شنت إيران هجومًا صاروخيًا كبيرًا على إسرائيل في الأول من أكتوبر 2024، أسمته “الوعد الصادق 2″، ردًا على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران، في 31 يوليو، واغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، وعباس نيلفورشان، نائب قائد العمليات في الحرس الثوري الإيراني، في الضاحية الجنوبية، في 27 سبتمبر. تركز الهجوم الإيراني على مواقع عسكرية، وأعلنت إسرائيل أنها سوف ترد على الهجوم الإيراني بقوة كبيرة، معتبرة أن إيران أخطأت بهذا الهجوم على إسرائيل، وأنها ستدفع الثمن باهظًا[1]. وعليه تسعي هذه الورقة إلي الوقوف علي دوافع هذا الهجوم الإيراني ودلالاته، ثم التطرق إلي محددات الرد الإسرائيلي علي هذا الهجوم، وأخيرًا، أبرز السيناريوهات المطروحة لطبيعة وشكل الرد الإسرائيلي.
أولًا: دوافع ودلالات هجوم “الوعد الصادق 2” الإيراني:
شنت إيران، في 1 أكتوبر 2024، حملة صاروخية بأكثر من 200 صاروخ باليستي خلال نصف ساعة علي العديد من المناطق داخل إسرائيل فيما اصطلح عليه بعملية “الوعد الصادق” الثانية. وهذه العملية تأتي بعد عملية “الوعد الصادق” الأولى، في 13 إبريل 2024، حين أمطرت إيران سماء إسرائيل بمئات الطائرات المسيرات وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية.
وفي أول تعليق على الهجوم، أكد الحرس الثوري الإيراني، أنه تم ضرب أهداف أمنية وعسكرية مهمة في قلب الأراضي المحتلة بعشرات الصواريخ، وأن 90% من الصواريخ أصابت أهدافها بدقة. وأوضح الحرس الثوري في بيان، أن العملية تمت بناءً على قرار من المجلس الأعلى للأمن القومي ودعم الجيش. وأضاف أنها تأتي بعد مرحلة من الالتزام بضبط النفس بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله. كما أنها تأتي بناءً على حق إيران القانوني في الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة. وأشار الحرس الثوري الإيراني إلى أن أي رد عسكري إسرائيلي على هذه العملية سيواجه بهجمات أقوى وأكثر تدميرًا.
فيما قال قائد الأركان الإيراني محمد باقري إنه تم خلال الهجوم الصاروخي ضرب ثلاث قواعد جوية رئيسة إسرائيلية ومقر للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد). كما تم استهداف قاعدة نفاطيم التي تضم مقاتلات إف-35، وقصف رادارات وتجمع للدبابات وناقلات الجند في محيط غزة، واستهداف قاعدة حتسريم المسؤولة عن اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وقد ذكر التلفزيون الإيراني الرسمي أن الحرس الثوري استخدم للمرة الأولى “صواريخ فتاح” الفرط صوتية، وأضاف أنه استهدف ثلاث قواعد عسكرية إسرائيلية هي قاعدة “نفاطيم” الجوية وقاعدة “حتسريم” الجوية وقاعدة “تل نوف” الجوية في الأراضي المحتلة، كما استهدف أجهزة الرادار في الأنظمة الدفاعية التي توجه صواريخ “آرو-2″ و”آرو-3”.
وقد توعدت هيئة الأركان الإيرانية إسرائيل بتدمير بناها التحتية بشكل واسع وشامل إذا ردت على الهجوم الصاروخي غير المسبوق الذي نفذه الحرس الثوري. كما حذر بيان هيئة الأركان الإيرانية من أنه في حال تدخلت “الدول الداعمة للكيان الصهيوني” فإن طهران ستستهدف مصالحها ومقارها في المنطقة بقوة حسب ما جاء في البيان. وفي السياق أكد وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده أن عملية الحرس الثوري مشروعة ووفق القوانين الدولية. مشيرًا إلى أن بلاده لم تستخدم قدراتها الصاروخية الأكثر تطورًا وذات القوة التدميرية الأكبر بعملية الوعد الصادق. وشدد على أن المنطقة إذا تعرضت للتصعيد والحرب فإن طهران ستتعامل بشدة أكبر في الموجات القادمة.
من جهته، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن الهجوم الصاروخي على إسرائيل كان جزءًا من قدرات إيران وتم تنفيذه دفاعًا عن مصالحها ومصالح مواطنيها. واعتبر بزشكيان أنه تم الرد بحزم على “الاعتداءات الصهيونية” بناءً على حق إيران المشروع وبهدف ضمان أمنها وأمن المنطقة. وأضاف أنه على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يعلم أن إيران لا تسعى للحرب لكنها ستقف بحزم ضد أي تهديد وأن ردها سيكون أكثر تدميرًا إذا تمت مهاجمتها.
من جانبه قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن تحرك بلاده انتهى ما لم يقرر النظام الإسرائيلي استدعاء مزيد من الرد. وأشار عراقجي إلى أن داعمي إسرائيل عليهم مسؤولية كبيرة الآن “لكبح جماح مروجي الحرب في تل أبيب”. لافتًا إلى أن إيران مارست حق الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة. وفي نفس الإطار حذرت الخارجية الإيرانية من دخول ما وصفته بطرف ثالث في الصراع[2].
ويأتي الهجوم الصاروخي الإيراني علي إسرائيل عقب اغتيال هنية في إيران توعدت الأخيرة بالرد علي إسرائيل، ولكنها أخرت هذا الرد لإتاحة الفرصة أمام الوسطاء من أجل الوصول إلي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، حيث حاولت إيران أن تقايض بين عدم الرد علي إسرائيل لاغتيالها هنية داخل أراضيها مقابل الوصول إلي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، والذي سيتبعه بالضرورة وقف لإطلاق النار علي باقي ساحات “محور المقاومة” مع حزب الله في لبنان، ومع الحوثيين في اليمن، ومع المقاومة الإسلامية في العراق. إذ يلاحظ من تصريحات الرئيس الإيراني الإصلاحي الجديد، مسعود برشكيان، ووزير خارجيته، في أن هنالك وعودًا غير صادقة قدمت لإيران بعد اغتيال زعيم حركة حماس في طهران، إسماعيل هنية، بأن الوضع في غزة سيتجه نحو التهدئة وعدم التصعيد[3]، مما أضعف موقفه وفريقه أمام الحرس الثوري الإيراني، ومؤسسة المرشد الأعلى للثورة، علي خاميني، والتيار المحافظ، الذي دفع نحو اتخاذ قرار بالهجوم الإيراني.
جاء هذا القرار مدفوعًا أيضًا بما تعرض له حزب الله، الحليف الأقرب والأقوى والأهم لإيران في المنطقة، سواء بما أطلق عليه الزعيم السابق للحزب، حسن نصر الله، مصطلح “مجزرة البيجرات” في 17 و18 سبتمبر الماضي، أو اغتيال نصر الله نفسه مع قيادات الصف الأول والثاني في الحزب، بالإضافة إلى قيادات عسكرية بارزة في فيلق القدس الإيراني، وبدء عملية عسكرية إسرائيلية (جوية وبرية) ضد الحزب في لبنان لاستثمار حالة “انعدام التوازن” لدى الحزب.
حيث أوشكت كل تلك الاختراقات الخطيرة بتكسير ميزان القوى وتدمير معادلة الردع التي عمل “محور المقاومة” الذي تقوده إيران على ترسيخها، سواء من خلال استراتيجية “توحيد الساحات” أو “إسناد الساحات”، كما أصبح يطلق عليها لاحقًا. هنا، تحديدًا، جاءت نقطة التحول في القرار الإيران؛ ألا وهي ما أُطلق عليه مصطلح “هجوم ترميم الصورة”؛ لأن إيران لأكثر من عشرة أيام كادت أن تفقد تمامًا ما حاولت بناءه من صورة لقوة إقليمية كبيرة وحلف ممانعة ممتد إقليميًا، يجلس على الطاولة ويتحدث من منطلق قوة، فعشية الهجوم الإيراني كانت الصورة متدهورة للغاية، ومثارًا لسخرية خصوم إيران، وشكوك لدى حلفائها بمستوى قدرة إيران عن الدفاع عن مصالحها الإقليمية وحلفائها وصورتها التي بنتها في المنطقة، في مواجهة صورة نتنياهو التي كانت في الحضيض، داخليًا وخارجيًا، قبل الهجوم على حزب الله، إذ تمكن من رفع رصيده الشعبي واستعادة صورة “البطل” لدى جمهور إسرائيل.
وعلي الجانب الآخر، فإن ضعف ردود الفعل الإيرانية قبل هذا الهجوم وانهيار صورة إيران الإقليمية، كانا يدفعان إلى تهشيم قوة إيران داخليًا، وتراجع شرعية النظام السياسي الذي أتت به الثورة الإيرانية والمرتكز بشكل أساسي على أيديولوجية المقاومة، وتحجيم الجانب الأيديولوجي الذي طالما جعله القادة الإيرانيون المحافظون رافعة للتعامل مع الملف الداخلي، وهنا يطرح خصوم طهران سؤالًا أساسيًا وهو؛ إذا كانت إيران عاجزة إلى هذه الدرجة عن مواجهة أمريكا وإسرائيل، فلماذا تستقوي فقط القوى المحافظة على الداخل ويدفعون ثمنًا كبيرًا للعقوبات الاقتصادية والعسكرية؟!. ومن جانب آخر فقد خرجت مظاهرات تطالب طهران بالانتقام لموت حسن نصر الله، وتم توجيه اتهامات للمرشد الإيراني بأنه تخلى عن حلفائه من أجل مصلحة بلاده. وذلك كله دفع نحو رد إيراني مختلف، ومجازفة أكبر لحماية نفوذها الإقليمي وترسيخ شرعية نظامها الحاكم[4].
ورغم أن هذا الهجوم الإيراني علي إسرائيل غير مسبوق، حيث أشارت القناة الـ12 الإسرائيلية – نقلًا عن تقارير- إلى أن هذا الهجوم كان ضعف حجم الهجوم الذي وقع في إبريل الماضي[5]. فقد أطلقت إيران أكثر من 200 صاروخ باليستي داخل الحدود الإسرائيلية، بينما شهد هجوم إبريل الماضي إطلاق ما يقرب من 140 قذيفة ما بين صواريخ باليستية وأخرى من طراز كروز[6]. كما تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن الهجوم كان مختلفًا عن هجوم إبريل الماضي، ففي هجوم إبريل أطلقت إيران بالأساس طائرات مسيرة بطيئة منحت إنذارًا قبل ساعات طويلة لإسرائيل لصدها بسهولة، أما في هجوم أكتوبر فقد استخدمت الصواريخ الباليستية، وفي مقدمتها صاروخ “فاتح” “الفرط صوتي” وهو ما لا يمنح إسرائيل الوقت الكافي للتعامل معها[7].
وبينما أعلنت إسرائيل أن معظم الصواريخ أسقطتها أنظمة الدفاع الجوي، وبمساعدة الحلفاء، نجد أن الحرس الثوري قد صرح في المقابل أن 90% من القذائف قد أصابت أهدافها، والتي تمثلت في ثلاث قواعد عسكرية[8]. وبعد ذلك اعترف الجيش الإسرائيلي بسقوط صواريخ على قواعد عسكرية، منها قاعدة “نفتيم” الجوية في النقب وقاعدة “تل نوف” الجوية بالقرب من تل أبيب وقاعدة في منطقة مجيدو (قرب جنين)، كما سقطت صواريخ قرب مقر الموساد في تل أبيب. وقد سبب الهجوم أضرارًا في القواعد الجوية، وبالذات في قاعدة “نتفيم”، لكنه لم يصب أي طائرات حربية[9]، كما تسبب الهجوم في دوي صفارات الإنذار في كل أنحاء إسرائيل، بما في ذلك القدس، ما دفع السكان للاختباء بالملاجئ، فيما تم إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي[10].
