإيرانيين وحزب الله من أمهر مستخدميها.

ويقدم نجاح الحركات الفلسطينية في مواجهة الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلي دليلاً على أن “الحاجة أم الاختراع” وأن الإنسان مهما كان ضعيفاً فإنه عبر الإصرار والتفكير العقلاني غير التقليدي وتراكم الخبرات والصبر يستطيع أن يواجه خصماً يفوق قوته عشرات الأضعاف.

فإسرائيل تعتبر واحدة من أكثر دول العالم تقدماً في مجال التجسس سواء القائم على التجنيد البشري أو التجسس الإلكتروني، ولكنها اليوم لا تستطيع إيجاد آلاف الصواريخ المخبأة على بعد كيلومترات من حدودها.

–ايجاد قوة ردع ضد  اسرائيل:

ورغم استخدام اسرائيل منظومة القبة الحديدية، الا أن الصواريخ الفلسطينية تستطيع  أحياناً، اختراق القبة، سواء عبر استراتيجيات الإلهاء للقبة، أو إمطارها عبر إطلاق أعداد هائلة من الصواريخ، وبما أن القبة تسقط نحو 90% من الصواريخ، حسب المصادر الإسرائيلية، فإن إطلاق عدد كبير من الصواريخ وقذائف الهاون يعني أن نسبة الـ10% (لو افترضنا أنها ليست أكثر من ذلك) قادرة على التسبب في مشكلات لإسرائيل.

وبالإضافة لإمكانية إصابتها أهدافاً عسكرية ومدنية، بما في ذلك أهداف حساسة مثل مصافي النفط وحفارات استخراج الغاز، والمطارات، فحتى لو أسقطت إسرائيل معظم الصواريخ، فإن حالة التأهب والرعب التي تدفع الإسرائيليين للإبقاء في الملاجئ وأحياناً تعليق حركة الطيران في المطارات توفر للمقاومة الفلسطينية حالة من الردع النسبي الذي يدفع إسرائيل للموافقة على الهدن المقترحة من الوسطاء، دون تحقيق تل أبيب لأهدافها.

وسبق أن استهدفت المقاومة الفلسطينية حقل تمارا على بُعد حوالي 55 ميلاً (88.5 كم) من ساحل حيفا.

ولعل التسليح والمناورة والارادة القتالية لحماس وفصائل المقاومة الفلسطينية، حققت الكثير من الردع ، خاصة فيما يتعلق باية عمليات برية اسرائيلية…

وفي عام 2021، قال قائد كبير في الجيش الإسرائيلي إن حماس لديها 30 ألف رجل و7 آلاف صاروخ وعشرات الطائرات بدون طيار، حسبما نقل عنه موقع the Times of Israel.

مضيفا: ” ولدى حماس 300 صاروخ مضاد للدبابات و100 صاروخ مضاد للطائرات، حسب القائد الإسرائيلي…

وتشير بعض التقديرات إلى أن حماس لديها قوة قتالية تقدّر بحوالي 40 ألف رجل، من بينهم 400 كوماندوز بحري، تلقوا تدريبات ومعدات متطورة لتنفيذ عمليات بحرية، حسب المصادر الإسرائيلية.

في حين أن القوة القتالية للجهاد الإسلامي في فلسطين يعتقد أنها لا تقل عن 9 آلاف مقاتل.

ويعتقد أن حماس لديها قوات كوماندوز وقوات عسكرية أساسية وقوات شرطة، إضافة لقوات احتياطية من المتطوعين والشباب، وقد تكون الأخيرة أكبر حجماً من التقديرات السابقة.

وقال قائد إسرائيلي إن حركة الجهاد الإسلامي الأصغر، والتي غالباً ما تعمل بشكل مستقل عن حماس، تمتلك ترسانة مماثلة. ويشمل ذلك 6000 صاروخ وعشرات الطائرات بدون طيار، والصواريخ المضادة للدبابات، والطائرات.

وسبق أن وجّه قائد حماس في غزة يحيي السنوار في خطاب باسم كل الفصائل المسلحة، ما يشبه رسالة تحذير لإسرائيل إن حاولت احتلال غزة، قائلاً إن “عدد المقاتلين في القطاع يقدّر بحوالي 70 ألفاً من الشباب، سيخرجون من باطن الأرض بمضادات دروع، وسيطلقون صواريخ ستحيل مدن إسرائيل إلى مدن أشباح”، وأنّهم يملكون مئات الكيلومترات من الأنفاق تحت الأرض، وآلاف الكمائن، وجميعها صُنعت في غزة.

كما هدّد السنوار إسرائيل، بقدرة المقاومة على ضرب تل أبيب مدة 6 أشهر متواصلة، برشقات صاروخية متتالية، تفوق أعدادها عشرات المرات، لما تعرضت له من قصف خلال عام 2014.

تلك التقديرات تمثل قوة ردع كبيرة باتت رقما حاسما في معادلة الصراع مع اسرائيل…

-توسيع شبكة الأتفاق:

ولعل قدرات حماس الواسعة في بناء وشق الانفاق التي تعد أكبر سلاح في التخفي والتحرك السري المضاد  للمقاومين  ضج الصهاينة…

وتمتلك حماس ما يعرف بـ”مترو حماس” أو مترو غزة، وهي شبكة واسعة من الأنفاق تحت غزة، وتوصف بأنها مدينة كاملة تحت أرض القطاع، وهي معدة لحماية أنشطة المقاومة من الطيران الإسرائيلي، وكذلك قد تُستخدم لشن هجمات مباغتة على قوات الاحتلال في حال تنفيذها توغلاً أو غزواً للقطاع.

