تصاعد الاحتجاجات داخل الجيش الإسرائيلي علي الحرب في غزة: الدوافع والتداعيات

تصاعدت الأصوات المعارضة لاستمرار الحرب في غزة داخل وحدات جيش الاحتلال الإسرائيلي بوتيرة متسارعة الأيام الماضية، والتي تطالب باستعادة الأسرى حتى لو كان ذلك على حساب وقف الحرب، وسط تهديدات من رئاسة الوزراء وقيادة الجيش بفصل الضباط والجنود المنضمين إلى هذه المطالبات. وانضم مئات من وحدات عسكرية جديدة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذين يتنوعون بين قوات احتياط يمكن استدعاؤهم للخدمة وآخرين متقاعدين، وبينهم قيادات بارزة سابقة وأكاديميون وأطباء عسكريون، إلى العرائض المطالبة باستعادة الأسرى من قطاع غزة عبر وقف حرب الإبادة على الفلسطينيين1.

أولًا: تصاعد الاحتجاجات داخل الجيش الإسرائيلي علي استمرار حرب غزة:

نشر 1000 جندي احتياطي حالي وسابق في سلاح الجو الإسرائيلي، في 10 أبريل 2025، رسالة تدعو إلى إعادة جميع الأسرى المحتجزين في قطاع غزة “حتى لو كان ذلك على حساب إنهاء الحرب” على القطاع. ودعت الرسالة، التي وقعها أيضًا رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق دان حالوتس، والقائد السابق لسلاح الجو اللواء احتياط نمرود شيفر، والرئيس السابق لسلطة الطيران المدني العقيد متقاعد نيري يركوني، إلى عودة فورية للأسرى الإسرائيليين، مشيرين إلي أن استمرار الحرب كان “لأسباب سياسية”. وكتب الجنود في الرسالة: “نحن، مقاتلو الطاقم الجوي في الاحتياط والمتقاعدين، نطالب بعودة المختطفين إلى ديارهم دون تأخير، حتى على حساب الوقف الفوري للأعمال العدائية (الحرب)”. وأضافوا: “في هذا الوقت، تخدم الحرب بشكل أساسي المصالح السياسية والشخصية، وليس المصالح الأمنية. إن استمرار الحرب لا يسهم في تحقيق أي من أهدافها المعلنة وسيؤدي إلى مقتل المختطفين وجنود الجيش الإسرائيلي والمدنيين الأبرياء، وكذلك استنزاف قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي دون جدوى استراتيجية واضحة”. وتابعوا: “كما ثبت في الماضي، فإن التوصل إلى اتفاق (وقف إطلاق نار في غزة وتبادل أسرى) وحده كفيل بإعادة الرهائن سالمين، بينما يؤدي الضغط العسكري بالأساس إلى قتل الرهائن وتعريض جنودنا للخطر، دون أن يحدث اختراقًا حقيقيًا في مسار إعادتهم (الأسري)”. وفي ختام العريضة، وجه جنود الاحتياط دعوة إلى جميع الإسرائيليين للتعبئة العامة، من أجل المطالبة بوقف القتال الفوري وإعادة الرهائن فورًا، مشددين على أن “كل يوم يمر يعرض حياة المختطفين للخطر، وكل لحظة تردد إضافية تمثل وصمة عار أخلاقية ووطنية”2.

أعقب ذلك، توقيع مئات من جنود وضباط الاحتياط بالوحدة 8200 الاستخبارية الإسرائيلية، في 11 أبريل 2025، رسالة تدعو لوقف الحرب على غزة من أجل إعادة الأسرى. وقالت “القناة 13” العبرية التي نشرت نص الرسالة: “وقع مئات جنود الاحتياط في الوحدة 8200 على رسالة وقف الحرب وإعادة الرهائن”. وشدد الموقعون على أن الحرب لا تحقق أهدافها، بل “تزيد من المخاطر على حياة الرهائن والجنود، وتستنزف قوات الاحتياط، وتؤدي إلى تراجع الالتزام بالخدمة”. وجاء في نص الرسالة: “نتفق مع الادعاء الخطير والمقلق بأن الحرب في هذا الوقت تخدم بالأساس مصالح سياسية وشخصية، وليس مصالح أمنية”.​كما ورد فيها: “نحن لا نقبل بواقع يواصل فيه المستوى السياسي الحرب كأمر مسلم به، دون أن يخبر الجمهور ما هي استراتيجية تحقيق أهداف الحرب” واتهموا الحكومة بعدم تقديم أي خطة مقنعة للإطاحة بحركة “حماس” في قطاع غزة، وقالوا: “نرى حماس تسيطر على قطاع غزة وتجند نشطاء جدد في صفوفها، في حين أن الحكومة لا تقدم خطة مقنعة للإطاحة بها”.

