ملفات زيارة نتنياهو إلي واشنطن: التوافقات والخلافات

وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في 6 أبريل 2025، إلى واشنطن في زيارة استمرت يومين، التقي خلالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب1. وتثير زيارة نتنياهو، وهي الثانية لواشنطن منذ وصول ترامب للحكم من جديد في 20 يناير 2025 تساؤلات كثيرة، خاصة أن زيارته الأولى كانت قبل شهرين فقط (وبالتحديد في 4 فبراير 2025). وشهد الشهران الماضيان تطورات مختلفة في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية والأوضاع المتوترة بالشرق الأوسط، إذ أعادت إسرائيل عدوانها على قطاع غزة، وتجمد الحوار حول إنهاء الحرب على القطاع والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة. كما صعدت إدارة ترامب بشدة ضد إيران بما يتعلق بملفها النووي والصاروخي، وشنت واشنطن هجمات شبه يومية على الحوثيين في اليمن. وقبل أيام، شملت التعريفات الواسعة التي فرضها الرئيس ترامب على دول العالم فرض 17% تعرفة إضافية على جميع الصادرات الإسرائيلية إلى أمريكا. يذكر أنه قد تم الاتفاق على هذه الزيارة عبر مكالمة هاتفية، في 3 أبريل، أثناء وجود نتنياهو في المجر، بطلب من نتنياهو لمناقشة التعريفات الجديدة التي فرضها ترامب الذي اقترح أن يأتي نتنياهو إلى البيت الأبيض للحديث عن تلك القضية وغيرها من القضايا الثنائية والإقليمية. وقال مكتب نتنياهو إنه سيناقش مع ترامب “الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق المحتجزين بغزة، والعلاقات الإسرائيلية التركية، والتهديد الإيراني، ومواجهة المحكمة الجنائية الدولية”2. وتحاول هذه الورقة الوقوف علي أبرز ملفات المباحثات بين نتنياهو وترامب (فيما عدا ملف غزة الذي تم تناوله في تقرير منفصل)، وإبراز مواضع الاتفاق والخلاف بين الطرفين حول هذه الملفات.

أولًا:: ملف النووي الإيراني:

خلال ولايته الرئاسية الأولى، اعتمد ترامب سياسة “الضغوط القصوى” على إيران، إذ أعلن بشكل أحادي انسحاب بلاده من الاتفاق الدولي بشأن برنامج إيران النووي، وإعادة فرض عقوبات على طهران التي ردت بالتراجع تدريجيًا عن التزاماتها ضمن الاتفاق. وزادت العقوبات الاقتصادية القاسية التي فرضها ترامب على إيران وإشرافه على عمليات مثل اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليمان من حدة الخلافات ودفعتها إلى حافة المواجهة العسكرية. وعقب عودته إلى البيت الأبيض في يناير 2025، عاود ترامب اعتماد سياسة “الضغوط القصوى” تجاه طهران3، والتي تمثلت في:

1- رسالة ترامب: بعث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، استهلها بالتعبير عن رغبته في فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، بعيدًا عن سنوات النزاع وسوء التفاهم والمواجهات غير الضرورية التي شهدتها العقود الماضية، كما أبدى استعداده لتحقيق السلام، ورفع العقوبات، ودعم الاقتصاد الإيراني ومع ذلك، لم تخل الرسالة من التحذيرات، حيث تضمنت تهديدات بإجراءات صارمة، بما في ذلك احتمال شن هجوم عسكري وفرض عقوبات إضافية على إيران، في حال عدم التوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي خلال شهرين.

2- الموقف الإيراني من التفاوض :وفقًا لوكالة الأنباء الرسمية الإيرانية “إيرنا”، نقلًا عن وزير الخارجية عباس عراقجي أن إيران ترفض التفاوض بشكل مباشر تحت سياسة الضغوط القصوي حول برنامجها النووي، لكنها منفتحة حول التفاوض بشكل غير مباشر عبر سلطنة عمان كوسيط للتواصل، مشيرًا في ذلك إلى عدم ثقة طهران من إجراء مفاوضات مباشرة مع ترامب نظرًا لانسحابه الأحادي من الاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس أوباما عام 2015، وأنه لا جدوي من تلك المفاوضات مثلما ذكر خامنئي ذلك عدة مرات قبل سنوات.

3- رؤية واشنطن: يدرس البيت الأبيض الاقتراح الإيراني بشأن المفاوضات غير المباشرة، حيث يرى البعض أن التوصل إلى اتفاق ممكن، وأن المفاوضات المباشرة تعد أداة أكثر فاعلية، رغم عدم اعتراضهم على دور الوساطة العمانية بين البلدين. في المقابل، يعتبر آخرون أن هذه المفاوضات مجرد مناورة إيرانية لكسب الوقت وتحقيق أهدافها، ويؤيدون توجيه ضربات للمنشآت النووية الإيرانية، إلى جانب حشد قوات عسكرية كبيرة في الشرق الأوسط تحسبًا لأي تصعيد عسكري محتمل.