ورغم أن الجيش الإسرائيلي أعتبر أن الهجوم الإيراني فشل لأنه لم يؤثر في جهوزية الجيش، وفي خططه العملياتية. ومع أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ادعى أن منظومة “حيتس 3” (السهم) كانت فعالة وصدت الكثير من الصواريخ الإيرانية، إلا أن الأضرار الكبيرة التي كشفتها الأقمار الصناعية في مطار “نفتيم” قد تعيد تقييم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لفاعلية المنظومة الدفاعية الإسرائيلية في حال كان هناك هجوم قوى، من حيث عدد الصواريخ ودقتها وسرعتها. فالسيناريو الأخطر لدى إسرائيل هو اختراق جدار الدفاعات الجوية الإسرائيلية وضرب منشآت حيوية في إسرائيل من طريق شن هجوم متزامن باستخدام صواريخ ومسيرات متطورة وبأعداد كبيرة[11].
إلا أن طهران حرصت علي أن يكون هذا الهجوم محسوبًا وعقلانيًّا، بحيث يحفظ ماء الوجه الإيراني أمام شعبها وحلفائها في محور المقاومة، وفي الوقت نفسه، لا يسبب ضررًا كبيرًا يستدعي تدخلًا أمريكيًا حتميًا ضدها. وقد ظهر ذلك في حرص إيران خلال الهجوم علي عدم وقوع خسائر بشرية (في ضوء الحرص على إخطار مسبق للولايات المتحدة وإن كان هذه المرة بمدى زمني محدود يكفي فقط لتأمين السكان وليس للاستنفار الدفاعي الكامل لصد الهجوم)، وعدم إحداث تدمير واسع لبنية المنشآت العسكرية أو استهداف منشآت مدنية[12]. فرغم مئات الصواريخ التي أُطلقت، كانت نتائج الهجوم هزيلة للغاية، حيث لم يسفر إلا عن إصابتين طفيفتين فقط، ولم يصب أي طائرة حربية داخل القواعد المستهدفة، ولم يؤثر علي أنظمة الدفاع والرصد، ولم يردع أو يؤثر علي قدرة القوات الجوية الإسرائيلية التي استئنفت الاستهدافات الجوية للضاحية الجنوبية وبعض المناطق الأخرى بالجنوب اللبناني. ولعل نتائج الهجوم الضفيفة تعود إلي أن معلومة الهجوم تم الكشف عنها قبل وقوعه ببضع ساعات، من قبل مسؤولين أمريكيين في تصريحات صحفية، وهذا أعطى إسرائيل الفرصة للاستعداد وتفعيل منظومة الدفاع “القبة الحديدية”، وقد ساعد كل هذا في أن تكون نتيجة الهجوم غير مكلفة لإسرائيل[13].
كما أن تصريح وزير الخارجية الإيراني بـ “أن الرد الإيراني أنتهى” تسير في هذا السياق. وفي خط موازي آخر، حاولت إيران فتح مجال للجهد الدبلوماسي من أجل التهدئة وتحجيم الرد الإسرائيلي علي إيران، والدفع نحو وقف إطلاق النار على الجبهتين في غزة ولبنان، وذلك عبر (زيارة الرئيس مسعود بزشيكان لقطر – زيارة وزير الخارجية عباس عراقجي للبنان وسوريا وقطر والسعودية ومصر والأردن وتركيا – مباحثات هاتفية لعراقجي مع وزراء خارجية بريطانيا وألمانيا وفرنسا والأمين العام للأمم المتحدة)[14].
ثانيًا: محددات الرد الإسرائيلي علي هجوم “الوعد الصادق 2” الإيراني:
قبل وقوع الهجوم الإيراني، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إيران في خلال خطابه في الأمم المتحدة، في 27 سبتمبر 2024، أنه إذا هاجمت إيران إسرائيل فلن يكون الرد الإسرائيلي رمزيًا أو بسيطًا، في إشارة إلى طبيعة الرد الإسرائيلي على الهجمات الإيرانية الأولى ضد إسرائيل (عملية الوعد الصادق 1) في 13 إبريل الماضي[15]. وبعد وقوع الهجوم، قال نتنياهو، إن “الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل قد فشل، وأن طهران ارتكبت خطأ كبيرًا وستدفع ثمنه”[16].
من جانبه قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن إيران لم تتعلم الدرس، وأضاف: “من يهاجمنا سيدفع ثمنًا باهظًا”[17]. وفي تصريح آخر، في 9 أكتوبر 2024، قال غالانت أن الرد على الهجوم الإيراني الأخير “سيكون قاتلًا ودقيقًا ومفاجئًا للغاية، لدرجة أنهم لن يدركوا ما حدث وكيف حدث”[18]. وكانت القناة الـ12 قد نقلت عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: “سنقرر طريقة الرد.. متى وأين وكيف”[19].
فيما أشار وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، في 6 أكتوبر 2024، إلى أن الحرب الحالية لا يمكن أن تنتهي إلا بعد إسقاط النظام الإيراني وتدمير مشروعه النووي[20]. فيما قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، إن لدى إسرائيل الآن “فرصة من أجل قطع رأس الأفعى عبر ضرب إيران”[21].
وعلي الجانب الآخر، طالب زعيم المعارضة نفتالي بينت، بضرورة التحرك الفوري لتدمير البرنامج النووي الإيراني، ومنشآت الطاقة المركزية، مشيرًا إلي أن “لدى إسرائيل الآن أعظم فرصة لها منذ 50 عامًا لتغيير وجه الشرق الأوسط. لدينا المبرر. لدينا الأدوات. الآن بعد أن أصيب حزب الله وحماس بالشلل، أصبحت إيران مكشوفة”[22]. من جانبه قال الوزير السابق في حكومة الحرب الإسرائيلية، بيني غانتس: “إيران تخطت الحدود مرة أخرى. دولة إسرائيل لديها قدرات تم تطويرها على مر السنين لضرب إيران والحكومة لديها الدعم الكامل للتصرف بقوة وعزيمة”. وتابع: “إما نحن أو هم، والمهمة واضحة: من يهاجم – سيُهاجم، وسيؤذى”[23].
ومن المتوقع أن يستند الرد الإسرائيلي المنتظر علي هجوم “الوعد الصادق 2” الإيراني على عدة محددات:
1- المحددات الداخلية:
أ- حتمية الرد: يشكل عامل حتمية الرد أحد المرتكزات المهمة في تصريحات المسئولين الإسرائيليين على المستويين السياسي والعسكري؛ إذ أن إسرائيل لا يمكنها أن تكون مسلوبة الإرادة أمام حجم الضربات الإيرانية، خاصة مع تداول حجم الرد الإيراني إعلاميًا على مستوى ونطاق واسعين، فضلًا عن أن عدم الرد سيحرج حكومة اليمين المتطرف التي يقودها بنيامين نتنياهو داخليًا. كما تسعى إسرائيل لأن تحافظ دائمًا علي ردع عسكري عبر توجيه ضربة تفوق حجم الضربة التي تتعرض لها، وبالتحديد من الجانب الإيراني وحلفاؤه في الإقليم، الذي يسوقون لحجم الضربة وتأثيرها في العمق الإسرائيلي[24].
كما ترتبط حتمية الرد الإسرائيلي بسياق ما حققته طيلة الفترة الماضية من استهدافات (هنية ونصر الله وقيادات حزب الله وقيادات الحرس الثوري في لبنان وسوريا) سعت من خلالها تل أبيب إلى ترميم معادلة الردع التي اهتزت في أعقاب أحداث 7 أكتوبر 2024، هذا فضلًا عن المكاسب التي راكمها المستوى السياسي وساعدته في تحسن شعبيته لدى الشارع الإسرائيلي. فوفقاً لنتائج أحدث استطلاع رأي أجرته القناة 12 الإسرائيلية في 29 سبتمبر 2024، شهد حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي تحسنًا ملحوظًا، حيث أكدت النتائج بأنه سيفوز بمقاعد أكثر من أي حزب آخر إذا أجريت انتخابات عامة. ومن ثم، سيعمل المستوى السياسي على الحفاظ على هذه المكتسبات التي حققها عبر توجيه ضربة قوية لإيران[25].
وترى تحليلات إسرائيلية أن إسرائيل كانت تنتظر هذه الفرصة لضرب إيران بقوة، وأنها لن ترد على الهجوم الإيراني برمزية كما كان في إبريل الماضي، بل ستستغل ذلك، وفي ذروة الثقة بالنفس في إسرائيل في الوقت الحالي، من أجل توجيه ضربات موجعة إلى النظام الإيراني كما كانت تتمنى إسرائيل دائمًا. وبحسب هذه التحليلات، فإن إسرائيل تملك غطاءً شرعيًا لرد كبير على الهجوم الإيراني، فقد كان الرد الإسرائيلي السابق محدودًا، لوجود ذريعة قانونية إيرانية تسوغ هجومها على إسرائيل، وهو استهداف القنصلية في دمشق، أما الهجوم الحالي – وفقًا للمنظور الإسرائيلي – فهو يعد إعلان حرب على إسرائيل دون مسوغ قانوني، إذ إنها لم تعترف رسميًا باغتيال إسماعيل هنية في طهران، مما يجعلها تؤطر الهجوم الإيراني باعتباره عملًا عدائيًا وإعلان حرب على إسرائيل يستوجب ردًا إسرائيليًا لا يتقيد بمستوى الهجوم الإيراني، باعتبار هجومها دفاعًا عن النفس[26].
وهناك اتفاق إسرائيلي علي ضرورة أن يكون الرد الإسرائيلي أكثر قوي وتأثيرًا من الهجوم الإيراني؛ لأن ردًا متوازنًا لإسرائيل تجاه الهجوم الإيراني سوف يضعف منظومة الردع الإسرائيلية، وقد يعزز المحور الإيراني، وسوف يظهر إسرائيل بأنها فعلًا خائفة من التهديد الإيراني، وهو أمر يتناقض مع المنظومة الأمنية الإسرائيلية التي تنطلق أن على القوى الأخرى الخوف من تهديدها وليس العكس. بالإضافة إلى ذلك، فإن الرد المتوازن سوف يكسر ردع إسرائيل لإيران، وهو أمر خطر مستقبلًا على إسرائيل، مما يشجع إيران مستقبلًا للرد على هجمات إسرائيلية على إيران[27].
ب- الخلاف حول شكل الرد: تداولت بعض التقارير الحديث بشأن اجتماع مجلس الوزراء الأمني المصغر الذي عقد في 10 أكتوبر 2024، حيث كان من المرجح – بحسب هذه التقارير – أن يتم التصويت على قرار الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير. إلا أن الاجتماع قد انتهى دون التصويت على القرار[28].
