أكد البيت الأبيض إجراء إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مباحثات مباشرة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وكان موقع “أكسيوس” الأمريكي قد أفاد بأن إدارة ترامب تجري محادثات مباشرة مع حماس حول إطلاق سراح أسرى أمريكيين في قطاع غزة، وإمكانية التوصل إلى اتفاق أوسع لإنهاء الحرب. وأشار الموقع إلي أن المحادثات التي أجراها المبعوث الرئاسي الأمريكي لشؤون المحتجزين آدم بولر، لم يسبق لها مثيل، إذ لم تنخرط أمريكا من قبل بشكل مباشر مع حماس في أي محادثات، منذ أن صنفتها منظمة إرهابية عام 1997. وأضاف أن الاجتماعات عُقدت بين بولر ومسؤولي حماس في الدوحة خلال الأسابيع الأخيرة1. وهو ما أثار التساؤلات حول دوافع الإدارة الأمريكية لإجراء محادثات مباشرة مع حماس في هذا التوقيت، وأسباب موافقة حماس علي هذه المفاوضات، وموقف إسرائيل من هذه المفاوضات.
أولًا: الدوافع الأمريكية من المفاوضات المباشرة مع حماس:
حرصت الإدارة الأمريكية تقليديًا على تفادي الخوض في محادثات مباشرة مع حركة حماس؛ لأنها تصنفها حركة إرهابية منذ العام 1997، ويردد الساسة الأمريكيون شعار: “نحن لا نتفاوض مع الإرهابيين”، منذ سبعينيات القرن الماضي، وذلك بذريعة عدم تعزيز شرعية هذه المنظمات2. فيما أصدرت منذ بداية معركة “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023 عشرات القرارات بحق شخصيات قيادية ومؤسسات محسوبة على الحركة، بتجميد أرصدتها ووضع قادتها على قوائم الإرهاب، مثل إسماعيل هنية ويحيى السنوار وصالح العاروري ومحمد الضيف وشخصيات قيادية أخرى3. وظلت الإدارات الأمريكية المتعاقبة على مدار سنوات تضع شروطا تعجيزية أمام أي حوار مع حماس، أبرزها الاعتراف بإسرائيل، ونزع السلاح، والالتزام بالاتفاقات السابقة مع الاحتلال4. وإن كانت الولايات المتحدة قد خرقت قاعدة “التفاوض مع ما تصنفهم إرهابيين” مرارًا. حيث تفاوضت الولايات المتحدة مع منظمة التحرير الفلسطينية عندما كانت تعتبر تنظيمًا “إرهابيًا”، وقبل زمن طويل من اتفاق أوسلو 1993؛ كذلك، شارك موفدو ترامب في المفاوضات المباشرة مع زعماء طالبان، ووقعوا اتفاقًا في فبراير 2020، يقضي بانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، والرئيس بايدن احترم الاتفاق. أيضًا التقى موفدون أمريكيون الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، قبل توقفهم عن اعتباره “إرهابيًا”، وألغوا جائزة العشرة ملايين دولار في مقابل رأسه. وطوال سنوات، امتنعت الولايات المتحدة من إجراء محادثات مباشرة مع حزب الله، لكن مسؤولين أوروبيين رفيعي المستوى، بينهم رئيس الاستخبارات الفرنسية، التقوا كبار مسؤولي الحزب من أجل الدفع قدمًا بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، ولم تحتج واشنطن على ذلك5. كما كانت الإدارة الأمريكية تتواصل مع حركة حماس من خلال المسؤولين الأوروبيين، أو من خلال مسؤولين سابقين في الحكومة الأمريكية، كالرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر. وتسعى الولايات المتحدة من خلال هذا التكتيك أيضًا إلى تفادي تقديم أي التزامات أو مواقف ذات طبيعة ثابتة، فما يقوله الوسطاء أو المسؤولون المتقاعدون غير ملزم للإدارة الأمريكية على العموم6.
وفي تحول لافت، فقد أجرت الولايات المتحدة ولأول مرة عبر المبعوث الرئاسي الأمريكي لشؤون المحتجزين آدم بولر محادثات مباشرة مع كبار مسئولي حماس. وقد جاءت هذه المحادثات مدفوعة بعدة أسباب، أبرزها:
1- جاءت لقاءات حماس وأمريكا التي عقدت في الدوحة في بداية الأمر، لتتجاوز الحوارات غير المباشرة التي تجري بين الاحتلال والحركة عبر وساطة قطرية ومصرية وأمريكية تستهدف الوصول إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بعدما انتهت المرحلة الأولى منه. فمع انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق مطلع مارس 2025، قامت إسرائيل، في 2 مارس، بإغلاق جميع المعابر المؤدية إلى القطاع لمنع دخول المساعدات الإنسانية والطبية والوقود للقطاع، في خطوة تهدف إلى استخدام التجويع أداة ضغط على حماس لإجبارها على القبول بإملاءاتها، وقد برر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذلك بالقول أن حماس ترفض التجاوب مع مقترح أمريكي لوقف إطلاق نار مؤقت خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي7. ويريد نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، من دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية. في المقابل، تؤكد حماس وجوب بدء مفاوضات المرحلة الثانية التي تشمل وضع حد للحرب والانسحاب الشامل لجيش الاحتلال من غزة، تمهيدًا للمرحلة الثالثة وأساسها إعادة إعمار القطاع المدمر8.