4- التحركات الأمريكية: أرسل البنتاجون ست قاذفات من طراز B-2، ما يمثل ثلث أسطول القاذفات الشبحية التابعة للقوات الجوية الأمريكية، إلى جزيرة دييجو جارسيا في المحيط الهندي. وتتميز هذه القاذفات بقدرتها على حمل قنابل تزن 30,000 رطل،مصممة لتدمير الأهداف الصلبة والمحصنة تحت الأرض. كما يشمل الحشد العسكري مقاتلات من طراز F-35، ومن المتوقع وصول مجموعتين من حاملات الطائرات، هما USS Harry S. TrumanوUSS Carl Vinson، خلال الأسبوعين المقبلين، في خطوة وُصفت بأنها رسالة مباشرة إلى إيران، سواء لوقف دعمها للحوثيين في اليمن أو للتوصل إلى اتفاق نووي جديد.  وكثف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الضربات الجوية ضد الحوثيين منذ منتصف مارس 2025، وأشار مسؤولون في إدارة ترامب إلى أن الضربات الأمريكية على مواقع الحوثيين في اليمن وجهت رسالة تحذير إلى طهران.

5- قوة  الردع الإيرانية: في ظل التصعيد العسكري، دعت القوات المسلحة الإيرانية إلى توجيه ضربة استباقية للقاعدة الأمريكية البريطانية في دييجو جارسيا، قبل أن تستخدمها الولايات المتحدة لشن هجمات على المنشآت النووية الإيرانية. وأكد مناصرو النظام الإيراني أنه كان ينبغي استهداف الجزيرة، قبل أن تتمركز فيها القوات الأمريكية بمعداتها العسكرية. في المقابل، يقترح بعض الخبراء والسياسيين الإيرانيين إطلاق صواريخ تحذيرية باتجاه الجزيرة دون استهداف أي منشآت، وذلك لإرسال رسالة ردع إلى واشنطن. وتضم القاعدة حوالي 4000 عسكري بريطاني وأمريكي.

ومن جانبه، علق المرشد الإيراني علي خامنئيعلى تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن العداء مع الولايات المتحدة وإسرائيل ليس بجديد، مستبعدًا وقوع هجوم أمريكي، لكنه حذر من رد إيرانيقوي في حال حدوث أي اعتداء. في السياق ذاته، هدد قائد الحرس الثوري الإيراني باستهداف 50 ألف جندي أمريكي في المنطقة، مؤكدًا أن إيران قادرة على ضرب ما لا يقل عن 10 قواعد عسكرية أمريكية منتشرة في الشرق الأوسط4.

ويتصدر الملف النووي الإيراني قائمة القضايا الخلافية بين إيران والولايات المتحدة إذ تشتبه بلدان غربية، تتقدمها الولايات المتحدة، في أن طهران تسعى إلى التزود بالسلاح النووي. وتنفي طهران هذه الاتهامات وتؤكد أن برنامجها النووي مصمم لأغراض مدنية. ولا يخفي ترامب امتعاضه من “النفوذ الإقليمي لإيران” ويرى في دعم طهران لجماعات مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والفصائل المسلحة في العراق، تهديدا للاستقرار الإقليمي وحلفاء واشنطن (إسرائيل)5.

وفي خطوة مفاجئة، قال الرئيس ترامب، في المؤتمر الصحفي بالبيت الأبيض، الذي أعقب المباحثات الثنائية مع نتنياهو، إن واشنطن وطهران تجريان “محادثات مباشرة”. وأضاف: “نجري محادثات مباشرة مع إيران، وقد بدأت وستستمر، يوم السبت (12 أبريل) لدينا اجتماع مهم للغاية، وسنرى ما يمكن أن يحدث. وأعتقد أن الجميع متفق على أن التوصل إلى اتفاق سيكون أفضل”. وأشار ترامب إلى أنه يفضل التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي على المواجهة العسكرية. وقال ترامب: “الجميع موافق على أن إبرام اتفاق سيكون مفضلًا على القيام بما هو واضح، وما هو واضح أمر لا أريد صراحة أن أكون ضالعًا فيه، وبصراحة، لا تريد إسرائيل أن تكون ضالعة فيه إذا ما أمكن تجنبه”6. وبإعلانه إجراء مباحثات مباشرة مع طهران في سابقة، يكون ترامب قد نقل الملف بعيدًا عن مخاطر الصراع العسكري وخفف سياسة الضغوط القصوى التي اعتمدها منذ وصوله إلى البيت الأبيض. ورغم أن إيران أكدت أن المفاوضات ستكون بشكل غير مباشر في عمان عبر وفدين بقيادة وزير الخارجية عباس عراقجي والمبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين إيرانيين قولهم إن طهران منفتحة على تفاوض مباشر مع واشنطن إذا سارت المفاوضات غير المباشرة بشكل جيد7.