فيما قالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية إن حوالي 150 ضابطًا من سلاح البحرية وجهوا رسالة إلى الحكومة دعوا فيها إلى وقف الحرب، مؤكدين أن “59 مخطوفًا لا يزالون في غزة”. ووفق الصحيفة، جاء في الرسالة التي وُجهت إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، وأعضاء الكنيست وقيادة الجيش: “نحن مواطنون قلقون، خدمنا ونخدم كضباط عملياتيين وقتاليين في سلاح البحرية، نشأنا على قيم الجيش والدولة وكرسنا سنوات من حياتنا للدفاع عن الوطن”. وأضافوا: “نشعر بدافع عميق لإسماع صوتنا في هذه اللحظة المصيرية، لا يزال 59 مخطوفًا في أنفاق حماس، والدولة تبتعد أكثر فأكثر عن التزامها بإعادتهم، وندعو إلى وقف الحرب”.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: “وقع نحو 100 طبيب عسكري من قوات الاحتياط رسالة تدعو إلى وقف القتال لإعادة المختطفين”. وقالوا في رسالتهم، وفق إذاعة الجيش: “بصفتنا ضباطًا طبيين نخدم في قوات الاحتياط التزامًا بقدسية الحياة، وروح الجيش الإسرائيلي، وقسم الأطباء، وتعبيرًا عن المسؤولية المتبادلة في المجتمع الإسرائيلي، نحذر من أن استمرار القتال والتخلي عن المختطفين يتعارض مع هذه القيم، والتزام القوات الطبية بعدم التخلي عن أي من أبناء شعبنا”. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: “بحسب المنظمين فإن الغالبية العظمى من الموقعين هم في الخدمة الاحتياطية الفعلية، ومن المتوقع أن يوقع المزيد على الرسالة في الأيام المقبلة”. ونقلت عن المبادرين لهذه الرسالة (لم تسمهم): ” لدينا ثقة في رئيس الأركان (إيال زامير) وقادة الجيش بأنهم سيرسلوننا فقط في المهام المناسبة، نحن لا ندعو إلى عدم الحضور (الخدمة العسكرية) أو حتى التلميح إليه، سوف نقف دائمًا إلى جانب نداء دولة إسرائيل، ولكننا نريد لبلدنا أن تبقى عيناها مفتوحتين”3.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، 14 أبريل، أن نحو 150 جنديًا إسرائيليًا خدموا في لواء غولاني وقعوا علي عريضة تطالب بإعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، ولو كان الثمن وقف الحرب فورًا. وقالت الإذاعة إن الموقعين أكدوا في بيان “تأييدهم لرسالة الطيارين الموقعة يوم 9 أبريل الحالي التي تطالب بإعادة الأسرى إلى إسرائيل دون تأجيل، حتى إن كان الثمن وقف الحرب فورًا”. ويعد لواء غولاني من وحدات النخبة القتالية في الجيش الإسرائيلي، وشارك في معظم الحروب التي خاضها جيش الاحتلال منذ تأسيسه4.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، 15 أبريل، أن 500 من خريجي دورة قادة الاحتياط بسلاح البحرية، وقعوا على عريضة تدعو إلى إعادة الأسرى ووقف الحرب. وأشارت هيئة البث إلى أن من بين الموقعين على العريضة التي تدعو لوقف الحرب “4 من القادة السابقين لسلاح البحرية”. فيما نقلت منصة إعلامية إسرائيلية أن 472 مقاتلًا سابقًا في الوحدات الخاصة في الاحتياط، يؤيدون إعادة الأسرى ووقف القتال في غزة5.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن ضباط احتياط وعناصر ناشطون وسابقون في وحدات جمع المعلومات التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” وقعوا رسالة احتجاج، جاء فيها: “نحن نعتقد أن الحرب في هذه المرحلة تخدم مصالح سياسية وشخصية، وليس أهدافًا أمنية. إن استمرار القتال لن يحقق أي هدف من أهدافه المعلنة، بل سيؤدي إلى وفاة مخطوفين وجنود ومدنيين أبرياء. كما نشعر بقلق من تآكل حافز جنود الاحتياط وارتفاع نسب الغياب عن الخدمة العسكرية، وهي ظاهرة مقلقة للغاية”. وأصدر نحو 250 عنصرًا سابقًا في جهاز الموساد، بينهم ثلاثة رؤساء سابقين، بيان دعم لـ”رسالة الطيارين” جاء فيه: “نحن، الذين خدمنا سابقًا في الموساد، نعبر عن دعمنا الكامل لرسالة الطيارين التي تعكس قلقنا العميق على مستقبل الدولة. نضم صوتنا إلى الدعوة للتوصل فورًا إلى اتفاق يعيد جميع الأسرى الـ59 إلى ديارهم، ولو كان الثمن وقف القتال”. كما انضم عناصر سابقون في جهاز الأمن العام (الشاباك) إلى الاحتجاج، وكتبوا: “إن رسائل زملائنا من الطيارين والموساد وسلاح المدرعات، تعكس أزمة ثقة عميقة بالحكومة الحالية. إن الحكومة تتجاهل المصلحة الوطنية لمصلحة حسابات ائتلافية ضيقة. لقد فقدت ثقة الجمهور، وتسللت عناصر خارجية إلى مركز اتخاذ القرار”. واختتموا بالقول: “نحن، المئات من عناصر الشاباك السابقين، ندعو المواطنين القلقين على مستقبل الدولة، والقطاع التجاري، ومنظمات المجتمع المدني، إلى التحرك فورًا، وبكل الطرق القانونية للدفع نحو انتخابات جديدة وتشكيل لجنة تحقيق رسمية”6.

وبحسب “قناة 13” الإسرائيلية، فإن الاحتجاجات داخل صفوف قوات الاحتياط آخذة في التوسع، لا سيما بعد عزل الطيارين الموقعين على عريضة تطالب بإنهاء الحرب، وقد انضمت مجموعات جديدة من جنود الاحتياط إلى الحراك المتنامي، وأعلنت تضامنها مع الطيارين المفصولين. وقال مراسل الشؤون العسكرية بالقناة أور هيلر، إن العرائض الجديدة التي يتم التوقيع عليها تكرر المطالبة ذاتها، وهي أولوية استعادة المخطوفين الـ59 من غزة، حتى وإن استدعى ذلك وقف الحرب مؤقتًا، على أن يستأنف القتال لاحقًا إن اقتضت الضرورة7.

وكشفت “مجلة 972” الإسرائيلية أن جيش الاحتلال يواجه أكبر أزمة رفض منذ عقود، إذ إن أكثر من 100 ألف إسرائيلي توقفوا عن أداء الخدمة الاحتياطية، ويرفض بعضهم الانضمام للحرب على قطاع غزة8.