وفي هذا السياق، نددت حركة حماس بخرق الاحتلال الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار وعدم الالتزام بجدول الانسحاب المتفق عليه من قطاع غزة. وقالت الحركة – في بيان لها – إن الاحتلال لم يلتزم بالخفض التدريجي لقواته في محور فيلادلفيا خلال المرحلة الاولى، كما لم يلتزم ببدء الانسحاب منه في اليوم الـ42، حسبما ورد في الاتفاق. وأضافت أنه كان من المقرر اكتمال الانسحاب بحلول اليوم الـ50 للاتفاق، وكان يفترض أن يتم ذلك أمس الاثنين (10 مارس 2025). واعتبرت حركة حماس ما جرى انتهاكًا صارخًا وخرقًا واضحًا للاتفاق ومحاولة مكشوفة من الاحتلال الإسرائيلي لإفشاله وتفريغه من مضمونه9.
وتعي حماس جيدًا خطورة تمديد المرحلة الأولى دون الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، حيث المخطط الأمريكي الإسرائيلي الرامي إلى تجريد الحركة من ورقة الأسرى التي تعد الورقة الأهم بحوزتها والأكثر تأثيرًا على طاولة المفاوضات الحالية، وعليه تحاول قدر الإمكان المناورة مع واشنطن والوسطاء لإكمال بقية مراحل الاتفاق، رغم ضيق المساحة التي تناور فيها10.
2- وفقًا لما كشفته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، فإن قرار فريق المبعوث الرئاسي الأمريكي لشؤون المحتجزين آدم بولر بإنشاء مسار مباشر للمفاوضات مع حماس جاء، وفقًا لمحادثات الأمريكيين مع المقربين من عائلات الرهائن الإسرائيليين لدي حماس، بناءً على الفهم بأن المفاوضات للإفراج عن باقي الرهائن، سواء في إطار المرحلة الثانية من الصفقة الحالية لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل في 19 يناير 2025 أو ضمن اتفاق جديد ومختلف، وصلت إلى طريق مسدود. كما أن احتمال استمرار المرحلة الأولى من الصفقة ليشمل الإفراج عن مزيد من الرهائن يبدو حاليًا ضعيفًا للغاية. وأضافت الصحيفة العبرية أن المسؤولين الأمريكيين تلقوا أيضًا تحديثات تفيد بأن إسرائيل تعد لعملية عسكرية واسعة النطاق وعنيفة جدًا في غزة، ويمكن أن تبدأ بها في أي لحظة. وأشارت إلى أنه، ومع تصاعد المخاوف من أن استئناف القتال قد يعرض حياة الرهائن المتبقين للخطر بشكل فوري وخطير، ويقلل بشكل كبير من فرص استعادة جثث الرهائن الآخرين، قررت الولايات المتحدة محاولة تأمين الإفراج عن الرهائن الأمريكيين، ومن بينهم عدان ألكسندر، آخر رهينة أمريكي- إسرائيلي لا يزال على قيد الحياة، بالإضافة إلى استعادة جثث أربعة إسرائيليين- أمريكيين آخرين. ووفقًا للصحيفة، فقد رفضت الحكومة الإسرائيلية باستمرار تقديم المساعدة للجهود التي كانت تركز على استعادة المختطفين غير الإسرائيليين، لأنها قد تثير غضب بقية عائلات الأسرى الآخرين. ولهذا قررت الولايات المتحدة أن الطريق الصحيح لإنجاح هذا الجهد ـ الذي يبدو أن الوقت ينفد أمامه ـ هو إجراء محادثات مباشرة وعاجلة وسرية مع حماس11.
3- مخاوف الإدارة الأمريكية من مساعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتوريطها في حروب لا تراعي المصلحة الأمريكية. إذ وضع التصعيد الإسرائيلي المنطقة في العام الماضي على شفير حرب إقليمية، بعد قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، وما تلاه من تبادل للضربات الجوية بين البلدين. في حين تتفادى الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة الانخراط في مواجهات عسكرية واسعة في المنطقة، لما في ذلك من استنزاف لمواردها وإشغال لها عن مواجهة التهديد الأهم لها، وهو الصعود الاقتصادي والعسكري الصيني، الذي يدفع باتجاه تراجع مكانة الولايات المتحدة في النظام الدولي. ويؤكد موقف ترامب بشأن الحرب في أوكرانيا (التي يسعي إلي ايقافها بسرعة) هذه النزعة الانعزالية والحذرة في الإنفاق على الحروب البعيدة عن الولايات المتحدة.
4- فشل إسرائيل في تحقيق أهداف الحرب المعلنة، وصمود المقاومة الفلسطينية رغم مختلف التكتيكات التي استخدمها الاحتلال، ورغم الغطاء السياسي الأمريكي غير المسبوق، والذي يسبب استنزافًا سياسيًا وماليًا، مما يدفع الإدارة الأمريكية إلى البحث عن طرق جديدة لتحقيق مصالحها، وتفادي إضاعة المزيد من الوقت بانتظار حل تعجز إسرائيل عن تحقيقه بنفسها12.
5- هناك مصلحة لواشنطن بوقف الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في غزة لاستثمار علاقاتها سياسيًا (التطبيع) واقتصاديًا مع الدول العربية13. فتسلسل الأمور بالنسبة لترامب يتمثل في: إعادة الرهائن الإسرائيليين لدي حماس، إنهاء الحرب، ثم الصفقة الكبيرة مع السعودية14.
