اغتيال إسماعيل هنية في إيران: الدوافع والتداعيات

تعرض رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إسماعيل هنية (1963- 2024)، فجر الحادي والثلاثين من يوليو 2024، لاستهداف مباشر في مقر إقامته في العاصمة الإيرانية، طهران، ما أدى إلى اغتياله وأحد مرافقيه. وجاء استهدافه بعد ساعات فقط من انتهاء مراسم تنصيب الرئيس الإيراني المنتخب، مسعود بزشكيان، والذي شارك فيه وفد من حركة حماس بقيادة هنية. وفي الوقت الذي لم تعلن فيه إسرائيل صراحة عن مسؤوليتها عن اغتيال هنية (خلافًا لاغتيال شكر)، إلا أنها تتصرف على هذا الأساس، وتتهمها “حماس” والسلطات الإيرانية بالوقوف خلف العملية[1].

أولًا: دوافع إسرائيل لاغتيال إسماعيل هنية في إيران:

لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن اغتيال إسماعيل هنية، وطلب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الوزراء عدم التعليق على العملية، لكن فور الإعلان عن عملية الاغتيال وُجهت أصابع الاتهام مباشرة إلى تل أبيب، التي تعهدت في مرات عديدة بقتل هنية وغيره من قادة حماس؛ بسبب الهجوم الذي شنته في أكتوبر الماضي على إسرائيل (عملية طوفان الأقصى)، وهو ما أدى لمقتل مئات الجنود الإسرائيليين وأسر نحو 250 إسرائيليًا[2]. وتحاول إسرائيل من خلال تلك العملية إلي تحقيق عدة أهداف رئيسية:

1- القضاء علي حماس: كان القضاء علي البنية السياسية والعسكرية لحماس بصورة كاملة أحد أهم الأهداف التي رفعها الاحتلال عقب عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023. وفي هذا الإطار؛ أطلق الموساد، في 22 نوفمبر 2023، عملية “نيلي”، التي تهدف إلى تصفية كبار قادة حماس، بما في ذلك خارج غزة[3].

ولتقوم إسرائيل، في 2 يناير 2024، باغتيال نائب رئيس حركة حماس وقائد الحركة في الضفة الغربية صالح العاروري، بعد استهدف طائرة مسيرة لمكاتب الحركة في الضاحية الجنوبية في بيروت. وفي سياق متصل، زعمت إسرائيل، في 13 يوليو 2024، أن الغارة التي تسببت بقتل العشرات وإصابة آخرين في مناطق خيام النازحين في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة (مجزرة المواصي)، أصابت محمد الضيف، القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، ونائبه رافع سلامة، فيما أكدت إسرائيل لاحقًا مقتل سلامة[4]، والضيف[5]. وأخيرًا، ومن المتوقع ألا يكون آخرًا، اغتيال إسماعيل هنية في طهران في 31 يوليو 2024.

وعليه، فإن إسرائيل قد عادت إلي سياسة الاغتيالات لقادة حماس، بما فيها قادة الخارج، عقب عملية “طوفان الأقصي”، وإن كانت الإشكالية الوحيدة التي واجهت إسرائيل في تنفيذ هذه السياسة هو المكان الذي سيتم فيه الاغتيال؛ حيث أن اختيار إيران أو لبنان كان على ما يبدو لتجنب التبعات السياسية والدبلوماسية لاستهداف هنية والعاروري في مقر إقامتهم بقطر[6].

2- إضعاف إيران ووكلائها: فمنذ السابع من أكتوبر الماضي، وجهت إسرائيل ضرباتها صوب إيران وأذرعها بشكل مركز، أسقطت خلالها العشرات من القادة، سواء كانوا إيرانيين أم موالين لطهران داخل الأذرع السياسية والعسكرية الإيرانية في المنطقة. فقد استهدفت إسرائيل قادة ومستشارين عسكريين إيرانيين في سوريا أربع مرات، ما أسفر عن مقتل 11 قائدًا ومستشارًا عسكريًا إيرانيًا على الأقل، أبرزها الضربة المؤلمة التي نُفذت في الأول من أبريل الماضي حين قصف القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق بـ6 صواريخ، أسفر عن مقتل جنرالين من قيادات الصف الأول، هما قائد الحرس الثوري في سوريا ولبنان محمد رضا زاهدي، ونائبه محمد هادي حاجي رحيمي، بالإضافة إلى 5 ضباط آخرين مرافقين لهما.

وعلى المستوى اللبناني، حيث حزب الله، الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة، فمنذ بداية الحرب في غزة استهدف الاحتلال 350 من عناصر الحزب، في عمليات نوعية متفرقة، من بينهم قادة لهم ثقلهم السياسي والعسكري أبرزهم: المسؤول عن قسم العمليات على الجبهة اللبنانية في الحرب محمد ناصر، والقيادي في المنطقة المركزية للحدود الجنوبية، طالب عبد الله، فضلًا عن القيادي في قوة النخبة التابعة للحزب، وسام الطويل، واغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، في هجوم استهدف مكتب حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت في 2 يناير الماضي.

وكانت الضربة الأكبر، في 30 يوليو 2024، عبر الغارة التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية، وأسفرت عن ثلاثة قتلى و74 مصابًا، من بينهم المستشار العسكري لحزب الله، القيادي فؤاد شكر، الذي يعد اليد اليمني لأمين عام حزب الله، حسن نصر الله، وأحد العقول المدبرة والمشرفة على كافة العمليات التي قام بها الحزب سواء في سوريا أم على الحدود مع الاحتلال عقب عملية “طوفان الأقصى”، ويمثل سقوطه ضربة مؤلمة للحزب ونفوذه الإقليمي.

وعلي المستوي اليمني، فقد شنت إسرائيل، في 20 يوليو 2024، غارة جوية على ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين، ما أدي إلي سقوط عدد من القتلى وتفجير خزانات الوقود وإعطاب محطات الكهرباء، ردًا على الضربة التي نفذتها الجماعة بمسيرة في قلب تل أبيب، أسقطت قتيلًا وأصابت عددًا من الإسرائيليين، وهي المرة الأولى التي يستهدف فيها الحوثيون العمق الإسرائيلي ويوقعون به خسائر في الأرواح[7].

يتضح مما سبق أنه منذ بدء الحرب في غزة، وإسرائيل تتبع سياسة الاغتيالات السياسية ضد كبار قادة حماس وحزب الله والحرس الثوري الإيراني. لكن الجديد في الأمر مؤخرًا؛ هو أن تل أبيب قررت الارتقاء بالمستوى السياسي للمستهدفين بعملياتها، وهذا يتضح من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية؛ التي تعتبرها إسرائيل أحد أذرع إيران في المنطقة، واستهداف القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر؛ والذي يعد أكبر قائد عسكري في الحزب والذراع اليمنى للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ومستشاره لعمليات الحرب، وذلك في أقل من 12 ساعة فقط[8].  

ومن جانب ثان، تسعي إسرائيل من خلف عملية اغتيال هنية في إيران إلي إثارة أزمة بين إيران وحلفائها عبر هز ثقتهم في قدرة طهران على توفير الحماية لهم عندما تفشل في تأمين ضيوفها على أراضيها، مما يشكك في قدرتها على قيادة محور المقاومة[9]. خاصة وأن اغتيال هنية جاء أثناء مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، ومن الناحية النظرية على الأقل، من المفترض أن هنية كان متواجدًا في أكثر الأماكن أمنًا على الإطلاق، مكانًا وزمانًا، إذ عادة ما تكون الاستعدادات الأمنية والإجراءات الاحترازية في مراسم تنصيب الرؤساء في أعلى درجة، وهو ما يطرح تساؤلات عن حجم الاختراق الأمني للحرس الثوري والأجهزة الامنية المسؤولة عن هذه المراسم[10]. كما أن اغتيال هنية بهذه الطريقة، يحرج النظام الإيراني ويضع عليه مزيدًا من الضغط والعبء؛ لأنه يفرض على طهران خيارين كلاهما مر؛ إما الرد والدخول في حرب تدرك أن عواقبها ستكون كارثية ومدمرة لها، أو الاكتفاء برد رمزي لا يتناسب مع حجم الحادث لحفظ ماء الوجه، ومن ثم؛ تشويه قدرتها على الردع أمام حلفائها قبل أعدائها، وإعطاء دافع أكبر لإسرائيل؛ لكي تتمادى أكثر في عمليات اغتيالاتها[11].

ومن جانب ثالث، ولعله الأهم، فإن عملية استهداف هنية داخل طهران تكشف عن رغبة إسرائيل في التحول من نطاق الصراع غير المباشر مع إيران عن طريق الوكلاء إلى حالة الصراع المباشر معها، وكانت أولى هذه الدلالات الواضحة والصريحة تلك الضربة التي وجهتها حكومة نتنياهو لمقر القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق يوم الأول من أبريل الماضي. فلم يكن الهدف الإسرائيلي الأول من هذه الضربة استهداف قادة عسكريين إيرانيين بارزين، وإلا لاغتالتهم خارج مقر القنصلية على غرار العمليات الأخرى، بل تمثل الهدف في إدراك إسرائيل أن إيران سوف ترد على الأغلب على هذه العملية بمهاجمة مواقع داخل إسرائيل، وهو ما جرى بالفعل في عملية “الوعد الصادق” الإيرانية يوم 14 أبريل الماضي.

وفي ذات السياق، فقد جاءت عملية اغتيال هنية في إيران نفسها وليس في أي مكان أو دولة أخرى لاستفزاز إيران لكي ترد عليها وتوسع من عملياتها هذه المرة ضدها أو حتى ضد أهداف أمريكية أو أجنبية في منطقة الشرق الأوسط[12]، ما يعني قطع الطريق أمام الرئيس الإصلاحي الجديد في إيران مسعود بزشكيان الذي كشف عن توجه واسع لتحسين علاقة طهران بالغرب وبمحيطها العربي[13]. كما أن توسيع إيران لعملياتها ضد إسرائيل سيدفع نحو دخول القوات الدولية الحليفة لإسرائيل على خط الصراع، وفي الوقت نفسه ستحاول تل أبيب إقناع تلك القوى بأهمية اتخاذ خطوة تجاه البرنامج النووي الإيراني وملفي الصواريخ الباليستية والمسيرات، وبالتالي الاستعداد لإحداث أضرار بالغة بهذه البرامج بتعاون إسرائيلي مع الحلفاء، أو على الأقل التمهيد لضرب إسرائيل وحدها مواقع نووية وصاروخية داخل إيران في ظل وضع وحالة لن تترك فيها الدول الحليفة إسرائيل وحدها، وأيضًا مع إدراك إيراني كامل لهذا الأمر[14].