ويترافق تصاعد الاحتجاج داخل صفوف الجيش الإسرائيلي مع احتجاجات الأكاديميين والمسئولين السابقين والفنانيين والمثقفين الإسرائيليين الرافضين لاستمرار الحرب علي غزة. حيث قالت “القناة 12” الإسرائيلية، في 11 أبريل: “انضم حوالي 2000 من أعضاء هيئات التدريس في مؤسسات التعليم العالي إلى رسالة أفراد من سلاح الجو ووقعوا على عريضة تطالب بإنهاء الحرب لإعادة الرهائن”. ونقلت عنهم قولهم في رسالة: “في هذا الوقت، تخدم الحرب بالأساس مصالح سياسية وشخصية، وليس مصالح أمنية”. وأضافوا: “كما ثبت في الماضي، فإن الاتفاق وحده فقط ما يمكن أن يعيد المختطفين بأمان، في حين أن الضغط العسكري يؤدي غالبًا إلى مقتل الرهائن وتعريض جنودنا للخطر”9. وقد زاد هذا العدد إلي نحو 3500 أكاديمي إسرائيلي وأكثر من 3 آلاف من العاملين في مجال التعليم وما يزيد عن ألف من أولياء الأمور، اللذين وقعوا على عرائض تطالب بإعادة الأسرى وإنهاء الحرب في غزة10.

وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إيهود باراك، مما وصفه بـ”انهيار ديمقراطي وشيك” في البلاد، متهمًا نظيره الحالي بنيامين نتنياهو بأنه يقود إسرائيل بخطى ثابتة نحو “الهاوية” باتجاه “ديكتاتورية فاسدة ومتطرفة”. واتهم باراك في مقال رأي نُشر على موقع “القناة 12″ العبرية، في 10 أبريل 2025، نتنياهو بـ”شن حرب لأهداف شخصية للبقاء السياسي والقانوني”. وأكد باراك في مقاله أن نتنياهو بممارساته “يقود إسرائيل نحو الهاوية ويهدد أمنها القومي”. وشدد على أن “الحرب في غزة تُدار بلا هدف استراتيجي حقيقي، بل فقط من أجل تأجيل المحاسبة وعرقلة لجنة التحقيق في إخفاقات 7 أكتوبر”. وطالب المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، بإعلان “تعذر نتنياهو عن مواصلة مهامه، والعمل على تنحيته من منصبه”. ودعا باراك الإسرائيليين إلى عصيان مدني سلمي واسع النطاق من أجل ما وصفه بـ “إنقاذ الدولة من الانهيار”11. فيما وصف رئيس هيئة الأركان السابق دان حالوتس رئيس الوزراء – خلال مقابلة مع القناة 12- بأنه تهديد فوري لأمن إسرائيل، ولا يجب إخضاعه أو القضاء عليه بل ينبغي أسره12. من جهتها، نقلت قناة “آي 24” عن الرئيس الأسبق لجهاز الشاباك عامي أيالون تأكيده أن الحكومة الإسرائيلية هي من انتهكت الاتفاق الذي كان من شأنه أن يفضي إلى استعادة الأسرى (اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس في يناير 2025)، مضيفًا أن “بنيامين نتنياهو قرر أن الاتفاق سيئ فتم التخلي عنه، وهذه الحرب لن تنتهي ولن يعود الأسرى إن واصلنا هذا النهج”13.

وأفادت صحيفة “هآرتس” بأن نحو “1700 فنان ومثقف بإسرائيل وقعوا على عريضة تدعو أيضًا إلى وقف الحرب على غزة، وإعادة الأسرى المحتجزين في القطاع”. وأوضحت الصحيفة، نقلًا عن مصادر، أن عدد الإسرائيليين الموقعين على عرائض لوقف الحرب وإعادة الأسرى يتجاوز 100 ألف في 5 أيام.

يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه الضغوط الداخلية على حكومة بنيامين نتنياهو، حيث تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة تظاهرات شبه يومية، تنديدًا بإقالة قادة أمنيين ومسؤولين قانونيين كبار، وباستئناف الحرب على قطاع غزة14. ولدعم تحركات الجنود، أصدر نحو 200 من عائلات الأسرى الإسرائيليين ونشطاء رسالة دعم للجنود والطيارين الذين دعوا لوقف الحرب. وقالت العائلات في بيان نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن “العملية العسكرية تعرض حياة المخطوفين للخطر، وأنها أدت سابقًا إلى مقتل 41 مخطوفًا”. وأكد البيان أن نتنياهو اختار عرقلة مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب والتضحية بحياة 59 أسيرًا محتجزين في غزة لأهداف سياسية. ومن جانب آخر قالت هيئة عائلات الأسرى إن طريقة الإفراج الجزئي عن الأسرى على شكل دفعات نهج خطير يعرض جميع الأسرى للخطر. وطالبت باعتماد حل مناسب يفضي إلى إنهاء الحرب، وإعادة جميع الأسرى دفعة واحدة وبشكل فوري15.

وقد أجري موقع “عربي بوست” مسحًا دقيقًا لمن شملتهم العرائض، وخلص إلى أن عدد المشاركين فيها، والموقعين عليها زاد على المائة ألف إسرائيلي، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الاحتجاجات الإسرائيلية على الحروب السابقة، مما يشير أننا أمام تحول نوعي في الرفض المتنامي لاستمرار حرب غزة.

وبلغة الأرقام، توزعت المائة ألف توقيع على مستويين في المجتمع الإسرائيلي، أولاهما المدني، وشمل:

  • 63 ألف إسرائيلي وإسرائيلية، و1200 من عائلات الجنود القتلى في غزة.
  • 14 ألف من الأمهات الثكلى، و1500 عائلة جنود مشاركين في الحرب.
  • 3500 من الأكاديميين وموظفي الجامعات، و3200 مدرسين في التعليم الأساسي، و364 محاميًا.