وعلي ضوء ذلك، فقد جاءت هذه المحادثات بناءً علي طلب من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي طلبت من حماس الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية الأمريكية وهو ما رفضته حماس بشكل قاطع. حيث أكدت المقاومة الفلسطينية للجانب الأمريكي أن هؤلاء الأسرى جنود إسرائيليون في النهاية، ومن ثم لا يمكن تحريرهم دون ثمن، وهو ما أدى لتوقف المفاوضات. وقد جرت هذه المباحثات على أربع جولات بالعاصمة القطرية الدوحة، وجرى اثنان من الاجتماعات الأربعة مع وفد رفيع من حماس بقيادة رئيسها وكبير مفاوضيها الدكتور خليل الحية، وحاول الاجتماعان التوصل لصفقة جزئية يتم بموجبها الإفراج عن 5 جنود (جندي حي وهو عيدان ألكسندر، إلى جانب أربع جثث وهم إيتاي حن وعومر نوترا وغاد حجاي وجودي فاينشتاين) يحملون الجنسية الإسرائيلية – الأمريكية. وطلبت حماس الإفراج عن 250 أسيرًا فلسطينيًا (100 من ذوي المؤبدات و150 من ذوي المحكوميات العالية)، وقد وافق المبعوث الأمريكي على هذا الطلب، لكن إسرائيل تحفظت على خمسين اسمًا من ذوي المؤبدات المشمولين بالاتفاق، بينما رفضت حماس هذا الموقف الإسرائيلي، وقالت إنها تقبل بالتدخل في 10 أسماء فقط، وبعد ذلك عاد المبعوث الأمريكي لإبلاغ حماس بتراجع الرئيس ترامب عن الاتفاق وتمسكه بتسليم الأسرى الأمريكيين دون مقابل، وهو ما رفضته حماس15.
وبحسب حديث المبعوث الرئاسي الأمريكي لشؤون المحتجزين آدم بولر لـ”هيئة البث” العبرية، فإن الولايات المتحدة “لا تستبعد هدنة لعدة سنوات” بين الحركة وإسرائيل، مضيفًا أن حماس “عرضت صفقة تتضمن إطلاق سراح جميع المختطفين والسجناء، ووقف إطلاق نار لمدة تتراوح بين خمس إلى عشر سنوات”. وتابع أنه “خلال هذه الفترة ستنزع حماس سلاحها، وأن الولايات المتحدة إلى جانب دول أخرى، ستساعد في ضمان عدم وجود أنفاق أخرى، وألا يكون هناك المزيد من النشاط العسكري، وألا تشارك حماس في السياسة من الآن فصاعدًا”. وفي حديثه لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، لم يستبعد بولر عقد اجتماعات إضافية مع حماس، مضيفًا أن “شيئًا ما قد يحدث بشأن غزة والمختطفين خلال أسابيع، وأن المحادثات مفيدة للغاية. أعتقد أن جميع المختطفين قد يتم إطلاق سراحهم، وليس الأمريكيين فقط”. وفي إشارة إلى أن إسرائيل غير سعيدة بحقيقة أن البيت الأبيض يجري محادثات مع حماس، قال بولر: “أنا أفهم لماذا الإسرائيليون غاضبون، ولكن نحن الولايات المتحدة – لسنا عملاء لإسرائيل، ولدينا مصالحنا الخاصة”. وأضاف: “ربما سألتقي بهم (الإسرائيليين) وأقول لهم: ليس لديهم (حماس) قرون تنمو على رؤوسهم، إنهم في الواقع رجال مثلنا، رجال لطيفون”. وأضاف أن الاجتماعات مع ممثلي حماس “وافق عليها ترامب، وكانت مفيدة للغاية في الترويج لإطلاق سراح الرهائن”16.
ولكن سرعان ما تراجعت الولايات المتحدة عن استكمال مسار المفاوضات المباشرة مع حماس، وذلك بعد أن تسبب الإعلان عن المحادثات بين بولر ومسئولي حماس في إثارة غضب إسرائيل. وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، إن المحادثات المباشرة التي أجراها مبعوث واشنطن للرهائن آدم بولر مع مسؤولي حماس بشأن إطلاق سراح الرهائن في غزة، كانت “موقفًا لمرة واحدة”، و”لم تؤت ثمارها حتى الآن”. وأضاف روبيو للصحفيين، أن “الوسيلة الأساسية للمفاوضات” ستكون المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي من المقرر أن يجتمع في الدوحة مع وفد إسرائيلي، أُرسل إلى قطر لاستئناف محادثات الرهائن. وقال روبيو للصحفيين وهو في طريقه إلى السعودية: “كانت تلك حالة لمرة واحدة، حيث أتيحت لمبعوثنا الخاص للرهائن، الذي تتمثل وظيفته في إطلاق سراح الناس، فرصة التحدث مباشرة مع شخص لديه سيطرة على هؤلاء الأشخاص، وتم منحه الإذن وتشجيعه على القيام بذلك”. وأضاف روبيو: “حتى الآن، لم تؤت ثمارها. هذا لا يعني أنه كان مخطئًا في المحاولة”17.
وإثر ردات الفعل الإسرائيلية المنتقدة والمهاجمة، اضطر بولر “بعد الكثير من الانتقادات، وربما بعد توبيخه” إلى نشر تدوينة تنصل فيها من تصريحاته التي أثنى فيها على حماس، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت”. وقال بولر في منشور على “إكس”، في 9 مارس 2025، جاء بعد الانتقادات: “أريد أن أوضح أن هناك من أساء الفهم – حماس منظمة إرهابية قتلت الآلاف من الأبرياء، لن يكون أي عضو في حماس آمنًا إذا لم تطلق سراح جميع المختطفين على الفور”، وفق تعبيراته18.