يعكس عدم التصويت على قرار الرد الاسرائيلي في اجتماع مجلس الوزراء الأمني المصغر، رغم الحديث عن تضييق الفجوة بين الرؤية الاسرائيلية والأمريكية بشأن الرد، احتمالية أن يكون لهذا التنسيق تأثيره على تباينات الموقف بين مكونات الائتلاف الحكومي الذي قد يميل الجناح المتطرف داخله (سموتريتش وبن غفير، بجانب المعارضة الإسرائيلية) للاتجاه نحو توجيه ضربة واسعة للبنية التحتية النووية لإيران للقضاء على طموحها بدخول نادي الكبار النووي، واكتساب ميزة “الردع النووي” التي ستمكنها من فرض رؤيتها فيما يتعلق بطبيعة دورها ونفوذها الإقليمي، وقطع الطريق أمام أية محاولات لإحياء اتفاق نووي قد يقر لها بوضعية “دولة عتبة نووية”، وهو ما من شأنه أن يطلق شرارة سباق نووي بالمنطقة. ويتم التعويل في هذا السيناريو على بيئة الفرصة السانحة التي تهيئها حالة الضعف التي باتت عليها جبهات “محور المقاومة، فضلًا عن توفير الأساس الشرعي – وفقًا للرؤية الاسرائيلية – بالتصعيد في إطار الرد على الهجوم الأخير[29].
بيد إن الإجراء الذي كان قد اتخذه نتنياهو بضم زعيم حزب “أمل جديد” جدعون ساعر إلى الحكومة (بدون حقيبة وزارية)، وهو أيضًا عضو بالمجلس الوزاري الأمني المصغر، يهدف إلى تعزيز مرونة حركة الأول في مواجهة أية ضغوط قد يتعرض لها من قادة الأحزاب الحريدية إذا ما قرر أن يعتمد السيناريو الأقل تصعيدًا وفقًا لمقتضيات بيئة الصراع الراهن، والتي تراعي المحاذير الأمريكية، خاصة وأنه قد يذهب إلى توظيف هذه المرونة في التجاوب مع الاعتبارات الأمريكية، في مقابل تخفيف أي ضغوط محتملة في الجبهة الشمالية وقطاع غزة سواء من الولايات المتحدة أو من شركاءها الأوروبيين، وهو ما يضمن له استمرار حالة الحرب التي تمكنه من تحقيق مكاسب سياسية تنعكس إيجابًا على شعبيته في الداخل[30].
وهناك أيضًا الحسابات الأمنية؛ حيث أن التهديد الإيراني هذه المرة يبدو جديًا بالرد مرة أخرى على إسرائيل بهجوم أكثر حدة ودقة مستهدفًا منشآت حيوية إسرائيلية (مثل مصافي التكرير في حيفا وأشدود، وحقول الغاز في البحر المتوسط، ومحطات توليد الطاقة وتحلية المياه[31])، فعلى الرغم من قوة الدفاعات الجوية الإسرائيلية والأمريكية فإنها لم تستطع منع سقوط عشرات الصواريخ على مواقع عسكرية إسرائيلية، ويبقى التخوف من نجاح الصواريخ الإيرانية في استهداف مواقع حيوية إسرائيلية، لاسيما أن إيران قد ترد بحدة وزخم كبيرين هذه المرة، وهو أمر سيكون له تداعيات كبيرة على الداخل الإسرائيلي، لصغر مساحة الدولة وقرب منشآتها من المراكز المدنية الإسرائيلية، مثل محطات الكهرباء ومخازن المواد الكيماوية (في حيفا مثلًا)، ومواقع عسكرية مهمة (مثل وزارة الدفاع ومقر الموساد في تل أبيب)[32].
ناهيك عن انفتاح القوات الإسرائيلية على أكثر من جبهة قتال نشطة في الوقت الراهن خاصة جبهة لبنان وجبهة غزة، وبالتالي فتح جبهة قتال نشطة مع دولة بحجم إيران غير مطلوب في هذا التوقيت[33]، الذي يشهد تصعيد ملحوظ من جانب جبهات الإسناد في اليمن والعراق، فضلًا عن تعقد الجبهة الشمالية نتيجة قتل الجنود الإسرائيليين في كل توغل للأراضي اللبنانية واستمرار حزب الله في عمليات القصف الصاروخي لحيفا والمستوطنات بكريات شمونة، بالإضافة إلى بث الحزب جزءً ثالثًا من سلسلة “الهدهد”، والذي عرض خلاله بنك أهداف للمنشآت الإسرائيلية كان أبرزها مصفاة نفط حيفا، والذي أراد على ما يبدو أن يبعث من خلال هذا البث برسالة ردع للإقدام على تنفيذ سيناريو استهداف منشآت النفط الإيرانية ضمن أهداف الرد الاسرائيلي المرتقب، وهو ما يفرض بدوره مزيدًا من التعقيد لسيناريوهات الرد الإسرائيلي، التي تتطلب مزيدًا من الوقت لتأمين الإجراءات الوقائية لتحييد تكلفة هجومها المحتمل[34].
بالإضافة إلى ذلك، فإن استمرار دائرة المواجهة وتوسيعها يهدد الاقتصاد الإسرائيلي الذي يواجه حالة الانكماش والتأزم، وظهرت معالم الأزمة مؤخرًا في تخفيض شركة “ستاندرد آند بورز” التصنيف الائتماني لإسرائيل للمرة الثانية، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ إسرائيل، فضلًا عن استمرار هروب الاستثمارات من الدولة، وما تحمل هذه المواجهة من تكاليف عالية لن تستطيع خزينة الدولة تحملها مع ارتفاع العجز المالي وتراجع النمو الاقتصادي[35].
2- المحددات الإقليمية:
أن اتساع رقعة الصراع بين إيران وإسرائيل سيكون له تبعات كارثية علي دول الشرق الأوسط عمومًا، ودول الخليج خصوصًا، على مختلف الأصعدة؛ حيث:
أ- على الصعيد الأمني: تخشى الدول الخليجية أن تمتد نيران التصعيد الإيراني الإسرائيلي إليها، خاصة مع وجود العديد من القواعد العسكرية الأمريكية في الدول الخليجية، والتي قد تكون أهدافًا محتملة لإيران وأذرعها في المنطقة. جدير بالذكر أن دول الخليج تحتضن السواد الأعظم من القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، على رأسها “قاعدة العديد” في قطر، أكبر منشأة عسكرية أمريكية في المنطقة، وبها 13 ألف جندي أمريكي، كذلك الكويت التي تستضيف أكثر من 13 ألف جندي أمريكي يتمركزون في العديد من المواقع العسكرية، أهمها: قاعدة عريفجان، المقر الرئيسي للقوات الأمريكية في البلاد، وقاعدة علي السالم الجوية، وقاعدة معسكر الدوحة، وقاعدة بيورينغ.
وفي السعودية هناك تنسيق عسكري كبير مع القوات الأمريكية، حيث توفر المملكة للأمريكان أنظمة دفاع جوي وصاروخي واستخدام الطائرات العسكرية، كما تمتلك تلك القوات حق استخدام عشرات المرافق التابعة للجيش السعودي، إضافة إلى قاعدتين عسكريتين، هما: قاعدة الإسكان الجوية، وقاعدة الأمير سلطان الجوية، أما الإمارات فتستضيف 5 آلاف عسكري أمريكي في 3 قواعد عسكرية هم قاعدة الظفرة الجوية، وميناء جبل علي، وقاعدة الفجيرة البحرية. وفي البحرين هناك أكثر من 9 آلاف جندي أمريكي يتمركزون في 3 قواعد، هي: قاعدة الجفير البحرية، وقاعدة الشيخ عيسى الجوية، وقاعدة المحرق الجوية، فيما يوجد 600 جندي في سلطنة عمان، لهم حق استخدام 24 مرفقًا عسكريًا في السلطنة، بما فيها المطارات والموانئ، ويتواجدون في عدد من القواعد أهمها: قاعدة مصيرة الجوية، وقاعدة المسننة الجوية، وقاعدة ثمريت الجوية التي تضم مخازن للعتاد والسلاح الأمريكي.
ولدى الأردن تعاون عسكري وثيق مع الولايات المتحدة، حيث يتمركز نحو أكثر من 2800 عسكري أمريكي في المملكة، فيما يتوافد مئات من المدربين الأمريكيين سنويًا لإجراء مناورات عسكرية مكثفة، وتتمركز تلك القوات في قاعدة موفق السلطي الجوية وبعض القواعد السرية الأخرى، كما تقدم عمان تسهيلات عسكرية للقوات الأمريكية في ميناء العقبة[36].
كما تخشي دول الخليج – في حال مشاركتها إسرائيل في الهجوم علي إيران – من أن تقوم إيران وحلفاؤها باستهداف أراضيها بصورة مباشرة مثلما حدث في الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ التي أطلقها الحوثيون اليمنيون والميليشيات العراقية المدعومة من إيران على أبو ظبي في يناير- فبراير 2022، وبصفة خاصة استهداف حقول النفط والمنشآت الرئيسية مثلما حدث في هجوم الحوثيين برعاية إيران على مصافي بقيق وخريص التابعة لشركة أرامكو السعودية في سبتمبر 2019[37].
وتلعب تصريحات إيران وحلفاؤها دورًا كبيرًا في أثارت هذه التخوفات؛ فقد أوضحت إيران أن أي تحرك لأي من دول الخليج ضد طهران، سواء باستخدام المجال الجوي أو قواعد عسكرية، ستعتبره عدوانًا يستدعي الرد[38]. فيما هدد “الحرس الثوري الإسلامي” الإيراني بأن أي تورط أمريكي في ضربة ضد إيران سيؤدي إلى هجمات على القواعد الأمريكية في الخليج. كما أضافت “كتائب حزب الله” العراقية أن أي هجوم على أهداف نفطية إيرانية سيؤدي إلى هجمات على أهداف نفطية في الخليج.
وتتزايد هذه المخاوف الخليجية في ظل أن المدن الساحلية في الخليج أقرب بكثير إلى إيران من المدن الإسرائيلية، لذلك يخشى القادة أن يتم استهدافهم بشكل فعال بأسراب أكبر من الصواريخ قصيرة المدى والطائرات المسيرة بالإضافة إلى الصواريخ الباليستية متوسطة المدى. ومما يزيد هذه المخاوف أيضًا، تراجع ثقتهم في منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية والأمريكية؛ حيث أن صور الصواريخ التي اخترقت هذه الدفاعات في الأول من أكتوبر ستثير الشكوك الخليجية حول إمكانية اعتراض نسبة عالية من المقذوفات الإيرانية خلال صراع مستقبلي في الخليج، حتى مع الاستثمارات والشراكات الوافرة عبر الولايات المتحدة وإسرائيل[39].
ولعل ذلك، ما دفع دول الخليج إلي أن تبعث برسالة إلي إيران، سعت من خلالها إلى طمأنتها عن حيادها في صراعها مع إسرائيل، بالإضافة إلي نفي الأردن لفتح مجاله الجوي أمام إسرائيل للهجوم علي إيران، وفقًا لما نقلته وكالة “رويترز”. وهو ما أكده رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي، بالقول أن الدوحة “لن تسمح” بشن أي هجمات من قاعدة العديد، التي تضم مركز القيادة الإقليمي للقوات الجوية الأمريكية، على دول في المنطقة أو خارجها[40].
بجانب ذلك، فمن المتوقع ألا تسمح الدول التي تحتاج الطائرات الإسرائيلية إلي عبور مجالاتها الجوية (من بينها السعودية والأردن والعراق وسوريا، وربما حتي تركيا) بهذا الأمر، ما يعني وجود عقبات لوجستية أمام العملية الإسرائيلية، أو حتي انكشافها أمام إيران مما يحد من تأثيرها وفاعليتها[41].