ومن جانب رابع، تعمد الكيان الصهيوني اغتيال هنية في قلب العاصمة الإيرانية طهران، آملًا أن تنجح هذه الضربة القاسية في تحقيق الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة، عبر تركيز الدعاية الغربية والصهيونية – والعربية كذلك – علي أن إيران متورطة ومشاركة في اغتيال هنية، وأنه رغم التحالف المعلن إلا أن إيران الشيعية تكن عداء كبير لحماس في الخفاء باعتبارها حركة سنية.

ومما يدعم هذا التفسير هو سلوك الاحتلال خلال الأيام القليلة الماضية، عندما حاول إشعال فتنة بين الدروز والشيعة، حين ادعى أن حزب الله هو من أطلق الصاروخ الذي أودى بحياة عدد من الأطفال أثناء ممارستهم لعبة كرة القدم في قرية مجدل شمس الواقعة في هضبة الجولان السورية، رغم أنه يبدو واضحًا أن لا مصلحة لحزب الله إطلاقًا في ارتكاب مثل هذه الجريمة، ولو كان الصاروخ قد انطلق من عنده بطريق الخطأ لاعترف واعتذر، غير أن موقف الدروز في القرية السورية برفضهم القاطع مشاركة أي من المسؤولين الإسرائيليين في تشييع جثامين الضحايا، وكذلك موقف السياسي اللبناني الدرزي وليد جنبلاط، الذي حمل الكيان المسؤولية الكاملة عن ارتكاب هذه الجريمة، ساهما في إجهاض هذه المحاولة المكشوفة[15].

3- استعادة الردع والهيبة الإسرائيلية: تهدف إسرائيل من عملية اغتيال هنية إلي استعادة “قوة الردع” التي سقطت يومي 7 أكتوبر 2023 على يد حماس، و13 إبريل 2024 على يد إيران، وتجلت في عدم إحجام حزب الله اللبناني عن الرد على كل ضربة إسرائيلية في جنوب لبنان[16]، ووصول مسيرات الحوثيين وصواريخهم إلى قلب تل أبيب وحيفا وإيلات[17]. كما تهدف إسرائيل من خلف عمليات الاغتيال ضد قادة حماس وحزب الله والحرس الثوري الإيراني إلي استعادة هيبة وسمعة المنظومة الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية التي سقطت في السابع من أكتوبر، خاصة وأن تلك العمليات النوعية تعتمد في المقام الأول على البعد الاستخباراتي[18]. كذلك، ترسل إسرائيل رسائل لأطراف إقليمية، تعول على العلاقة مع إسرائيل سرًا وعلنًا لمواجهة إيران، بأنها ما زالت قادرة رغم ما لحق بها نتيجة عملية “طوفان الأقصى” علي إلحاق أضرار بإيران ومهاجمتها في عقر دارها[19].

وإن كان البعض يري أن استهداف هنية في طهران لا يمثل انتصارًا كبيرًا لإسرائيل؛ خاصة وأن الاستهدافات الإسرائيلية للقيادات السياسية داخل إيران ليست جديدة، فإيران مخترقة أمنيًا إلى درجة الاهتراء، ولم تعجز لا إسرائيل ولا أميركا من استهداف قيادات محسوبة على إيران، سواء علماء نوويين، أو عسكريين. كما أن قادة حماس في  الخارج، بمن فيهم اسماعيل هنية وخالد مشعل وموسي أبو مرزوق، يعيشون حياة تكاد تكون طبيعية، ومن دون الحد الأدنى من الترتيبات الأمنية المطلوبة[20].

4- الهروب للأمام: تسعي إسرائيل إلي التغطية على الفشل الميداني على أرض غزة، فبعد 10 أشهر كاملة من الحرب فشل الاحتلال في تحقيق أي من أهدافه المتمثلة في القضاء علي حماس واستعادة الأسري الإسرائيليين لديها، ما انعكس بطبيعة الحال على صورة الحكومة والجيش لدى الشارع، وهو ما تبرهنه نتائج استطلاعات الرأي التي تظهر تراجع الثقة في المنظومة الأمنية وإدارة الحكومة للحرب. وعليه وبينما لم ينجح المحتل في إيقاع رموز المقاومة العسكرية في غزة رغم تدميره لها بالكامل، وعلى رأسهم يحيي السنوار، إذ به يتسول الانتصار خارج نطاق القطاع، تارة في بيروت وأخرى في طهران وثالثة في الحديدة ورابعة في دمشق، على أمل أن يرمم الشروخات التي أحدثتها المقاومة في جداره الهش[21].

كما لا يمكن فصل عملية اغتيال هنية عن محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجامحة لوضع العراقيل في وجه أي تقدم في ملف المفاوضات، سواء عبر الشروط التعجيزية التي وضعها نتنياهو مؤخرًا على الطاولة (منها؛ رفض عودة سكان شمال القطاع لمناطقهم إلا بعد فحصهم من الجيش الإسرائيلي، والحرية في استئناف العمل العسكري ضد حركة حماس، والحفاظ على الوجود العسكري واستمرار سيطرة الجيش الإسرائيلي على محور نتساريم في وسط القطاع ومحور فيلادلفيا على الحدود مع مصر وعلى معبر رفح)[22]، أو عبر تمسك الائتلاف الحكومي باستمرار الضغط العسكري باعتباره يحسن وضع المفاوض الإسرائيلي ويضمن شروطًا جيدة لاتفاق التهدئة دون تنازلات[23]، وأخيرًا عبر اغتيال هنية الذي كان بمثابة “المفاوض السياسي” عن الفصائل الفلسطينية، خلال المفاوضات غير المباشرة التي رعتها مصر وقطر وأمريكا، لبحث التوصل إلى هدنة إنسانية، وإيجاد حلول لملف الأسرى والملفات الأخرى المرتبطة بالوضع الميداني في قطاع غزة[24].

كذلك فإن نتنياهو يرغب في أن تؤدي عمليات الاغتيال إلي جر المنطقة إلى حرب إقليمية واسعة، يهدف من خلالها إلى القفز على مطالبات معارضيه بوقف الحرب والذهاب إلى انتخابات مبكرة، قد تنهي مستقبله السياسي وتؤدي إلى ملاحقته قضائيًا. فضلًا عن سعيه الحثيث لإعادة رسم صورة انتصار تُنسي الشارع الإسرائيلي ما جرى في السابع من أكتوبر الماضي بما يسهم في استعادة شعبيته المفقودة[25]. وبالتالي، فإن نتنياهو وائتلافه الحكومي سيظل متمسكًا بضرورة استكمال المسار العسكري حتى موعد إجراء الانتخابات في 2026، تعويلًا على أن تتغير المعادلة لصالحه عبر تحقيق ما يعتبره “إنجازات” تكتيكية تتجدد معها شرعيته بشكل مؤقت، على غرار عمليات الاغتيال التي تقوم بها إسرائيل والعثور على جثث الأسرى، وهو ما يكسبه بعض الوقت للوصول إلى نقطة الانتصار التي يمكن ترويجها داخليًا لقاعدة ناخبيه من اليمين المتطرف[26].

5- استغلال نتنياهو قوة موقفه في واشنطن: يبدو أن نتنياهو قد مضى نحو المزيد من التصعيد في غزة، وإقليميًا باستهداف العمق الإيراني والضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت بالاستناد إلى قوة موقفه في واشنطن لا سيما بعد خطابه الذي ألقاه أمام الكونجرس الأمريكي في ٢٤ يوليو الماضي والدعم الذي حظي به والحفاوة الزائدة التي أبداها النواب الأمريكيون[27]. ويدرك نتنياهو جيدًا أن واشنطن سوف تقف معه في أية مواجهة ضد طهران. ويسعي نتنياهو أيضًا للاستفادة من الارتباك السياسي في الولايات المتحدة قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل[28].  

خاصة مع إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن انسحابه من خوض الانتخابات الرئاسية القادمة في 5 نوفمبر 2024، وترشيح بدلًا عنه نائبته كمالا هاريس، يرى المراقبون أن هذا التغيير من شأنه أن يؤثر على أجندة أولويات الإدارة الحالية خاصة فيما يتعلق بالقضايا الخارجية وفي مقدمتها الحرب الاسرائيلية ضد قطاع غزة، من ناحية عدم التعويل على التسريع بعقد اتفاق لوقف إطلاق النار يسمح بدفع جهود توقيع اتفاق الشراكة الاستراتيجية مع السعودية، والتي ستتراجع لصالح الاهتمام بقضايا الداخل التي سيكون معنيًا بها بشكل أكبر الناخب الأمريكي، وبالتالي، سيتضاءل تأثير الموقف الأمريكي المتصور أن يقوم به الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذه الحسابات وإن كانت تسير في صالح الجانب الاسرائيلي، إلا أن تحولات المشهد الإقليمي من ناحية تصاعد الصراع واحتمالية انجرافه إلى مواجهة إقليمية واسعة ستتورط فيها واشنطن، قد تدفع الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته للضغط على نتنياهو بالوصول إلى صيغة تهدئة ولو مؤقتة يتم خلالها تبريد ساحات المواجهة المتعددة، على الأقل حتى موعد إجراء الانتخابات، إلا أن مرونة الحكومة الاسرائيلية في التجاوب مع هذا الضغط قد تكون محدودة إذا كانت تخطط لممارسة الضغط على الإدارة الحالية عبر التصعيد الراهن لتعزيز حظوظ وفرص مرشحها المفضل الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات القادمة[29]. خاصة بعدما تصاعدت في الآونة الأخيرة مؤشرات عدة، تدل على احتمالات فوز مرتفعة لترامب؛ منها انسحاب منافسه الديمقراطي جو بايدن، ومحاولة الاغتيال التي أكسبت ترامب دعمًا واسعًا. يذكر أن ترامب هو صاحب نظرية الضغط الأقصى على طهران واستراتيجية “ضرب رأس الأفعى”، والذي في عهده خسرت إيران أهم رجل في مشروعها الإقليمي؛ قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني[30].

