­هل يصمد اتفاق الهدنة بين حماس والكيان الصهيوني؟

جاء اتفاق الهدنة بين اسرائيل وحركة المقاومة الاسلانية حماس، ليدلل على قدرة المقاومة الفلسطينية على ادارة معركتي الحرب والسيسة.. وجاء اعلان الهدنة، وفق كافة الدوريات الاجنبية والاسرائيلية وتقديرات السياسيين، كنصر للمقاومة وهزيمة لنتانياهو وخطط جنرالاته، التي توعدت بمنع حماس بالبقاء ومنع عودة الفلسكينيين النازحين إلى أرضهم بشمال غزة..

بنود الهدنه

تضمنت الهدنه العديد من البنود، منها، لافراج عن الاسري من النساء والاطفال في المقام الاول ، مع الافراج عن الالاف المعتقلين والأسرى الفلسطينيين، مع السماح بدخول المساعدات من الدول المجاوره..على أن تسير المفاوضات وفق مراحل..

مرحلة أولى تستمر ستة أسابيع تنسحب خلالها القوات الإسرائيلية تدريجيا من وسط قطاع غزة ويعود الفلسطينيون النازحون إلى شمال القطاع.

وينص الاتفاق على السماح بإدخال 600 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى غزة خلال أيام الهدنة، منها 50 شاحنة وقود، مع تخصيص 300 شاحنة لشمال القطاع.

وتفرج حماس عن 33 رهينة إسرائيلية بينهم جميع النساء (جنود ومدنيون) والأطفال والرجال فوق سن الخمسين الإناث والشباب تحت سن 19 سنة أولا ثم الرجال فوق سن الخمسين. على أن تفرج إسرائيل عن 30 معتقلا فلسطينيا مقابل كل رهينة مدنية و50 معتقلا فلسطينيا لكل جندية إسرائيلية تُطلق حماس سراحها.

وعلى إسرائيل أن تفرج عن جميع النساء الفلسطينييات إضافة إلى الأطفال دون سن 19 عاما المحتجزين منذ 7 أكتوبر 2023 بحلول نهاية المرحلة الأولى. ويعتمد العدد الإجمالي للفلسطينيين المفرج عنهم على عدد الرهائن الذين ستطلق حماس سراحهم، وقد يتراوح بين 990 و1650 معتقلا فلسطينيا من الرجال والنساء والأطفال

تُطلق حماس سراح الرهائن على مدى ستة أسابيع، ثلاث على الأقل كل أسبوع، والبقية من العدد الإجمالي البالغ 33 قبل نهاية الفترة. وسيتم إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء أولا ثم تسليم جثث القتلى.

المرحلة الثانية:

وتبدأ المفاوضات بشأن مرحلة ثانية من الاتفاق بحلول اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى، على أن تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين ووقف إطلاق النار بشكل دائم والانسحاب الكامل للجنود الإسرائيليين.

المرحلة الثالثة:

وأخيرا، من المتوقع أن تشمل مرحلة ثالثة إعادة جميع الجثث المتبقية وبدء إعادة إعمار غزة.

سياقات الهدنة:

جاءت الصفقة أو اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، نتيجة لعوامل عديدة، أهمّها الضغط الذي مارسه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على نتنياهو للقبول بالاتفاق، والمفارقة أنه نفس الاتفاق تقريبًا الذي اقترحه الرئيس جو بايدن في مايو 2024، وماطل نتنياهو في التوقيع عليه، من أجل إجراء مباحثات وقف إطلاق النار تحت مظلة ترامب، وهو رهان خسره نتنياهو، حيث فرض عليه ترامب مقترح بايدن على عكس توقعات اليمين.

أسباب التوصل إلى الاتفاق:

وهنالك خيبة أمل في صفوف اليمين الإسرائيلي تجاه ترامب، كما ظهر في خطابهم في الأيام الأخيرة، حيث تغير وصفه من المنقذ، إلى القول إنه يجب احترام ترامب، ولكن مع التشكيك بكل وعوده وسياساته“.

السبب الثاني الذي دفع مساعي الاتفاق، هو تحول موقف المجتمع الإسرائيلي نحو تأييد وقف الحرب على قطاع غزة من أجل إطلاق سراح الأسرى والرهائن الإسرائيليين.