وتعبير “مترو حماس” أول من استخدمه رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي في الأيام الأولى لجولة القتال مع غزة في عام 2021، وتحديداً بعد ارتكاب الطائرات الحربية مجزرة شمالي قطاع غزة -عبر بناء ما يُعرف  بـ”حزام ناري” مكثف- تم عبر قصف الطائرات الحربية بـ200 غارة جوية في أقل من نصف ساعة لمنطقة شرقي مدينة غزة، بالتزامن مع تسريب الجيش الإسرائيلي أخباراً مضللة لوسائل إعلام محلية إسرائيلية ودولية عن استعداد الجيش لدخول غزة برياً.

وكان الهدف من ذلك، وفقاً لما كشفته صحيفة معاريف الإسرائيلية، استدراج أفراد الفصائل الفلسطينية المتمركزين في مواقعهم فوق الأرض وتحتها للانقضاض عليهم، ضمن خطة استعداد تدرب عليها الجيش منذ 3 سنوات، وهي الفترة التي تولى فيها كوخافي رئاسة الأركان.

الصحيفة ذاتها اعترفت بهذا الفشل وفقاً لمصادرها في الجيش؛ إذ كان الهدف من هذه الخطة وفق الادعاء الإسرائيلي، قتل وإصابة ما بين 300-400 فرد من فصائل المقاومة.

–ادارة عمليات التسليح المتعدد المصادر:

كما نجحت المقاومة الفلسطينية في ادارة ملف التسليح والاستعداد لمعركة “طوفان الأقصى”  بصورة سرية وفاعلة.، ةتحنبت التصعيد مع اسرائيل في خربها الاخيرة مع الجهاد الاسلامي في مايو الماضي، وهو ما جعل اسرائيل ومخططو عملياتها يطمئنون إلى أن حماس بات ما يهمها هو ادارتها لقطاع غزة بصورة سلسة بعيدا عن التصعيد االعسكري..

وتعمل حماس انطلاقاً من قطاع غزة، وهو شريط من الأراضي الساحلية على البحر الأبيض المتوسط ​​تحده إسرائيل ومصر، والذي تم عزله عن بقية العالم منذ عام 2007 عندما سيطرت حماس على القطاع، مما دفع إسرائيل ومصر إلى فرض حصار عليه.

وفي حين أن الأسلحة أقل تطوراً بكثير من المعايير الإسرائيلية، فإن تأثيرها أدى إلى مستوى غير مسبوق من الدمار، حسب  سي ان ان الأمريكية.

وأمام ابداعات المقاومة الفلسطينية،  واستعمالها العديد من الأسلحة المحلية والمصنعة والمعدلة ، تعددت الاتهامات للمقاومة، بأنها حصلت على دعم واسلحة من ايران، تارة، ومن كوريا الشمالية تارة أخرى…

حيث قال مسؤولون كوريون جنوبيون ومحللون وخبراء يوصفون في الغرب بالمستقلين إن حركة حماس استخدمت على الأرجح أسلحة كورية شمالية في هجومها المفاجئ على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، بناءً على ما قالوا إنه صور وأدلة فيديو.

ومن بين الأسلحة الكورية الشمالية التي تم العثور عليها في الهجوم قذائف صاروخية من طراز F-7 وقذائف مدفعية عيار 122 ملم. كما أظهر مقطع فيديو فحصته وكالة أسوشيتد برس الأمريكية مقاتلين من حماس يحملون صاروخاً كورياً شمالياً مضاداً للدبابات.

أنواع الأسلحة المزعوم استخدامها هذه يمكن أن تجعل عمليات القوات الإسرائيلية في حرب المدن أكثر صعوبة، وفقاً لما ذكره اللواء المتقاعد من القوات الجوية الأمريكية لاري ستوتسريم، مدير الأبحاث في معهد ميتشل لدراسات الفضاء الجوي.

وقال ستوتسريم: “يمكن استخدام قذائف آر بي جي لإطلاق النار على المروحيات الإسرائيلية أثناء الهبوط أو الإقلاع أو التحليق”. “لكن ما يريدون فعله حقاً هو أنه إذا دخل الإسرائيليون إلى غزة، فسيستخدمون قذائف آر بي جي لمهاجمة المركبات الآلية التي تحمل القوات والأسلحة. وقذائف الهاون والصواريخ“.

وشدد ستوتسريم على أنه على الرغم من أن هذه الأسلحة قد لا تكون “مغيرة لقواعد اللعبة” بالنسبة للمقاومة، إلا أن أهميتها المحتملة تتوقف على الكمية التي بحوزة حماس.

فيما نفت بيونغ يانغ، عبر وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، دور أسلحتها في هجوم 7 أكتوبر.

ويقول شتوتزريم إن اكتشاف أسلحة كورية شمالية بحوزة جماعات مسلحة مثل حماس لا ينبغي أن يشكل مفاجأة.

وقال ستوتسريم: “لقد نفذت كوريا الشمالية مبيعات أسلحة كبيرة لفترة طويلة”. لقد كان مجتمع الاستخبارات الغربي يراقب هذا الأمر منذ عقود، بدءاً من أوائل التسعينيات، مشيراً إلى أن بيونغ يانغ نجحت في زيادة دخلها عبر البيع بشكل كبير إلى البلدان التي تعارض الغرب.

وأضاف ستوتسريم أنه من المحتمل أن إيران سهلت شراء هذه الأسلحة.

ولدى بيونغ يانغ تاريخ في بيع الصواريخ وتبادل التكنولوجيا النووية مع دول مثل مصر وإيران وليبيا وسوريا والإمارات العربية المتحدة، وفقاً لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وفي عام 2009، أعلنت إسرائيل أن طائرة شحن كورية شمالية تم الاستيلاء عليها في تايلاند كانت في طريقها إلى حماس وحزب الله، وكانت تحمل أكثر من 35 طناً من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ وقذائف آر بي جي.