ثانيًا: دوافع حماس من إجراء مفاوضات مباشرة مع الإدارة الأمريكية:
رغم سيل التسريبات الكبير بشأن لقاءات حماس وأمريكا وتفاصيله، إلا أن الحركة كانت رفضت الإعلان عن الاجتماع بشكل رسمي والخوض في تفاصيله. وعلمت “العربي الجديد” من مصادر قيادية في حماس أن الحركة أصدرت تعليمات لقياداتها والمتحدثين باسمها بعدم الحديث عن تفاصيل لقاءات حماس وأمريكا في الوقت الراهن، في ظل عدم التوصل لأي اتفاق. في المقابل، نفى القيادي في حماس محمود مرداوي، في حديث لـ”العربي الجديد”، أن تكون الحركة نقلت رسائل للوسطاء بانفتاحها على هدنة مؤقتة في قطاع غزة، وتمسكها التام بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في يناير الماضي. وأضاف مرداوي أن حركة حماس ترى أنه من الضروري الانتقال إلى مفاوضات المرحلة الثانية وفقًا للمحددات المتفق عليها في الاتفاق المبرم بوساطة مصرية وقطرية، والذي انتهت مرحلته الأولى قبل أكثر من أسبوع19.
فيما وصف مصدر قيادي في حركة حماس المفاوضات التي جرت في العاصمة القطرية الدوحة مع ممثل عن الإدارة الأمريكية بالاستطلاعية، وقال القيادي بالحركة، في تصريحات لـ”العربي الجديد”، إن المباحثات المباشرة التي جرت بحضور آدم بولر، جاءت مباشرة بعد حديث ترامب قبل أسبوعين، بشأن تقديم حماس بادرة حسن نية بإطلاق سراح أسرى يحملون الجنسية الأمريكية. وعقب دعوة ترامب حماس إلى تقديم بادرة حسن نية وبالمواكبة مع بدء المفاوضات، أطلقت الحركة سراح الأسير الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية ساجوي ديكل تشين، ضمن ثلاثة أسرى في الدفعة السادسة من صفقة التبادل التي جاءت من ضمن المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وكشف القيادي في الحركة أن حماس طرحت خلال المحادثات صفقة شاملة تنتهي بوقف الحرب، مؤكدًا أن الأسرى الذين تطالب الولايات المتحدة بإطلاق سراحهم كانوا جنودًا مقاتلين أُسروا من مواقع عسكرية وليسوا مدنيين، ولا كانوا في مواقع مدنية، وأعدادهم بين أربعة وستة أسرى. وكشف المصدر القيادي بالحركة أن تحرك إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يكن الأول من نوعه، لافتًا إلى محاولات لم تكتمل قامت بها إدارة الرئيس السابق جو بايدن قبل الانتخابات الأمريكية، بعد أن تأكدت من صعوبة التوصل إلى اتفاق في ظل وجود رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذ سعت وقتها لصفقة جزئية يخرج بموجبها الأسرى الذين يحملون الجنسية الأمريكية20.
بعد ذلك، أصبحت الحركة تتعاطي بشكل رسمي مع تسريبات المحادثات مع الإدارة الأمريكية، حيث أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) طاهر النونو، أن عدة لقاءات عقدت بين قيادات الحركة والمبعوث الأمريكي لشؤون المحتجزين آدم بوهلر. ونقلت “رويترز” عن النونو، قوله إن “لقاءات عدة جرت بالفعل في الدوحة تركزت حول إطلاق سراح أحد الأسرى مزدوجي الجنسية (الإسرائيلية- الأمريكية)، وتعاملنا بإيجابية ومرونة كبيرة بما يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني”21.
وقال متحدث حماس عبد اللطيف القانوع في بيان، إن المفاوضات التي جرت مع الوسطاء المصريين والقطريين وبولر ارتكزت على إنهاء حرب الإبادة الجماعية والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وعملية إعادة الإعمار. وأوضح القانوع أن الحركة التزمت بالكامل في “المرحلة الأولى من الاتفاق”، لافتًا إلى أن أولوياتها في الوقت الحالي ترتكز على إيواء فلسطينيي غزة وإغاثتهم وضمان وقف دائم لإطلاق النار22.
ولم يكن مفاجئًا أن تستجيب حركة حماس لأي حوار مع الولايات المتحدة، فهي لا تمانع الحديث مع أي دولة في العالم باستثناء الاحتلال الإسرائيلي، بل ترى في فتح قنوات مع واشنطن خطوة مهمة لفهم مواقفها والتأثير على قراراتها. لكن الجديد هذه المرة أن الحوار لم يأت عبر قنوات خلفية أو شخصيات غير رسمية، بل جرى بشكل مباشر بين مسؤول في الإدارة الأمريكية وحماس، في سابقة تحمل دلالات استراتيجية عميقة، أهمها:
- هذه المحادثات تشكل اعترافًا ضمنيًا من الولايات المتحدة بأن مشروع الإطاحة بحكم حماس في غزة ربما لن ينجح، وعليه فإن هذه المحادثات قد تشكل بداية للتعامل مع سلطة الأمر الواقع القائمة هناك، على غرار حركة طالبان في أفغانستان التي انتهى بها الأمر للعودة إلى حكم البلاد، بعد أن فشلت الولايات المتحدة في الإطاحة بها عبر عشرين عامًا من الاحتلال المباشر للبلاد23. وربما تكون هذه المحادثات أول خطوة في مسار طويل لرفع اسم حماس من قائمة “الإرهاب” الأمريكية. كما أن هذه المحادثات تجعل من حماس “عنوانًا ثانيًا” للشعب الفلسطيني، بعد أن سدت سبل اندماجها في العنوان الأول، المنظمة والسلطة الفلسطينية، بسبب اشتراطات الرئيس محمود عباس للحوار والمصالحة، والتي هي إعادة إنتاج للشروط الإسرائيلية بكليتها24. وربما تكون هذه المحادثات بداية الاعتراف بدور حماس في أي معادلة سياسية فلسطينية مستقبلية، بما في ذلك منظمة التحرير الفلسطينية25. ولعل ذلك ما يفسر استنكار الرئاسة الفلسطينية، في بيان للمتحدث باسم الرئاسة، نشرته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية “وفا”، ما سمته إصرار حركة حماس على تشتيت الموقف الوطني الفلسطيني من خلال فتح قنوات اتصال مع جهات أجنبية (دون تحديد) وإجراء مفاوضات معها دون تفويض وطني وبما يتعارض مع أحكام القانون الفلسطيني الذي يجرم التخابر مع جهات أجنبية. ودعا البيان حماس إلى إنهاء الانقسام وتسليم قطاع غزة للسلطة الوطنية الفلسطينية تحت قاعدة وطنية واحدة وقانون واحد وسلاح واحد وتمثيل سياسي شرعي واحد”26.