ب- على الصعيد الاقتصادي: لا شك أن التصعيد الإيراني الإسرائيلي سينعكس سلبًا على استقرار أسواق الطاقة الدولية؛ حيث سيؤدي التصعيد إلي ارتفاع أسعار النفط والغاز نتيجة نقص المعروض.
فضلًا عن الانعكاسات الأمنية الخطيرة على استقرار حركة التجارة العالمية في الممرات البحرية الاستراتيجية في منطقة الخليج العربي، والتي يمر عبرها حجم كبير من مصادر الطاقة، مثل مضيق هرمز، والذي تتحكم به إيران بحكم الموقع الجغرافي، وباب المندب، حيث الحوثي في اليمن؛ وبالتالي فإن إيران قد تلجأ إلي سيناريو إغلاق مضيق هرمز (سبق أن هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز إذا لم تعد قادرة على تصدير نفطها، لكن أي تعطيل من هذا القبيل ردًا على هجوم إسرائيلي من شأنه أن يحفز بالتأكيد المزيد من التدخل الغربي، وهو احتمال قد ترغب طهران في تجنبه[42]) أو التعرض للسفن التجارية العابرة للخليج العربي؛ مما قد يؤثر سلبًا بشكل مباشر على اقتصاديات العالم وليس دول المنطقة فقط.
يضاف إلى ذلك، أن أي تأثير على البنية التحتية للغاز في إسرائيل نتيجة لصراع أوسع نطاقًا مع إيران، قد يجبر إسرائيل على الاحتفاظ بكميات كبيرة من الغاز لتلبية احتياجاتها المحلية، ومن ثم التأثير على كمية الغاز المصدرة إلى بعض الدول مثل الأردن ومصر. وبما أن الأسواق مرتبطة ببعضها البعض؛ فارتفاع أسعار الطاقة سيؤدي بالتأكيد إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية وبالتالي زيادة معدلات التضخم[43]. كما لاتزال تركيا والعراق تستوردان الغاز الطبيعي من إيران، وهذه الواردات ضرورية لتوليد الكهرباء والتدفئة، ومن شأن أي تعطيل في إنتاج الغاز الإيراني أن يؤثر على كلا البلدين[44].
ج- على الصعيد السياسي: فإلي جانب العوامل الأمنية والاقتصادية السابقة، فإن دول الخليج في حالة توسع الصراع الإيراني الإسرائيلي ستراعي حالة التحسن الملحوظ الذي شهدته العلاقات السياسية الإيرانية الخليجية مؤخرًا، والذي تكلل بعودة العلاقات بين السعودية وطهران بوساطة صينية في 2023. ولعل ذلك ما أظهرته اجتماعات ولقاءات دول الخليج مع إيران في هذا التوقيت الحرج، والتي أرادات من خلالها أن تطمئن طهران إلى حيادها في الصراع الحالي.
بل إن بعض التحليلات تتوقع أن تكون زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى الدوحة تحمل طلبًا إيرانيًا أن تتوسط قطر في الصراع الدائر بينها وبين إسرائيل. وقد دعم هذا الطرح، الدبلوماسية القطرية النشطة ودور الوساطة الذي تلعبه الدوحة بين إسرائيل والولايات المتحدة وحركة حماس للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين، فضلًا عن أن قطر تعتبر الوسيط المفضل لدى طهران، حيث لعبت الدوحة دور الوسيط بين طهران وواشنطن في المفاوضات التي انتهت بتوقيع الاتفاق النووي في 2015، وكذلك الأمر فيما يخص اتفاق تبادل السجناء الذي جرى بين إيران والولايات المتحدة في 2023[45].
3- المحددات الدولية:
أ- الموقف الأمريكي: تقوم استراتيجية إدارة الرئيس جو بايدن في مساعيها لتجنب اندلاع مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وإيران علي بعدين رئيسيين:
– البعد الأول: تعزيز قوة الردع الإسرائيلي في المنطقة ضد إيران وحلفائها: لم يكتف مسؤولو الإدارة الأميركية، بدءًا من الرئيس نفسه، بالتباهي بدور القوات الأمريكية في التصدي للهجوم الإيراني الأخير[46]، بل أرسلوا المزيد من القوات إلى المنطقة دعمًا لإسرائيل. وتشمل القدرات الأمريكية العسكرية في المنطقة حاملة طائرات “يو إس إس أبراهام لينكولن” مع مجموعتها المقاتلة، من مدمرات وطرادات، مجهزة بأنظمة دفاع “إيجيس” القادرة على إسقاط الصواريخ الباليستية، فضلًا عن طائرات مقاتلة وقاذفات. وقد أعلن البنتاغون في 6 أكتوبر 2024 أن وزير الدفاع لويد أوستن أمر بإرسال “بضعة آلاف” من القوات الإضافية لتعزيز القوات الأمريكية البالغ عددها نحو 40 ألف جندي في المنطقة. كما أمر أسراب الطائرات التي كانت على وشك المغادرة البقاء في المنطقة مع انضمام أخرى لها. وأعلن أن حاملة الطائرات “يو إس إس هاري ترومان” ستنضم لحاملة الطائرات لينكولن في المستقبل القريب[47].
كما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، في 14 أكتوبر، إرسال منظومة “ثاد” الأمريكية التي تعد الوحيدة القادرة على التعامل مع الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى وتدميرها سواء داخل أو خارج الغلاف الجوي أثناء المرحلة النهائية من رحلتها، أو التوجه نحو هدفها، برفقة حوالي 100 جندي إلى إسرائيل لتشغيلها. وذلك بهدف تعزيز الدفاعات الجوية الإسرائيلية من خلال استهداف أنواع الصواريخ التي تستخدمها إيران[48]. وأكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، في 21 أكتوبر، أن منظومة ثاد أصبحت جاهزة للعمل الآن، بعدما أكد الجيش الإسرائيلي، في 19 أكتوبر، إن الولايات المتحدة نشرت في البلاد منظومة ثاد[49].
– البعد الثاني: ضبط الهجوم الإسرائيلي علي إيران: بدايةً يجب الإشارة إلي أن إدارة بايدن لا تعمل هذه المرة على إقناع إسرائيل بالامتناع عن الرد على الهجوم الإيراني، وهو ما يمثل اختلافًا بينًا عن سلوكها في إبريل 2024، عندما شجعت إسرائيل على عدم الرد أو الاكتفاء بهجوم رمزي بعد نجاح التحالف الإقليمي والدولي الذي قادته الولايات المتحدة حينها في التصدي للهجوم الإيراني. بدلًا من ذلك، ترى إدارة بايدن أن من حق إسرائيل الرد الآن؛ لأن حجم الهجوم الإيراني الأخير كان أكبر وأخطر (رغم أن واشنطن تصر على أنه فشل هذه المرة أيضًا في إحداث أضرار كبيرة)[50]، كما أن الحسابات الأمريكية تفترض أن ترك طهران دون رد صارم قد يشجعها وحلفاءها على استهداف المصالح والقوات الأمريكية في المنطقة[51].
ومع ذلك، تسعي إدارة بايدن إلي ضبط الهجوم الإسرائيلي علي إيران، وتضغط بشدة على نتنياهو من أجل ألا يستهدف المنشآت النووية الإيرانية، أو منشآتها النفطية والغازية؛ إذ قال بايدن في 4 أكتوبر: “لو كنت مكانهم (إسرائيل)، لفكرت في بدائل أخرى غير ضرب حقول النفط”[52].
ويرجع ذلك إلي تخوف إدارة بايدن من اندلاع مواجهة مفتوحة بين إيران وإسرائيل قد تنجر الولايات المتحدة إلي الانخراط المباشر بها، وذلك قبل أقل من شهر على الانتخابات الرئاسية والتشريعية[53]. كما أن اندلاع مثل هذه المواجهة قد يؤدي إلي عملية استنزاف للولايات المتحدة ومصالحها وقواعدها العسكرية بالمنطقة، وهو ما سيؤثر بدوره على استراتيجيتها لإدارة التنافس الجيوسياسي مع الخصوم (روسيا – الصين) نتيجة احتمالات حدوث هذا السيناريو الاستنزافي العكسي الذي ستدعمه هذه القوى على غرار سيناريو الاستنزاف الذي تتعرض له روسيا في حربها مع أوكرانيا[54].
ومن المحتمل أن يكون لدى إدارة بايدن نفوذ أكبر فيما يتعلق بنوعية الرد الإسرائيلي وحجمه مما كان لديها في الحرب على قطاع غزة ولبنان؛ إذ إن حربًا مع إيران تتطلب تعاونًا عسكريًا واستخباراتيًا أمريكيًا أكبر بكثير من الحرب مع حماس وحزب الله. وحسب تقارير إعلامية، عرضت إدارة بايدن على إسرائيل خلال المفاوضات معها حول طبيعة الرد على الهجوم الإيراني “حزمة تعويضات”، في حال امتناعها عن مهاجمة أهداف معينة في إيران. وتشمل الحزمة ضمانات كاملة للحماية الدبلوماسية الشاملة، إضافة إلى مزيد من صفقات الأسلحة[55]. وتشمل الحزمة أيضًا إعادة نظام العقوبات الصارم على إيران؛ حيث قالت وزارة الخزانة الأمريكية، إن الولايات المتحدة وسعت العقوبات على قطاعي النفط والبتروكيماويات الإيرانيين؛ بهدف حرمان الحكومة من الموارد المالية التي تستخدمها في دعم برنامجها النووي والصاروخي[56].
وفيما يبدو استجابة إسرائيلية للمحاذير الأمريكية علي ردها علي إيران؛ فقد نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرًا حصريًا قالت فيه إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أخبر الأمريكيين بأن الضربة الإسرائيلية الثأرية ضد إيران ستقتصر على أهداف عسكرية وليس المنشآت النفطية أو النووية[57].
ب- الموقف الأوروبي: يشهد موقف الدعم الأوروبي الذي حظيت به تل أبيب طيلة الفترة الماضية، تراجعًا نسبيًا ارتبط بفتح الجبهة الشمالية واستمرار تصعيدها العسكري، والقصف المتواصل الذي تقوم به في الوقت الحالي بلبنان وقطاع غزة، خاصة في ظل توسيعها لنطاق استهدافاتها في لبنان، والتي ينتج عنها وقوع خسائر في صفوف المدنيين. وانعكس ذلك التراجع في تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في 5 أكتوبر 2024، التي دعا فيها لأول مرة إلى وقف تسليم الأسلحة التي تستعملها إسرائيل في غزة، مؤكدًا أن فرنسا لا “تسلم حاليًا أي أسلحة لإسرائيل”، مضيفًا: “لا ينبغي أن يصبح لبنان غزة جديدة”، وكانت قد سبقته في هذا الإجراء الحكومة البريطانية التي أصدرت قرارًا في 2 سبتمبر بالتعليق الفوري لنحو 30 ترخيصًا لعتاد مستخدم في الصراع الحالي في غزة، وذلك من أصل نحو 350 ترخيصًا لإسرائيل، في أعقاب مراجعة مدى امتثالها للقانون الدولي الإنساني.
ومن ثم، قد يؤثر هذا الموقف المتراجع نسبيًا في الدعم الأوروبي على أية إجراءات تصعيدية إسرائيلية واسعة في إطار ردها على طهران، وهو ما يتطلب مزيدًا من التنسيق مع واشنطن، لتغيير أو موازنة مواقف المعارضة للشركاء الأوروبيين، فضلًا عن تأمين الدعم المطلوب خاصة فيما يتعلق بإجراءات واردات الأسلحة التي تحتاجها أو الدعم السياسي في المؤسسات الدولية[58].