-عمليات خلف خطوط العدو:

واتبعت حماس تكتيكات عسكرية متنوعة  خلال العمليات والمواجهات مع الصهاينة، وأعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أنها نفذت عملا هجوميا “هندسيا” داخل موقع “أبو مطيبق” العسكري الإسرائيلي في شرق المحافظة الوسطى، وتمكنت من إسقاط برج المراقبة والاتصالات الرئيسي.

-القتال من المسافة صفر:

واستعملت المقاومة الفلسطينية اساليب الفيتناميين في مواجهتهم الامريكان المدججين بأحدث الاسلحة…

وإسرائيل لا تفضل القتال من نقطة الصفر، لأن ذلك يعني الاشباك بكل أنواع الأسلحة، وهذا سبب القصف الجوي الإسرائيلي المستمر.

الأرض أمام إسرائيل مجهولة وهذا لصالح حماس، وهذا ما يجعل إسرائيل مترددة للقيام بالهجوم البري الشامل.

وفي بيانات متتالية، ذكرت “كتائب القسام”، أن عناصرها “باغتوا قوة راجلة صهيونية غرب إيرز من خلف الخطوط وأجهزوا على 3 جنود من مسافة صفر“.

وصباح الأربعاء 1 نوفمبر، أعلنت “كتائب القسام” استهداف آلية إسرائيلية “توغلت” شرق حي الزيتون بغزة، وإسقاط قذيفة مضادة للأفراد على قوة إسرائيلية في بيت حانون.

وارتفع عدد الجنود الإسرائيليين القتلى في المعارك البرية في قطاع غزة، إلى 328، منذ بداية الحرب في  أكتوبر الماضي..

وتوالت العمليات النوعية باستهداف الجنود الاسرائيليين من المسافة صفر…

-مباغتة القوات البرية المتوغلة بالقطاعة:

وتوالت اعلانات حماس عن استهداف لقوات المتوغلة في غزة، والتي دمرت خلالها العديد من الاليات العسكرية الصهيونية المتطورة..

وأعلنت، يوم الأربعاء  8 نوفمبر ، تدمير 4 آليات إسرائيلية بقذائف “الياسين 105” في بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة.

وقالت “القسام”، في بيان: “تمكن مجاهدونا من تدمير 4 آليات بقذائف الياسين 105 والإجهاز على قوة راجلة متمركزة داخل أحد المباني في بيت حانون“.

وفي بيان سابق، ذكرت “كتائب القسام”، أن عناصرها “باغتوا قوة راجلة صهيونية غرب إيرز من خلف الخطوط وأجهزوا على 3 جنود من مسافة صفر“.

تلك الأساليب  المتنوعة في القتال فاقمت خسائر الصهاينة  عسكريا وبشريا..

-اتباع حماس استراتيجية الصدمة:

وعملت حماس على صدم العدو الصهيوني بقوة، في قوته البشرية التي تحظى بأهمية بالغة لدى الجيش، أكثر بكثير من الأسلحة الصهيونية المكلفة الثمن كالجرافات التي تصل سعر الواحدة منها نحو 100 مليون دولار..

وقد عبر يوآف غالانت، وزير الدفاع الاسرائيلي عن صدمته البالغة، في مطلع نوفمبر الجاري، بقوله: إن قواته تدفع ثمنا باهظا في المعارك الضارية التي تخوضها مع حركة حماس في قطاع غزة..

وجاء تصريح يوآف غالانت تعليقا على مقتل 11 جنديا في معارك مع مقاتلي حماس في قطاع غزة، الثلاثاء 31 أكتوبر  الماضي.. .

وكتب غالانت على حسابه الرسمي في منصة “إكس” (تويتر سابقا):” إن مقتل جنود الجيش الإسرائيلي في المعارك ضد حماس في غزة ضربة صعبة ومؤلمة“.

كانت وسائل إعلام إسرائيلية أفادت، مؤخرا، بوقوع حدث وصفته بـ”الخطير” تعرضت له القوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة.

وإزاء الصدمات المتتالية التي أوقعتها حماس بين الجنود الاسرائيليين، فرضت الرقابة الإسرائيلية حظرا للنشر بشأن الأمر.

وقد  أقر رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، الخميس 2  نوفمبر الجاري، أن “لهذه الحرب ثمناً مؤلماً وباهظاً؛ لقد فقدنا عدداً من خيرة أبنائنا خلال القتال في غزة“.

هاليفي قال في تصريح مكتوب: “إننا في خضم الحرب المستعرة، لقد تقدمنا إلى مرحلة تالية هامّة، حيث تخوض القوات حالياً عملية برية في شمال قطاع غزة”..

فيما لفت هاليفي إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي “يخوض القتال في منطقة سكنية معقدة ومزدحمة”. وقال: “يجري إسناد القوات البرية بالمعلومات الاستخباراتية الدقيقة والنيران من الجو والبحر”. وتابع: “يلتحم الجنود وجهاً لوجه مع عدو قاسٍ“.

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تصريح مكتوب: “لدينا أيضاً خسائر، خسائر مؤلمة، لأن كل جندي يسقط هو عالم كامل“.

-توثيق العمليات كآلية للحرب النفسية:

وإلى جانب التنوع في العمليات، وتنسيق العمليات والاسلحة، لم تغفل المقاومة توثيق عملياتها العسكرية، من أول لحظات عملية طوفان الاقصى.. وتعددت اصدارات الاعلام العسكري لحركة حماس، بصورة يومية، وتصدر المتحدث باسم القسام، المكنى أبو عبيدة، جميع وسائل الاعلام وساحات التواصل الاجتماعي، لدرحة وصفه الكثير من الاعلاميين الغربيين، أن فيديوهاته تنال متابعة ومشاهدة أكثر من مشاهدة مباريات كرة القدم في بطولات كأس العالم…

وكانت كتائب القسام قد أظهرت فيديو نشرته مساء الخميس 2 نوفمبر، لمشاهد التحام مقاتلي المقاومة بآليات الاحتلال وتدميرها من النقطة صفر، وذلك بعد أيام من محاولات التوغل الإسرائيلي في قطاع غزة.