- أن الحركة وجدت في الحوار الأمريكي فرصة للتخفف من حسابات نتنياهو وفريقه، والتي حالت وتحول دون الوصول إلى اتفاقات نهائية، وعدم الالتزام بتنفيذ الاتفاقات المبرمة، ودائمًا لحسابات تنتمي لعوالم السياسة الداخلية والحزبية في إسرائيل.
- تمثل هذه المحادثات قناة تفاوض جديدة، مباشرة هذه المرة، مع واشنطن، ستمكن الأخيرة من الاستماع لحماس وليس عنها، وعلى ألسنة قادتها، وليس على ألسنة آخرين، قناة جديدة، يمكن أن تضع بين يدي الأمريكي رواية أخرى، غير تلك التي تفردت إسرائيل باستخدامها لبث الأكاذيب والدعاية السوداء، عن الحركة وشعبها وقضيتها27.
- هذه المحادثات تعني أن الولايات المتحدة لم تعد تثق بالتقارير التي تردها من حلفائها في المنطقة حول حركة حماس، وباتت دوائر صنع القرار في واشنطن تستشعر العداء الذي تكنه بعض الدول العربية لحركة حماس، خاصة مع اعتبارها ذراعًا لجماعة الإخوان المسلمين، التي ترى فيها بعض الأنظمة العربية تهديدًا لها28.
- إن اعتراف الولايات المتحدة “واقعيًا” بحركة حماس، وإجراء مفاوضات مباشرة معها سيفتح أبوابًا أخرى صوب عواصم أخرى في الإقليم العربي وعلى الساحة الدولية كذلك.
بقي أن نشير إلي أن تصريحات آدم بولر المتعلقة باستعداد حركة حماس للتخلي عن سلاحها واعتزال السياسة يبدو غير واقعي. فحماس ستكون علي استعداد لإلقاء سلاحها بشرط أن يكون ذلك متبوعًا بقيام الدولة الفلسطينية والحل السياسي الشامل، والسلاح في مطلق الأحوال، ليس هدفًا بذاته، بل وسيلة لتحقيق الهدف، والسلاح لا يلقى على الأرض، ولا يسلم للأعداء إلا في حالة الاستسلام الكامل، وهذه ليست حالة حماس، بشهادة مختلف المصادر الإسرائيلية والغربية. فالسلاح والمسلحون في حماس يمكن أن يكون ويكونوا نواة جيش الدولة الفلسطينية المنتظرة. كما أن الحديث عن أن حماس أبدت استعدادها لاعتزال السياسة، فتلكم مسألة لا يمكن أن يفكر بها الأمريكيين، ولا حتى الإسرائيليين، أو يطالبوا بها، بل على العكس تمامًا، كل المطالبات لحماس، تنصب على تحويلها إلى حزب سياسي، ينخرط في النظام الفلسطيني، وتتخلى عن “الكفاح المسلح”، وليس المطلوب شيئًا آخر، غير ذلك، أو أكثر من ذلك29.
ثالثًا: رفض إسرائيل للمفاوضات المباشرة بين حماس والإدارة الأمريكية:
صرح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بموقفها بشأن المحادثات المباشرة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) دون الخوض في تفاصيل30. وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإنه لم يتم إطلاع إسرائيل بالكامل على المحادثات مسبقًا، وأن نتنياهو غير راضٍ عن إجرائها31.
ونقل موقع “أكسيوس” عن مسؤول إسرائيلي ومصدر مطلع أن المبعوث الإسرائيلي للولايات المتحدة رون ديرمر، المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أجرى مكالمة متوترة مع المبعوث الأمريكي للرهائن آدم بولر. وكشف أن مساعدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانوا قد أبلغوا المسؤولين الإسرائيليين في أوائل الشهر المنصرم (فبراير 2025) بإمكانية التعامل مباشرة مع حماس، وأن الإسرائيليين نصحوا الجانب الأمريكي بعدم القيام بذلك، خاصة من دون شروط مسبقة، لكن إسرائيل اكتشفت من خلال قنوات أخرى أن الولايات المتحدة كانت تمضي قدمًا. وأن ديرمر اعترض على تقديم بولر مقترحات دون موافقة إسرائيل، ورد بولر بأن المحادثات لم تقترب من صفقة مع حماس، وأنه يفهم معايير إسرائيل. وأوضح الموقع أن مبعوث ترامب ستيف ويتكوف، عندما انضم إلى الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة في الأيام الأخيرة لإدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، اقترح أن يتم اجتماع مباشر مع حماس لتسريع المحادثات، لكن هذا لم يحدث في نهاية المطاف في ذلك الوقت32.