وتعمل إسرائيل على ضمان أخذ مصالحها الأساسية في الاعتبار بأي مفاوضات مستقبلية بين إدارة ترامب وإيران. وتؤكد إسرائيل علي أنه في حال بدء مفاوضات فعلية بين الولايات المتحدة وإيران للتوصل إلى “الاتفاق النووي 2″، يجب أن تلبي بنود هذا الاتفاق متطلباتها الأساسية، والتي تتمثل في: أولًا، تفكيك المشروع النووي الإيراني بالكامل على نسق ما حدث مع ليبيا عام 2003، حين سلم القذافي مشروعه النووي مقابل رفع العقوبات. ثانيًا، أن تُمنع إيران من تصنيع الصواريخ البالستية. ثالثًا، أن تتوقف إيران عن دعم وتمويل وتسليح الميليشيات في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن. رابعًا، أن يكون الاتفاق بلا سقف زمني، كما كان في ليبيا، حتى لا تعود إيران إلى التسلح النووي ولو بعد عقود من الزمن. خامسًا، أن يشمل الاتفاق فرض عقوبات فورية صارمة على إيران إن هي أخلت بالاتفاق.
هذه الشروط الإسرائيلية ليست بالضرورة مقبولة من الإدارة الأمريكية، التي وضعت مبدأ ألا تصبح إيران نووية، مقابل المبدأ الليبي الذي طرحه نتنياهو، وبين الاثنين بون شاسع، يتسع لإمكانيات متعددة للتوصل إلى اتفاق، ثم إن الأهم بالنسبة لترامب هو أن يكون اتفاقه أفضل من “اتفاق أوباما”، الذي ألغاه عام 2018، وقد لا يتلاقى هذا التوجه مع الشروط الإسرائيلية. ويبدو أن سقف إدارة ترامب هو أعلى من سقف أوباما وأقل من شروط إسرائيل التعجيزية، ولو أخذت الإدارة الأمريكية بالشروط الإسرائيلية لما كان بالإمكان البدء بالمفاوضات أصلًا8.

وفي الوقت الذي يرغب فيه ترامب التوصل إلى اتفاق جديد مع إيران عبر محادثات مباشرة، يؤمن نتنياهو أن اتفاقًا نوويًا جديدًا بين أمريكا وإيران غير مرجح للغاية، ويريد مناقشة ضربة محتملة على المنشآت النووية الإيرانية. وفي حين يعتقد نتنياهو أن اللحظة الراهنة (في ظل الخسائر الاقليمية لإيران سواء في لبنان أو سوريا أو غزة) تمثل فرصة ذهبية للقضاء على المشروع النووي الإيراني عبر الخيار العسكري عن طريق توجيه ضربة عاجلة وقاسية للمواقع النووية الإيرانية، غير أن تنفيذ ذلك يتطلب الحصول على ضوء أخضر من البيت الأبيض، الذي يبدو أنه يفضل استغلال هذه اللحظة للحصول علي مزيد من التنازلات من قبل إيران لكن عبر الخيار الدبلوماسي9.

وعلي الرغم من أن الرئيس الأمريكي يبدي استعدادًا لاستهداف طهران عسكريًا، إلا أن المؤسسات الأمنية الأمريكية تبدي تحفظات واضحة على مثل هذه الخطوة لما لها من تبعات خطيرة قد تهدد الاستقرار الإقليمي والمصالح الأمريكية داخليًا وخارجيًا، لا سيما في ظل التصعيد غير المسبوق في المنطقة10. فقد أعلن الجيش الإيراني استعداده لإغلاق مضيق هرمز، حيث تسيطر إيران على ساحله الشمالي. ويعد المضيق ممرًا استراتيجيًا تمر عبره 20% من إمدادات النفط العالمية و30% من الغاز الطبيعي المسال، يؤدي إغلاق المضيق إلى ارتفاع أسعار النفط لأكثر من 200 دولار للبرميل، مما قد يتسبب في فوضى اقتصادية عالمية، حيث سترتفع تكاليف الشحن والإنتاج في سلاسل التوريد التي تعتمد على النفط. كما ستتأثر العديد من الدول، وعلى رأسها دول الخليج التي تعتمد على المضيق لتصدير النفط والغاز، بالإضافة إلى الصين، واليابان، والهند، وكوريا الجنوبية، حيث تمر أكثر من 60% من وارداتها النفطية عبر المضيق، مما قد يؤدي إلى تباطؤ اقتصادي في هذه الدول. كما أكدت إيران أنها إذا عجزت عن بيع النفط، فلن يُسمح لأحد بذلك، ملوحة بإمكانية استهداف المصالح الاقتصادية الأمريكية، بالإضافة إلى قطاعات النفط في أي دولة خليجية تدعم الطائرات المقاتلة والمسيرات الأمريكية من خلال السماح لها باستخدام مجالها الجوي أو أراضيها11.