وأظهر الفيديو مشاهد من التحام مقاتلي “القسام” بآليات الاحتلال شرق حي الزيتون، وتدمير إحداها من مسافة صفر بعبوة العمل الفدائي وقذيفة “الياسين 105”.

وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم كتائب القسام “أبو عبيدة”، إن مقاتلي المقاومة دمروا ما قوامه كتيبة من دبابات الاحتلال التي تحاول التوغل في قطاع غزة، وذلك في اليوم السابع والعشرين للحرب.

-التسلل خلف خطوط العدو:

وتنفذ المقاومة عمليات تسلل خلف خطوط القوات الإسرائيلية في منطقة غلاف غزة، وتخوض اشتباكات في  العديد من المحاور في وقت واحد، كمعبر بيت حانون (إيرز)، كما شنت هجمات بالصواريخ والمسيرات، وتصدت لمحاولة توغل شمالي القطاع.

وقال أبو عبيدة في خطاب مصور، إن مقاتلي المقاومة يواصلون التصدي لقوات الاحتلال في محاور التوغل المختلفة، وإنهم تمكنوا من الالتفاف خلف خطوط العدو والهجوم عليه من النقطة صفر.

كما أعلن المتحدث باسم “القسام” عن تنفيذ هجمة مضادة بمحور شمال غربي مدينة غزة، دمر المقاتلون خلالها 6 دبابات وناقلتي جند.

-قدرات اتصالية فائقة في خطاب المقاومة:

وصدرت المقاومة الفلسطينية المتححدث باسم كتائب القسام، المكنى بأبو عبيدة، وهو يملك المهارات الاتصالية الأساسية للتأثير، فهو أولا الناطق الرسمي باسم أقوى فصيل سياسي وعسكري فلسطيني في غزة؛ مما يعطيه أولوية المتابعة، وكوفيته مفتاح رئيسي للمتابعة، فهي رمز فلسطيني عربي عالمي؛ فيما يعطي غموض شخصيته ولباسه نوعا من الكاريزما اللازمة للتأثير، ويمزج في المخاطبة بين المرونة والبأس بنبرات صوته وهزات يده وطريقة تحريك أصابعه، ويسرد تفاصيل الأحداث والمعلومات العسكرية والسياسية بدقة وفق الأولويات، ودون إطالة وبلا انفعالية زائدة، وذلك وفق التحليل النفسي والاتصالي لخطابات..

وهو ما دفع أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس المصرية، محمد عبود، إلى التأكيد إن هناك “حالة من الذعر البالغة من أبو عبيدة ورجال المقاومة، أنتجت تفكيرا غيبيا وبدائيا في إسرائيل، وهو ما لا يتناسب مع الصورة الذهنية الحداثية والمتطورة الشائعة عنها في العقل العربي والغربي!”.

موضحا خلال فيديو له، نشر على منصة “فيسبوك” أن “ظاهرة تجارة الأحجبة والأعمال والتمائم انتشرت بشدة في المجتمع الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة، الأمر الذي يعكس أن الأزمة الناجمة عن عمليات طوفان الأقصى هزت المجتمع الإسرائيلي بعنف، وأسفرت عن توجيه الناس إلى العوالم الباطنية والخفية بحثا عن الأمان“.

وتابع عبود، وفق المصدر نفسه، أن الحاخام يجآل كوهين، يقول: إن دخول غزة هو الجنون بعينه، خاصة أن الجندي الإسرائيلي سوف يصبح مثل “الصرصار في عدسة القناصين التابعين للمقاومة الفلسطينية“.

رابعا: ارتدادات  أساليب حماس على أرض الواقع الفلسطيني:

ومع استمرار القتال  وتحقيق المقاومة المسلحة  الفلسطينية  انجازات عدة على أرض الواقع، تزداد المعادلة العسكرية صعوبة أمام المحتل الاسرائيلي، من خسائر بالغة، بجانب  تطور استراتيجي حاسم  سياسيا وعسكريا لصالح المقاومة،  ستدفع اسرائيل ثمنه لاحقا…

-خسائر اسرائيل:

وبعد مرور شهر من الحرب، وفي 7 نوفمبر الجاري، وثقت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، الحصيلة الاسرائيلية من الخسائر، والتي حددتها بأنها حوالى 850 جثة لإسرائيليين وأجانب تم التعرف إليها لغاية الآن، و348 قتيلاً من “الجيش” الإسرائيلي وأيضاً 240 أسيراً.

وفيما يخص الخسائر الاقتصادية التي لحقت بالاحتلال الإسرائيلي، قالت الصحيفة الإسرائيلية إن الحرب كلفت “إسرائيل” لغاية الآن حوالى 50 مليار شيكل (ما يقارب 13 مليار دولار).

ولفتت إلى أن نفقات المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية بلغت 30 مليار شيكل، أساسها ميزانية جنود الاحتياط والذخائر، و14.3 مليار دولار مساعدات أميركية.

وقالت الصحيفة إن الأضرار التي وقعت في 24 مستوطنة من مستوطنات غلاف غزة تقدر بنحو 10 مليارات شيكل.

وأضافت “يديعوت أحرونوت” أن هناك 5 مليارات شيكل تكلفة الأضرار الناتجة من قصف الصواريخ في سائر أنحاء “إسرائيل”، وملياري شيكل ميزانية تتعلق بالمستوطنات.

وفيما يخص ميزانية ما يسمى بـ”مساعدة دعم” لأعمال لشهري أكتوبر ونوفمبر، قدرت بـ12 مليار شيكل.