كما يشكل الحفاظ على أمن الطاقة (من حيث توافرها ونقلها وأسعارها) أحد أهداف القوى الكبرى المهيمنة على تفاعلات النظام الدولي وفي مقدمتها أوروبا والصين التي ربما يمثل استهداف إسرائيل لحقول النفظ الإيرانية تأثيرًا على الإمدادات والأسعار بشكل مباشر، لا سيما أن إنتاج إيران من النفط ارتفع إلى أعلى مستوى في الست سنوات الأخيرة، فقد وصل إلى 3,7 مليون برميل يوميًا في أغسطس 2024، وتشير العديد من التقديرات إلى أن الرد المحتمل لإسرائيل باستهداف منشآت النفط الإيرانية سيؤدي إلى منع وصول ما يقرب من 1,5 مليون برميل من النفط يوميًا إلى الأسواق، بما يجعل من الرد الإيراني يتجه في أحد جوانبه إلى إغلاق مضيق هرمز الذي تمر به نسبة معتبرة من ناقلات النفط، وهو ما سينعكس على أمن الطاقة العالمي (الذي لم يتعاف بعد من أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية) ويشكل قيدًا على السلوك الإسرائيلي، لذلك تروج الولايات المتحدة لمقترح بدائل من حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية ضد إيران بدلًا من أن استهداف المنشآت النفطية[59].
ج- الموقف الروسي: يري البعض أن روسيا أكثر انحيازًا لإيران في صراعها الحالي ضد إسرائيل؛ نظرًا للتعاون بين روسيا وإيران بعد الأزمة السورية، وتوثيق هذا التعاون بعد الحرب الروسية الأوكرانية؛ حيث تقوم إيران بتزويد روسيا بطائرات من دون طيار وصواريخ باليستية وقذائف مدفعية وأعيرة نارية صغيرة. وربما تري روسيا في هذا الدعم محاولة لانشغال الولايات المتحدة في دعم إسرائيل في الحرب ضد إيران وأذرعها في المنطقة؛ لأنه بذلك سيكون التوجه الغربي نحو الشرق الأوسط، ويصب ذلك في مصلحة روسيا في حربها ضد أوكرانيا. وبالتالي، يرجح هؤلاء بأن تقوم روسيا بدعم إيران – في حالة وقوع حرب مع إسرائيل – عبر تحديث أسطول قواتها الجوية من خلال منحها طائرات مقاتلة من نوع “سوخوي 35″، أو عبر تزويدها بأسلحة متطورة للدفاع الجوي مثل منظومة الدفاع الجوي S-400، وبالتالي التأثير على قدرات سلاح الجو الإسرائيلي بشكل كبير. ناهيك عن أن روسيا دولة من الدول الأعضاء دائمة العضوية في مجلس الامن، وبالتالي فمن الممكن أن تساعد إيران من خلال عرقلة المقترحات المطروحة في مجلس الامن التي تعادي إيران[60].
وفي المقابل، تشير العديد من التحليلات إلي أن روسيا تتبني بالفعل موقفًا متقاربًا مع إيران والمحور الذي تقوده، والذي يشمل قوى مثل حزب الله والحوثيين وغيرهما، ولكن هذا الموقف لا ينبع بالضرورة من موقف عدائي تجاه إسرائيل، بل لأنه يعارض النفوذ الغربي في المنطقة[61]. وترجح هذه التحليلات ألا تقوم روسيا بتقديم دعم عسكري نوعي – في حالة وقوع حرب بين إسرائيل وإيران – لإيران، وأن الأمر قد يقتصر في أحسن الأحوال علي تقديم الدعم السياسي والدبلوماسي عبر مجلس الأمن؛ لأنه في حالة ما إذا زودت روسيا إيران بأسلحة متطورة، بالطبع سيكون هناك رد إسرائيلي، مثل أن تقوم إسرائيل بتزويد أوكرانيا بأسلحة متطورة. فعلي الرغم من أن حرب روسيا وأوكرانيا تعتبر حرب بين روسيا والكتلة الغربية، والتي تعتبر إسرائيل جزء منها، إلا أن إسرائيل لم تتخذ موقف قوي ضد روسيا، والتزمت الحياد تجاه الحرب. بل في بداية الحرب حاولت إسرائيل الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى أنها لم تشترك في العقوبات الاقتصادية الغربية ضد روسيا. ورغم قيام إسرائيل بتقديم قذائف مدفعية لأوكرانيا، إلا أنها لم تقدم لها أسلحة ثقيلة، بما في ذلك أنظمة “القبة الحديدية” للدفاع الجوي.
وفي ضوء ما سبق؛ فمن المرجح أن تقتصر السياسة الروسية تجاه التصعيد بين إسرائيل وإيران علي الموازنة بين الطرفين، والوقوف علي الحياد، ومحاولة التهدئة بينهما سواء عبر القيام بدور الوساطة أو عبر دعم الوسطاء. خاصة وأن هذا التصعيد سيكون له آثار سلبية على مصالح روسيا، مثل إمكانية أن يمتد النزاع إلى سوريا، والتي تمثل أهمية استراتيجية لروسيا، وتسعى روسيا إلى تهدئة الوضع في سوريا، لانشغالها في الحرب ضد أوكرانيا[62]. وربما لن تقدم روسيا علي تقديم أسلحة متطورة لإيران (منظومة الدفاع الجوي S-400 بالأساس) إلا في حالة مشاركة الولايات المتحدة بشكل مباشر لإسرائيل في هجومها علي إيران.
ثالثًا: سيناريوهات الرد الإسرائيلي علي هجوم “الوعد الصادق 2” الإيراني:
تنحصر سيناريوهات الرد الإسرائيلي علي الهجوم الإيراني في سيناريوهين عامين: الأول أن تتركز الضربات في إطار الأهداف الإسرائيلية من الحرب، وخاصة تجاه ما يرتبط بـ “محور المقاومة” وركائز وحدة الساحات، والثاني بأن تستغل إسرائيل اللحظة لتوجيه ضربات حاسمة ضد المشاريع الإيرانية الكبرى، لا سيما البرنامج النووي، أو القيادة السياسية أو العسكرية.
السيناريو الأول: الضربات المتسقة مع أهداف الحرب الحالية: يعتبر تقويض استراتيجية “وحدة الساحات” وتفكيك “محور المقاومة” وإضعاف أطرافه، هدفًا إسرائيليًا واضحًا في الحرب الحالية، وقد انتقل ذلك الهدف من قطاع غزة نحو لبنان، ويرجح أن يتوسع ليشمل مكونات ذلك المحور في سوريا واليمن والعراق. وفي ذلك تنحصر احتمالات الضربات المرتقبة في ثلاثة مواقع في الداخل الإيراني ترتبط بمنظومة القيادة المركزية للوكلاء، أو منظومة الصناعة العسكرية أو البحرية الإيرانية.
1- في حالة القيادة المركزية: فمن المرجح أن تتركز الضربات على قيادات ووحدات ومواقع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وفي الواقع يعتبر توجيه ضربات إلى سلسلة القيادة والمواقع التابعة للفيلق في إيران وخارجها خاصة في سوريا ولبنان والعراق هدفًا مكملًا للأهداف الإسرائيلية المعلنة من الحرب، إذ يضعف ذلك قدرة إيران على الاستمرار في دعم وكلائها وممارسة الحرب بالوكالة من جهة، ويضعف قدرة وكلائها على إعادة تنظيم صفوفهم، لا سيما أن الفيلق يحاول حاليًا القيام بدور في تغطية الفراغ القيادي في حزب الله بقادة منه. وفي حين يحظى هيكل القيادة في فيلق القدس بالاستقلالية عن الحرس الثوري الإيراني، فذلك يعني أن الضربة الإسرائيلية وجهت ضد الأصول العسكرية الإيرانية الخارجية وليست الداخلية ما قد يجعل إيران تمرر هذا الهجوم دون رد مقابل علي إسرائيل، ولكنها في الوقت نفسه تضع إيران وسط فجوة خطيرة مثلما حدث عند مقتل القائد السابق لفيلق القدس الإيراني قاسم سليماني عام 2020.
2- أما على مستوى الإمداد: فمن المحتمل أن تتركز الضربات على مؤسسات الصناعة العسكرية والدفاعية الإيرانية، والتي تلعب دورًا هامًا في تزويد حلفاء إيران بالمسيرات والصواريخ الباليستية، وتعتبر بيد وكلائها مكمنًا للقوة ومصدرًا للخطر بالنسبة لإسرائيل، ومن أمثلتها؛ المسيرة الحوثية التي تحمل اسم “يافا”، وانفجرت في تل أبيب في يوليو 2024، وفي الصاروخ الباليستي الذي فشلت منظومات الدفاع الجوي باعتراضه وسقط على مقربة من مطار بن غوريون في سبتمبر، والمسيرة التي اطلقتها الفصائل العراقية وقتلت جنديين إسرائيليين في أكتوبر، ووصولًا إلى “الهجوم الأعنف” الذي نفذه حزب الله بمسيرة على معسكر للواء غولاني في منطقة “بنيامينا”، ما أسفر عن مقتل 4 جنود إسرائيليين في 14 أكتوبر 2024.
3- استهداف البحرية الإيرانية: التي تؤدي دورًا رئيسًا في أنشطة طهران الإقليمية، وتعتبر جزءًا من طرق تزويد وكلائها بالسلاح، فبعد أن عقدت الضربات الجوية الإسرائيلية ضد مطاري حمص ودمشق في الشهر الأول من الحرب قدرة طهران على تعزيز ترسانتها في سوريا جوًا لجأت إلى شحن السلاح عبر البحر باستخدام ميناء بندر عباس وصولًا إلى ميناء اللاذقية وفقًا لتحقيق نشرته صحيفة تليغراف في مارس 2024. ولكن يعتبر استهداف البحرية الإيرانية، موجهًا في الأساس إلى تقويض قدرات الحوثيين، الذين استطاعوا منذ بداية الحرب تجنب الأضرار الكبيرة مقارنة بحركة حماس وحزب الله، وأظهروا فاعلية في عملياتهم البحرية والجوية؛ إذ يعتبر النشاط البحري الإيراني جزءًا من قوتهم، من حيث الدعم التسليحي والاستخباراتي والمعلوماتي الذي تزودهم به طهران، ما يعني أن إضعاف البحرية الإيرانية يساهم في تقويض قدرات الحوثيين العملياتية والمعلوماتية، ويعقد من عمليات تزويدهم بالصواريخ والطائرات المسيرة[63].
إلا أن هذا السيناريو قد يستبعده المستوى السياسي الإسرائيلي نظرًا للثمن المنخفض الذي يمكن أن يروجه في الداخل الذي رفع سقف تصعيده إلى مهاجمة الأصول الاستراتيجية الإيرانية كرد مقبول على هجومها الأخير[64].
السيناريو الثاني: الضربات الحاسمة ضد الأهداف الحيوية في إيران: من قبيل استهداف المناطق والمنشآت الحيوية والمقومات الاقتصادية والمنشآت النووية ومراكز ومقرات القيادة السياسية والعسكرية[65].