ثانيًا: ملف التواجد التركي في سوريا:

قام سلاح الجو الإسرائيلي في مطلع أبريل 2025 بتنفيذ هجمات واسعة في سوريا، شملت مطار حماة العسكري، ومطار” تي فور” بريف حمص، إضافة إلى قصف ثكنة عسكرية في منطقة الكسوة بريف دمشق. وأفاد تقرير نشرته وكالة “رويترز”، في 4 أبريل 2025، بأن الهجمات الإسرائيلية على قواعد جوية سورية استبقت تحركًا تركيًا لنشر قوات في هذه القواعد، إذ أشار التقرير إلى أن خبراء أتراكًا تفقدوا 3 قواعد جوية على الأقل قد يتم نشر قوات فيها بموجب اتفاق دفاع مشترك من المتوقع إبرامه بين أنقرة ودمشق. وتحدثت تقارير تركية عديدة خلال شهر مارس عن استعداد أنقرة لتقديم التدريب للقوات السورية، وإمكانية دعمها بمنتجات الصناعات الدفاعية التركية. ويظهر التصعيد الإسرائيلي رفض امتداد الوجود العسكري التركي إلى وسط سوريا، وربما تقبله شمال غربي البلاد، حيث تتجنب أي تهديد للنقاط العسكرية التركية في محافظتي إدلب وحلب.

وتتخوف إسرائيل في ما يبدو من نشر الجيش التركي لمنظومات دفاع جوي مزودة بتقنيات إلكترونية وسط سوريا، وعلى بعد لا يزيد على 230 كيلومترًا عن هضبة الجولان المحتلة، فقد تحدثت تقارير أمنية إسرائيلية عن مخاوف تل أبيب من إمكانية أن تؤدي الخطوة التركية إلى تقييد حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء السورية. وتشير التسريبات المتكررة التي صدرت عن مصادر تركية وسورية وعربية إلى أن الاتفاقية المرتقبة بين أنقرة ودمشق ستركز على تدريب الجيش السوري الجديد وتسليحه، وهو ما يشكل تحديًا مضاعفًا لتل أبيب، لعدم ثقتها بالإدارة السورية الجديدة كما تؤكد باستمرار، بالإضافة إلى الخشية من أن تعمل أنقرة على تقوية “جيش سني” موال لها، وتكرار سيناريو هجمات 7 أكتوبر الذي حدث في غلاف غزة، وفقًا لما يتم تداوله في الأوساط الأمنية الإسرائيلية. بالإضافة إلى ذلك، تنظر إسرائيل إلى النشاط التركي في سوريا على أنه قاعدة لدور أوسع في الإقليم، في منطقة القرن الأفريقي، والسودان، وليبيا، وأذربيجان، حيث تعتقد الأوساط الأمنية الإسرائيلية أن أنقرة تعمل على عرقلة مشاريع إسرائيلية خاصة بنقل الغاز في منطقة البحر المتوسط إلى أوروبا12. كما أن إسرائيل لا تريد لتركيا أن تعرقل مسعاها لتفكيك سوريا إلى دويلات، وأكثر ما يخيفها هو استبدال ما سمته بالهلال الشيعي، بهلال سني يمر بتركيا وسوريا والأردن وقد يمتد إلى دول أخرى13.

ورغم محاولة نتنياهو بقيام ترامب بالضغط علي تركيا لوقف توغلها في سوريا، إلا أن تصريحات ترامب جاءت مفاجئة له في هذا الشأن. فقد أوضح ترامب أنه يتمتع بعلاقات جيدة جدًا مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مشددَا على أهمية دور تركيا في سورية. وقال وفق ما أوردته وكالة “الأناضول”: “لدي علاقات جيدة جدًا مع رجل يدعى أردوغان. أعلم أن الصحافة غاضبة مني لهذا السبب، لكنني أحبه، وهو يحبني أيضًا، وليست هناك أي مشاكل بيننا”. وأضاف: “أردوغان رجل قوي وذكي للغاية، فعل شيئًا لا يمكن لأحد أن يفعله (في سورية)، يجب الإقرار بذلك”. وردًا على تصريحات نتنياهو بوجود مشاكل (مع تركيا في سورية)، قال ترامب مخاطبًا نتنياهو: “أعتقد أنه يمكنني حل كل مشكلة لديك مع تركيا. طالما أصبحت معقولًا، يجب أن نكون نحن وأنت معقولين في هذا الشأن”. وأكد ترامب أنه يتمتع بعلاقات جيدة للغاية مع تركيا ورئيسها، معربًا عن ثقته في قدرته على حل هذه المشكلة (الإسرائيلية مع تركيا في سورية). وأكد: “لا أعتقد بأن هذا الأمر سيصبح مشكلة”14.

وتقر إسرائيل بأن من مصلحتها تجنب الصدام المباشر مع تركيا، ليس فقط الآن، في الوقت الذي لا يزال التهديد الإيراني قائمًا، لكن أيضًا لاحقًا، كونها (أي تركيا) دولة قوية وعضو في حلف الناتو. وكذلك، للولايات المتحدة مصلحة في منع صدام بين اثنتين من حليفاتها المهمة؛ دولتان تأمل من خلالهما، إلى جانب السعودية ومصر، بالمساهمة في استقرار المنطقة15.