و15 مليار شيكل، وفقاً للصحيفة، “قيمة الضرر المقدر للنمو الاقتصادي الإسرائيلي من بين جملة أمور التراجع في مدفوعات الضرائب“.

وأكدت الصحيفة أن “29 مستوطنة في الغلاف و22 في الشمال أُخليت من المستوطنين، مضيفةً أن أكثر من 94 ألفاً تم إجلاؤهم ويقيمون بفنادق في مختلف أنحاء “إسرائيل”، من بين الذين تم إجلاؤهم فقط حوالى 35 ألفاً منهم يستحقون الإجلاء”، وفقاً للصحيفة.

وأضافت أن هناك من أجلوا بصورة مستقلة وبلغ عددهم حوالى 115 ألف إسرائيلي، وهم أجلوا من مستوطناتهم بناء لقرار ذاتي. وفي المجموع، وفقاً للصحيفة، أكثر من 224 ألف إسرائيلي من مستوطني “إسرائيل” يقيمون في هذه الأيام خارج مستوطناتهم.

وقالت الصحيفة إن آلاف الأعمال الصغيرة على عتبة الإفلاس، ومئات آلاف العمال يمكن أن يوضعوا في إجازة غير مدفوعة.

وبالتزامن، أفادت وسائل اعلام إسرائيلية بأن بنك “إسرائيل” يعلن انخفاضاً حاداً في أرصدة الاحتلال من العملات الأجنبية.

وقال موقع “بلومبرغ” الأميركي إن هناك انخفاضاً في الاحتياطات الأجنبية لـ”إسرائيل” بأكثر من 7 مليارات دولار منذ شهر.

وفي وقت سابق، تحدث تقرير في موقع “فايننشال تايمز” البريطاني، عن فداحة الخسائر التي يلحقها العدوان على غزة  منذ 7 أكتوبر الماضي باقتصاد الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح التقرير أنّ الطلب انخفض بشكل عام في “إسرائيل”، وأغلقت الشركات أبوابها، ولا سيما بعد أن تمّ تجنيد المستهلكين والعمال في احتياط جيش الاحتلال.

وفي غضون ذلك، كشف البنك المركزي الإسرائيلي أن تل أبيب تتكبد خسائر أسبوعية تقدر بـ 2.3 مليار شيكل (600 مليون دولار) أسبوعيا، بسبب الحرب على غزة.

وأوضح البنك أن هذه الخسائر ناجمة عن إغلاق العديد من المدارس في أنحاء البلاد، وإجلاء نحو 144 ألف عامل من المناطق القريبة من الحدود مع غزة ولبنان، إضافة إلى استدعاء جنود الاحتياط للخدمة.

بدورها، حذرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية من احتمالية انزلاق الاقتصاد الإسرائيلي إلى ركود، بحسب توقعات لخبراء، مع استمرار الحرب في غزة، واستدعاء أكثر من 360 ألف جندي احتياط، واضطرارهم للتخلي عن وظائفهم العادية.

وكانت وزارة المالية الإسرائيلية قدرت، في وقت سابق ، وصول خسائر دولة الاحتلال من حربها في غزة إلى 50 مليار دولار، حتى 10 نوفمبر.

ويستند تقدير التكاليف، التي تعادل 10% من الناتج المحلي الإجمالي، إلى احتمال استمرار الحرب من 8 إلى 12 شهراً، مع اقتصار الأمر على غزة دون مشاركة كاملة لحزب الله اللبناني أو إيران أو اليمن، وكذلك على أساس العودة السريعة لنحو 350 ألف إسرائيلي تم تجنيدهم في قوات الاحتياط إلى العمل قريباً.

كما تتوقع وزارة المالية الإسرائيلية عودة 8.5% من المجندين فوراً إلى العمل بعد وقف القتال.

فيما ذكرت صحيفة “كالكاليست” الاقتصادية الإسرائيلية، الأحد 12 نوفمبر الجاري، نقلاً عن أرقام أولية لوزارة المالية، أن تكلفة الحرب التي تخوضها دولة الاحتلال أمام حركة “حماس” في قطاع غزة ستبلغ ما يصل إلى 200 مليار شيكل (51 مليار دولار).

عسمريا، أكد أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام  توثيق “تدمير أكثر من 160 آلية عسكرية صهيونية تدميرا كليا أو جزئيا منذ بدء العدوان البري” على قطاع غزة.

وأوضح أبو عبيدة  أن الكتائب “دمرت 25 آلية صهيونية خلال الـ48 ساعة الماضية“. “السبت والأحد الماضيين”..

وأضاف أن “مقاومونا يخرجون من تحت الأرض وفوقها ومن تحت الركام ويدمرون مدرعات العدو ودباباته“.

وشدد أبو عبيدة على أن الدبابات الإسرائيلية تواجه مقاومة عنيفة واشتباكات ضارية تجبرها على التراجع وتغيير مسار التوغل.

وفي حين قال الناطق باسم كتائب القسام إن المواجهة غير متكافئة، فإنه أكد أنها “تخيف وترعب أعتى قوة في المنطقة“.

وأضاف أبو عبيدة أن “المجازر التي يرتكبها العدو أمام العالم هي الإنجاز الوحيد للعدو في هذه الحرب” مؤكدا أن الانتقام السهل والسريع يأتي لاسترضاء جبهته الداخلية.

-تحولات ستراتيجية بعيدة المدى:

ومع تلك المعطيات والأرقام السابقة، فإن المقاومة الفلسطينية باتت اليوم قادرة على اجتياح المستوطنات والمواقع العسكرية في ضربة خاطفة ومعقّدة على المستوى الاستخباري والعملياتي، وأن تلحق هزيمة غير مسبوقة بجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يعهد منذ أكثر من نصف قرن مثل هذا النوع من الهزائم.