ثانيًا: تداعيات اغتيال إسماعيل هنية في إيران:

يمكن الإشارة إلي مجموعة من التداعيات التي ستتبع عملية اغتيال إسماعيل هنية في إيران، والتي يمكن إجمالها في التداعيات علي البنية السياسية لحماس، والبنية العسكرية للحركة، وملف المفاوضات ووقف إطلاق النار، وملف الوحدة والمصالحة الفلسطينية، وأخيرًا، إمكانية اندلاع حرب إقليمية:

1- التداعيات علي البنية السياسية لحماس:

أعلنت حركة حماس، في 6 أغسطس 2024، عن اختيار يحيى السنوار رئيسًا لمكتبها السياسي، خلفًا لإسماعيل هنية. ووفقًا لتوقعات سياقية، جاء خبر اختيار السنوار ليكون مما يمكن وصفه ليس بالصادم؛ ولكنه “فوق المتوقع”. فحماس ومنذ استحداثها لمكتبها السياسي، كان رؤساؤه من المقيمين خارج فلسطين، وذلك لاعتبارات متعلقة بالحضور الدبلوماسي والسياسي للحركة في الخارج، وقدرتها على التواصل مع الفواعل السياسية المختلفة وخصوصًا العربية، فابتداءً من موسى أبو مرزوق، مرورًا بخالد مشعل ووصولًا إلى إسماعيل هنية، كانوا يترأسون المكتب من خلال إقامتهم خارج فلسطين. وهو ما أبقى خيار خلافة السنوار لهنية أقل حضورًا في خيال المحلل السياسي، خصوصًا إذا ما أضفنا الاعتبارات المتعلقة بخصوصية المرحلة وتطلبها لمستوى عال من الاتصال السياسي مع فواعل عديدة، والانتقال بين الدول التي تساهم في الاتصالات السياسية وسط مشهد الحرب. أو التوقع بأن الاعتبارات السياسية والدبلوماسية قد تدفع إلى اختيار قيادي أقل ارتباطًا بأحداث السابع من أكتوبر، أو أكثر بعدًا عنها[31].

ولكن جاء انتخاب السنوار بالإجماع رئيسًا لحركة حماس خلفًا للشهيد هنية محمولًا بالعديد من الدلالات؛ أبرزها:

– طوفان الأقصى مسار مجمع عليه: يشكل اختيار السنوار تأكيدًا لأن خيار الذهاب إلى “طوفان الأقصى” خيار لحركة حماس بالإجماع، وليس خيارًا لجناح الحركة في قطاع غزة، أو يحيى السنوار ومطبخه المصغر كما حاول الاحتلال التصوير والإشاعة على مدار أشهر[32]. بل أن الحركة بهذه الخطوة أكدت فكرة أن من أشرف علـى صناعة مشهد السابع من أكتوبر يستحق التكريم والتقديم، وبهذه الخطوة تؤكد الحركة أنها بكل مؤسساتها وأفرادها راضية عن الثمن المدفوع في غزة والضفة، حتى أنها اختارت صانع المشهد رئيسًا لها[33].

– مركزية غزة: يعكس اختيار السنوار، قائد حماس في قطاع غزة والموجود على أرضها، أهمية القطاع ومركزيته في معادلة الصراع مع الاحتلال ومعادلات القيادة الفلسطينية، وتأكيدًا علي أن غزة ستبقى رأس حربة المشروع الوطني الفلسطيني ومحور حراكه السياسي والقيادي.

– سلامة منظومات الاتصال القيادي وسلاستها: يؤكد اختيار السنوار لرئاسة الحركة حجم حضور الرجل في قرار الحركة السياسي وفي مشاوراتها وتداولاتها الداخلية، وهو ما يؤكد سلامة شبكات الاتصال المؤمن للحركة وأدوات الربط ما بين قيادة الحركة خارج قطاع غزة وقيادتها داخل القطاع، وسلاسة الاتصال والتشاور والمشاركة دون أن تنجح الضربات الإسرائيلية في إيقاع ضرر نوعي بهذه المنظومات التي حاول ضربها على مدار أشهر الحرب.

– التكامل بين المستويين السياسي والعسكري في حركة حماس: يعد السنوار من أكثر قيادات الحركة قربًا من الجناح العسكري لها، بل يُعتقد أنه تولى مسؤولية الدائرة العسكرية المركزية للحركة قبل قيادته للحركة في قطاع غزة، ويعد مقربًا جدًا من قائد أركان كتائب القسام محمد الضيف (الذي ادعت إسرائيل نجاحها في اغتياله)، وبالتالي إن وصول السنوار إلى رأس هرم القيادة في حماس يعني الحفاظ على التكاملية ما بين الجناحين السياسي والعسكري للحركة، وتفادي أية خلافات، خصوصًا في ظل حساسية ومحورية اللحظة الراهنة[34].

– إعادة الشأن السياسي إلى الميدان: بعد أن ظل لسنوات طويلة، بيد المجموعة القيادية في الخارج، وهو ما يؤكد أن الأولوية الحالية هي للميدان، ولمواجهة العدوان عسكريًا، خاصة وأن مسار التفاوض يبدو أنه وصل إلى طريق مسدود بفعل تعنت نتنياهو ورفضه المستمر لإنهاء الحرب وتقديم أي تنازلات[35].

– التشدد في ملف المفاوضات: لم يأت التصلب الإسرائيلي بالمفاوضات وخصوصًا بعد عملية اغتيال هنية بالنتائج المتوقعة (حيث يعتقد الاحتلال أن الحركة سوف تقدم تنازلات في المفاوضات مقابل وقف عمليات الاغتيال)، بل عاد برد فعل متصلب من الحركة باختيار القيادة الميدانية للحرب كقيادة للحركة. بل أن أحد أهم الاعتبارات التي راعتها حماس، هو أن اختيار قيادات أكثر براغماتية (مثل خالد مشعل وموسي أبو مرزوق) كان ليوصل رسائل محفزة على مزيد من التزمت والتصلب في المفاوضات من قبل إسرائيل لأنه قد يقرأ على أنه استجابة للضغوطات ويزيد من حدتها. كما أن اختيار السنوار، الذي لم تستطع إسرائيل الوصول إليه إلي الآن، يمكن قراءته بأنه وسيلة الحماية الوحيدة لقادة حماس تجاه مزيد من التصعيد والضغط الإسرائيلي.

– ترميم الحاضنة الشعبية حول حماس: لا يمكن تجاهل أن السنوار بصفته قائد الحركة في غزة، ومع الزخم الذي حققته الضربة الأولى في السابع من أكتوبر، قد حقق شعبية واسعة النطاق على مستوى القواعد العربية، حيث أصبح الرجل يمثل صورة بطولية إلى حد ما. وفي ظل تراجع صورة مكاسب اليوم الأول لحساب الدمار الواسع والكلفة المادية والبشرية الكبيرة التي لحقته؛ يبدو أن إعادة تقديم السنوار إلى الواجهة، واستدعاء قيادة اليوم الأول مرة أخرى إلى المشهد، قد توصل رسائل بأن تلك القيادة ما زالت حاضرة، وأن المعركة لم تنته طالما أن هذه القيادة موجودة. وهذا قد يبدو وخصوصًا بعد الساعات الأولى من اختياره، أنه قد آتى أكله بالفعل، حيث إن هناك موجة احتفالية واسعة بحضوره مرة أخرى، وكأنه استعيد من الموت ومن تحت الركام ليمنح الحرب عمرًا آخر. أي أنه وبالفعل يبدو أن الحركة تعول على الصورة التي بناها السنوار لنفسه خلال “سيف القدس” و “طوفان الأقصى” لتجديد شعبية الحركة، وضخ روح معنوية في القواعد الشعبية مرة أخرى[36].

وفي حين يضع اغتيال هنية قيادة حماس، في الخارج خصوصًا، مجددًا في قلب النقاش العام جماهيريًا؛ نظرًا إلى أنها تدفع ثمن مواقفها من دمائها ودماء أبنائها، وأنها تقدم بذلك تضحيات مثل أهل غزة المحاصرين في الداخل. وهكذا يضرب الاحتلال بنفسه السردية التي اشتغل عليها ومنصاته الإعلامية خلال عشرة شهور من الحرب حول افتراق أجندة قيادة المقاومة في الخارج عن هموم الشارع[37]. يبدو أن من أفضل ما تقدمه الحركة للمجتمع الغزي، التأكيد على أن قيادة الحركة هي في القطاع، أن من يدفعون الكلفة، والمتواجدون في القطاع هم ذاتهم من يقودون المشهد، وأن الحرب التي تدفع ثمنها غزة تقودها غزة. خصوصًا في وقت كان يشار فيه كثيرًا إلى قيادة الخارج كمكون منفصل عن الواقع يفاوض باسم من يدفعون الدم. وعلى الرغم من أن هنية وكونه من القطاع ومع استشهاد أفراد عائلته ثم استشهاده كان يمنح الحد الأدنى من هذه الصورة، لكن وجود القيادة المركزية للحركة في القطاع يبدو أنه يقدم الصورة بدرجة أكبر من الوضوح والإرضاء، مما قد يساعد بترميم الحاضنة الشعبية حول حماس في القطاع[38].

– رسالة إذلال لنتنياهو: سوق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اغتيال هنية – وإن لم يقر بالمسؤولية عنه – في إطار استعراض قدرة إسرائيل على اغتيال قياديي الصف الأول في الجناح السياسي لحماس، مثل: هنية ونائبه صالح العاروري؛ لتحقيقه وعوده بالقضاء على قادة حماس الكبار السياسيين والعسكريين، والتعويض عن فشله في تحقيق انتصار في الحرب. باختيار السنوار لخلافة هنية، أرادت الحركة إذلال نتنياهو ومفاقمة الحرج الداخلي الذي يواجهه؛ نتيجة العجز العسكري والاستخباراتي في الوصول إلى السنوار واغتياله، وهو الذي تُحمله إسرائيل المسؤولية الأولى عن تنفيذ هجوم السابع من أكتوبر. وسيواجه نتنياهو بعد هذا الاختيار حرجًا كبيرًا في مواصلة تسويق اغتيال هنية، وادعاء اغتيال القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف ونائبه مروان عيسى، على أنه نجاح له في تحقيق أهداف الحرب[39].

– التحرر من أي ضغط مفترض للوسطاء: حرر اختيار رئيس حركة حماس في قطاع غزة قيادة الحركة في أماكن تواجدها من التعرض للضغط القاهر من الوسطاء في ضوء الضغط الأمريكي عليها، الأمر الذي يجعل الوفد المفاوض مرتاحًا ويحظى بهامش من حرية الحركة، بمعزل عن محاولات التأثير أو الضغط من الوسطاء لانتزاع مواقف تحت وطأة الحرج، أو الحفاظ على إيجابية العلاقة مع الدول المستضيفة لقيادة حماس.

– رسالة طمأنة لحلفاء الحركة: يعد السنوار من أكثر قيادات حماس تشجعًا لتعزيز التعاون مع إيران وحزب الله، ومن أوائل الدافعين إلى إعادة ترتيب العلاقة معهم وجسر الهوة التي نشأت بعد الخلاف بخصوص الموقف من الأزمة السورية، وبالتالي إن وصوله إلى رئاسة المكتب السياسي يعني تعزيزًا لهذه العلاقة وتأكيدًا لأهميتها، لا سيما مع تصاعد الاشتباك المباشر ما بين حزب الله ودولة الاحتلال، وانتظار الرد الإيراني الموعود على اغتيال إسماعيل هنية على أرضها، وحاجة حماس إلى استمرار الدعم الإيراني للحركة، والاستمرار في الاشتباك من الجبهات الإسنادية لقطاع غزة[40]. ما نقوله هنا، هو أن حماس عملت على ما يشبه بتجديد العهود والمواثيق مع محور المقاومة من خلال هذا التصدير القيادي، فيما يبدو كمحاولة لضمان التزامات المحور تجاه الحركة؛ على الأقل بالسقف الحالي. بل أيضًا يمكن اعتبار هذا الاختيار، وهذا التأكيد على التحالف، محاولة لتحفيز الرد الإيراني ورد محور المقاومة على اغتيال هنية.