ومؤخرًا، قالت مصادر تركية وإسرائيلية إن محادثات فنية بدأت بين ضباط من البلدين لمناقشة إنشاء آلية لتجنب الصراع بينهما على الأراضي السورية على نسق المنظومة التي كانت بين إسرائيل وروسيا أثناء وجود الأخيرة في سوريا. وبدوره، كشف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عن وجود هذه الاتصالات مؤكدا أنها محصورة في الإطار الفني فقط، وقال إنه يمكن تشكيل آلية عدم اشتباك مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن سبب قطع العلاقات معها الحرب على غزة. في الوقت نفسه، أكد فيدان أن من الضروري إنهاء احتلال إسرائيل للأراضي السورية وأن تتوقف عن قصف بنيتها التحتية16. فيما أعلنت وزارة الدفاع التركية أن مسؤولين عسكريين من تركيا وإسرائيل عقدوا أول اجتماع فني بين البلدين، في 9 أبريل 2025، في العاصمة الأذربيجانية باكو، لبحث إنشاء “آلية تفادي صدام”، تهدف إلى منع وقوع حوادث غير مرغوب بها بين الطرفين في سورية17.

ثالثًا: ملف التواجد العسكري المصري في سيناء:

أثارت إسرائيل مؤخرًا جدلًا واسعًا بشأن الوجود العسكري المصري في سيناء، مطالبة بإزالة البنية التحتية العسكرية فيها، واعتبرت أن هذا الوجود يشكل انتهاكًا لاتفاقية السلام بين البلدين. كما ظهرت ادعاءات إسرائيلية بأن مصر تتجهز لحرب، بمبادرة منها، ضد إسرائيل، واستعدادًا لمناورة سريعة وهجوم مفاجئ18.

وتؤكد مصادر عسكرية إسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية تضغط عبر قنوات دبلوماسية وأمنية، بما في ذلك واشنطن، للوصول إلى تسوية رسمية بشأن هذا الملف. وفقًا لمصادر رسمية وخبراء عسكريين، فإن الوجود العسكري المصري في سيناء يشمل 88 كتيبة عسكرية، تتضمن 42 ألف جندي، و3 فرق عسكرية كاملة، و1500 دبابة ومدرعة، بالإضافة إلى مشاريع تطوير وتوسيع مدارج المطارات العسكرية، وتعزيز شبكات الدفاع الجوي والأرصفة البحرية. بالمقابل، تسمح اتفاقية السلام بين الجانبين، الموقعة عام 1979، بوجود 50 كتيبة مصرية فقط، بما يتضمن 22 ألف جندي مصري فقط.

وبحسب تحليلات مصرية فإن الوجود العسكري المصري في سيناء قانوني تمامًا، ويأتي وفق تعديلات متفق عليها في الملحق الأمني لاتفاقية السلام. ولذلك؛ فإن إسرائيل لم تتخذ أي إجراءات رسمية مثل استدعاء سفيرها أو تقديم شكوى رسمية. كما أن أي انتهاك لاتفاقية السلام يخضع لآليات مراجعة دولية، وهو ما لم تلجأ إليه إسرائيل.

وبحسب هذه التحليلات المصرية فإن إبداء القلق الإسرائيلي غير مبرر، ويهدف إلى تحقيق عدة أهداف، منها تشتيت الانتباه عن جرائم الحرب في غزة، والأزمات الداخلية في إسرائيل. كما يهدف إلي الضغط على مصر للقبول بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء19.

بينما ترجح تحليلات إسرائيلية بأن التعزيز العسكري المصري في سيناء له أهمية داخلية، فهو يُقدم للجمهور كتعزيز لصورة الجيش القوية والمؤثرة. بالإضافة إلى ذلك، هو مهم للحفاظ على رضا وولاء القيادة العليا (الرئيس السيسي)، والتي تستمد مكانتها من مكانة الجيش وصورته.

وترجح هذه التحليلات الإسرائيلية التزام مصر بمعاهدة السلام مع إسرائيل، حيث أن خمسة عقود من السلام، مكنت مصر من توجيه مواردها نحو التنمية الاقتصادية، فالمصريون على دراية تامة بتداعيات الحرب، والدمار الكبير الذي يمكن أن ينجم عنها. كما يستذكر المصريون باستمرار، ويذكرون من حولهم، بالثمن الباهظ الذي دفعته مصر من أجل القضية الفلسطينية في عهد جمال عبد الناصر. فمصر أصبحت تضع في أولوياتها مصالحها الذاتية ورفاهيتها وترفع شعار “مصر أولًا” كاستمرار لرؤية السيسي. وهناك عنصر إضافي مهم لطالما كان حاضرًا في العلاقات المصرية الإسرائيلية، وهو دور الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، اللذين يعتبران علاقات السلام بين مصر وإسرائيل حجر أساس للاستقرار والسلام في المنطقة. وبالتالي، فإن مصر ستصعد ضد إسرائيل فقط، إذا توصلت مصر إلى استنتاج بأن إسرائيل تشكل تهديدًا مباشرًا وملموسًا للأمن القومي المصري20.