وقد بدا من اللحظات الأولى لمعركة “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة حماس في غلاف قطاع غزة، أنّها نتاج تخطيط إستراتيجي وعملياتي منذ شهور وربما سنوات طويلة، وأنّ هذا الأداء الذي فاجأ الجميع كان يعدّ من أجل توظيفه في لحظة فارقة تحتاج إليها القضية الفلسطينية ويحتاجها الفلسطينيون.

و قد ظهر هذا في خطابات قيادة المقاومة الفلسطينية في أكثر من مناسبة، كان آخرها كلمة القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف حين أعلن انطلاق معركة “طوفان الأقصى”، أنّ المقاومة تأخذ طبيعة التحولات الجارية في المجتمع والحكومة الإسرائيلية بشكل جدّي، وتظهر الدلائل، مرةً تلو الأخرى، أنّ هناك قدرة استثنائية للمقاومة الفلسطينية وحركة حماس على وجه التحديد على قراءة المشهد الإسرائيلي بكل مستوياته السياسية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية وطبيعة علاقاته الخارجية.

إنّ هذا الإدراك المعمق للمشهد الإسرائيلي يجري توظيفه في إدارة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي. والخلاصة الأهم في ذلك، أنّ المجتمع الإسرائيلي أصبح أكثر يمينية وتطرفاً، وأنّ سمات المجتمع هذه وجدت طريقها لمؤسسات دولة الاحتلال.

وتستهدف هذه الجماعات المتطرفة -عبر دخولها للحكومة- تعزيز مسارات حسم الصراع وتسريعها، وتصفية القضية الفلسطينية عملياً وعلى الارض، بمعنى أنّها تريد أن تحقق إنجازات تتعلق بالسيطرة على الأرض وطرد الفلسطينيين، ووضع اليد على القدس والمسجد الأقصى، بل وهدمه وبناء الهيكل المفترض مكانه.

لقد كانت هذه الأهداف قبل سنوات مجرد شعارات لمجموعات دينية متطرفة واستيطانية معزولة عن صنع القرار في إسرائيل، بل ولديها تحديات مع المؤسسات الأمنية والعسكرية للاحتلال.

وباتت هذه الشعارات برنامج عمل تتبناه الحكومة الحالية وتقرّ له الميزانيات، فقرارات تشريع البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية وخطط جلب مزيدٍ من المستوطنين اليهود من أرجاء العالم هي جزء من برنامج وزارات المالية والدفاع التي يشغلها زعيم التيار الديني القومي المتطرف بتسلئيل سموتريتش.

كما أنّ مسارات الضغط على فلسطينيي الداخل المحتل عام 1948 يقودها وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير، وبات كلا المتطرفَين يملكان مقدرات الدولة ونفوذها ومؤسساتها لتنفيذ مخططاتهم الاستيطانية والإحلالية.

وفي المسجد الأقصى المبارك، باتت الاقتحامات برنامج ترعاه أحزاب وهيئات حكومية، ويقودها وزراء في الحكومة، وباتت المنظومة الأمنية والعسكرية في خدمة تأمين الاقتحامات في الطريق إلى تهويد المسجد الأقصى.

وفي ظل هذا المشهد الصعب الذي يواجه القضية الفلسطينية ويواجه الفلسطينيين، تدور رحى تحولات إقليمية كبيرة في المنطقة لتعزيز مسار التطبيع مع دولة الاحتلال وإدماجها في المنظومة الإقليمية.

وترعى الولايات المتحدة الأمريكية هذا المسار وتضم فيه الدول العربية والإسلامية الرئيسية في المنطقة، مما يعني تجاوزاً للقضية الفلسطينية والتخلي عن موقف الحد الأدنى الذي كانت تتبناه في مبادرة السلام العربية. الأمر الذي يحول القضية الفلسطينية إلى قضية إنسانية لمجموعات سكانية تنشد العيش والطعام والشراب والسكن.

واستجابةً لهذه التحديات الجسام، كانت خيارات الفلسطينيين الفاعلة والمؤثرة والقادرة على وقف هذه المسارات أو التأثير عليها في الحد الأدنى، هي المقاومة بكل الوسائل والأشكال والجغرافيا وبكل السقوف الممكنة، وهو ما عبّرت عنه حركة حماس وبقية الفصائل في غزة، بأخذ هذا القرار بعملية عسكرية وأمنية نوعية فاجأت الصديق والعدو والقريب والبعيد، وهي بلا شك خطوة ستجبر الجميع على إعادة حساباتهم بشكل كبير، بخاصة فيما يتعلق بتجاوز القضية الفلسطينية والفلسطينيين.

وسياسياً، تضع المقاومة الفلسطينية -حركة حماس تحديداً- القضية الفلسطينية على طاولة الجميع وتطرح نفسها قائداً حقيقياً وعملياً لآمال وطموحات الشعب الفلسطيني، وهي دلالة بأنّ كل محاولات احتواء المقاومة وبرنامجها فشلت فشلاً ذريعاً.

وعلى مستوى السياسة الإقليمية، فالرسالة واضحة جداً، أنّ قضية فلسطين لها شعبها وأهلها الذين يملكون خياراتهم وقادرون على إدارة الصراع ولا يمكن السماح لأحد بالنوب عنهم والتصرف بالقضية الفلسطينية وفق رؤيته وبعيداً عن آمال وطموحات الشعب الفلسطيني.

أما عسكرياً، تثبت المقاومة الفلسطينية أنّها لا تجمد على شكل معين، ولا يحدّها سقف الاحتلال، ولا يؤثر في تفكيرها الصورة النمطية الكلاسيكية لدولة الاحتلال الإسرائيلي كونها أقوى جيوش المنطقة، فالتاريخ الحديث للمقاومة الفلسطينية شهد تنوعاً واسعاً في الأدوات والتكتيكات والاستراتيجيات، بدءاً من المقاومة الشعبية بالمظاهرات والاعتصامات والمواجهات بالحجارة والأسلحة البيضاء، إلى عمليات إطلاق النار والعمليات التفجيرية إلى امتلاك الصواريخ والمقذوفات.