على الرغم من كل هذه الدلالات التي قد تقدم تفسيرات لاختيار السنوار رئيسًا للحركة، وتمنح القرار أرضية عقلانية، إلا أن هناك تخوفات جدية يطرحها كثيرون من تبعات، تموضع قيادة الحركة تحت الحصار، وفي مركز الاستهداف. كما أن هذا الخيار الذي قد يبدو على أنه نوع من تأكيد الالتزام بالاصطفاف ضمن محور المقاومة بقيادة إيران، يدفع أيضًا إلى تساؤلات عن التأثيرات التي قد يفضي إليها اختيار السنوار على أي فرص محتملة لتحسين العلاقات مع أي دولة عربية، أو مساهمتها في تحسين ظروف غزة أثناء أو بعد الحرب[41].

فضلًا عن اغتيال هنية قد يؤثر بدرجة ما على العمل السياسي والدبلوماسي للحركة، لا سيما أنه جاء بعد اغتيال صالح العاروري؛ نائب رئيس المكتب السياسي لحماس في بيروت، في يناير الماضي؛ ما قد يحول دون، أو يحد من تنقلات قادة الحركة من الجناح السياسي، ويؤثر على مهامهم الطبيعية، ويجبرهم على التنقلات السرية وتخفيض المشاركة في الفعاليات الرسمية. والتأثير الأهم ربما يكون في صعوبة صعود قيادات بديلة كاريزماتية وشعبية وذات كفاءة؛ لأن القرار الإسرائيلي بمحاولة القضاء على حماس بعد السابع من أكتوبر 2023، يحول دون ذلك، علاوة على أن هؤلاء القادة هم نفس قادة حماس منذ خروج إسرائيل من غزة 2005، ولم يسمح السياق العام بصعود قيادات شابة جديدة بصورة مطردة ومنتظمة[42].

2- التداعيات علي البنية العسكرية لحماس:

رغم قوة الضربة المتمثلة في حجم وثقل هنية السياسي ودوره المحوري داخل حركة حماس، فإن الحديث عن هزة على مسار المقاومة أمر مستبعد في ضوء السياق العام والثمن المتوقع دفعه للدفاع عن القضية الفلسطينية، إذ بات الجميع مشروعات شهداء كما جاء على لسانه أكثر من مرة. وبتلك العملية يلحق هنية بقادته الكبار، أساتذته ومعلميه ورفقاء الميدان، الشيخ أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وصلاح شحادة، وإبراهيم المقادمة، وصالح العاروري، ويحيى عياش، وأحمد الجعبري، وجمال منصور، وغيرهم العشرات الذين ضحوا بحياتهم لإبقاء جذوة المقاومة متقدة.

وعلى عكس السردية المتشائمة، فإن ما حدث من المتوقع أن يشعل نيران الحماسة في صدور المقاومة ويمنحها القوة الدافعة لاستكمال ما مات عليه هنية ومن سبقوه، فعلى مدار ما يقرب من أكثر من 70 عامًا من مقاومة الاحتلال وما يزيد على 40 عامًا من نشأة حماس، لم تنطفئ يومًا شعلة المقاومة بموت أو استشهاد أي من القادة، بل على العكس كانت تمنح المشهد زخمًا وحضورًا برغبات أكثر قوة[43].

أضف إلي ذلك، فإن هنية وإن لم يكن بعيدًا عن التدابير الأمنية والعسكرية داخل قطاع غزة، إلا أنَه وبحكم وجوده خارج القطاع ورئاسته للمكتب السياسي، فهو يدير الجانب السياسي والدبلوماسي والتخديم على الجانب اللوجستي للحركة، في حين أن الثقل الأكبر للجانب العسكري العملياتي للقادة العسكريين لـ “كتائب القسام” داخل القطاع[44].

3- التداعيات علي مسار المفاوضات ووقف إطلاق النار:

منذ انطلاق قطار المفاوضات ساد التعامل بمنطق “العقل البارد”، الأساس الذي تعاملت وفقه المقاومة مع مستجدات الأحداث، ولم تأخذ أي موقف بناءً على رد الفعل ارتباطًا بمجريات الحرب، وفي الإطار ذاته فإن حماس تأخذ في الحسبان أن الاغتيالات حدث وارد وحاضر في الحرب العدوانية الكبرى التي تستهدف المقاومة وخاصة رأس الحركة، وبناءً عليه كان تعاطي المقاومة مع حدث اغتيال الاحتلال لنائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الشيخ صالح العاروري، في أوائل يناير الماضي، أنه وعلى الرغم من حجم الحدث وتأثيره، فإنه وارد في التقدير والاحتمالات، وكانت الوجهة بألا تدع الحدث يؤثر على مجرى المفاوضات ولا على مجريات الميدان والمواجهة.

وفي الوقت الذي يدعي ويراهن فيه رئيس وزراء الاحتلال على أن الضغط العسكري سيفلح في تغيير موقف المقاومة أو انتزاع تنازلات، بات واضحًا أن المقاومة تمضي في مسار المفاوضات على قاعدة الثبات على المبادئ الرئيسية والمرونة في التفاصيل الثانوية، والامتناع عن منح الاحتلال الفرصة بأن يحدد جدول الأعمال أو يحرف المسار أو يدفع المقاومة إلى الزاوية التي يحملها فيها مسؤولية فشل المفاوضات. وبالتالي، فمن غير المتوقع أن يدفع اغتيال هنية الحركة إلى الانسحاب من المفاوضات، فتعفي نتنياهو من المسؤولية داخليًا ودوليًا عن إفشال المفاوضات[45].

وإن كان بلا شك أن زلزالًا كهذا سيلقي بظلاله القاتمة على مسار المفاوضات، وذلك من خلال سيناريوهين لا ثالث لهما:

الأول؛ تعثر المفاوضات وتجميدها بشكل مؤقت، لا سيما أن هنية كان من يقود الجهود الدبلوماسية مع الوسطاء للتوصل إلى اتفاق وصفقة تبادل مع حكومة الاحتلال[46]. وفي هذا السياق؛ فمن المتوقع أن تكون حماس أكثر تمسكًا بشروطها في المفاوضات. وهو ما ظهر في ردها علي البيان الثلاثي الصادر، في 8 أغسطس 2024، من الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، دعوا فيه لاستئناف مفاوضات الهدنة في 15 أغسطس 2024. حيث طالبت الحركة، في بيان لها في 11 أغسطس 2024، “الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ ما قاموا بعرضه على الحركة ووافقت عليه بتاريخ 2 يوليو، استنادًا لرؤية بايدن وقرار مجلس الأمن، وإلزام الاحتلال (الإسرائيلي) بذلك، بدلًا من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات أو مقترحات جديدة توفر الغطاء لعدوان الاحتلال، وتمنحه مزيدًا من الوقت”[47].

الثاني؛ التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب وذلك من خلال أربعة مسارات:

– أن ما حدث يمكن تسويقه على أنه انتصار للإسرائيليين، وهو ما قد يدفع نتنياهو لإعادة النظر في موقفه إزاء صفقة التبادل مع حماس، إذ يرى فيما حدث تحقيقًا لأهداف الحرب من وجهة نظره، يمكن بعدها إنهاء الفصل الحالي من المواجهة، يتزامن ذلك مع الضغوط المتوقع ممارستها من الشارع السياسي والعسكري لوضع حد دون الانخراط في حرب مفتوحة مع إيران ووكلائها في المنطقة بجانب المقاومة الفلسطينية في غزة.

– أن اغتيال هنية ومن قبله العاروري والثمن الباهظ للحرب في غزة قد يمثل ضغطًا على المقاومة ويدفع قادتها لقبول صفقة مع الاحتلال تحافظ بها حماس على ما حققته من مكاسب سياسية من عملية الطوفان، دون الانجرار نحو مواجهة أكثر اتساعًا، أو كما يقال فترة التقاط الأنفاس لحين إعادة ترتيب الأوراق من جديد.

– الضغوط والجهود الدبلوماسية المتوقع بذلها من القوى الإقليمية والدولية، ومن الوسطاء، للحيلولة دون الدخول في حرب مفتوحة ستطال الجميع وتضع المنطقة فوق صفيح ساخن، ومحاولة إقناع كلا الطرفين، حماس وحكومة الاحتلال، بالوقوف عند تلك النقطة[48]. وفي هذا السياق؛ وعقب اغتيال هنية، سارعت واشنطن بالتعاون مع قطر ومصر بإطلاق مبادرة لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار، وحددت يوم الخامس عشر من شهر أغسطس 2024 موعدًا لبدء لقاءات الوفود من كل الطرفين، سواء في القاهرة أو الدوحة[49].

– أن إيران قد توظف حالة القلق والرعب التي تفرض نفسها حاليًا ترقبًا لردها المحتمل ضد الكيان المحتل، في وقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل بين المقاومة والاحتلال، كثمن معقول لعدم ردها على اغتيال هنية فوق أراضيها. هذا السيناريو قد توظفه إيران على أنه أكبر ثأر لهنية، وهو الإنجاز الذي لم تحققه أي من القوى الضالعة في المشهد، كما أنه سيحظى بقبول جميع الأطراف، في الداخل الإيراني وخارجه، لا سيما أن ضحية هذا الاغتيال كان رأس الهرم الدبلوماسي في حركة حماس الساعي عبر المفاوضات السياسية للتوصل إلى حل لوقف الحرب في أسرع وقت[50]. وفي هذا السياق؛ قالت شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، أنها حصلت علي بيان من البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، ربطت فيه طهران بين ردها وبين مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقال البيان الذي أوردته “فرانس برس” أيضًا إن “أولويتنا هي التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة. وأي اتفاق توافق عليه حماس سنعترف به أيضًا”[51].

4- التداعيات علي ملف الوحدة والمصالحة الفلسطينية:

قبل أسبوع من اغتيال هنية، وقع 14 فصيل فلسطيني على رأسها حركة التحرير الوطني “فتح” وحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، في العاصمة الصينية بكين، في 23 يوليو 2024، اتفاق للمصالحة الفلسطينية. ونص الاتفاق علي عدة بنود، منها؛ تشكيل حكومة وفاق وطني مؤقتة من الفصائل الفلسطينية وبقرار من الرئيس الفلسطيني محمود عباس تحكم قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، ورفض كل أشكال الوصايا علي قطاع غزة بعد الحرب سواء بقوات عربية أو دولية مع أحقية الشعب الفلسطيني في تمثيل نفسه[52].