رابعًا: ملف الرسوم الجمركية:

أبرز الملفات المتوقع أن تكون حاضرة على جدول أعمال الزيارة، هي الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على المنتجات الإسرائيلية، والبالغة نحو 17% ضمن قائمة التعريفات التي فرضها على أكثر من نحو 200 دولة على مستوى العالم، في تحرك أعاد مجددًا الحرب التجارية للأضواء بشكل أكثر قسوة.

وكانت حكومة الاحتلال، قد حاولت مؤخرًا استمالة الإدارة الأمريكية ومغازلتها مبكرًا، بإعلانها رفع جميع الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية (المقدرة بحوالي 33%)، وهو ما يمكن فهمه كمحاولة لتقديم تنازل اقتصادي رمزي أو مبادرة حسن نية مقابل الحصول على استثناء محتمل من الرسوم الجمركية الأمريكية أو تخفيف حدتها على الأقل.

إذ تفاجأ الإسرائيليون بهذا القرار، الذي أثار قلق المستثمرين في إسرائيل، حيث يخشون أن تؤدي هذه الخطوة إلى تقليل تنافسية المنتجات الإسرائيلية في السوق الأمريكية، ودفع المستهلك الأمريكي لتفضيل البدائل المحلية، كما أعرب آخرون عن مخاوفهم من اضطرار بعض الشركات الإسرائيلية إلى نقل مصانعها إلى الولايات المتحدة، تفاديًا لدفع الرسوم الجديدة.

يذكر أن الميزان التجاري بين أمريكا وإسرائيل يميل بشدة نحو البضائع الإسرائيلية، إذ إن حجم الصادرات الإسرائيلية إلى الولايات المتحدة يبلغ نحو 22 مليار دولار عام 2024، مقارنة بحجم الواردات التي لم تتجاوز 15 مليار دولار، وهو ما يجعل من قرار فرض الرسوم الجمركية كارثة محققة ينجم عنها خسائر فادحة.

ومن ثم سيحاول نتنياهو خلال زيارته الضغط على ترامب لإثناءه عن قرار التعريفات الجمركية على المنتجات الإسرائيلية، أو على الأقل تخفيضها إلى الحدود الدنيا، بما لا يضر بالاقتصاد الإسرائيلي القائم في الاساس على الدعم الأمريكي له عبر مختلف المستويات. إلى جانب البحث عن محفزات أمريكية استثنائية لاقتصاد الكيان المحتل، بما يغطي كلفة الحرب المفتوحة على عدة جبهات، والتي تستنزف الخزينة الإسرائيلية بصورة كبيرة21.

وقد فشل نتنياهو في انتزاع إعفاء من ترامب من الرسوم الجمركية، فعندما سُئل ترامب عما إذا كانت إسرائيل ستحصل على إعفاء، قال: “ربما لا. لا تنسوا أننا نساعد إسرائيل كثيرًا. نمنح إسرائيل 4 مليارات دولار سنويًا. هذا مبلغ كبير”، في إشارة إلى المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل22.

خامسًا: ملف محكمة الجنايات الدولية:

من المنتظر أن يبحث نتنياهو مع ترامب في الخطوات المبذولة من أجل استقالة مزيد من الدول من وثيقة محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، بعد إعلان المجر استقالتها. حيث تأمل إسرائيل بتنسيق موقفها مع واشنطن بشأن هذا الموضوع والبحث في طرق العمل ضد الخطوات القانونية التي يقوم بها عدد من الدول ضد كبار المسؤولين الإسرائيليين. ومن بين الدول المرشحة للاستقالة من محكمة الجنايات الدولية تشيكيا والأرجنتين ودول أُخرى23.

يذكر في هذا السياق، أن طائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي أقلعت من العاصمة المجرية “بودابست” نحو العاصمة الأمريكية واشنطن، قد عبرت المجال الجوي لدول أوروبية، مثل فرنسا وكرواتيا وإيطاليا، دون تنفيذ مذكرة الاعتقال الصادرة من المحكمة الجنائية الدولية بحقه بتهم ارتكاب جرائم حرب، علي الرغم من أن هذه الدول موقعة على “معاهدة روما”، وملزمة بموجب القانون الدولي بتنفيذ قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، الذي صدر في نوفمبر 202424.