وجاءت تواقيع الشق الأمني والعسكري كالتالي:

  • 2000 من عائلات طلاب المدارس العسكرية، ومثلهم من جنود المظليين والمشاة.
  • 400 ضباط سابقين في جهازي الموساد والشاباك، و101 من كبار موظفي مجلس الأمن القومي.
  • 1020 من الطيارين وأفراد طواقم سلاح الجو، و8500 توقيع لداعميهم.
  • 1700 سلاح المدرعات، و200 من أفراد الجهاز الطبي في الجيش.
  • 750 وحدات خاصة ووحدة الناطق العسكري، و102 من جهاز المراقبة والرصد.
  • 200 من أفراد وحدات السايبر الهجومية، و300 من جيش الاحتياط والوحدات القتالية.
  • 220 من “حملة جنود من أجل المختطفين”، و500 من قباطنة سلاح البحرية.
  • 200 من خريجي من وحدات “تلبيوت” لتأهيل الجنود، و300 من جنود وضباط غولاني.
  • 612 من سلاح المدفعية، و1000 من موظفي وحدة 8200 الاستخبارية.
  • 230 من وحدة شييطت للنخبة التابعة لرئاسة الأركان، و230 وحدة موران.

كما رصد “عربي بوست” أبرز الأسماء الموقعة على العرائض، وعلى رأسهم:

  • قائد الجيش إيهود باراك ودان حالوتس.
  • قادة سلاح البحرية: عامي أيالون، يديديا ياري، أليكس تال، دودو بن بستات.
  • قادة الأسطول الثالث عشر: ران غلينكا، عوزي ليفنات، نيفو إيريز، إيلان باز.
  • قادة الموساد: داني ياتوم وإفرايم هاليفي وتامير باردو.
  • قائدا سلاح المدفعية: أبراهام بار دافيد، دورون كادميئيل.
  • قائدا المنطقة الوسطى: عمرام متسناع وآفي مزراحي.
  • قادة جهاز الاستخبارات العسكرية عاموس مالكا، وسلاح المدرعات أمنون رشيف، والقوات البرية موشيه سوكنيك، واللواء 479 إيال بن رؤوفين، ومساعد رئيس الأركان مناحيم إينان16

ثانيًا: دوافع تصاعد الاحتجاجات داخل الجيش الإسرائيلي علي الحرب في غزة:

يمكن الوقوف علي مجموعة من الأسباب التي تقف خلف تصاعد الاحتجاجات داخل الجيش الإسرائيلي علي الحرب في غزة، كما يلي:

1- ينقسم المجتمع الإسرائيلي ونخبه السياسية والأمنية والثقافية بشأن الحرب وقضية المحتجزين إلى مجموعتين: الأولى، تدعو إلى وقف الحرب وتحرير المحتجزين فورًا، وتتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه يواصل الحرب ويعرض حياة المحتجزين الإسرائيليين للخطر، لأسباب تتعلق بمصلحته الشخصية والحزبية، ومحاولته التهرب من الانتخابات ولجان التحقيق. وتنطلق هذه المجموعة من أن مسألة المحتجزين لا تُحل بالمزيد من القتال العسكري، بل بالتوصل إلى اتفاق سياسي، والالتزام به وهي تتهم نتنياهو بخرق اتفاق يناير 2025، الذي كان من المفروض أن يفضي إلى تحرير المحتجزين كافة ووقف الحرب. الثانية ترى أن الهدف الأهم للحرب هو تقويض سلطة وقوة حركة حماس وضمان “أمن إسرائيل”، من خلال احتلال مناطق من قطاع غزة (أقلها الشريط الحدودي ومحور فيلادلفيا) والسيطرة الأمنية عليها، والتحضير لمشروع التهجير. وتدعي هذه المجموعة وأبواقها أن الضغط العسكري سيجبر حركة حماس على الخضوع للإملاءات الإسرائيلية. ولعل أهم مواقف هذه المجموعة هي، رفض قاطع لإنهاء الحرب قبل تحقيق “النصر المطلق”، وأكثر ما يمكن أن تقبل به هو هدنة مؤقتة.

2- تعكس هذه الاحتجاجات الأزمة التي يمر بها جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي. فقد تبين في الأشهر الأخيرة أن نصف الذين يجري استدعاؤهم من جنود الاحتياط لا يحضرون إلى مواقعهم العسكرية، ما يجعل تشكيل الفرق العسكرية المقاتلة أمرا معقدًا وعسيرًا. ومن تجليات أزمة الاحتياط أن الجيش الإسرائيلي قرر تقليص عدد قوات الاحتياط بمناطق القتال، وقلل من الاستدعاءات عقب الاحتجاجات، وتوسع ظاهرة عدم الاستجابة لهذه الاستدعاءات. ويعود هذا التملص من الخدمة إلى عدة أسباب:

  • وصل معظم الخادمين في فرق الاحتياط إلى حالة من فقدان الطاقة والقوة، وإلى حالة من الإعياء والإرهاق والتعب، بعد أشهر طويلة من الخدمة في ظروف حربية يعتبرونها “صعبة عليهم”. ويشعر الكثير من ضباط وجنود الاحتياط بأنهم “أدوا واجبهم” بما فيه الكفاية، وأن على الجيش أن يبحث عن غيرهم. لقد تعود المجتمع الإسرائيلي على “رغد العيش” وترسخت قيم “الفردانية” وتراجعت كثيرًا دوافع التضحية بالذات في سبيل المجموع.
  • يعاني الكثير من الاحتياطيين من تأثير الخدمة الطويلة على حالتهم الاقتصادية، حيث تضررت المصالح التجارية والصناعية لبعضهم، وتراجع دخل عدد كبير منهم واضطر بعضهم إلى إلغاء مشاريع اقتصادية بدأوا بها، أو كانوا على وشك أن يقوموا بذلك.
  • غالبية الاحتياطيين الإسرائيليين هم متزوجون ولهم عائلات وأطفال، وتكررت في الكثير من المقابلات معهم الشكوى من البعد عن العائلة ومن تحمل الزوجة أعباء أكبر بكثير من العادة.
  • فقد عدد كبير من جنود الاحتياط الثقة بالقيادة السياسية والأمنية وبقراراتها، ونسبة كبيرة منهم لم تعد تؤمن بجدوى الحرب، بل هي تعتقد أن استمرار الحرب هو خطأ كبير ويعرض حياة المحتجزين للخطر. ومن لا يؤمن بالحرب يجد صعوبة في المشاركة فيها.
  • من أكثر ما يثير غضب الغالبية الساحقة من جنود الاحتياط هو إعفاء اليهود التوراتيين (الحريديم) من الخدمة العسكرية. وتتزايد المطالبة باتباع ما يسمى “الإنصاف في توزيع العبء”17.