ومن المتوقع أن يكون لاغتيال هنية تأثير وتداعيات على هذا الاتفاق وأفقه المستقبلي؛ ولعل موقف السلطة الفلسطينية من اغتيال هنية سيكون المؤشر الأبرز في هذا الصدد. فعلي الرغم من أن إسماعيل هنية كان رئيس الوزراء الفلسطيني في الحكومة الفلسطينية العاشرة في الفترة ما بين 2006 وحتى اتفاق الشاطئ الذي وقع في منزله بمخيم الشاطئ عام 2007، وهو أيضًا رئيس قائمة التغيير والإصلاح التي فازت في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية عام 2006، وحظيت بـ76 مقعدًا من أصل 132 في المجلس التشريعي الفلسطيني، وهو أيضًا التوافقي الوحدوي قبل الانتخابات حين كان ممثلًا لحركة حماس في لجنة المتابعة العليا للفصائل الفلسطينية إبان انتفاضة الأقصى 2002.

ومع كل هذا لم يكن رد الفعل الرسمي والحزبي للسلطة الفلسطينية ولحركة فتح على استشهاد إسماعيل هنية إلا خجولًا وباردًا، حيث اقتصر على تصريحٍ رسمي لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، أعلن فيه إدانته لعملية الاغتيال، واعتبارها “عملًا جبانًا وتطورًا خطيرًا”، داعيًا الجمهور الفلسطيني وقواه الوطنية إلى الوحدة والصبر والصمود في وجه الاحتلال. فيما أعلن عباس حالة الحداد وتنكيس الأعلام على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق، ليوم واحد فقط. وفيما غاب الرئيس عباس عن جنازة الشهيد هنية في دولة قطر، حيث تقاطرت الوفود والحشود على مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب، قبل مواراته الثرى في مقبرة الإمام المؤسس في لوسيل بحضور أفراد عائلته، فإن الرئيس الفلسطيني أعلن أنه هاتف خالد مشعل، نائب رئيس الحركة، مقدمًا له تعازيه. فيما نقل المتحدث باسم حركة فتح، منذر الحايك، أن الرئيس محمود عباس أوفد إلى قطر كلًا من: محمود العالول، نائب رئيس الحركة، وأمين سر اللجنة المركزية لحركة “فتح”، جبريل الرجوب، للمشاركة في تشييع جثمان الشهيد إسماعيل هنية.

وفيما أقيمت صلاة الغائب على روح الشهيد إسماعيل هنية في عدد من دول العالم بحضور رسمي وحكومي واضح، كما هو الحال في ماليزيا التي أقيمت فيها الصلاة في العاصمة الإدارية بحضور حكومي كثيف، وإندونيسيا حيث أقيمت الصلاة في المسجد الوطني بحضور عشرات الوزراء ومسؤولي الأوقاف والدفاع، وتركيا التي أقيمت بإمامة رئيس الشؤون الدينية، فإن أي من مسئولي السلطة الفلسطينية لم يشاركوا في صلاة الغائب على روح هنية.

وهو ما أثار التساؤل في قلب الشارع الفلسطيني من خلال المقارنة بين الوجود الواضح للرئيس الفلسطيني محمود عباس في جنازة شمعون بيريز الرئيس الإسرائيلي الأسبق، وحالة الحزن الشديد التي عبر عنها وتعازيه الحارة لعائلته، وبين غياب تعازيه لعائلة هنية وغياب الوجود الفعلي له في جنازة الأخير، وهو الذي تواجد في قطر مطلع العام الحالي، في إطار مساعيه لإيجاد موطئ قدم له في أي ترتيب مستقبلي للوضع في قطاع غزة. المقارنة عقدت أيضًا من خلال حضوره في مناسبات دولية وإقليمية من بينها مسيرة الجمهورية تنديدًا بالهجوم على صحيفة “شارل إيبدو” وهي التي كانت تنشر الصور الكاريكاتورية الساخرة بالإسلام والمسلمين ونبيهم، حيث تواجد في الصف الأول مزاحمًا رؤساء الدول للتأكيد على دعمه “لحرية الرأي والتعبير”، وأعلن الحداد إبان ذلك في الأراضي الفلسطينية، فيما اكتفى بيوم عابر واحد حدادًا على إسماعيل هنية. تشمل المقارنة أيضًا ما نُشر مؤخرًا من رسائل الاطمئنان الدافئة التي أرسلها عباس إلى ترامب، المرشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية، للتأكيد على التضامن معه وتمني الشفاء له، والتي صيغت ببروتوكولية احترافية، بينما غابت الاحترافية بليلها ونهارها عن تعازيه في إسماعيل هنية، مكتفيًا بتصريح مقتضب ومكالمة عاجلة.

يعكس موقف السلطة الفلسطينية البارد، واختيارها المنتقي لوجوه العزاء – العالول والرجوب – وجود مستويين في ديناميكيات اتخاذ القرار بالسلطة الفلسطينية، أحدهما مخصص للتماهي مع الوحدة الفلسطينية وفصائل المقاومة ويتصدره محمود العالول الذي استشهد ابنه خلال انتفاضة الأقصى، ويحظى بتوافق كبير من قاعدة فتح الشعبية، وجبريل الرجوب الذي يمتلك علاقات وطيدة مع الفصائل الفلسطينية وخاصة مع حركة حماس، حيث يعرف الجمهور الفلسطيني أخاه، نايف الرجوب، القيادي في حماس والنائب في المجلس التشريعي عنها.

بينما على المستوى الآخر المتخصص بالالتزامات الإسرائيلية والعربية “التنسيق الأمني واتفاقيات التطبيع” هناك أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ ومدير المخابرات الفلسطينية، ماجد فراج، وهما المتحكمان الفعليان بفتح والسلطة وعلاقاتها العربية والدولية والإسرائيلية، وفيما يمثل المستوى الأول “المنظور الوجاهي” لحركة فتح والسلطة، يمثل الآخر “الأساس الفعلي الجاد” لها ولمواقفها والتزاماتها، وهو ربما ما يبرر طبيعة الوفد الفلسطيني الرسمي للمشاركة في جنازة إسماعيل هنية[53].

5- التداعيات علي إمكانية اندلاع حرب إقليمية:

توعدت إيران، على لسان قادتها السياسيين والعسكريين، إسرائيل، بالرد على اغتيال هنية في العاصمة طهران. حيث قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في بيان رسمي، أن بلاده “ستدافع عن سلامة أراضيها وسيادتها الوطنية ولن تتنازل عنها”، ومتوعدًا الاحتلال الإسرائيلي بأنه “سيشهد نتائج عمله الجبان والإرهابي قريبًا”. بدوره، تعهد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بالثأر لهنية، قائلًا في بيان النعي إن “ضيفنا العزيز قد استشهد على يد الكيان الصهيوني المجرم على ترابنا”، مؤكدًا أن هذا العمل قد مهد “لعقوبة صعبة”، ومضيفًا أن “من واجبنا الثأر له لأن الحادث المؤلم الصعب قد وقع على تراب الجمهورية الإسلامية الإيرانية”. فيما قال الحرس الثوري الإيراني، في بيان، إن هذه الجريمة “ستقابل برد صعب ومؤلم من جبهة المقاومة وخصوصًا إيران”[54].

فيما أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، في الخطاب الذي ألقاه في تشييع القائد فؤاد شكر في الأول من أغسطس 2024، أن هجومي إسرائيل في الضاحية الجنوبية وفي طهران نقلا “جبهات الإسناد” إلى “معركة كبرى”، وأن إسرائيل “لا تعرف ما هي الخطوط الحمراء التي تجاوزتها”، وأن عليها أن تنتظر “ردًا حقيقيًا وملموسًا”[55]. وأشار نصر الله فى خطابه إلى أن الرد ربما يكون “متفرقًا” أو “متزامنًا”[56]، وأن “رد حزب الله سيكون غير متعجل”، مما يسمح بحالة من الاستنزاف لأطول فترة ممكنة توازي الاستنفار الإسرائيلي في سياقه العسكري والمدني على حد سواء. وهنا يعتبر نصرالله أن الإجراءات الاحترازية الإسرائيلية بإخلاء القواعد العسكرية وتعطيل العمل بالمصانع ونقل مخازن المواد الحارقة كالأمونيا، ضمن الأثمان التي ستدفعها إسرائيل مقابل إقدامها على الاغتيالات الأخيرة.

وقد ميز نصرالله في نهاية خطابه بين نشاط حزب الله الروتيني في مساندة جبهة غزة عبر قصف صاروخي متفرق على الشمال الإسرائيلي ضمن قواعد الاشتباك المعتادة وبين الرد المرتقب الذي يفترض أن يكون مختلفًا وخارجًا عن هذه القواعد. وأوضح أن استئناف الضربات الروتينية لا يعني أن الرد قد بدأ، بل إن الأمرين يسيران في مسارين منفصلين تمامًا. ولعل في ذلك إضافة نوعية لفكرة استنزاف القدرات الإسرائيلية عبر ترقب الرد المختلف من جهة وبين صد التراشق الصاروخي المعتاد من جهة أخرى، ففي كل رد روتيني إنذار كاذب للرد المرتقب وبالتالي تمويه مؤكد عن هذا الرد عندما يبدأ بالفعل.   

إلى جانب ذلك، اهتم نصرالله بتوجيه رسائل إلى الدول الغربية خاصة تلك الفاعلة في نقل التهديدات والرسائل إلى حزب الله في محاولة للجمه عن التوسع في استهداف إسرائيل خلال رده المرتقب. إذ اعتبر أن كل رسائل ومحاولات التهدئة أو التلويح بالتهديد لن تفلح في التخفيف من حدة الرد القادم، فالرد، في رؤيته، “سيكون غير مسبوق وسيكون أكبر وأوسع من رد طهران على استهداف القنصلية الإيرانية بدمشق في إبريل الماضي”. وكان هدف نصرالله الأهم من توجيه رسائل للغرب هو التأكيد على جملة مفتاحية ساقها في خطابه، وهي “إذا أردتم منع توسع الحرب فأوقفوا رد إسرائيل على الرد المرتقب، وإذا أردتم منع توسع الحرب فأوقفوا الحرب في غزة”[57].