كان المجتمع الإسرائيلي في السابق يؤيد التوقيع على صفقة أو اتفاق لا يكون ثمنه وقف الحرب، بدأ هذا التحول بعد مقتل يحيى السنوار، والتسوية مع لبنان، حيث أصبح المجتمع الإسرائيلي يؤيد إطلاق سراح الأسرى والرهائن حتى لو كان الثمن وقف الحرب، فلم يعد استمرار الحرب محل إجماع في داخل المجتمع الإسرائيلي.

السبب الثالث، هو فشل العملية العسكرية في شمال قطاع غزة، والتي ظهرت كورقة الضغط الأخيرة على حركة حماس من أجل إطلاق سراح الأسرى والرهائن من خلال المقايضة بين الأرض والأسرى، وإجبارها على التوقيع على اتفاق يستجيب كليًا للشروط الإسرائيلية.

لم تحقق هذه العملية هدفها فحسب، بل ارتدت على الحكومة الإسرائيلية، فتحولت إلى عامل يدفع الإسرائيليين لوقف الحرب، بسبب الخسائر الكبيرة في صفوف الجنود، واختلاط الأهداف المعلنة للعملية العسكرية (خطة الجنرالات) والتي تتمثل في الضغط على حماس لإطلاق سراح الأسرى والرهائن، بالهدف الأيديولوجي لليمين الإسرائيلي الذي يعتبرها عملية لبناء المستوطنات وليس لتحرير الأسرى والرهائن الإسرائيليين.

في هذا الصدد، ارتكب نتنياهو ثلاثة أخطاء جوهرية في إدارة الحرب:

الأول: رفضه التوقيع على مقترح بايدن في مايو عندما كان المجتمع الإسرائيلي يؤيد استمرار الحرب.

الثاني: عملية شمال قطاع غزة والتي كلفت الجيش 55 جنديًا من القتلى، ومئات الجرحى وأدت إلى تآكل الإجماع على الحرب وأعادت الحساسية الإسرائيلية لمقتل الجنود والتي لم تكن قائمة في السنة الأولى من الحرب.

الثالث: الرهان على دونالد ترامب، والذي تبين أنه رهان خاسر، حيث لم يدرك اليمين ونتنياهو أن أولويات ترامب مختلفة عنهم، بل يرى في استمرار الحرب عائقًا أمام تصوراته للسلامفي الشرق الأوسط.

تُشكل الصفقة اصطدامًا مباشرًا مع منظومة اليمين الجديد في إسرائيل، وهو اليمين الذي بدأ يتشكل في المشهد السياسي الإسرائيلي منذ العام 2009، مع عودة نتنياهو للحكم.

اتكأت منظومة ذلك اليمين الجديد على مجموعة من الأفكار، أهمها:

رفض الانسحاب من أراضٍ تحتلها إسرائيل، واعتبار الانسحاب دليلًا على الضعف الداخلي، والتصدع للمشروع الاستيطاني، وتهديدًا للأمن القومي. وتعهدوا أن يكون الانسحاب من قطاع غزة وشمال الضفة عام 2005 هو الأخير الذي تنفذه إسرائيل.

رفض صفقات تبادل أسرى، ليس فقط لما فيها من تهديدات أمنية (وهو محل اتفاق مع فئات غير يمينية)، وإنما لأنها تمثل قبولًا بوجود حركة وطنية فلسطينية، وكيان سياسي للطرف الآخر، وهو يتناقض مع خطاب اليمين الجديد الذي لا يعترف بوجود شعب فلسطيني أصلًا، حتى يتم الاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، كما حدث في إسرائيل منذ التسعينيات مع الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية

وفي خضم الأزمة التي حدثت للائتلاف الحكومي بعد إعلان بن غفير عن استقالته ووزراء حزبه من الحكومة إذا أقرت الاتفاق، من المرجح أن يميل حزب الصهيونية الدينية برئاسة سموتريتش للبقاء في الحكومة، وذلك من أجل الاستمرار بمشروعه الاستيطاني في الضفة الغربية الذي يعتبره الأهم، وصاحب الأولوية على إسقاط الحكومة.

سيخرج وزراء وأعضاء تيار الصهيونية الدينية ضد الاتفاق بشكل قاسٍ، ويعتبرونه كارثيًا على أمن إسرائيل، وسيسوّقون بقاءهم في الحكومة بالوعد باستئناف الحرب، وتكثيف الاستيطان في الضفة الغربية.

هنا يجب التفريق بين جمهور حزب الصهيونية الدينية برئاسة سموتريتش وجمهور عظمة يهودية برئاسة بن غفير في موقفهما من الاتفاق، وذلك بسبب الاختيارات المختلفة لكل منهما؛ فجمهور سموتريتش يتشكل بالأساس من مستوطني الضفة الغربية، وهو حزب المستوطنين بامتياز.