3- يدرك الغالبية العظمى من الإسرائيليين أن استمرار الحرب لا يخدم مصلحة الأسري لدي حماس، بل يعرضهم للخطر، وتجلى ذلك في مقتل ما لا يقل عن 41 أسيرًا، كانوا أحياء عند احتجازهم، ثم لقوا حتفهم خلال العمليات القتالية. كما أن هناك قناعة إسرائيلية باستحالة هزيمة تنظيم مسلح كحماس عبر الوسائل العسكرية وحدها، وأن الطريق الواقعي للتعامل مع حماس يكمن في خلق بديل سياسي لحكمها داخل القطاع، وفتح أفق سياسي أوسع. كذلك، يري الإسرائيليون أن الضمان الوحيد لمنع تكرار أحداث “7 أكتوبر” هو تعزيز المنظومة الدفاعية الإسرائيلية، لا استمرار الحرب18.

4- قبل 18 شهرًا، وعقب عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، أعلن نتنياهو أنه ذاهب إلى غزة في حربٍ شاملة لتحقيق ثلاثة أهداف: استعادة الأسرى الإسرائيليين، القضاء التام على حركة حماس، وتأمين المناطق الجنوبية، بما فيها مستوطنات غلاف غزة التي هي منذ سنوات وهي تحت مرمى الصواريخ الفلسطينية، ويضطر سكانها بين الحين والآخر للنزول إلى الملاجئ. واقع الحال أن نتنياهو لم يحقق حتى الآن أيًا من أهدافه، التي وضعها لنفسه؛ فلا استعاد أيًا من الأسرى بالقوة العسكرية، أو بواسطة الحرب، ولا تمكن حتى اللحظة من القضاء على حركة حماس، ولا هو تمكن من تأمين المستوطنات في الجنوب، بل إن اللافت هو أنه بعد أقل من 48 ساعة على استئناف الحرب بعد الهدنة، أي يوم العشرين من مارس 2025 تعرضت مدينة تل أبيب لوابل من الصواريخ القادمة من غزة، ولم تتمكن القوات الإسرائيلية، التي تنتشر على كامل أراضي القطاع من تحديد مصدر تلك الصواريخ، ولا مكان تخزينها، وهي رسالة بالغة الأهمية تلقاها نتنياهو كالصفعة على وجهه.

أصبح واضحًا أن حرب نتنياهو على غزة ليس لها أي أفق، ويتضح من القصف الأعمى الذي يستهدف المدنيين والمستشفيات وخيام النازحين ومقرات الأونروا والمنظمات الدولية والجمعيات الخيرية، أن إسرائيل لم تعد لديها أية أهداف في غزة، وأنها تلجأ إلى القتل الأعمى فقط، فمنذ استئناف الحرب بعد الهدنة يوم 18 مارس الماضي، لم تتمكن القوات الإسرائيلية من اصطياد أي من الأهداف التابعة لحركة حماس، باستثناء ما تمكنت منه في اليوم الأول لاستئناف الحرب، عندما اغتالت عددًا من قادة الجناح السياسي، وهم شخصيات معروفة في الشارع، ولم تكن تتخفى وأغلب الظن أنها غير مرتبطة بالعمل العسكري.

والخلاصة هي، أن الإسرائيليين أنفسهم يعترفون أكثر فأكثر بأن هذه الحرب لم يعد لها بوصلة، ولم تتمكن من تحقيق أي من أهدافها، وأنها أداة للقتل الأعمى فقط، وأن نتنياهو يستخدم هذه الحرب من أجل الهروب إلى الأمام ولإشعار الإسرائيليين بأن الخطر يحيط بهم وعليهم التمسك به والالتفاف حوله، ذلك أن خضوع نتنياهو إلى المساءلة والحساب سوف يعني بالضرورة أنه سيخسر مستقبله السياسي بشكل كامل وربما ينتهي به الأمر إلى السجن19.

5- يُنظر إلي هذه الاحتجاجات كمؤشر علي مستوى الانقسام داخل إسرائيل بين التيار الليبرالي العلماني وبين التيار الديني المتطرف، خصوصًا مع إصرار حكومة نتنياهو المتطرفة على عدم الامتثال لقرار المحكمة العليا والإصرار على إقالة كل من رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، والمضي في عزل المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا.

وتعود خلفية الاحتجاجات في صفوف سلاح الجو الإسرائيلي إلى عام 2023، خلال فترة الترويج لما سمي بـ”الثورة القانونية” التي قادتها حكومة نتنياهو. وقبل الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر من العام نفسه، أعلن عدد كبير من جنود الاحتياط في سلاح الجو رفضهم الاستمرار في أداء الخدمة، في حال مضت الحكومة قدمًا في التشريعات المثيرة للجدل. وفي يوليو 2023، أعلن أكثر من ألف عنصر من مختلف تشكيلات القوات الجوية، بينهم أفراد من طاقم الطيران، وأنظمة التحكم، مشغلو الطائرات المسيرة، وأفراد من الوحدات الخاصة، أنهم سيوقفون خدمتهم في الاحتياط إذا لم يتم تجميد التشريعات. وبعد شهر واحد فقط، تصاعدت حدة التوتر داخل المؤسسة العسكرية، في أعقاب سلسلة الهجمات اللفظية التي شنها سياسيون من الائتلاف الحاكم ومقربون من نتنياهو ضد كبار قادة الجيش وسلاح الجو. ردًا على ذلك، بعث عدد من طياري الاحتياط برسالة مباشرة إلى وزير الدفاع حينها، يوآف غالانت، أكدوا فيها أنهم يرفضون تنفيذ مهام هجومية لصالح دولة “لم تعد ديمقراطية”، على حد تعبيرهم20.