وبناءً علي ما سبق؛ يبدو أن مفهوم الرد على إسرائيل بات خيارًا وحيدًا ولابد منه أمام كل من إيران وحزب الله وباقى الفصائل فى العراق واليمن. لكن السؤال هو: ما هى طبيعة هذا الرد؟، وما نوعيته ومستواه؟. الإجابة على هذا التساؤل يجب الإشارة إلي عدة محددات سوف تؤثر علي رد إيران و”محور المقاومة”، تتمثل أبرزها في:

أ- تقوم العقيدة العسكرية الإيرانية تجاه إسرائيل على ثلاث ركائز: الأولى أن المواجهة مع إسرائيل “طويلة” تعمل فيها إيران على أن تعيش إسرائيل في حالة شعور دائم بالخطر وعدم الأمان، ومن هنا يأتي التزام طهران بسياسة “النفس الطويل” أو ما يُسمى بـ”الصبر الاستراتيجي”. والثانية، حصار إسرائيل بعدد من التنظيمات المسلحة الموالية لإيران، والتي تستطيع كل منها ضرب العمق الإسرائيلي، مما يشكل “حلقة من النار”؛ الأمر الذي يتيح لإيران اتباع سياسة “الضرب عن بعد”. والركيزة الثالثة هي تحاشي نشوب حرب مباشرة مع إسرائيل؛ إذ تعلم طهران مقدمًا أن واشنطن سوف تشارك فيها إلى جانب تل أبيب[58]. وبالتالي، فإن الرد العسكري الإيراني يقيده عدم رغبة إيران في الدخول في حرب مفتوحة مع إسرائيل؛ لإدراكها أن حربًا شاملة ستهدد الداخل الإيراني ليس فقط المنشآت النووية، بل أيضًا استقرار نظام الجمهورية الإسلامية الذي يواجه صعوبات اقتصادية واجتماعية وسياسية جمة. ويدركون أيضًا أن صراعًا مفتوحًا قد يرتب تدميرًا كاملًا للقدرات العسكرية والعملياتية لحليفها الأهم، حزب الله في لبنان[59].

كما أن القرار الإيراني سوف يتأثر أيضًا بتولي رئيس جمهورية من التيار الإصلاحي السلطة، والذي كان من أول قراراته اختيار وزير الخارجية الأسبق، محمد جواد ظريف، مساعدًا للرئيس للشؤون الاستراتيجية، وهو من أبرز رموز الحوار مع الولايات المتحدة والغرب، ولا يرغب بزشكيان أن يبدأ فترة ولايته باتخاذ قرار حرب لا يمكن السيطرة عليه[60]. وفي هذا السياق؛ ذكرت صحيفة “تلغراف” البريطانية نقلًا عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن الرئيس الإيراني الجديد بزشكيان، يخوض معركة ضد الحرس الثوري في محاولة لمنع حدوث حرب مع إسرائيل. ووفقًا للصحيفة، فإن كبار جنرالات الحرس الثوري يصرون على توجيه ضربة مباشرة إلى تل أبيب وغيرها من المدن الإسرائيلية، مع التركيز على القواعد العسكرية لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين. لكن بزشكيان، اقترح استهداف “قواعد إسرائيلية سرية” في الدول المجاورة لإيران[61].

ب- أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية لم ولن يتخلوا عن دعم وحماية إسرائيل، وهو ما تجلي في مسارعة الولايات المتحدة إلى إرسال مزيد من قواتها العسكرية إلى المنطقة كرسالة ردع لإيران و”محور المقاومة”. حيث أرسلت الولايات المتحدة حاملة الطائرات “إس إس أبراهام لينكولن” لتحل محل مجموعة حاملة الطائرات “يو إس إس ثيودور روزفلت” المتمركزة حاليًا في منطقة مسؤولية القيادة المركزية، ومن المقرر عودتها إلى الولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، أمر وزير الدفاع الأمريكي بإرسال طرادات ومدمرات إضافية قادرة على الدفاع ضد الصواريخ الباليستية إلى مناطق القيادة الأمريكية في أوروبا والقيادة الأمريكية المركزية، كما أمر الوزير بنشر سرب مقاتلات إضافي في الشرق الأوسط، مما يعزز قدرات الولايات المتحدة في مجال الدعم الجوي الدفاعي. وسبق أن ذكرت وكالة “أسوشيتد برس” أن حاملة الطائرات ثيودور روزفلت أرسلت اثنتي عشرة طائرة من طراز “إف/إيه-18″ وطائرة إنذار مبكر من طراز”E-2D” إلى قاعدة في الشرق الأوسط[62]. فيما أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) عن وصول طائرات من طراز “إف ـ 22 رابتور” إلى المنطقة كجزء من تعزيزات أمريكية لمواجهة تهديدات إيران والجماعات المدعومة من قبلها[63].

ومن ناحية آخري، دفعت الولايات المتحدة عدد من حلفائها العرب (الأردن ومصر وقطر والعراق) للتواصل مع إيران (سواء عبر الزيارات الدبلوماسية أو الاتصالات التليفونية) في محاولة لتخفيف حدة التوتر وإقناع الإيرانيين بخطورة التصعيد وإدخال المنطقة في دوامة عنف محفوفة بالمخاطر، حال قيامها بالرد بالكيفية والطريقة والمستوى الذي توعدت به[64].

ومن ثم فهذا فى حد ذاته – أى المتغير الأمريكى – يمثل قيدًا على تصرفات إيران والمحور، وهو ما يعنى أن الرد الإيرانى يجب أن يكون “محدود النطاق”، و”معلوم التوقيت”، و”محدد النهايات” بالنظر إلى دخول المتغير الأمريكى على معادلة التفاعلات بين إيران وإسرائيل حاليًا، وأن الولايات المتحدة ستسمح بهذا الرد وفقًا لتلك المعطيات ولن تسمح بأكثر من ذلك[65].

ج- شهدت جولة التصعيد بين إيران وإسرائيل في أبريل الماضي بروز دور دول أخرى كطرف في المواجهة بفعل وجودها في مسار الصواريخ والمسيرات التي تطلقها إيران (الأردن ودول الخليج). بجانب ما تقوم به القوات الأميركية والفرنسية والبريطانية المتركزة في العراق وسوريا والأردن ودول الخليج بدور فاعل في الكشف المبكر عن مسارات هذه المقذوفات واعتراضها، إضافة إلى مشاركة القوات المسلحة لبعض هذه الدول في هذا الجهد.

وهو ما دفع إيران إلي تهديد هذه الدول، حيث قالت بأن “القوات المسلحة الإيرانية تراقب عن كثب تحركات الأردن، وإذا تعاون مع الكيان الصهيوني فإنه سيكون هدفنا القادم”، وكان الأردن الدولة الوحيدة التي أعلنت قيامها باعتراض الصواريخ الإيرانية. وعقب اغتيال هنية والتهديد الإيراني بالرد جدد الأردن موقفه الرافض لمرور الصواريخ من أجوائه، وقام بجهد دبلوماسي يهدف إلى نزع فتيل الأزمة مع طهران. وزار وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي طهران في 4 أغسطس، والتقى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، لكن التصريحات الإيرانية عقب اللقاء شددت على التزامها بالرد على العدوان الإسرائيلي، مما يشير إلى استمرار الأزمة واحتمال تطورها في حال تطورت المواجهة بين إسرائيل وإيران إلى قصف متكرر ومتبادل[66]. خاصة وأنه من المتوقع أن تسمح الأردن لإسرائيل باستخدام أجوائها لمواجهة الصواريخ والمسيرات الإيرانية[67]، وهو ما دفع إيران هذه المرة لعدم إبلاغ دول الجوار بشأن وقت الرد[68].

علي ضوء هذه المحددات؛ يبدو أن الرد الإيراني سيوازن بين الحفاظ علي ضرورة ألا يتسبب هذا الرد في وقوع حرب شاملة ومفتوحة مع إسرائيل وواشنطن، وبين ضرورة أن يكون الرد موازن ومساوي لعمليات الاغتيال من حيث المكان والنوعية والحجم؛ أى أن يكون الداخل الإسرائيلى على قائمة المستهدفات فى هذا الرد؛ بمعنى أن تشمل العمليات من حيث الجغرافيا الأراضى المحتلة والعمق الإسرائيلي خاصة تل أبيب، وأن الاستهداف يجب أن يشمل شخصيات سياسية أو عسكرية فى الحكومة الإسرائيلية، وأن يستخدم الحرس الثورى فى رده نوعية فائقة ومتطورة من الأسلحة عالية التكنولوجيا غير المرصودة القادرة على إحداث قوة تدميرية لافتة[69]، ورغم أنه من المرجح أن يستهدف الجزء الأكبر من الهجوم أهدافًا عسكرية وأمنية، لكن سيتم استهداف تلك التي تقع بالقرب من المراكز السكانية، بطريقة ترسل في الوقت نفسه رسالة تهديد وتزيد من خطر تعرض المدنيين للأذى[70]، مع عدم استبعاد أن يتم استهداف مرفق حيوي له استخدامات مدنية واسعة بشكل يخرجه عن الخدمة مؤقتًا بما يضر بشكل مباشر بجودة حياة المدنيين وبالتالي يزيد من سخطهم على حكومة نتنياهو وعلى خياراتها العسكرية والسياسية. وقد تكون القطاعات المدنية الأقرب للاستهداف هي قطاع الاتصالات وقطاع الكهرباء وربما أيضًا بعض مخازن الوقود أو مخازن المواد التموينية. لكن من المستبعد أن يتم استهداف منصات استخراج الغاز لعدم رغبة إيران وحزب الله في استعداء الطرف الأوروبي أو بعض الأطراف الإقليمية الأخرى التي تستفيد فعليًا من هذا المرفق الحيوي لتوريد الغاز إليها، بل يريد أن ينعكس الضرر فقط على الداخل الإسرائيلي من أجل توليد الضغط اللازم للإطاحة بحكومة نتنياهو[71].

وفي هذا الإطار يمكن تفسير خطوة الجيش الإسرائيلي بإصدار أمرًا عسكريًا لجميع الجنود النظاميين والاحتياط المتواجدين في زيارة سياحية بجورجيا وأذربيجان، للعودة “فورًا” إلى إسرائيل؛ لقرب هاتين الدولتين جغرافيًا من إيران، والوجود الإيراني في كلتا الدولتين[72]. كما نشرت صحيفة “إسرائيل هيوم” تقريرًا حول تقديرات أمنية يشير إلي أن حزب الله كان بإمكانه أن يضرب منذ مدة طويلة مواقع عسكرية إسرائيلية مثل مرابض الطائرات أو الأرصفة البحرية، لكنه ينتظر لحظة ملائمة للتنفيذ[73].

وفي هذا الإطار أيضًا، يمكن قراءة خطاب نصر الله، في أول أغسطس 2024، عندما أشار بأن القصف الذي وقع في حارة حريك ليس ردًا على هجوم مجدل شمس بل هو اعتداء متعدد المستويات، فهو أولًا اعتداء على الضاحية التي تقع في نطاق العاصمة، ثم هو ثانيًا اعتداء على مبنى مدني ملاصق لمشفى في حي سكني مكتظ، وثالثًا هو اعتداء أدى إلى مقتل مدنيين، بالإضافة إلى المستوى الرابع من الاعتداء وهو اغتيال قائد كبير في الحزب. ولعل تفصيل نصرالله لطبيعة الاعتداء على هذا النحو رباعي الأبعاد قد يحمل بعض الإشارات عن ملامح الرد المرتقب الذي يتم التخطيط له بشكل مدروس وغير متعجل كي يفي بكل مستوى من هذه المستويات الأربعة[74].