إلا أنّ الواقع في قطاع غزة، ومنذ عام 2007 حين سيطرت حركة حماس على القطاع، أخذ منحى مختلفاً ببداية مرحلة مراكمة القوة وتطوير الأداء الأمني والاستخباري والتصنيع الذاتي، وامتلكت المقاومة مساحة جغرافية وظفتها، على ما بدا خلال الأيام الأخيرة، بشكل متقن واستراتيجي في تطوير منظومات القيادة والسيطرة والتدريب والتصنيع والتخطيط.

وباتت المقاومة اليوم قادرة على اجتياح المستوطنات والمواقع العسكرية في ضربة خاطفة ومعقّدة على المستوى الاستخباري والعملياتي، وأن تلحق هزيمة غير مسبوقة بجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يعهد منذ أكثر من نصف قرن مثل هذا النوع من الهزائم، التي وصفها كتاب غربيون وإسرائيليون بأنّها “مذلة“.

وقد وقف الاحتلال عاجزاً أمام فشل أجهزته الاستخباراتية والأمنية الذريع في التنبؤ بالهجوم، أو حتى تقدير موقف قيادة المقاومة والخيارات التي تفكر بها، ويرافق ذلك فشل لقوات الجيش على المستوى العملياتي، إذ بدا غلاف غزة لقمة سائغة أمام المقاومين الفلسطينيين والذين أظهروا مهارة وانضباطاً مذهلَين في الأداء. الأمر الذي سيجلب تداعيات داخل المؤسسات العسكرية والأمنية الإسرائيلية بتشكيل لجان على غرار لجنة فينوغراد بعد حرب يوليو/تموز 2006 في جنوب لبنان.

ووفق التقديرات الاستراتيجية،  فإنّ هذا النوع من العمليات العسكرية الذي يكسر قواعد الاشتباك في غلاف غزة ويغادر مرحلة الحدود الآمنة سيعقّد المشهد أمام الاحتلال، وستكون إعادة تأهيل مستوطنات غلاف غزة أمراً مشكوكاً فيه، وقد يفتح هذا الأمر باباً من الخيارات للمقاومة الفلسطينية في غزة وإمكانية تحرير أراض في ظل عجز جيش الاحتلال عن البقاء في مناطق معزولة وغير مأهولة ومعرّضة للعمليات الهجومية.

خاتمة:

بالتعبير الفلسطيني، فإنه على ما يبدو، فأن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد اعتلى شجرة الوعيد ولم يعد يجد طريقا للنزول، بعدما تعهد بالقضاء على حركة حماس، ثم لم يجد إلى ذلك سبيلا حتى الآن على الأقل.

وقد أثبتت تجليات معركة طوفان الأقصى،  أن التطور الكبير في آليات وأساليب المقاومة على كافة الأصعدة، واتساع مدى صواريخها من كيلومتر واحد في بدايات القسام إلى صواريخ تغطي كل مكان يتواجد فيه العدو الآن، كما زادت قدرتها التدميرية بشكل كبير، ودخلت ساحة الصراع أسلحة جديدة كالمسيرات والحرب السيبرانية.

كما اتضح العجز الإسرائيلي الكامل أمام المقاومة رغم الحصار الخانق المفروض على القطاع والحملات العسكرية المتكررة على غزة. وهو عجز ما زال مستمرا حتى اليوم.

وأيضا  التغيير المهم في العقيدة القتالية الإسرائيلية من هدف تحقيق النصر الكامل إلى هدف جز العشب، أي الاكتفاء بمحاولة تحقيق معادلة الردع مع المقاومة.

كذلك فقد أثبتت “طوفان الأقصى” اتساع ساحات المواجهة مع العدو، اتساعا مكانيا لتشمل كل فلسطين بما فيه الداخل المحتل عام 1948، ومناطق نفوذ السيطرة الصهيونية في الغرب، والاتساع الإعلامي على كافة وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، ثم المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني الدولي.

فوفق السفير الامريكي السابق بالسعودية كوبان  فريدمان، فإن الأوساط الإسرائيلية أيقنت تماما  بأن ما فعلته حماس أهان إسرائيل بشكل أكبر مما حدث في حرب عام 1973.

اذ إن هجوم حماس هو بمثابة هروب من السجن الكبير المسمى غزة، وثورة لمن فقدوا الأمن، ويعانون في قطاع محاصر.

كما أن المواجهة الأخيرة ستضع حدا للتطبيع الإسرائيلي السعودي المنتظر.

وقد أذلت المقاومة أنف الاحتلال وكسرت هيبته وعنجهيته برغم ما يملك من ترسانة سلاح نووي وآليات ودبابات متطورة؛ إلا أن المقاومة استطاعت فرض معادلة عسكرية، وقواعد قتالية مع الاحتلال في موعد بدء المعركة وموعد إنهاء المعركة.

لقد  فشل العدو الصهيوني رغم ترسانته القتالية الكبيرة – في التصدي لصواريخ المقاومة، وخشي من اتساع الرد من جانب المقاومة الفلسطينية، وفتح جبهات قتالية متعددة قد لا يستطع الكيان الوقوف في وجه خاصة في ظل الظروف الداخلية المهترئة التي يعيشها الكيان من الداخل، والغضب الكبير من الصهاينة على حكومة (نتنياهو – بنغفير) والمشاكل الداخلية التي قد تعصف في أي لحظة في حكومة (نتنياهو).