وتعليقًا على المحادثات بين واشنطن وحماس، قال وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش في مقابلة مع “هيئة البث” العبرية: “لقد ارتكب (بولر) خطأ”. وأضاف: “من الواضح أن نواياه طيبة، لكنها أضرت بجهودنا وتجعل حماس تشدد مواقفها. آدم بولر ليس المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، هذا دور (ستيف) ويتكوف، ونحن ننسق معه بشكل كامل”33.
وذكر موقع “أكسيوس” أن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين يحاولون التخفيف من حدة التوترات التي استمرت أيامًا عدة وراء الكواليس بسبب المحادثات غير المسبوقة التي أجرتها إدارة الرئيس دونالد ترامب مع حركة حماس. ونقل الموقع عن السكرتيرة الصحفية في البيت الأبيض قولها إن ترامب يدعم بالكامل المحادثات التي أجراها مبعوثه لشؤون الرهائن آدم بولر مع حماس. وأفاد مسؤولون إسرائيليون بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض الدخول في صدام علني مع ترامب منذ الكشف عن المحادثات بين واشنطن وحماس. لكن مسؤولين إسرائيليين عبروا في جلسات خاصة عن غضبهم من هذه المحادثات، وفق مصادر موقع “أكسيوس”. وفي السياق ذاته، أفاد مصدر مطلع بأن وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر المقرب من نتنياهو قال خلال اجتماع مجلس الوزراء الأمني إن محادثات “مبعوث الرهائن الأمريكي” مع حماس لا تمثل موقف إدارة ترامب. ومن المتوقع أن يصل المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف إلى الدوحة في وقت لاحق، للمشاركة في المفاوضات “من خلال الوسطاء القطريين، وليس عبر لقاء مباشر مع حماس”. وأفاد “أكسيوس” نقلًا عن مسؤول إسرائيلي بأن ويتكوف مستعد للبقاء (في الدوحة) من 3 إلى 4 أيام لمحاولة التوصل إلى اتفاق. ووفق مسؤولين إسرائيليين، فإن ويتكوف لن يلتقي حماس إلا إذا قدمت تنازلات ملموسة34.
ويعود الرفض الإسرائيلي للمحادثات المباشرة بين الإدارة الأمريكية وحماس – رغم فشل تلك المحادثات- إلي:
- أن مجرد التفاوض مع حماس على طاولة واحدة وبشكل مباشر هو اعتراف ضمني بالحركة ككيان رسمي له حضوره وكينونته، وممثلًا عن الفلسطينيين في قطاع غزة، وهو ما ينسف السردية الإسرائيلية التي حاولت الترويج لها لسنوات طويلة بشيطنة حماس واعتبارها منظمة إرهابية لا يمكن الجلوس معها وجهًا لوجه، هذا بخلاف الإقرار بسيطرتها على المشهد كقوة ذات حضور وثقل، مما يفند بشكل جذري مزاعم الاحتلال بالقضاء عليها خلال الحرب35.
- هذه المحادثات تعني أن حكومة نتنياهو وائتلافه المثير لاستياء ترامب وفريقه، لم تعد مؤتمنة على إدارة ملف التفاوض، الذي توليه الإدارة الأمريكية أهمية كبرى، لا سيما في شقه المتعلق بـ”الرهائن”36. وتخالف هذه المحادثات محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إظهار نفسه على مدار الأشهر الماضية بأنه المحاور والمفاوض الرئيسي في اتفاق وقف إطلاق النار. وبناءً على ذلك، فإن نتنياهو يعد “عاملًا ثانويًا في المباحثات التي يظهر فيها المبعوث الأمريكي إلى المنطقة ستيفن ويتكوف بأنه المفاوض الرئيسي الذي يصر على الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق”37.
- القلق الإسرائيلي من إبرام اتفاقات ثنائية بين أمريكا وحماس، تجد تل أبيب نفسها مرغمة على تنفيذها، بعد أن تجبر عليها كأمر واقع، مما يزيد من حجم الضغوط الممارسة على حكومة نتنياهو38.
- هذه المحادثات قد تكون مسارًا بديلًا عن المسار الإسرائيلي، إذ لا تريد إسرائيل هدنة طويلة الأمد، وإنما تمديد المرحلة الأولى وإطلاق سراح بعض أسراها والجثث ثم استئناف الحرب39. بينما لا تمانع واشنطن في استكمال المرحلة الثانية لاتفاق وقف إطلاق النار، والبدء في مسارات تفاوض بشأن الأسرى، ومن ثم الحديث لاحقًا عن مستقبل قطاع غزة40.
ختامًا؛ يعتبر التفاوض الأمريكي المباشر مع حماس رسالة واضحة للحكومة الإسرائيلية بأن العرقلة الممنهجة لمسار التفاوض وإشعال الموقف لمعاودة الحرب لصالح أهداف شخصية لنتنياهو وائتلافه، سيقابله تحرك منفرد لإجراء المباحثات المباشرة مع المقاومة بمعزل عن إسرائيل41. وفي العموم يبقى أثر هذه المحادثات محدودًا على المدى الطويل، بفعل وجود موقف أمريكي- إسرائيلي مشترك تجاه تصفية القضية الفلسطينية عمومًا، وتقويض حركة حماس خصوصًا42.