الخلاصات والاستنتاجات:

1- إن انتهاج إسرائيل أداة الاغتيالات وسيلة جديدة فى حربها مع المقاومة الفلسطينية من ناحية، وإيران ومحورها من ناحية ثانية، يعنى أنها لم تعد مكتفية بقطاع غزة كساحة حرب، وأنها بصدد توسيع هذه الحرب لتنتقل إلى الحرب الشاملة، معتمدة على الدعم الأمريكى العسكرى والمادى وفى المحافل الدولية، لأن ذلك يخدم أهداف الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة الحالية، ويخدم مصالح رئيسها نفسه بنيامين نتنياهو داخليًا[75].

2- تقف الحرب الآن أمام نقطة حاسمة فاصلة، فإما تكتفي إيران وحلفاؤها برد قوي، ولكن لا يدفع الأمور نحو حرب شاملة، وهذا أمر دقيق وعرضة للخطأ بالحسابات؛ لأن أي رد إذا لم يكن قويًا بما يناسب العدوان والتصعيد الإسرائيلي سيفتح شهية دولة الاحتلال لتكريس القواعد الجديدة من جانب واحد، أو إذا جاء الرد قويًا ويقابل برد إسرائيلي قوي عليه، وهكذا دواليك؛ ما ينذر بأن تنزلق الأمور بعده نحو حرب شاملة، أو تقوم أميركا بإقناع إسرائيل بعدم الرد على الرد؛ أي الاكتفاء برد من إيران وحلفائها على أساس واحدة بواحدة[76].

3- رغم أن اغتيال هنية قد تفتح الباب واسعًا أمام تصعيد كبير في المنطقة، إلا أنها قد تدفع نحو ممارسة مزيد من الضغوط الإقليمية والدولية على حكومة نتنياهو للذهاب في اتجاه قبول المقترح الذي قدمه الرئيس بايدن لاتفاق الهدنة منعًا لسيناريو التصعيد الأول[77]. ومن المتوقع أن يوافق محور المقاومة علي وقف الرد مقابل الالتزام بشروط المقاومة كاملة (وقف الحرب والانسحاب وتبادل الأسرى والإغاثة وإعادة الإعمار) شرط اتخاذ موقف إسرائيلي واضح بهذا الشأن[78].


[1] “اغتيال هنيّة وتداعياته”، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 1/8/2024، الرابط: https://www.dohainstitute.org/ar/PoliticalStudies/Pages/assassination-of-ismail-haniyeh-and-implications.aspx

[2] “اغتيال إسماعيل هنية في طهران.. الدوافع والرسائل والتداعيات”، المعهد الدولي للدراسات الإيرانية (رصانة)، 31/7/2024، الرابط: https://rasanah-iiis.org/%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d8%a5%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%b9%d9%8a%d9%84-%d9%87%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%b7%d9%87%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d8%a7%d9%81%d8%b9-%d9%88/

[3] “عودة إسرائيل لسياسة الاغتيالات.. ماذا بعد؟”، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 31/7/2024، الرابط: https://acpss.ahram.org.eg/News/21232.aspx 

[4] ” اغتيال هنية.. صراع السرديات”، مجلة السياسة الدولية، 31/7/2024، الرابط: https://www.siyassa.org.eg/News/21840/%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AA/%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D9%87%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA.aspx

[5] ” بعد هنية.. إسرائيل تؤكد مقتل الضيف”، سكاي نيوز عربية، 1/8/2024، الرابط: https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1732890-%D9%87%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%95%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D9%94%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D9%88%D9%94%D9%83%D8%AF-%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B6%D9%8A%D9%81

[6] “اغتيال شكر وهنية يضع “محور المقاومة” أمام اختبار الردع مجدداً”، ستراتيجيكس، 1/8/2024، الرابط: https://strategiecs.com/ar/analyses/%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D8%B4%D9%83%D8%B1-%D9%88%D9%87%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%8A%D8%B6%D8%B9-%D9%85%D8%AD%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%A3%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AF%D8%B9-%D9%85%D8%AC%D8%AF%D8%AF%D8%A7 

[7] “اغتيال إسماعيل هنية.. ما تداعياته على المشهد؟”، نون بوست، 31/7/2024، الرابط: https://www.noonpost.com/232850/

[8] ” خسارة إستراتيجية جديدة… ماذا يعني اغتيال إسماعيل هنية في إيران؟”، مركز شاف لتحليل الأزمات والدراسات المستقبلية، 31/7/2024، الرابط: https://shafcenter.org/%d8%ae%d8%b3%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%ac%d9%8a%d8%a9-%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%8a%d8%b9%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d9%8a/

[9] “اغتيال إسماعيل هنية: 5 أهداف إسرائيلية!”، عروبة، 2/8/2024، الرابط: https://ourouba22.com/article/3401-%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D8%A5%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D9%84-%D9%87%D9%86%D9%8A%D8%A9-5-%D8%A3%D9%87%D8%AF%D8%A7%D9%81-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9

[10] “لا حرب كبرى الآن بين إسرائيل وإيران”، عربي21، 3/8/2024، الرابط: https://arabi21.com/story/1615816/%D9%84%D8%A7-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D9%83%D8%A8%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%86-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%88%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86#google_vignette

[11] “خسارة إستراتيجية جديدة… ماذا يعني اغتيال إسماعيل هنية في إيران؟”، مرجع سابق.

[12] ” البرنامج النووي الإيراني واغتيال هنية: ماذا يريد بنيامين نتنياهو من طهران؟”، المرصد المصري، 10/8/2024، الرابط: https://marsad.ecss.com.eg/82167/

[13] “اغتيال إسماعيل هنية: 5 أهداف إسرائيلية!”، مرجع سابق.

[14] “البرنامج النووي الإيراني واغتيال هنية: ماذا يريد بنيامين نتنياهو من طهران؟”، مرجع سابق.

[15] “هل يشكّل استشهاد هنية في طهران نقطة تحول في مسار الصراع؟”، الميادين نت، 8/8/2024، الرابط: https://www.almayadeen.net/opinion/%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%B4%D9%83%D9%84-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%AF-%D9%87%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B7%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%86%D9%82%D8%B7%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D9%88%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9?__cf_chl_rt_tk=UN6d5C3LqE0_IpeD8zcd07nZVTzUvEV4LRm0pG3SjIo-1723121050-0.0.1.1-5268

[16] “سيناريوهات “الحرب المفتوحة” في الشرق الأوسط”، مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، 6/8/2024، الرابط: https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/9537

[17] “لا حرب كبرى الآن بين إسرائيل وإيران”، مرجع سابق.

[18] ” اغتيال إسماعيل هنية.. ما تداعياته على المشهد؟”، مرجع سابق.

[19] “اغتيال هنية: ضربة لمحور المقاومة ومساس بهيبة إيران الداعمة”، مركز الجزيرة للدراسات، 31/7/2024، الرابط: https://studies.aljazeera.net/ar/article/5981

[20] “اغتيال هنية واستهداف شكر.. الدلالات السياسية والتداعيات الاستراتيجية”، معهد السياسة والمجتمع، 31//2024، الرابط: https://politicsociety.org/2024/07/31/%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d9%87%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%87%d8%af%d8%a7%d9%81-%d8%b4%d9%83%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%84%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b3/

[21] ” اغتيال إسماعيل هنية.. ما تداعياته على المشهد؟”، مرجع سابق.

[22] ” ترميم الردع.. اغتيال “هنية” وحافة الهاوية الإسرائيلية”، المرصد المصري، 31/7/2024، الرابط: https://marsad.ecss.com.eg/82137/

[23] “عودة إسرائيل لسياسة الاغتيالات.. ماذا بعد؟”، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 31/7/2024، الرابط: https://acpss.ahram.org.eg/News/21232.aspx

[24] ” ترميم الردع.. اغتيال “هنية” وحافة الهاوية الإسرائيلية”، المرصد المصري، 31/7/2024، الرابط: https://marsad.ecss.com.eg/82137/

[25] “اغتيال إسماعيل هنية: 5 أهداف إسرائيلية!”، مرجع سابق.

[26] “عودة إسرائيل لسياسة الاغتيالات.. ماذا بعد؟”، مرجع سابق.

[27] “تداعيات عودة سياسة الاغتيالات: قراءة في الأسباب والنتائج”، مركز ايجبشن انتربرايز للسياسات والدراسات الاستراتيجية،  6/8/2024، الرابط: https://egyptianenterprise.com/2024/08/%d8%aa%d8%af%d8%a7%d8%b9%d9%8a%d8%a7%d8%aa-%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81/

[28] “سيناريوهات “الحرب المفتوحة” في الشرق الأوسط”، مرجع سابق.

[29] “عودة إسرائيل لسياسة الاغتيالات.. ماذا بعد؟”، مرجع سابق.

[30] “خسارة إستراتيجية جديدة… ماذا يعني اغتيال إسماعيل هنية في إيران؟”، مرجع سابق.

[31] “ماذا أرادت حماس من اختيار السنوار؟”، معهد السياسة والمجتمع، 7/8/2024، الرابط: https://politicsociety.org/2024/08/07/%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%a3%d8%b1%d8%a7%d8%af%d8%aa-%d8%ad%d9%85%d8%a7%d8%b3-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d8%ae%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%86%d9%88%d8%a7%d8%b1%d8%9f/

[32] ” يحيى السنوار زعيمًا لحماس بالإجماع.. 12 سببًا يثبت أنها هجمة مرتدة”، نون بوست، 7/8/2024، الرابط: https://www.noonpost.com/235058/

[33] “ما دلالة اختيار حركة حماس للسنوار خلفا لهنية؟”، عربي21، 7/8/2024، الرابط: https://arabi21.com/story/1616718/%D9%85%D8%A7-%D8%AF%D9%84%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D9%84%D9%84%D8%B3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D8%AE%D9%84%D9%81%D8%A7-%D9%84%D9%87%D9%86%D9%8A%D8%A9

[34] “يحيى السنوار زعيمًا لحماس بالإجماع.. 12 سببًا يثبت أنها هجمة مرتدة”، مرجع سابق.

[35] “السنوار خلفا لهنية.. 5 دلالات ورسائل”، الجزيرة نت، 6/8/2024، الرابط: https://www.aljazeera.net/news/2024/8/6/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D8%AE%D9%84%D9%81%D8%A7-%D9%84%D9%87%D9%86%D9%8A%D8%A9-5-%D8%AF%D9%84%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84

[36] “ماذا أرادت حماس من اختيار السنوار؟”، مرجع سابق.