إن هذه المعركة أكدت أن الكيان الصهيوني في انحدار وتراجع؛ وأن المقاومة الفلسطينية على جاهزية دوما واستعداد للدفاع عن أبناء شعبنا الفلسطيني ولن تسمح للاحتلال بمواصلة جرائمه، وأنه على أهبة للاستعداد لخوض أية معركة عسكرية مع الكيان من أجل الحرية والخلاص من هذه الاحتلال، والدفاع عن أرضنا وشعبنا ومقدساتنا.

,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

مراجع:

TRT عربي، طوفان الأقصى”.. استراتيجية جديدة للمقاومة الفلسطينية، 10 أكتوبر 2023

الجزيرة، عملية مفاجئة لـ”القسام” خلف خطوط جيش الاحتلال بموقع إيرز العسكري.. هذه أبرز نتائجها، 3 نوفمبر2023

عربي21، ما هو “طوربيد العاصف”.. أحد أسلحة القسام الجديدة؟ ،  3 نوفمبر 2023

رأي اليوم ، مجلة عسكرية أمريكية: قواتنا الخاصة تكبدت خسائر فادحة في مواجهة “حماس، 2 أكتوبر 2023

الأخبار اللبنانية، كتائب القسام” تنفذ عمليات نوعية ضد قوات الاحتلال وتكبده خسائر، 1 نوفمبر 2023

عربي 21، القسام” تنشر مقطعا لاستهداف آليات الاحتلال وتدميرها شرق حي الزيتون ، 1نوفمبر 2023

عربي بوست، “يديعوت”: سلاح إلكتروني متطور استخدم لصالح حماس.. اخترق شركات إسرائيلية ويمحو أنظمة بأكملها، 2023/11/1

سبونتيك عربي، طوربيد وصواريخ مضادة للدبابات والطائرات.. إليك أبرز أسلحة المقاومة الفلسطينية التي فاجأت إسرائيل،  2023/10/31

عربي بوست، مسيّرات وصواريخ ومدفعية.. إليك أبرز أسلحة المقاومة الفلسطينية، والمدى الذي تستطيع الوصول له، 11 مايو   2023

عربي 21، المقلاع والحجر.. الحرب في القرن الحادي والعشرين.. قراءة في كتاب، 30 أطتوبر 2023

عربي بوست، لماذا اخترق الموساد برنامج إيران النووي مراراً وفشل مع أسلحة المقاومة الفلسطينية؟، 2021/05/27

سكاي نيوز عربية، ياسين” بمواجهة “دبابة القرن”.. هذه أسلحة معركة غزة البرية، l 31 أكتوبر 2023

عربي بوست،  “جيش الهَبْد الإلكتروني”.. أحدث أسلحة المقاومة الفلسطينية لدحض الرواية الإسرائيلية، 2019/05/22

الجزيرة، خبير إستراتيجي: غزة ليست كالفلوجة وظروفها مثالية للمدافع واقتحامها ليس سهلا، 30 أكتوبر 2023

عربي بوست، إسرائيل تعلن مقتل 4 جنود بغزة.. وكتائب القسام: باغتنا قوة للاحتلال وأجهزنا على 4 جنود من مسافة الصفر، 2023/11/3

الجزيرة نت، الحرب السيبرانية.. طوفان آخر يزعج إسرائيل،  2/11/20

سكاي نيوز، بعد مقتل 12 جنديا إسرائيليا.. وزير الجيش: ندفع ثمنا باهظا، l 1 نوفمبر 2023

الجزيرة نت، موسى أبو مرزوق في حوار مع الجزيرة نت: تدمير المدن لن يحقق نصرا والجيل القادم سيكون أشد ضراوة، 3/11/2023

عربي21، خبراء عرب يكشفون.. لماذا يهاب جنود الاحتلال “أبو عبيدة”؟، 77 نوفمبلا 2023

الجزيرة نت، الحرب السيبرانية.. طوفان آخر يزعج إسرائيل، 2/11/2023

عمان نت، الولاعة”.. سلاح “القسام” الجديد المضاد لدبابات الاحتلال، 8 نوفمبر،  2023

قدس برس، القسام” تستهدف حشودا للاحتلال شرق حجر الديك وتدمر 5 آليات إسرائيلية،  نوفمبر 2023

الأناضول، دبلوماسي أمريكي سابق: هذا ما كسبته حماس من هجومها المباغت على إسرائيل، 9 أكتوبر 2023

أحمد العطاونة، معركة طوفان الأقصى.. المقاومة الفلسطينية تضع الأمور في نصابها، الجزيرة، 4 نوفمبر 2023

روسيا اليوم،  نغزوهم ولا يغزونا”.. فصائل المقاومة الفلسطينية تصدر بيانا بخصوص معركة “طوفان الأقصى، 7 أكتوبر 223

الدستور الأردنية، المقاومة الفلسطينية.. ملامح مرحلة جديدة في إدارة الصراع مع الاحتلال الصهيوني، 9 مايو 2023.

الأناضول، كيف حرر “طوفان الأقصى” الخيال السياسي العربي الذي حُوصر عقوداً؟، 2023/10/31

عربي بوست، الاحتلال الإسرائيلي يقر بمقتل ضابط كبير في غزة.. يشغل منصب قائد الكتيبة 53 في اللواء 188،

2023/11/2

الجزيرة، كيف أدارت حماس المعركة ضد إسرائيل؟، 23/11/2012

روسيا اليوم، ميزان القوة بين إسرائيل وغزة.. “مقارنة مستحيلة واختلال مفاجئ“!، 10.10.2023

علامات أون لالاين، المركزي الإسرائيلي: خسائرنا الأسبوعية 600 مليون دولار بسبب حرب غزة، 2023-11-10

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، حرب غزة، الدعم الأوروبي لإسرائيل في الدفاع والأمن،  8 نوفمبر 2023

Editor P.S.

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022