ختامًا؛ اعتبرت قراءات إسرائيلية عديدة، أن اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كان اللقاء الأسوأ بالنسبة للأخير، وكان مهينًا وفاجأه خاصة على مستوى الملف الإيراني. حيث قال الرئيس ترامب إن الولايات المتحدة تجري محادثات مباشرة مع إيران، فتمسك الرئيس الأمريكي بالمسار الدبلوماسي أمام إيران، يثير قلق نتنياهو، الذي لم يتمكن حتى الآن من إقناع ترامب بأن الدبلوماسية لن تساعد، وستمنح إيران وقتًا ومساحة للمناورة. وإن كان نتنياهو يجد العزاء في إنجاز واحد في هذا السياق وهو التهديد الصريح الذي وجهه ترامب ضد إيران إذا فشلت المفاوضات، وأنها ستكون في خطر كبير25. واعتبر الكثيرون أنه لو كان الرئيس غير ترامب لأقام نتنياهو الدنيا ولم يقعدها، كما فعل في الماضي. لكن يبدو أن نتنياهو تعلم من درس الرئيس الأوكراني زيلينسكي، ألا يقع في المصيدة وألا يعارض ترامب علنًا. وللتخفيف من وطأة الضربة التي تلقاها، اهتم نتنياهو بأن يسرب لوسائل الإعلام أن “هناك تنسيقًا، لكن لا يوجد اتفاق” بين إسرائيل والإدارة الأمريكية بشأن الملف النووي الإيراني.

وبينما تباهي نتنياهو قبل اللقاء بأنه أول رئيس دولة يلتقي ترامب بعد إعلانه فرض الجمارك على البضاعة الأجنبية، ودارت تكهنات بأنه سيجري استثناء إسرائيل منها أو على الأقل خفضها إلى المستوى الأدنى بنسبة 10%. لكن حتى بعد تعهد نتنياهو بتجاوز العجز التجاري بين البلدين والبالغ نحو 7 مليارات دولار لصالح إسرائيل، لم يقتنع ترامب وقال: “لست متأكد من أنني سأخفض الرسوم الجمركية على إسرائيل. سنرى.. نحن نساعد إسرائيل بمليارات الدولارات، أربعة مليارات دولار”26.

كذلك، خلال اللقاء مع ترامب، عبر نتنياهو عن قلقه الكبير إزاء التحركات التركية في سورية وطلب من الرئيس الأمريكي الضغط على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهنا أيضًا لم يتمكن نتنياهو من التأثير، كما تحدث ترامب أمام الكاميرات، عن حبه لأردوغان وعلاقته الرائعة به، موضحاً لنتنياهو: “إن كانت تواجهك مشكلة مع تركيا، فإني سأتمكن من حلها طالما أنك تتصرف بمنطق، عليك أن تتصرف بمنطق”27.

1 “نتنياهو يصل واشنطن لمناقشة “ملفين رئيسيين” مع ترامب”، سكاي نيوز عربية، 7/4/2025، الرابط: https://www.skynewsarabia.com/world/1788355-%D9%86%D8%AA%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%87%D9%88-%D9%8A%D8%B5%D9%84-%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D9%84%D9%85%D9%86%D8%A7%D9%82%D8%B4%D8%A9-%D9%85%D9%84%D9%81%D9%8A%D9%86-%D8%B1%D9%8A%D9%94%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8

2 “زيارتان في شهرين.. ماذا يريد نتنياهو من ترامب؟”، الجزيرة نت، 7/4/2025، الرابط: https://www.aljazeera.net/politics/2025/4/7/%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%B4%D9%87%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%AF-%D9%86%D8%AA%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%87%D9%88-%D9%85%D9%86

3 “حرب أم اتفاق؟ 5 نقاط تشرح آخر تفاصيل ملف ترامب وإيران”، الجزيرة نت، 8/4/2025، الرابط: https://www.aljazeera.net/news/2025/4/8/%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%a3%d9%85-%d8%a7%d8%aa%d9%81%d8%a7%d9%82-5-%d9%86%d9%82%d8%a7%d8%b7-%d8%aa%d8%b4%d8%b1%d8%ad-%d8%a2%d8%ae%d8%b1-%d8%aa%d9%81%d8%a7%d8%b5%d9%8a%d9%84-%d9%85%d9%84%d9%81

4 “حدود المناورة: هل تقترب الأزمة الإيرانية من التصعيد العسكري؟”، مركز رع للدراسات الاستراتيجية، 6/4/2025، الرابط: https://rcssegypt.com/20799

5 “حرب أم اتفاق؟ 5 نقاط تشرح آخر تفاصيل ملف ترامب وإيران”، مرجع سابق.

6 “ترامب ونتنياهو يعودان لخطة تهجير غزة… ماذا قالا عن إيران وتركيا؟”، العربي الجديد، 7/4/2025، الرابط: https://www.alaraby.co.uk/politics/%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8-%D9%88%D9%86%D8%AA%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%87%D9%88-%D9%8A%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A9-%D8%AA%D9%87%D8%AC%D9%8A%D8%B1-%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7-%D8%B9%D9%86-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7

7 “حرب أم اتفاق؟ 5 نقاط تشرح آخر تفاصيل ملف ترامب وإيران”، مرجع سابق.