1- ضرب المقدرات النووية: مثل منشأة نطنز وهي المنشأة الأكبر في تخصيب اليورانيوم، والتي تحتوي على أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم إلى مستويات مختلفة، ويمكن استخدامها في إنتاج الوقود النووي أو الأسلحة النووية. ومنشأة فوردو المحصنة تحت الأرض، ويعتبر استهدافها الأكثر تعقيدًا، إذ تمثل نقطة مهمة لقدرة إيران على تخصيب اليورانيوم في ظروف أمان نسبي ضد أي هجوم خارجي. وتعد تلك المنشآت هي الأهداف الأكثر أهمية لإسرائيل، واستهدافها يعطل أو يؤخر تقدم البرنامج النووي الإيراني[66].
وعقب الهجوم الإيراني ربط عدد من المسؤولين الإسرائيليين والوزراء في الحكومة الاسرائيلية ما بين الرد وضرورة أن يستهدف المنشآت النووية، سواء كان استهدافًا مدمرًا بالصواريخ والطائرات الحربية أو عبر هجوم سيبراني واسع النطاق. وفي الواقع؛ لم تكن المنشآت النووية بعيدة عن سياق الحرب الحالية وما قبلها، إذ تُتهم إسرائيل (التي عارضت الاتفاقية النووية عام 2015) بهجمات عدة استهدفت علماء ومنشآت نووية إيرانية، من بينها اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة في نوفمبر 2020، والهجوم على منشأة نطنز النووية والذي ألحق فيها أضرارًا كبيرة في إبريل 2021[67]. ويعزز من هذا السيناريو، قرب انتهاء وصاية مجلس الأمن على الاتفاق النووي وإلغاء العقوبات الدولية المفروضة على إيران، في إطار حلول ما يسمى بـ”يوم النهاية” المقرر في 18 أكتوبر 2025[68].
لكن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية يواجه تحديات كبيرة، تتمثل في:
- البرنامج النووي الإيراني يتوزع على جغرافية واسعة داخل الأراضي الإيرانية، بين ما يقارب 17 موقعًا نوويًا. وهذه المواقع تتألف من 4 مفاعلات نووية، و4 مصانع لتصنيع المياه الثقيلة، و4 مراكز أبحاث نووية، و3 مواقع لتخصيب اليورانيوم، بالإضافة إلى موقعين لتصنيع هيكل القنبلة ومفجره. وهذا يعني أن هذا البرنامج النووي يتوزع على مساحة شاسعة من الأراضي الإيرانية، وهذا الأمر سيخلق تحديًا كبيرًا جدًا أمام القوة الجوية الإسرائيلية، لأنه عندما تم تدمير البرنامج النووي العراقي كان يتواجد في منطقة واحدة، وكذلك في سوريا، ولكن في الحالة الإيرانية فيمكن أن يتم تدمير أجزاء من برنامجها في مناطق معينة، أما بقية المناطق الأخرى فستبقى تعمل بفاعلية كبيرة.
- إذا أرادت إسرائيل توجيه ضربة للبرنامج النووي الإيراني فيجب أن يتزامن معها ضرب منظومات الدفاع الجوي ومنصات الصواريخ ومراكز الاتصالات ومنظومة القيادة والسيطرة من أجل شل إيران بشكل كامل بحيث تكون غير قادرة على التصدي للطائرات المغيرة. وهذا يعني أنه يجب على سلاح الجو الإسرائيلي أن ينقسم باتجاهين: قسم لضرب أهداف عسكرية. والقسم الثاني لضرب أهداف نووية تصل إلى أعماق أكثر من 70 إلى 100 متر داخل الأرض.
- التحدي الكبير أمام الكميات اللازمة من القنابل القادرة على تدمير هذه المفاعلات. فهل تستطيع إسرائيل تأمين الكميات اللازمة من هذه القنابل التي يمكنها اختراق هذه المفاعلات وهذه المواقع، بحيث تصل إلى هذا العمق وإحداث التدمير عبر ضربة واحدة؟ أم أنها تحتاج إلى القيام بإعادة ضرب هذه المواقع مرتين أو ثلاث مرات؟.
- إذا أرادت إسرائيل أن توجه هذه الضربة يجب عليها أن تؤمن مراحل عبور الطائرات من إسرائيل إلى الأهداف في الداخل الإيراني، وتزويدها بما تحتاجه من وقود، وهذا يعني أنه يجب أن تكون هناك موافقات من الدول التي ستمر هذه الطائرات من خلالها لتنفيذ هذه الضربات. وهذه النقطة تحديدًا ستخلق تحديًا كبيرًا جدًا أمام هذه الدول، إذ إن إيران ستقوم باكتشاف هذه الدول، وقد هددت سابقًا بأن الأراضي التي ستستخدم لتسهيل عبور الطائرات الإسرائيلية أو القواعد التي تتواجد عليها ستعد هدفًا بالنسبة لإيران[69].
- يتطلب ضرب المنشآت النووية ضوءً أخضر من الولايات المتحدة، بل ومشاركة مباشرة لها في الهجمات، لا سيما بطائراتها الخاصة بالتزويد في الوقود جوًا، والقنابل الخارقة للتحصينات، وضمان الحماية القصوى لمفاعل ديمونا من رد إيراني انتقامي (أعلنت إسرائيل في أوقات عدة أنها دافعت عن مفاعل ديمونا، سواء أثناء الهجوم الإيراني في منتصف إبريل، الذي كشفت صحيفة معاريف عن صور لأقمار صناعية، تظهر إصابة في أحد مبانيه، أو في أواخر إبريل عند سقوط صاروخ أطلق من سوريا على مقربة من المفاعل)، ما دون ذلك؛ فإن الضربة ستكون غير متناسبة، وتتعدى تداعياتها النتائج المتحصلة عنها، وفي الواقع أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن في 4 أكتوبر علانية أنه “لن يدعم أي ضربة إسرائيلية تستهدف المواقع النووية الإيرانية”.
وفي ضوء هذه التحديات، فمن المحتمل أن تهاجم إسرائيل المواقع المرتبطة بالمفاعلات النووية (وليس المفاعلات ذاتها)، لا سيما مراكز الأبحاث النووية، أو الدفاعات الجوية ومواقع الحماية على غرار ضربة الرد على هجمات إبريل، عندما ضربت إسرائيل بطارية دفاع جوي كانت ضمن نظام الدفاع الذي يحمي منشأة نطنز[70].
2- ضرب المقدرات الاقتصادية: ويتضمن هذا السيناريو بداخله عدة خيارات:
- استهداف مصالح اقتصادية إيرانية بالخارج مثل استهداف سفن تجارية إيرانية، أو قصف مقرات وبنية أساسية تابعة لشركات إيرانية أو تنظيمات تابعة لإيران في دول مثل العراق وسوريا ولبنان. هذا السيناريو هو الأقل تكلفة على إسرائيل، لأنه يمكن إقناع إيران في هذه الحالة بابتلاع الضربة وإنهاء التصعيد المتبادل، على أساس أنها ضربة غير حيوية.
- قصف المنشآت الإيرانية العاملة في تكرير البنزين والديزل للاستهلاك المحلي مع تجنب المنشآت التي تُستخدم في تصدير النفط، أو البديل الأخر استهداف مراكز الاتصالات ومحطات الطاقة الكهربائية ومحطات المياه وخطوط شبكة الاتصالات.
- استهداف الحقول والمصافي والموانئ التي تستخدم في تصدير النفط الإيراني. هناك من داخل إسرائيل من يشجع على هذا الخيار، وتم الترويج لهجوم على البنية التحتية النفطية الإيرانية وأشار الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أن القضية كانت قيد المناقشة مع الجانب الإسرائيلي بالفعل. وكان الحقل الأكثر ذكرًا هو حقل كرنج، الذي يتعامل، وفقًا لبعض التقديرات، مع 90 في المائة من صادرات النفط الخام، ومعظمها متجهة إلى الصين. وكذلك مرافق رئيسية أخرى مثل مصفاة عبادان، بالقرب من الحدود مع العراق، التي تتعامل مع نسبة كبيرة من احتياجات إيران المحلية من النفط.
ورغم أن هذا السيناريو هو الأسهل، وربما الأفضل، بالنسبة لإسرائيل، حيث أن صناعة النفط الإيرانية مكشوفة نسبيًا مقارنة بالمنشآت النووية ويسهل تدميرها، كما أن مهاجمة الأهداف الاقتصادية قد يكون لها تأثير طويل الأمد لأن اقتصاد إيران يعاني والنظام يريد دائمًا تخفيف العقوبات، مع ملاحظة أن قصف إسرائيل للحوثيين في اليمن كان يركز على مرافق الوقود والطاقة والموانئ في رأس عيسى والحديدة[71].
إلا أن هذا السيناريو، خاصة استهداف مصافي النفط في إيران، يواجه عدة معوقات؛ حيث ترى بعض التحليلات الإسرائيلية أن استهداف المنشآت النفطية وإن كان سيؤثر على الاقتصاد الإيراني، لكنه لن يحدث الضرر المطلوب في قدرات إيران العسكرية ومشروعها النووي، هذا بخلاف احتمالية حصولها على الدعم الاقتصادي المطلوب من حلفائها في المعسكر الشرقي، وعلى رأسه الصين وروسيا[72]. كما أن هكذا ضربة تلقى معارضة أمريكية واسعة، خاصة من جهة “الصدمة البترولية” التي ستنتج عنها، والاضطراب اللاحق لها في الأسواق والأسعار، والتي قد تمتد انعكاساتها على السوق الأمريكي، ولذلك تداعيات محلية كبيرة قبيل الانتخابات الأمريكية الرئاسية المقررة في الشهر المقبل (نوفمبر)، من جهة أخرى؛ يمكن لاستهداف مصافي النفط أن يدخل فاعلين جدد إلى خط الأزمة، في مقدمتهم الصين التي تعتمد بجزء من واردتها للطاقة على إيران، وكذلك منظمة أوبك وأوبك بلس، التي يمكن أن ترفع استجابتها للحادثة من أسعار النفط بشكل كبير، وهو ما يضر المصالح الأمريكية والأوروبية، ويصب في صالح المصالح الروسية، بزيادة إيراداتها من مبيعات النفط في ظل العقوبات الغربية المفروضة عليها[73].
3- ضرب المقدرات العسكرية والسياسية: يبقي هذا السيناريو هو الأرجح، ومن ضمن هذا السيناريو، تدمير بعض أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، على غرار الضربة التي لم تعلن إسرائيل عن تبنيها في إبريل الماضي واستهداف الهجوم قاعدة جوية إيرانية في أصفهان أصاب جزءًا مهمًا من منظومة للدفاع الجوي[74]. ومن ضمن هذا السيناريو أيضًا استهداف مؤسسة المرشد العام والحرس الثوري والاستخبارات، وما يجعل هذا الخيار حاضرًا، أن إيران أعلنت بعد الهجمات الإسرائيلية ضد قادة حزب الله عن نقل المرشد الأعلى إلى مكان آمن، وكذلك في الوفاة المفاجئة للرئيس الراحل إبراهيم رئيسي في حادثة سقوط الطائرة الرئاسية، ومن شأن إحداث فراغ على مستوى المرشد العام أن يطلق صراعًا على السلطة خاصة في ضوء عدم حسم مسألة الخلافة حتى اللحظة، لكن هذا الخيار يستدعي من إيران إعلان الحرب في وقت لا يرجح أن إسرائيل تسعى فيه للانشغال بحرب مع إيران إلى جانب غزة ولبنان[75]. فضلًا عن أن ردة فعل إيران ستكون بالمثل عبر اغتيال القادة السياسيين والعسكريين، ولعل ذلك ما أظهره استهداف حزب الله لمنزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بطائرة مسيرة في 19 أكتوبر 2024[76].