[37] “اغتيال هنيّة وتداعياته”، مرجع سابق.

[38] “ماذا أرادت حماس من اختيار السنوار؟”، مرجع سابق.

[39] “ثلاث رسائل للعالم من اختيار السنوار لخلافة هنية”، الجزيرة نت، 7/8/2024، الرابط: https://www.aljazeera.net/opinions/2024/8/7/%D8%AB%D9%84%D8%A7%D8%AB-%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84-%D9%84%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B1

[40] “يحيى السنوار زعيمًا لحماس بالإجماع.. 12 سببًا يثبت أنها هجمة مرتدة”، مرجع سابق.

[41] “ماذا أرادت حماس من اختيار السنوار؟”، مرجع سابق.

[42] “اغتيال إسماعيل هنية في طهران.. الدوافع والرسائل والتداعيات”، مرجع سابق.

[43] “اغتيال إسماعيل هنية.. ما تداعياته على المشهد؟”، مرجع سابق.

[44] “اغتيال إسماعيل هنية في طهران.. الدوافع والرسائل والتداعيات”، مرجع سابق.

[45] “تأثير اغتيال إسماعيل هنية على مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة”، نون بوست، 2/8/2024، الرابط: https://www.noonpost.com/233456/

[46] “اغتيال إسماعيل هنية.. ما تداعياته على المشهد؟”، مرجع سابق.

[47] “حماس ترد على البيان الثلاثي للوسطاء لاستئناف المحادثات: نطالب بتنفيذ خطة بايدن بدلاً من مفاوضات جديدة”، عربي بوست، 11/8/2024، الرابط: https://arabicpost.net/%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1/2024/08/11/%d8%ad%d9%85%d8%a7%d8%b3-%d8%aa%d8%b1%d8%af-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d9%8a%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d9%84%d8%a7%d8%ab%d9%8a-%d9%84%d9%84%d9%88%d8%b3%d8%b7%d8%a7%d8%a1-%d9%86%d8%b7/

[48] “اغتيال إسماعيل هنية.. ما تداعياته على المشهد؟”، مرجع سابق.

[49] “مبادرة أمريكية جديدة لاستئناف المفاوضات بشأن غزة.. ما أهداف واشنطن؟”، عربي21، 10/8/2024، الرابط: https://arabi21.com/story/1617432/%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A9-%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%A6%D9%86%D8%A7%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%B6%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D8%B4%D8%A3%D9%86-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D9%85%D8%A7-%D8%A3%D9%87%D8%AF%D8%A7%D9%81-%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86

[50] “دبلوماسية الاحتواء.. هل تُثني إيران عن الرد على الإهانة الإسرائيلية؟”، نون بوست، 5/8/2024، الرابط: https://www.noonpost.com/234459/

[51] “وقف حرب غزة مقابل تأخير ردها.. إيران “تُلمح” لسيناريو جديد”، الحرة، 10//8/2024، الرابط: https://www.alhurra.com/iran/2024/08/10/%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%A8%D9%84-%D8%AA%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1-%D8%B1%D8%AF%D9%87%D8%A7-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D9%8F%D9%84%D9%85%D8%AD-%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%88-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF

[52] “بعد”وثيقة بكين” واغتيال “هنية”.. مستقبل المصالحة الفلسطينية في زمن الحرب”، مركز إيجبشن إنتربرايز للسياسات والدراسات الاستراتيجية، 4/8/2024، الرابط: https://egyptianenterprise.com/2024/08/%d8%a8%d8%b9%d8%af%d9%88%d8%ab%d9%8a%d9%82%d8%a9-%d8%a8%d9%83%d9%8a%d9%86-%d9%88%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d9%87%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%82%d8%a8%d9%84-%d8%a7/

[53] ““القيادة الفلسطينية” إذ تعبر عن نفسها في عزاء الشهيد إسماعيل هنية”، نون بوست، 3/8/2024، الرابط: https://www.noonpost.com/233672/

[54] ” إيران تتوعّد إسرائيل بدفع الثمن: الثأر لهنية واجب علينا”، العربي الجديد، 31/7/2024، الرابط: https://www.alaraby.co.uk/politics/%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%AA%D9%88%D8%B9%D9%91%D8%AF-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%A8%D8%AF%D9%81%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A3%D8%B1-%D9%84%D9%87%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D8%AC%D8%A8-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%86%D8%A7

[55] “هل تتسبب إسرائيل في اشتعال حريق شامل في المنطقة؟”، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2/8/2024، الرابط: https://www.palestine-studies.org/ar/node/1655926

[56] “حسابات “وحدة الساحات”: الانتقال من الإسناد إلى الحرب المفتوحة”، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 5/8/2024، الرابط: https://acpss.ahram.org.eg/News/21240.aspx

[57] “محددات وأهداف رد حزب الله على اغتيال فؤاد شكر”، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 4/8/2024، الرابط: https://acpss.ahram.org.eg/News/21239.aspx

[58] “سيناريوهات “الحرب المفتوحة” في الشرق الأوسط”، مرجع سابق.

[59] “بين إيران وإسرائيل… حسابات ومخاطر”، القدس العربي، 5/8/2024، الرابط: https://www.alquds.co.uk/%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d9%88%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d8%ad%d8%b3%d8%a7%d8%a8%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d9%85%d8%ae%d8%a7%d8%b7%d8%b1/

[60]  “سيناريوهات “الحرب المفتوحة” في الشرق الأوسط”، مرجع سابق.

[61] “وقف حرب غزة مقابل تأخير ردها.. إيران “تُلمح” لسيناريو جديد”، مرجع سابق. 

[62] “آخرها F-22.. كيف تحشد الولايات المتحدة قواتها في الشرق الأوسط؟”، TRT عربي، 9/8/2024، الرابط: https://www.trtarabi.com/now/%D8%A2%D8%AE%D8%B1%D9%87%D8%A7-f-22-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%AA%D8%AD%D8%B4%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7-18193882

[63] “أمريكا تحشد مزيداً من قواتها في الشرق الأوسط.. البنتاغون ينشر غواصة ويسرّع إرسال حاملة الطائرات إبراهام لينكولن”، عربي بوست، 12/8/2024، الرابط: https://arabicpost.net/%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1/2024/08/12/%d8%a3%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%83%d8%a7-%d8%aa%d8%ad%d8%b4%d8%af-%d9%85%d8%b2%d9%8a%d8%af%d8%a7%d9%8b-%d9%85%d9%86-%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%aa%d9%87%d8%a7-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%82-%d8%a7/

[64] “واشنطن بوست: أمريكا أرسلت الأساطيل وجيّشت حلفاءها العرب لمنع الرد الإيراني.. فهل قبلت طهران الرسالة؟”، القدس العربي، 7/8/2024، الرابط: https://www.alquds.co.uk/%d9%88%d8%a7%d8%b4%d9%86%d8%b7%d9%86-%d8%a8%d9%88%d8%b3%d8%aa-%d8%a3%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%83%d8%a7-%d8%a3%d8%b1%d8%b3%d9%84%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b3%d8%a7%d8%b7%d9%8a%d9%84-%d9%88%d8%ac%d9%8a/

[65] “حسابات “وحدة الساحات”: الانتقال من الإسناد إلى الحرب المفتوحة”، مرجع سابق.

[66] “اغتيال هنية ومأزق دول التطبيع تجاه الرد الإيراني المرتقب”، الجزيرة نت، 11/8/2024، الرابط: https://www.aljazeera.net/politics/2024/8/11/%d9%85%d8%a3%d8%b2%d9%82-%d8%af%d9%88%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%b7%d8%a8%d9%8a%d8%b9-%d8%a8%d8%a7%d8%ba%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d9%84-%d9%87%d9%86%d9%8a%d8%a9

[67] ” مصادر: الأردن يسمح لاسرائيل باستخدام أجوائه للتصدي لإيران.. وعمّان تنفي”، عربي21، 9/8/2024، الرابط: https://arabi21.com/story/1617293/%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%86-%D9%8A%D8%B3%D9%85%D8%AD-%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AE%D8%AF%D8%A7%D9%85-%D8%A3%D8%AC%D9%88%D8%A7%D8%A6%D9%87-%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%B5%D8%AF%D9%8A-%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D9%86%D9%81%D9%8A

[68] “عن الرد الإيراني ومحدّداته”، الميادين نت، 7/8/2024، الرابط: https://www.almayadeen.net/articles/%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%88%D9%85%D8%AD%D8%AF%D8%AF%D8%A7%D8%AA%D9%87?__cf_chl_rt_tk=Qh6osAMsxokpxA_njoEXnO_sfiTazE3HmsXxBnamgrk-1723306818-0.0.1.1-4991

[69] “حسابات “وحدة الساحات”: الانتقال من الإسناد إلى الحرب المفتوحة”، مرجع سابق.

[70] “هل يصبح الرد الإيراني المنتظر جزءا من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة؟”، عربي21، 11/8/2024، الرابط: https://arabi21.com/story/1617657/%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%B5%D8%A8%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%B8%D8%B1-%D8%AC%D8%B2%D8%A1%D8%A7-%D9%85%D9%86-%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%B6%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%A5%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%BA%D8%B2%D8%A9

[71] “محددات وأهداف رد حزب الله على اغتيال فؤاد شكر”، مرجع سابق.

[72] “الاحتلال يوعز لجنوده بمغادرة جورجيا وأذربيجان فوراً.. مخاوف إسرائيلية من عمليات انتقام إيرانية ضدهم”، عربي بوست، 12/8/2024، الرابط: https://arabicpost.net/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/2024/08/12/%D9%85%D8%BA%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A9-%D8%AC%D9%88%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A7-%D9%88%D8%A3%D8%B0%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%AC%D8%A7%D9%86/

[73] “تقديرات إسرائيلية عن رد حزب الله وإيران”، الجزيرة نت، 7/8/2024، الرابط: https://www.aljazeera.net/news/2024/8/7/%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%B1%D8%AF-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87

[74] “محددات وأهداف رد حزب الله على اغتيال فؤاد شكر”، مرجع سابق.

[75] ” حسابات “وحدة الساحات”: الانتقال من الإسناد إلى الحرب المفتوحة”، مرجع سابق.

[76] “هل يؤدي تجاوز الخطوط الحمر إلى حرب شاملة؟‎”، المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية (مسارات)، 6/8/2024، الرابط: https://www.masarat.ps/article/6283/%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%A4%D8%AF%D9%8A-%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D9%88%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D8%B1-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%B4%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A9%D8%9F%E2%80%8E

[77] ” اغتيال هنيّة وتداعياته”، مرجع سابق.

[78] “هل يؤدي تجاوز الخطوط الحمر إلى حرب شاملة؟‎”، مرجع سابق.

Editor P.S.

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022