1 “أميركا تجري محادثات مباشرة مع حماس بالدوحة وإسرائيل قلقة”، الجزيرة نت، 5/3/2025، الرابط: https://www.aljazeera.net/politics/2025/3/5/%D8%A3%D9%83%D8%B3%D9%8A%D9%88%D8%B3-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7-%D8%AA%D8%AC%D8%B1%D9%8A-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D8%AB%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B9
2 “أهداف ترامب من التفاوض المباشر مع حماس”، الجزيرة نت، 8/3/2025، الرابط: https://www.aljazeera.net/opinions/2025/3/8/%d9%85%d8%a7%d8%b0%d8%a7-%d9%8a%d8%b9%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%ac%d9%88%d8%a1-%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%85%d8%a8-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%88%d8%b6
3 “لقاءات حماس وأميركا… المحتجزون أولاً”، العربي الجديد، 10/3/2025، الرابط: https://www.alaraby.co.uk/politics/%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D9%88%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%AA%D8%AC%D8%B2%D9%88%D9%86-%D8%A3%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8B
4 ” محادثات جديدة بالدوحة واستياء إسرائيلي من عروض واشنطن لحماس”، الجزيرة نت، 11/3/2025، الرابط: https://www.aljazeera.net/news/2025/3/11/%d9%85%d8%ad%d8%a7%d8%af%d8%ab%d8%a7%d8%aa-%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d8%ad%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d8%b3%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d8%a1
5 “إسرائيل غير مندمجة في دوامة علاقات ترامب، ويمكن أن تُستبعد من جدول أعماله”، مختارات من الصحف العبرية، 10/3/2025، الرابط: https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/36469
6 “أهداف ترامب من التفاوض المباشر مع حماس”، مرجع سابق.
7 “إسرائيل غاضبة من مبعوث ترامب لشؤون الأسرى بعد وصفه قادة حماس بـ”اللطيفين””، العربي الجديد، 11/32025، الرابط: https://www.alaraby.co.uk/politics/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%BA%D8%A7%D8%B6%D8%A8%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D9%85%D8%A8%D8%B9%D9%88%D8%AB-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D9%88%D8%B5%D9%81%D9%87-%D9%82%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D8%A8%D9%80%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%B7%D9%8A%D9%81%D9%8A%D9%86
8 ” ما دلالات المفاوضات المباشرة بين أميركا وحماس؟”، الجزيرة نت، 6/3/2025، الرابط: https://www.aljazeera.net/news/2025/3/6/%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%B6%D8%A7%D8%AA-2
9 ” محادثات جديدة بالدوحة واستياء إسرائيلي من عروض واشنطن لحماس”، مرجع سابق.
10 ” تفاوض حماس وأمريكا.. رسالة لنتنياهو ونسف للسردية الإسرائيلية”، نون بوست، 9/3/2025، الرابط: https://www.noonpost.com/297637/
11 ““غير مسبوقة وأقلقت إسرائيل”.. كل ما نعرفه عن المحادثات الأمريكية المباشرة مع حماس”، عربي بوست، 7/3/2025، الرابط: https://arabicpost.net/%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d8%ad%d8%a9/2025/03/07/%d8%ad%d9%85%d8%a7%d8%b3-19/
12 “أهداف ترامب من التفاوض المباشر مع حماس”، مرجع سابق.
13 ” ما دلالات المفاوضات المباشرة بين أميركا وحماس؟”، مرجع سابق.
14 “بوهلر: “لسنا وكالة لإسرائيل”.. وترامب بدأ يسأم من نتنياهو وائتلافه”، القدس العربي (مترجم)، 10/3/2025، الرابط: https://www.alquds.co.uk/%D8%A8%D9%88%D9%87%D9%84%D8%B1-%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A7-%D9%88%D9%83%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%88%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8-%D8%A8%D8%AF%D8%A3/
15 “هذه كواليس مفاوضات الولايات المتحدة وحماس”، الجزيرة نت، 9/3/2025، الرابط: https://www.aljazeera.net/news/2025/3/8/%D8%AA%D8%A7%D9%85%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AD%D8%A7%D9%84-%D9%8A%D9%83%D8%B4%D9%81-%D9%83%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%B3-%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%B6%D8%A7%D8%AA
16 “إسرائيل غاضبة من مبعوث ترامب لشؤون الأسرى بعد وصفه قادة حماس بـ”اللطيفين””، مرجع سابق.
17 “بعد غضب إسرائيل.. روبيو يعلق على المفاوضات المباشرة مع حماس”، سكاي نيوز عربية، 11/3/2025، الرابط: https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1782940-%D8%BA%D8%B6%D8%A8-%D8%A7%D9%95%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D9%94%D9%8A%D9%84-%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A%D9%88-%D9%8A%D8%B9%D9%84%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%B6%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%B1%D8%A9-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3
18 “إسرائيل غاضبة من مبعوث ترامب لشؤون الأسرى بعد وصفه قادة حماس بـ”اللطيفين””، مرجع سابق.
19 “لقاءات حماس وأميركا… المحتجزون أولاً”، مرجع سابق.
20 “قيادي في “حماس” يكشف فحوى المحادثات المباشرة مع واشنطن بالدوحة”، العربي الجديد، 9/3/2025، الرابط: https://www.alaraby.co.uk/politics/%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D9%8A%D9%83%D8%B4%D9%81-%D9%81%D8%AD%D9%88%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D8%AB%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%B1%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D8%AD%D8%A9
21 المرجع السابق.