8 “نتنياهو يلتقي ترامب: ثلاثة إخفاقات ونجاح قاتل”، القدس العربي، 10/4/2024، الرابط: https://www.alquds.co.uk/%d9%86%d8%aa%d9%86%d9%8a%d8%a7%d9%87%d9%88-%d9%8a%d9%84%d8%aa%d9%82%d9%8a-%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%85%d8%a8-%d8%ab%d9%84%d8%a7%d8%ab%d8%a9-%d8%a5%d8%ae%d9%81%d8%a7%d9%82%d8%a7%d8%aa-%d9%88%d9%86%d8%ac/

9 “زيارتان في شهرين.. ماذا يريد نتنياهو من ترامب؟”، مرجع سابق.

10 “التهجير أولًا.. ماذا يدبّر نتنياهو في زيارته الثانية لترامب؟”، نون بوست، 6/4/2025، الرابط: https://www.noonpost.com/304847/

11 “حدود المناورة: هل تقترب الأزمة الإيرانية من التصعيد العسكري؟”، مرجع سابق.

12 “لماذا ترفض إسرائيل أي دور عسكري لتركيا في سوريا؟”، الجزيرة نت، 7/4/2025، الرابط: https://www.aljazeera.net/politics/2025/4/7/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D8%B1%D9%81%D8%B6-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AF%D9%88%D8%B1%D8%A7-%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%84%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7

13 “نتنياهو يلتقي ترامب: ثلاثة إخفاقات ونجاح قاتل”، مرجع سابق.

14 “ترامب ونتنياهو يعودان لخطة تهجير غزة… ماذا قالا عن إيران وتركيا؟”، مرجع سابق.

15 “مناطق النفوذ في سورية”، مختارات من الصحف العبرية، 6/4/2025، الرابط: https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/36644

16 “اتصالات تركية إسرائيلية لتجنب المواجهة في سوريا”، الجزيرة نت، 10/4/2025، الرابط: https://www.aljazeera.net/news/2025/4/10/%D8%A7%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%AA%D8%AC%D9%86%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9

17 “الدفاع التركية: انعقاد أول اجتماع بين تركيا و”إسرائيل” لتفادي صدامهما في سوريا”، وكالة صدي نيوز، 10/4/2025، الرابط: https://www.sadanews.ps/news/191059.html

18 “تعزيز الجيش المصري وتكثيف وجوده في سيناء: الدلالات بالنسبة إلى إسرائيل”، مختارات من الصحف العبرية، 26/3/2025، الرابط: https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/36603

19 “لهذه الأسباب تقلق إسرائيل من الوجود العسكري المصري في سيناء”، الجزيرة نت، 2/4/2025، الرابط: https://www.aljazeera.net/politics/2025/4/2/%D9%84%D9%87%D8%B0%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D8%A8-%D8%AA%D9%82%D9%84%D9%82-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AC%D9%88%D8%AF

20 “تعزيز الجيش المصري وتكثيف وجوده في سيناء: الدلالات بالنسبة إلى إسرائيل”، مرجع سابق.

21 “التهجير أولًا.. ماذا يدبّر نتنياهو في زيارته الثانية لترامب؟”، مرجع سابق.

22 “نتنياهو يفشل في انتزاع إعفاء من ترامب من الرسوم الجمركية”، الجزيرة نت، 8/4/2025، الرابط: https://www.aljazeera.net/ebusiness/2025/4/8/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%86%D8%AA%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%87%D9%88-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8-%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%85

23 “الزيارة الطارئة إلى واشنطن: كلّ الموضوعات التي ستُطرح في اجتماع ترامب – نتنياهو”، مختارات من الصحف العبرية، 7/4/2025، الرابط: https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/36642

24 ” عبور طائرة نتنياهو فوق دول أوروبية دون اعتقاله يثير الجدل”، الجزيرة نت، 7/4/2025، الرابط: https://www.aljazeera.net/news/2025/4/7/%D8%B9%D8%A8%D9%88%D8%B1-%D8%B7%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D8%A9-%D9%86%D8%AA%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%87%D9%88-%D9%81%D9%88%D9%82-%D8%AF%D9%88%D9%84-%D8%A3%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%AF%D9%88%D9%86

25 ” قراءات إسرائيلية للقاء ترامب: مفاجأة وإذلال وعودة نتنياهو خالي الوفاض”، العربي الجديد، 8/4/2025، الرابط: https://www.alaraby.co.uk/politics/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A1-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8-%D9%85%D9%81%D8%A7%D8%AC%D8%A3%D8%A9-%D9%88%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D9%86%D8%AA%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%87%D9%88-%D8%AE%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%B6

26 “نتنياهو يلتقي ترامب: ثلاثة إخفاقات ونجاح قاتل”، مرجع سابق.

27 ” قراءات إسرائيلية للقاء ترامب: مفاجأة وإذلال وعودة نتنياهو خالي الوفاض”، مرجع سابق.

Editor P.S.

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022