وأخيرًا؛ يقع كلا السيناريوهين وما ينطوي ضمنهما من خيارات في سياق الحسم الذي تتبناه إسرائيل مؤخرًا، لكن الأول يتعلق بحسم السياسة الخارجية الإيرانية، والثاني يرتبط بالنظام السياسي نفسه. ومن المرجح أن يأتي الهجوم الإسرائيلي مركبًا ومعقدًا، وباستخدام متعدد للوسائل القتالية والهجمات الإلكترونية والعمليات الاستخباراتية، وبشكل يصعب على إيران دعم وكلائها من جهة، ويهدد النظام السياسي نفسه، ويحدث أضرارًا استراتيجية في قطاعات عدة وبشكل يستدعي من طهران وقتًا لمعالجتها وتفادي تداعياتها، ويعقد عليها في الوقت نفسه الرد على الضربة، ومن المرجح ألا تقع جميع تلك الهجمات في وقت واحد، بل تأخذ طابعًا تسلسليًا ومتدرجًا، لإشغال إيران من جهة، وكشف ثغراتها من جهة أخرى، وبما يمنح إسرائيل مسألة تقدير تصعيد ضرباتها من عدمه[77].
ختامًا: ثمة إصرار من النخبة الحاكمة في إسرائيل على الرد علي الهجوم الإيراني الأخير، وعلي أن يكون هذا الرد أقوي من الهجوم الإيراني، سواء من خلال استهداف منشآت نفطية أو اقتصادية وصولًا إلى التحريض على استهداف منشآت نووية من قبل أعضاء اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية[78].إلا أن هناك كوابح للرد الإسرائيلي المحتمل ضد إيران؛ وعلي رأسها معارضة الإدارة الأمريكية لاستهداف المنشآت النووية والاقتصادية.وعليه فمن المتوقع أن يركز الهجوم الإسرائيلي على المنشآت العسكرية والأمنية والاستخباراتية، وخاصة مقرات “الحرس الثوري”، أو منشأة تدعم بشكل مباشر برنامج إيران للصواريخ أو عمليات وكلائها في المنطقة. ومن شأن الاقتصار علي هذه الأهداف أن يقلل من خطر التصعيد، وقد لا يحمل العديد من المخاطر على الاقتصاديين الإسرائيلي والإيراني وإمدادات الطاقة الإقليمية والعالمية أيضًا[79].
[1] “الردع بلا حرب: كيف سترد إسرائيل على هجمات «الوعد الصادق 2» الإيرانية؟”، مركز الإمارات للسياسات، 9/10/2024، الرابط: https://epc.ae/ar/details/scenario/alrade-bila-harb-kayf-satarud-israel-ala-hajamat-alwaed-alsadiq-2-alirania
[2] ” إيران تعلن انتهاء تحركها وتتوعد بتدمير “واسع وشامل” إذا ردت إسرائيل”، الجزيرة نت، 2/10/2024، الرابط: https://www.ajnet.me/news/2024/10/2/%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%AA%D9%88%D8%B9%D8%AF-%D8%A8%D8%AA%D8%AF%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%B9-%D9%88%D8%B4%D8%A7%D9%85%D9%84-%D8%A5%D8%B0%D8%A7-%D8%B1%D8%AF%D8%AA-3
[3] ” بزشكيان يكشف سبب امتناع إيران عن الرد فورا على إغتيال إسرائيل لهنية في قلب طهران”، RT عربي، 6/10/2024، الرابط: https://arabic.rt.com/world/1607329-%D8%A8%D8%B2%D8%B4%D9%83%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D9%83%D8%B4%D9%81-%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D8%A7%D9%85%D8%AA%D9%86%D8%A7%D8%B9-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AF-%D9%81%D9%88%D8%B1%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A5%D8%BA%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%84%D9%87%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%82%D9%84%D8%A8-%D8%B7%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86/
[4] “لماذا ردّت إيران؟ هجوم “ترميم الصورة””، معهد السياسة والمجتمع، 2/10/2024، الرابط: https://politicsociety.org/2024/10/02/%d9%84%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d8%b1%d8%af%d9%91%d8%aa-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d8%9f-%d9%87%d8%ac%d9%88%d9%85-%d8%aa%d8%b1%d9%85%d9%8a%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d9%88%d8%b1%d8%a9/
[5] ” إيران تعلن انتهاء تحركها وتتوعد بتدمير “واسع وشامل” إذا ردت إسرائيل”، مرجع سابق.
[6] “محددات وسيناريوهات الرد الإسرائيلي على الضربة الصاروخية الإيرانية”، مركز السلام للدراسات الاستراتيجية، 9/10/2024، الرابط: https://peacecss.com/%d8%aa%d9%82%d8%af%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%88%d9%82%d9%81-%d8%b3%d9%8a%d9%86%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d9%88%d9%87%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84/
[7] “الردع بلا حرب: كيف سترد إسرائيل على هجمات «الوعد الصادق 2» الإيرانية؟”، مرجع سابق.
[8] “محددات وسيناريوهات الرد الإسرائيلي على الضربة الصاروخية الإيرانية”، مرجع سابق.
[9] “الردع بلا حرب: كيف سترد إسرائيل على هجمات «الوعد الصادق 2» الإيرانية؟”، مركز الإمارات للسياسات، 9/10/2024، الرابط: https://epc.ae/ar/details/scenario/alrade-bila-harb-kayf-satarud-israel-ala-hajamat-alwaed-alsadiq-2-alirania
[10] “إيران تثأر… وإسرائيل تتوعدها بـ«عواقب»”، الشرق الأوسط صحيفة العرب الأولي، 2/10/2024، الرابط: https://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9/5066636-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%AB%D8%A3%D8%B1-%D9%88%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D8%AA%D9%88%D8%B9%D8%AF%D9%87%D8%A7-%D8%A8%D9%80%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%A8
[11] “الردع بلا حرب: كيف سترد إسرائيل على هجمات «الوعد الصادق 2» الإيرانية؟”، مرجع سابق.
[12] “اتجاهات التصعيد الإسرائيلي ضد إيران”، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 4/10/2024، الرابط: https://acpss.ahram.org.eg/News/21279.aspx
[13] “قراءةٌ أوَّليَّةٌ في الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل”، مركز شاف لتحليل الأزمات والدراسات المستقبلية، 2/10/2024، الرابط: https://shafcenter.org/%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d8%a3%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%87%d8%ac%d9%88%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%a7%d8%b1%d9%88%d8%ae%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7/
[14] “محددات وسيناريوهات الرد الإسرائيلي على الضربة الصاروخية الإيرانية”، مرجع سابق.
[15] “الردع بلا حرب: كيف سترد إسرائيل على هجمات «الوعد الصادق 2» الإيرانية؟”، مرجع سابق.
[16] ” نتنياهو: الهجوم الإيراني فشل وطهران ستدفع الثمن”، الجزيرة نت، 1/10/2024، الرابط: https://www.ajnet.me/news/2024/10/1/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D8%AA%D9%88%D8%B9%D8%AF-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85
[17] ” غالانت: إيران لم تتعلم الدرس ومن يهاجمنا سيدفع ثمناً باهظاً”، الوفد، 2/10/2024، الرابط: https://www.alwafd.news/5456348
[18] ” “لن يفهموا ما حدث”.. وزير الدفاع الإسرائيلي يتحدث عن ضربة إيران”، الحرة، 9/10/2024، الرابط: https://www.alhurra.com/israel/2024/10/09/%D9%84%D9%86-%D9%8A%D9%81%D9%87%D9%85%D9%88%D8%A7-%D9%85%D8%A7-%D8%AD%D8%AF%D8%AB-%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D9%8A%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%AB-%D8%B6%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86
[19] ” نتنياهو: الهجوم الإيراني فشل وطهران ستدفع الثمن”، الجزيرة نت، 2/10/2024، الرابط: https://www.ajnet.me/news/2024/10/1/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D8%AA%D9%88%D8%B9%D8%AF-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85
[20] ” سموتريتش: لا يمكن إنهاء الحرب إلا بعد إسقاط النظام في إيران”، سكاي نيوز عربية، 6/10/2024، الرابط: https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1746539-%D8%B3%D9%85%D9%88%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D8%AA%D8%B4-%D9%8A%D9%85%D9%83%D9%86-%D8%A7%D9%95%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%95%D9%84%D8%A7-%D8%A7%D9%95%D8%B3%D9%82%D8%A7%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%95%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86
[21] ” بن غفير يغازل نتنياهو: فرصتنا الآن لقطع رأس إيران”، العربية، 15/10/2024، الرابط: https://www.alarabiya.net/arab-and-world/2024/10/15/%D8%A8%D9%86-%D8%BA%D9%81%D9%8A%D8%B1-%D9%8A%D8%BA%D8%A7%D8%B2%D9%84-%D9%86%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%87%D9%88-%D9%81%D8%B1%D8%B5%D8%AA%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86-%D9%84%D9%82%D8%B7%D8%B9-%D8%B1%D8%A3%D8%B3-%D8%A7%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86
[22] ” رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق: الفرصة طرقت بابنا وعلينا تدمير مشروع إيران النووي”، RT عربي، 1/10/2024، الرابط: https://arabic.rt.com/world/1605944-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%B5%D8%A9-%D8%B7%D8%B1%D9%82%D8%AA-%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D9%86%D8%A7-%D9%88%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%86%D8%A7-%D8%AA%D8%AF%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D9%88%D9%8A/
[23] ” سياسيون إسرائيليون يعلّقون بغضب عن الهجوم الإيراني”، سكاي نيوز عربية، 1/10/2024، الرابط: https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1745485-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%95%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D9%94%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%8A%D8%B9%D9%84%D9%91%D9%82%D9%88%D9%86-%D8%A8%D8%BA%D8%B6%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%95%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A
[24] “إسرائيل سترد على إيران بطريقة تجنبها حربًا إقليمية متعددة الجبهات”، المنتدي العربي لتحليل السياسات الإيرانية، 4/10/2024، الرابط: https://afaip.com/%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d8%b3%d8%aa%d8%b1%d8%af-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d8%b7%d8%b1%d9%8a%d9%82%d8%a9-%d8%aa%d8%ac%d9%86%d8%a8%d9%87%d8%a7-%d8%ad/
[25] “اتجاهات التصعيد الإسرائيلي ضد إيران”، مرجع سابق.
[26] “الردع بلا حرب: كيف سترد إسرائيل على هجمات «الوعد الصادق 2» الإيرانية؟”، مرجع سابق.
[27] المرجع السابق.
[28] ” “الكابينت” الإسرائيلي يرجئ التصويت على موعد استهداف إيران”، الجزيرة نت، 11/10/2024، الرابط: https://www.ajnet.me/news/2024/10/11/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D9%86%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D9%8A%D8%B1%D8%AC%D8%A6-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%8A%D8%AA-%D8%B9%D9%84%D9%89
[29] “اتجاهات التصعيد الإسرائيلي ضد إيران”، مرجع سابق.
[30] “الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني.. قراءة في حسابات تل أبيب”، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 12/10/2024، الرابط: https://acpss.ahram.org.eg/News/21282.aspx
[31] “لماذا يجب على إسرائيل التركيز على الأهداف العسكرية والأمنية الإيرانية، وليس على البنية التحتية النفطية”، معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني، 11/10/2024، الرابط: https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/lmadha-yjb-ly-asrayyl-altrkyz-ly-alahdaf-alskryt-walamnyt-alayranyt-wlys-ly-albnyt
[32] “الردع بلا حرب: كيف سترد إسرائيل على هجمات «الوعد الصادق 2» الإيرانية؟”، مرجع سابق.