وبالنظر إلي مضمون رسائل الاحتجاج علي استمرار الحرب في غزة، يتضح أن الجنود يرون أن هذه الحرب لا تهدف فعلًا إلى إعادة المخطوفين، إنما تهدف إلى احتلال قطاع غزة كخطوة للمحافظة على الائتلاف الحكومي، وبالتالي، فإنها ليست حربًا شرعية، إنما هي حرب بلا إجماع، وعاجلًا أم آجلًا ستفقد بقايا الدعم في الجمهور الإسرائيلي21.

كما اتهم الموقعون على العرائض الحكومة بـ”الترويج لسياسة تمييزية، بمنحها ميزانيات قطاعية، وإعفاء شامل للحريديم من الخدمة العسكرية، مما يشعر من يخدمون في الجيش بخيانة الدولة لهم، ويجعل من عدم المساواة في العبء العسكري انتهاكًا للأساس الاجتماعي للأمن القومي، واستمرارًا لتفكيك التماسك في إسرائيل”22.

ثالثًا: تداعيات الاحتجاجات داخل الجيش الإسرائيلي علي الحرب في غزة؟

تمثل هذه العرائض من أفراد جيش الاحتلال وقادته علي الحرب في غزة أزمة غير مسبوقة لدى متخذي القرار في الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فهي تشكل ضغطًا سياسيًا وأمنيًا، وتكرس حالة من الانقسام المتزايد مع مرور الأيام. إذ إن هذه الخلافات تضعف حصانة المجتمع الإسرائيلي المنقسم على نفسه بين متدينين متطرفين وليبراليين علمانيين، و”تذكي صراع الهوية في إسرائيل”. وبالتالي، فإن هذه الاحتجاجات تنزع الشرعية الشعبية عن الحكومة، وتضعف سياساتها وقراراتها تجاه الحرب في غزة. ولعل ذلك ما ظهر في تعليق القضاء إقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي (شاباك) رونين بار؛ نظرًا لوجود شبهة تتعلق بمصالح شخصية لنتنياهو وتحقيقات مع أعضاء مكتبه تتعلق بالفساد23.

يترافق مع ذلك، ما تشهده المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من أزمة غير مسبوقة في أعداد الجنود النظاميين بسبب عدم تجنيد اليهود المتدينين (الحريديم) وأيضًا عزوف جنود من الاحتياط عن الخدمة. حيث أشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى أن أكثر من 100 ألف جندي احتياط توقفوا عن أداء الخدمة، وأن نسبة جنود الاحتياط الذين ينضمون فعليًا للوحدات القتالية لا تتجاوز 60 إلى 70% في أفضل الحالات (بعد أن وصلت إلى 130% في الأشهر الأولى للحرب)24.

بالإضافة إلي ذلك، فقد أشارت وسائل إعلام إسرائيلية مؤخرًا إلى أن ترامب منح نتنياهو أسابيع قليلة فقط لمواصلة القتال، ومن ثم سيطلب وقف الحرب والاتجاه نحو صفقة شاملة. وبحسب وسائل الإعلام نفسها فإن هذا هو التفسير لتبليغ ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة الذين التقى بهم أن “هناك صفقة جادة للغاية قيد المناقشة، والأمر يتعلق بعدة أيام فقط”25.

وعلي ضوء هذه الضغوط على حكومة بنيامين نتنياهو، فإن ذلك قد يدفعها لإعادة النظر في خياراتها، بما في ذلك إمكانية القبول بصفقة تبادل توقف القتال26. كما أن هذه الضغوط قد تكون هي من تقف خلف الخطة التي يتبعها الجيش منذ عودة القتال في غزة منذ 18 مارس الماضي، والتي تقوم علي احتلال أجزاء صغيرة من قطاع غزة، وبصورة خاصة توسيع المناطق الفاصلة الواقعة بالقرب من الحدود، من أجل تحقيق هدف متواضع مقارنة بأهداف الحرب؛ ألا وهو الضغط على حماس لإبداء مرونة وإطلاق عدد أكبر من الأسري في الدفعة المقبلة أو التوصل إلى صفقة أفضل. وذلك بدلًا مما كان يتطلع إليه رئيس هيئة الأركان من حسم المواجهة مع حماس عبر عملية برية واسعة النطاق، واستخدام أساليب متعددة لم تستخدم حتى الآن، تعتمد على محاصرة السكان بصورة متدرجة، والقيام بالاحتلال الكامل للقطاع، الأمر الذي ربما يستغرق بحسب التقديرات في الجيش أشهرًا عديدة، وربما سنوات، ويحتاج إلى عشرات الآلاف من المقاتلين، أغلبهم من الاحتياط. وكان رئيس هيئة الأركان إيال زامير قد شدد في النقاشات التي جرت مؤخرًا مع المستوى السياسي من تفاقم أزمة النقص الحاد في القوى البشرية داخل صفوف الجيش، لا سيما ضمن الوحدات القتالية، يحد من قدرة الجيش على تنفيذ الطموحات العسكرية التي يضعها صناع القرار في الحكومة بقيادة بنيامين نتنياهو. وأكد أن الحكومة تواصل الاعتماد حصريًا على الأدوات العسكرية ومقاتلي الجيش في إدارة الحرب، دون أي مسار سياسي مواز يمكن أن يدعم أو يكمل الجهد العسكري على الأرض. وشدد زامير على أن هذا النهج غير كاف لتحقيق الأهداف المعلنة للحرب، خاصة في ظل غياب خطة سياسية واضحة تواكب العمل الميداني وتطرح بديلًا واقعيًا لحكم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة. وأشار أيضًا إلى أن مستوى الالتزام بالتجنيد حتى داخل الوحدات القتالية الأساسية قد انخفض بشكل مقلق، مما ينعكس على فاعلية العمليات العسكرية في الميدان. وكشف زامير أن الإنجازات التي حققها الجنود في ساحة القتال بدأت تتآكل تدريجيًا، نتيجة غياب دعم سياسي فعال، داعيًا إلى تحرك سياسي سريع يواكب العمل العسكري27.