22 ” حماس: المفاوضات ترتكز على إنهاء الحرب والانسحاب وإعمار غزة”، الأناضول، 10/3/2025، الرابط: https://www.aa.com.tr/ar/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84/%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%B6%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%B1%D8%AA%D9%83%D8%B2-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A5%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D9%88%D8%A5%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-/3505045
23 “محادثات أمريكا وحماس… دلالات مهمة”، القدس العربي، 10/3/2025، الرابط: https://www.alquds.co.uk/%d9%85%d8%ad%d8%a7%d8%af%d8%ab%d8%a7%d8%aa-%d8%a3%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%83%d8%a7-%d9%88%d8%ad%d9%85%d8%a7%d8%b3-%d8%af%d9%84%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d9%87%d9%85%d8%a9/
24 “التفاوض مع حماس.. لماذا أقدم ترامب عليه ولماذا قبلت الحركة؟”، الجزيرة نت، 11/3/2025، الرابط: https://www.aljazeera.net/opinions/2025/3/11/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%B6-%D9%85%D8%B9-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%A3%D9%82%D8%AF%D9%85-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87
25 ” ما دلالات المفاوضات المباشرة بين أميركا وحماس؟”، مرجع سابق.
26 “مفاوضات حماس مع واشنطن تثير غضب السلطة برام الله”، الجزيرة نت، 12/3/2025، الرابط: https://www.aljazeera.net/news/2025/3/12/%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%B6%D8%A7%D8%AA-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D9%85%D8%B9-%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D8%AA%D8%AB%D9%8A%D8%B1-%D8%BA%D8%B6%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A9
27 “التفاوض مع حماس.. لماذا أقدم ترامب عليه ولماذا قبلت الحركة؟”، مرجع سابق.
28 “محادثات أمريكا وحماس… دلالات مهمة”، مرجع سابق.
29 “التفاوض مع حماس.. لماذا أقدم ترامب عليه ولماذا قبلت الحركة؟”، مرجع سابق.
30 “مكتب نتنياهو: إسرائيل عبرت عن موقفها لأمريكا بشأن المحادثات المباشرة مع حماس”، RT عربي، 5/3/2025، الرابط: https://arabic.rt.com/world/1652362-%D9%85%D9%83%D8%AA%D8%A8-%D9%86%D8%AA%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%87%D9%88-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%B9%D8%A8%D8%B1%D8%AA-%D8%B9%D9%86-%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81%D9%87%D8%A7-%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7-%D8%A8%D8%B4%D8%A3%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D8%AB%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%B4%D8%B1%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3/
31 “مصدر سياسي إسرائيلي رفيع: لم يتم إطلاع إسرائيل بالكامل على محادثات واشنطن مع “حماس”، ونتنياهو غير راضٍ عن إجرائها”، مختارات من الصحف العبرية، 7/3/2025، الرابط: https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/36459
32 “أكسيوس: مكالمة إسرائيلية متوترة للاعتراض على محادثات أميركا وحماس”، الجزيرة نت، 8/3/2025، الرابط: https://www.aljazeera.net/politics/2025/3/8/%D8%A3%D9%83%D8%B3%D9%8A%D9%88%D8%B3-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A9-%D9%85%D8%AA%D9%88%D8%AA%D8%B1%D8%A9-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84
33 “إسرائيل غاضبة من مبعوث ترامب لشؤون الأسرى بعد وصفه قادة حماس بـ”اللطيفين””، مرجع سابق.
34 “تسريبات جديدة بشأن المحادثات المباشرة بين حماس وإدارة ترامب”، الجزيرة نت، 11/3/2025، الرابط: https://www.aljazeera.net/news/2025/3/11/%D8%AA%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A8%D8%B4%D8%A3%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D8%AB%D8%A7%D8%AA
35 ” تفاوض حماس وأمريكا.. رسالة لنتنياهو ونسف للسردية الإسرائيلية”، نون بوست، 9/3/2025، الرابط: https://www.noonpost.com/297637/
36 “التفاوض مع حماس.. لماذا أقدم ترامب عليه ولماذا قبلت الحركة؟”، مرجع سابق.
37 “هل أضعفت محادثات أميركا وحماس دور نتنياهو بمفاوضات غزة؟”، الجزيرة نت، 6/3/2025، الرابط: https://www.aljazeera.net/politics/2025/3/6/%D9%87%D9%84-%D8%A3%D8%B6%D8%B9%D9%81%D8%AA-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D8%AB%D8%A7%D8%AA-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7-%D9%88%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D8%AF%D9%88%D8%B1
38 ” تفاوض حماس وأمريكا.. رسالة لنتنياهو ونسف للسردية الإسرائيلية”، مرجع سابق.
39 “لماذا غضبت إسرائيل من محادثات إدارة ترامب المباشرة مع حماس؟”، الجزيرة نت، 6/3/2025، الرابط: https://www.aljazeera.net/politics/2025/3/6/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%BA%D8%B6%D8%A8%D8%AA-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%85%D9%86-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D8%AB%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9
40 “هل سحبت أميركا بحوارها مع حماس البساط من تحت أقدام نتنياهو؟”، الجزيرة نت، 7/3/2025، الرابط: https://www.aljazeera.net/politics/2025/3/7/%D9%87%D9%84-%D8%B3%D8%AD%D8%A8%D8%AA-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7-%D8%A8%D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1%D9%87%D8%A7-%D9%85%D8%B9-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B3%D8%A7%D8%B7
41 ” تفاوض حماس وأمريكا.. رسالة لنتنياهو ونسف للسردية الإسرائيلية”، مرجع سابق.
42 “أهداف ترامب من التفاوض المباشر مع حماس”، مرجع سابق.