أما جمهور حزب عظمة يهوديةبقيادة بن غفير فيتنوع بين مستوطنين ويمين محافظ من اليهود الشرقيين على وجه الخصوص، الذين جذبهم خطاب بن غفير الشعبوي في وعوده بتحقيق الأمن الشخصي والتنكيل بالفلسطينيين داخل الخط الأخضر، وتشدده بشأن الأسرى الفلسطينيين في فترة شغله منصب وزير الأمن القومي.

لذلك تعتبر الصفقة عمليًا ضربة في صميم خطاب بن غفير، لا سيّما فيما يتعلق بالأسرى الفلسطينيين، حيث عمل على التنكيل بهم، وتفاخر بفرض قيود وحشية عليهم، في خطاب عام استهدف مجمل الإسرائيليين، في حين ركز سموتريتش خطابه وعمله على الاستيطان وجمهور المستوطنين.

لذلك فإنه يستطيع تسويق بقائه في الحكومة في صفوف جمهوره، بأن ما حققته الصهيونية الدينية كحزب وتيار في الحكومة الحالية غير مسبوق، وهي فرصة تاريخية لن تتكرر، فإذا خرج من الحكومة، فسيصبح المشروع الاستيطاني الذي يعمل عليه مُهددًا بالانهيار، ومصلحة تياره إذن ستكون البقاء في الحكومة والتصويت ضد الاتفاق.

سيعمل نتنياهو على تسويق الاتفاق باعتباره يتيح فرصًا إستراتيجية جديدة لإسرائيل في المنطقة، مثل إنجاز اتفاقات تطبيع مع دول عربية أخرى، ويضمن نهاية حكم حركة حماس السياسي في قطاع غزة.

في المقابل يمكن الادعاء أن هذا الاتفاق قضى على مستقبل نتنياهو السياسي، وسيكون ذلك في أول انتخابات تجري في إسرائيل

حسب صحف اسرائيليه عن المتحكم في وقف اطلاق النار هو ترامب وليس نتينياهو اشارت ان الهدنة الهشة في غزة والمرحلة الأولى من صفقة الرهائن، مع ظهور دونالد ترامب باعتباره الشخصية الرئيسية التي ستشكل المسار المستقبلي للصراع. وتضيف أن وقف إطلاق النار، الذي بدأ بإطلاق سراح ثلاث رهينات إسرائيليات، يوفر مساراً هشاً نحو إنهاء الحرب. ومع ذلك، ترى أن الانتقال إلى المرحلة التالية، التي تتطلب إطلاق سراح المزيد من السجناء واستمرار خفض التصعيد، يواجه تحديات كبيرة، وفق تعبيره.

من وجه نظر الكاتب عاموس، فإن حماس استخدمت وقف إطلاق النار المؤقت لاستعراض القوة، وعرض القوافل المسلحة والوجود العسكري في مدينة غزة، ما يشير إلى رغبتها في إعادة تأسيس الحكم. وفي الوقت نفسه، انسحبت إسرائيل جزئياً من شمال غزة، ما سمح باستئناف بعض حركة المرور، على الرغم من أن العودة الجماعية للسكان النازحين لم تحدث بعد، بحسب المقال.

ويرى المقال أن الجدول الزمني للصفقة لمدة ستة أسابيع يخلق حالة من عدم اليقين، حيث إن أي انهيار قد يعيق الجهود الإسرائيلية لاستئناف العمليات العسكرية في المنطقة.

وتم تسليط الضوء على تعقيد ترتيبات ما بعد الحرب، إذ من المتوقع أن يؤثر ترامب على القرارات أكثر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. فخطط ترامب، والتي من المرجح أن ترتبط بمفاوضات أوسع بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل، قد تفرض، ترتيبات على حكم غزة، والتي قد تشمل السلطة الفلسطينية، الأمر الذي قاوم نتنياهو، تحت الضغط المحلي، مناقشتة كأحد هذه البدائل.

كما أن الوضع الداخلي أيضاً لا يساعد نتنياهو، إذ إن ائتلافه الحكومي يواجه مصاعب كبيرة، استقالات ثلاثة وزراء على رأسهم ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، والانتقادات الحادة التي تواجهها قيادته العسكرية من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووصفها بأنها عقبات أمام النصر،.