وفي المقابل، يرجح البعض أن الاحتجاجات داخل الجيش الإسرائيلي لن تكون لها تأثير كبير علي وقف الحرب في غزة؛ نظرًا إلي:

1- أن هذه الاحتجاجات لم تتضمن دعوة إلى رفض الخدمة، أو التمرد، أو الإضراب، لكنها شددت على ضرورة أن تضع القيادة السياسية والعسكرية تحرير المخطوفين في رأس سلم أولوياتها، بل إنهم دعوا إلي العودة للحرب إذا كان ضروريًا28. كما أنه وفقًا للجيش الإسرائيلي، فإن 10% من الموقعين على رسائل الاحتجاج من جنود الاحتياط العاملين ومعظمهم من المتطوعين- والبقية سابقون أو متقاعدون29.

2- التعامل الخشن مع من وقع علي رسائل الاحتجاج بالفصل من الخدمة. حيث أعلن قائد سلاح الجو الإسرائيلي اللواء تومر بار أنه سيتم استبعاد جنود الاحتياط الذين وقعوا عريضة تدعو إلى وقف الحرب على غزة وإطلاق المخطوفين الإسرائيليين، معتبرًا أن لا مكان لمثل هذه الدعوات إلى وقف القتال. وجاء هذا الإعلان في سياق رسالة وجهها بار إلى أفراد سلاح الجو، عقب نشر مجموعة من جنود الاحتياط، معظمهم من المتقاعدين، رسالة تنتقد استمرار الحرب وتربطها بخلفية سياسية، وتطالب بوقفها. وقال بار في رسالته: “إننا نخوض هذه الحرب في ظل انقسام مجتمعي واحتجاجات داخلية. منذ البداية، عملنا على الحفاظ على جاهزية ووحدة السلاح. هذه الرسالة تعبر عن فقدان الثقة، وتضعف التماسك الداخلي. لا مكان لها في وقت يخاطر الجنود بأرواحهم”. وأكد بار أن معظم موقعي العريضة من المتقاعدين، وقلة منهم ما زالت في الخدمة، مشيرًا إلى أنه على الرغم من احترامه لهم، فإنه من غير المقبول أن يدعو من لا يشاركون فعليًا في الحرب إلى وقفها. وأوضح أن قرار استبعاد الموقعين من الخدمة هو قرار مؤلم، لكنه ضروري للحفاظ على تماسك وقوة سلاح الجو، مشددًا على أن الجيش “يجب أن يبقى بعيدًا عن السياسة، وأن يكون موحدًا في هذه المرحلة التاريخية”30.

فيما أفاد الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن عددًا من الموقعين تراجعوا عن دعمهم للرسالة، مؤكدين أنهم لن يعارضوا الحرب، وهم يرتدون الزي العسكري. وهاجم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس رسائل الاحتجاج، مؤكدًا أنها محاولة للمساس بـ”شرعية الحرب العادلة” التي يخوضها الجيش الإسرائيلي ضد حركة حماس لاستعادة المخطوفين ودحر “الإرهاب”31.

ولم يتأخر رد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، إذ أصدر بيانًا شديد اللهجة، هاجم فيه الموقعين، قائلًا: “مرة أُخرى، الرسائل نفسها، مرة باسم الطيارين، ومرة باسم جنود البحرية، ومرة باسم آخرين. لكن الجمهور لم يعد يصدق أكاذيبهم التي ترددها وسائل الإعلام”. ووصف نتنياهو الموقعين بأنهم “حفنة من الأعشاب الضارة، تديرها جمعيات ممولة من الخارج، هدفها الوحيد هو إسقاط حكومة اليمين”، مضيفًا: “هذا ليس تيارًا، ولا ظاهرة جماهيرية، بل مجرد مجموعة صغيرة وصاخبة من المتقاعدين الفوضويين المنفصلين عن الواقع، ومعظمهم لم يخدم في الجيش منذ سنوات”. وختم نتنياهو بالتحذير من ترويج ما وصفه بـ”التمرد المغلف”، مؤكدًا أن كل من يشجع على رفض الأوامر العسكرية سيتم إقصاؤه فورًا. وقال: “إن الجيش يقاتل، والجيش ينتصر، ونحن جميعًا نقف خلفه”32.

جدير بالذكر هنا، أن هناك قناعة لدى قيادات المستويين السياسي والعسكري بأن مواصلة الضغط العسكري والحصار قد يجبران حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على التراجع، ويساهم في إطلاق سراح الأسري الإسرائيليين لدي الحركة33.

3- وفقًا لتاريخ الاحتجاجات ضد الحكومة، فإن الاحتجاجات المتواصلة ضد حكومة نتنياهو أثبتت أنها مزعجة لكنها غير مؤثرة في صناعة القرار، بل توازن المشهد وتدفع اليمين المتطرف نحو مزيد من التكتل والإصرار على المضي قدمًا. حيث يجب التفرقة بين نوعين من الاحتجاجات داخل المجتمع الإسرائيلي:

  • احتجاجات جماهيرية:وهي تنبع من قوى ذات خلفيات شخصية أو صراعات حزبية، وهذا النوع يُمتص إعلاميًا ويتم الالتفاف عليه في ظل وجود كتلة صهيونية متماسكة يقودها أمثال إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
  • احتجاجات المؤسسة الأمنية:وهي التي تشكل ضغطًا حقيقيًا على صانع القرار، لكنها في الوقت نفسه تدفع نحو اتخاذ قرارات مضادة، وتستثمر لتقوية قبضة نتنياهو وشركائه على هذه المؤسسات.

4- أن هذه الاحتجاجات وحدها لا تملك القدرة على إحداث تحول حاسم، إلا إذا تزامنت مع ضغوط أمريكية أو تغيرات إقليمية، كما أنها غير كافية لصناعة قرار كبير يؤدي إلى وقف إطلاق النار أو إلى اتفاق شامل. فالتجربة الماضية من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار – مثلًا – أظهرت أن الاحتلال لم يقدم عليها إلا بعد ضغط مباشر من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب34.