[33] ” محددات وسيناريوهات الرد الإسرائيلي على الضربة الصاروخية الإيرانية”، مرجع سابق.
[34] “الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني.. قراءة في حسابات تل أبيب”، مرجع سابق.
[35] “الردع بلا حرب: كيف سترد إسرائيل على هجمات «الوعد الصادق 2» الإيرانية؟”، مرجع سابق.
[36] “جولة “عراقجي” الإقليمية.. هل تنجح دبلوماسية طهران في احتواء التصعيد؟”، نون بوست، 17/10/2024، الرابط: https://www.noonpost.com/257183/
[37] “أداء الدفاع الصاروخي الإسرائيلي: وجهات نظر من الخليج”، معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدني، 11/10/2024، الرابط: https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/ada-aldfa-alsarwkhy-alasrayyly-wjhat-nzr-mn-alkhlyj
[38]” طهران تبلغ دول الخليج.. سنرد على أي دولة تفتح أجواءها لـ”إسرائيل” لضرب أراضينا”، عربي21، 10/10/2024، الرابط: https://arabi21.com/story/1632166/%D8%B7%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%A8%D9%84%D8%BA-%D8%AF%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC-%D8%B3%D9%86%D8%B1%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A3%D9%8A-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%AA%D9%81%D8%AA%D8%AD-%D8%A3%D8%AC%D9%88%D8%A7%D8%A1%D9%87%D8%A7-%D9%84%D9%80-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%84%D8%B6%D8%B1%D8%A8-%D8%A3%D8%B1%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D9%86%D8%A7
[39] “أداء الدفاع الصاروخي الإسرائيلي: وجهات نظر من الخليج”، مرجع سابق.
[40] ” قطر: لن نسمح بشن هجمات على أي دولة من قاعدة العديد”، الحرة، 16/10/2024، الرابط: https://www.alhurra.com/qatar/2024/10/16/%D9%82%D8%B7%D8%B1-%D9%84%D9%86-%D9%86%D8%B3%D9%85%D8%AD-%D8%A8%D8%B4%D9%86-%D9%87%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D9%8A-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D9%82%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D9%8A%D8%AF
[41] “تل أبيب تهدد وطهران تحذّر.. سيناريوهات الرد الإسرائيلي وجهود الاحتواء”، نون بوست، 8/10/2024، الرابط: https://www.noonpost.com/253923/
[42] “لماذا يجب على إسرائيل التركيز على الأهداف العسكرية والأمنية الإيرانية، وليس على البنية التحتية النفطية”، مرجع سابق.
[43] “اجتماعات «خليجية – إيرانية» في الدوحة… أين تقف دول الخليج العربي من التصعيد بين طهران وإسرائيل؟”، مركز شاف لتحليل الأزمات والدراسات المستقبلية، 6/10/2024، الرابط: https://shafcenter.org/%d8%a7%d8%ac%d8%aa%d9%85%d8%a7%d8%b9%d8%a7%d8%aa-%d8%ae%d9%84%d9%8a%d8%ac%d9%8a%d8%a9-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86%d9%8a%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d8%ad%d8%a9-%d8%a3%d9%8a%d9%86/
[44] “لماذا يجب على إسرائيل التركيز على الأهداف العسكرية والأمنية الإيرانية، وليس على البنية التحتية النفطية”، مرجع سابق.
[45] “اجتماعات «خليجية – إيرانية» في الدوحة… أين تقف دول الخليج العربي من التصعيد بين طهران وإسرائيل؟”، مرجع سابق.
[46] “واشنطن: هجوم إيران على إسرائيل “لم يكن فعالا” لهذه الأسباب”، سكاي نيوز عربية، 1/10/2024، الرابط: https://www.skynewsarabia.com/world/1745507-%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%95%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%95%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D9%94%D9%8A%D9%84-%D9%84%D9%85-%D9%8A%D9%83%D9%86-%D9%81%D8%B9%D8%A7%D9%84%D8%A7-%D9%84%D9%87%D8%B0%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%94%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8
[47] “قراءة في موقف إدارة بايدن من الهجوم الإسرائيلي المحتمل على إيران”، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 9/10/2024، الرابط: https://www.dohainstitute.org/ar/PoliticalStudies/Pages/biden-administration-on-expected-israeli-attacks-on-iran.aspx
[48] “لماذا اختارت أمريكا منظومة “ثاد” الصاروخية لترسلها إلى إسرائيل؟”، CNN عربي، 15/10/2024، الرابط: https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2024/10/15/us-anti-missile-system-will-add-a-layer-to-israels-defenses-military-analyst-says
[49] “أوستن يؤكد نشر منظومة ثاد بإسرائيل تحسبا لهجوم إيراني”، الجزيرة نت، 21/10/2024، الرابط: https://www.aljazeera.net/news/2024/10/21/%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%AA%D9%86-%D9%8A%D8%A4%D9%83%D8%AF-%D9%86%D8%B4%D8%B1-%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%88%D9%85%D8%A9-%D8%AB%D8%A7%D8%AF-%D8%A8%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84
[50] “قراءة في موقف إدارة بايدن من الهجوم الإسرائيلي المحتمل على إيران”، مرجع سابق.
[51] “خمسة سيناريوهات للتصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران”، مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، 3/10/2024، الرابط: https://futureuae.com/ar-AE/Mainpage/Item/9704
[52] ” بايدن يحضّ إسرائيل على عدم ضرب المنشآت النفطية الإيرانية”، العربية، 5/10/2024، الرابط: https://www.alarabiya.net/aswaq/oil-and-gas/2024/10/05/%D8%A8%D8%A7%D9%8A%D8%AF%D9%86-%D9%8A%D8%AD%D8%B6%D9%91-%D8%A7%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B9%D8%AF%D9%85-%D8%B6%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%B4%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9
[53] “قراءة في موقف إدارة بايدن من الهجوم الإسرائيلي المحتمل على إيران”، مرجع سابق.
[54] “اتجاهات التصعيد الإسرائيلي ضد إيران”، مرجع سابق.
[55] “قراءة في موقف إدارة بايدن من الهجوم الإسرائيلي المحتمل على إيران”، مرجع سابق.
[56] ” أمريكا تفرض عقوبات على 33 كيانا تتعاون مع إيران”، القاهرة الإخبارية، 11/10/2024، الرابط: https://alqaheranews.net/news/99556/%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7-%D8%AA%D9%81%D8%B1%D8%B6-%D8%B9%D9%82%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%83%D9%8A%D8%A7%D9%86%D8%A7-%D8%AA%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86-%D9%85%D8%B9-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86
[57] “واشنطن بوست: نتنياهو أخبر بايدن بأن الضربة الانتقامية ضد إيران ستركز على الأرصدة العسكرية وليس النفط أو البرنامج النووي”، القدس العربي، 15/10/2024، الرابط: https://www.alquds.co.uk/%d9%88%d8%a7%d8%b4%d9%86%d8%b7%d9%86-%d8%a8%d9%88%d8%b3%d8%aa-%d9%86%d8%aa%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%87%d9%88-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%b1-%d8%a8%d8%a7%d9%8a%d8%af%d9%86-%d8%a8%d8%a3%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b6/
[58] “الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني.. قراءة في حسابات تل أبيب”، مرجع سابق.
[59] “كوابح الرد الإسرائيلي المحتمل ضد إيران”، القاهرة الإخبارية، 15/10/2024، الرابط: https://alqaheranews.net/news/100039/%D9%83%D9%88%D8%A7%D8%A8%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%AA%D9%85%D9%84-%D8%B6%D8%AF-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86
[60] “الموقف الروسي من التصعيد بين إسرائيل وإيران والهجوم على حزب الله في لبنان”، مركز العرب للأبحاث والدراسات، 8/10/2024، الرابط: https://alarab2030.com/%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%88%d9%82%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%b3%d9%8a-%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84/
[61] “تطورات الصراع بين إيران وإسرائيل: احتمالات توسع الحرب.. وموقف الدول العربية منها”، مركز رؤية للبحوث والدراسات، 5/10/2024، الرابط: https://ruyaa.cc/Page/126518/
[62] “الموقف الروسي من التصعيد بين إسرائيل وإيران والهجوم على حزب الله في لبنان”، مرجع سابق.
[63] ” سيناريوهات الضربة الإسرائيلية المرتقبة ضد إيران”، ستراتيجيكس، 16/10/2024، الرابط: https://strategiecs.com/ar/analyses/%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%87%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%B1%D8%A8%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AA%D9%82%D8%A8%D8%A9-%D8%B6%D8%AF-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86
[64] “اتجاهات التصعيد الإسرائيلي ضد إيران”، مرجع سابق.
[65] “سيناريوهات الضربة الإسرائيلية المرتقبة ضد إيران”، مرجع سابق.
[66] “إيران تخلت عن سياسة الصبر الإستراتيجي أمام إسرائيل للحفاظ على توازن القوى”، المنتدي العربي لتحليل السياسات الإيرانية، 6/10/2024، الرابط: https://afaip.com/%d8%a5%d9%8a%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%aa%d8%ae%d9%84%d8%aa-%d8%b9%d9%86-%d8%b3%d9%8a%d8%a7%d8%b3%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%a8%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d8%aa%d9%8a%d8%ac%d9%8a/
[67] “سيناريوهات الضربة الإسرائيلية المرتقبة ضد إيران”، مرجع سابق.
[68] “اتجاهات التصعيد الإسرائيلي ضد إيران”، مرجع سابق.
[69] ” خبير عسكري: 10 أسباب تمنع إسرائيل من تدمير النووي الإيراني”، الجزيرة نت، 15/10/2024، الرابط: https://www.aljazeera.net/politics/2024/10/15/%D8%AE%D8%A8%D9%8A%D8%B1-%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A-10-%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%AA%D9%85%D9%86%D8%B9-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%85%D9%86
[70] “سيناريوهات الضربة الإسرائيلية المرتقبة ضد إيران”، مرجع سابق.
[71] ” محددات وسيناريوهات الرد الإسرائيلي على الضربة الصاروخية الإيرانية”، مرجع سابق.
[72] “تل أبيب تهدد وطهران تحذّر.. سيناريوهات الرد الإسرائيلي وجهود الاحتواء”، مرجع سابق.
[73] “سيناريوهات الضربة الإسرائيلية المرتقبة ضد إيران”، مرجع سابق.
[74] “اتجاهات التصعيد الإسرائيلي ضد إيران”، مرجع سابق.
[75] “سيناريوهات الضربة الإسرائيلية المرتقبة ضد إيران”، مرجع سابق.
[76] ” استهداف منزل نتنياهو.. إيران تعلق على اتهامات إسرائيل”، سكاي نيوز عربية، 19/10/2024، الرابط: https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1749048-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%87%D8%AF%D8%A7%D9%81-%D9%85%D9%86%D8%B2%D9%84-%D9%86%D8%AA%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%87%D9%88-%D8%A7%D9%95%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%82-%D8%A7%D8%AA%D9%87%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%95%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D9%94%D9%8A%D9%84
[77] “سيناريوهات الضربة الإسرائيلية المرتقبة ضد إيران”، مرجع سابق.
[78] “كوابح الرد الإسرائيلي المحتمل ضد إيران”، مرجع سابق.
[79] “لماذا يجب على إسرائيل التركيز على الأهداف العسكرية والأمنية الإيرانية، وليس على البنية التحتية النفطية”، مرجع سابق.