وعلى الرغم من أن وقف إطلاق النار يقدم لحظة من الإصلاح المحتمل، إلا أن الطريق إلى الأمام لا يزال محفوفاً بالعقبات السياسية والعسكرية والدبلوماسية. ومن المرجح أن يكون تأثير ترامب محورياً في تحديد ما إذا كان وقف إطلاق النار سيتطور إلى حل دائم أو يفسح المجال لتجدد الصراع،

من سيدير غزة بعد الاتفاق

يظل هذا السؤال أحد الأسئلة المعقدة التي لم تُحسم الإجابة عليها.

قال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى، إن السلطة الفلسطينية يجب أن تكون القوة الحاكمة الوحيدة في غزة بعد الحرب.

وترفض إسرائيل السماح لحماس بمواصلة حكم المنطقة، كما ترفض السماح للسلطة الفلسطينية بإدارة غزة.

تريد إسرائيل الاحتفاظ بالسيطرة الأمنية على غزة بعد انتهاء الصراع.

وعلى الرغم من ذلك فهي تعمل مع الولايات المتحدة والإمارات على وضع خطة لإدارة مؤقتة لإدارة غزة أثناء إصلاح السلطة الفلسطينية.

ومن المقرر أن تتولى الإدارة الجديدة بعد ذلك مهام الحكومة الدائمة.

اشمالات الاتفاق:

مصير معبر رفح:

وفق الاتفاق المبرم، سيتم تشغيل معبر رفح استنادا إلى مشاورات أغسطس الماضي مع مصر، حيث كانت القاهرة أعلنت إغلاق المعبر، بعدما أصبح مسرحا لعمليات عسكرية، وفق تصريحات لوزير الخارجية المصري.

ويبدو أن القاهرة تستعد بجاهزية لوجيستية لفتح المعبر فور سريان وقف النار، حيث وصل، إلى مطار العريش وزيرا الصحة والتضامن الاجتماعي، لتفقد الاستعدادات المتعلقة بنقل المساعدات الإنسانية لغزة وجاهزية المستشفيات بشمال سيناء لاستقبال الجرحى الفلسطينيين.

فيما تتحدث وسائل إعلام مصرية عن ألف شاحنة من المساعدات المحلية والعربية والدولية تم تخزينها في مواقع لوجيستية مجهزة، وهي في انتظار فتح المعبر.

اعادة الاعمار:

وفيما يتعلق بإعادة إعمار القطاع، تضمن الاتفاق المبرم لإنهاء الحرب، البدء بتنفيذ الترتيبات اللازمة لإعادة إعمار شامل للمنازل والبنية التحتية، وتعويض المتضررين تحت إشراف عدة دول ومنظمات، بما في ذلك مصر وقطر والأمم المتحدة.

وأعلن وزير الخارجية المصري، خلال مؤتمر صحفي، استعداد بلاده لاستضافة مؤتمر دولي لإعادة الإعمار بالقطاع.

مما لاشك فيه ان هذه الهدنه ستعطي المجال للشعب الفلسطيني بالتنفس والاستقرار النسبي الايام المقبله واخذ قسط من الراحه وستعطي للمقاومة فرصة اري لاعادة تجهي العداد والتخطيط لمستقبل امن دون بطش الجيش الصهيويني وبالتأكيد ستزيد من الشعور بالقلق وترقب مصير مجهول عند الاسرائليين.

ولكن حسم المرحلة المقبلة، سيقتضي ادوار اكبر من الوسطاء ورعاة الاتفاق، مع ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل لمنع اسرائيل من التدخل مجددا وخوض غمار معركة جديدة..

كما ستحمل الأيام المقبلة، نهاية مشروع نتانياهو ، في مواجهة تحقيقات تتعلق بمسئوليته السياسية والفسد المالي ايضا، مع تفكك تحالفاته السياسية

ولكن دعوة ترامب لتهجير الفلسطينيين إلى خارج غزة، إلى مصر والأردن، تحمل متنفسا جديدا لنتانياهو ومشاريع اليمين المتطرف الاستيطانية، والتي يعمل على دعمها ترامب ونتانياهو واليمين الصهيوني..

…………………..

المراجع:

الشرق الاوسط، أبرز البنود والنقاط في اتفاق الهدنة بغزة بين حماس وإسرائيل

الجزيرة نت، هل ينتهي نتنياهو سياسياً بعد الصفقة؟

Bbc news، اتفاق وقف إطلاق النار في غزة: أسئلة لم يُجب عنها بعد

الجزيره نت، ملامح الدور المصري لإنهاء الحرب على غزة

Editor P.S.

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022