ختامًا؛ يجمع المحللون على أن الاحتجاجات في المؤسسة العسكرية غير مسبوقة، وقد تمثل أزمة لنتنياهو تدفعه إلى المضي نحو اتفاق يضمن وقف إطلاق النار في غزة في محاولة لإطلاق سراح باقي الأسرى الإسرائيليين. لكنهم يجمعون أيضًا على أن نتنياهو كثيرًا ما ينجح في استثمار هذه الاحتجاجات، أو على الأقل تفريغها من مضامينها عبر الذهاب بعيدًا بالإعلان عن مكتسبات آنية، أو التخلص من قادة الاحتجاجات وتحجيم دورهم السياسي، مستندًا في ذلك إلى كتلة صلبة من المتطرفين اليهود الذين يدعمون سياسته35.

1 ” تصاعد الدعوات الرافضة للحرب في إسرائيل.. قلق في الجيش وعاصفة سياسية تعارض العودة للقتال، فمن هم الغاضبون؟”، عربي بوست، 12/4/2025، الرابط: https://arabicpost.net/%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%b4%d8%a7%d8%b1%d8%ad%d8%a9/2025/04/12/%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d8%ad%d8%b1%d8%a8-%d8%ba%d8%b2%d8%a9-3/

2 “950 طيار احتياط يرفضون الخدمة احتجاجا على حكومة نتنياهو”، الجزيرة نت، 10/4/2025، الرابط: https://www.aljazeera.net/politics/2025/4/10/950-%d8%b7%d9%8a%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%8a%d8%a7%d8%b7-%d9%8a%d8%b1%d9%81%d8%b6%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%af%d9%85%d8%a9-%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d8%ac%d8%a7%d8%ac%d8%a7

3 ” تصاعد الدعوات الرافضة للحرب في إسرائيل.. قلق في الجيش وعاصفة سياسية تعارض العودة للقتال، فمن هم الغاضبون؟”، مرجع سابق.

4 “عرائض الاحتجاج في إسرائيل تمتد إلى لواء غولاني”، الجزيرة نت، 15/4/2025، الرابط: https://www.aljazeera.net/news/2025/4/15/%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%AC-%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D8%AA%D9%85%D8%AA%D8%AF-%D8%A5%D9%84%D9%89

5 “أكثر من 100 ألف توقيع في “إسرائيل” تطالب بوقف الحرب وإعادة الأسرى”، الميادين نت، 15/4/2025، الرابط: https://www.almayadeen.net/news/politics/%D8%A3%D9%83%D8%AB%D8%B1-%D9%85%D9%86-100-%D8%A3%D9%84%D9%81-%D8%AA%D9%88%D9%82%D9%8A%D8%B9-%D9%81%D9%8A–%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84–%D8%AA%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8-%D8%A8%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D9%88%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7

6 “تقرير/ تصاعُد موجة الاحتجاج في صفوف جنود الاحتياط والأجهزة الأمنية في إسرائيل وازدياد الدعوات إلى إبرام صفقة تبادُل ووقف القتال”، مختارات من الصحف العبرية، 16/4/2025، الرابط: https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/36717

7 “الإعلام الإسرائيلي يرصد اتساع دائرة المحتجين على استمرار حرب غزة”، الجزيرة نت، 15/4/2025، الرابط: https://www.aljazeera.net/news/2025/4/15/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D9%8A%D8%B1%D8%B5%D8%AF-%D8%A7%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D8%B9-%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D8%A9

8 “عرائض الاحتجاج في إسرائيل تمتد إلى لواء غولاني”، مرجع سابق.

9 ” تصاعد الدعوات الرافضة للحرب في إسرائيل.. قلق في الجيش وعاصفة سياسية تعارض العودة للقتال، فمن هم الغاضبون؟”، مرجع سابق.

10 “عرائض احتجاجية جديدة في جيش الاحتلال ضد الحرب على غزة”، الجزيرة نت، 15/4/2025، الرابط: https://www.aljazeera.net/news/2025/4/15/%D8%B9%D8%A7%D8%AC%D9%84-%D9%85%D9%88%D9%82%D8%B9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7-%D9%85%D8%A6%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D8%B7

11 ” تصاعد الدعوات الرافضة للحرب في إسرائيل.. قلق في الجيش وعاصفة سياسية تعارض العودة للقتال، فمن هم الغاضبون؟”، مرجع سابق.

12 “عرائض احتجاجية جديدة في جيش الاحتلال ضد الحرب على غزة”، مرجع سابق.

13 “الإعلام الإسرائيلي يرصد اتساع دائرة المحتجين على استمرار حرب غزة”، الجزيرة نت، 15/4/2025، الرابط: https://www.aljazeera.net/news/2025/4/15/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D9%8A%D8%B1%D8%B5%D8%AF-%D8%A7%D8%AA%D8%B3%D8%A7%D8%B9-%D8%AF%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D8%A9

14 “أكثر من 100 ألف توقيع في “إسرائيل” تطالب بوقف الحرب وإعادة الأسرى”، مرجع سابق.

15 “عرائض احتجاجية جديدة في جيش الاحتلال ضد الحرب على غزة”، مرجع سابق.

16 ““تسونامي” يضرب إسرائيل.. توسّع دائرة الموقعين على طلب وقف حرب غزة، وهذا تأثيره على حكومة نتنياهو”، عربي بوست، 16/4/2025، الرابط: https://arabicpost.net/%d8%aa%d9%82%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d8%ae%d8%a7%d8%b5%d8%a9/2025/04/16/%d8%ac%d9%8a%d8%b4-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84%d9%8a-%d8%ba%d8%b2%d8%a9-31/

17 “احتجاجات إسرائيلية تتكاثر… لكن التغيير يراوح مكانه”، القدس العربي، 17/4/2025، الرابط: https://www.alquds.co.uk/%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%ad%d8%aa%d8%ac%d8%a7%d8%ac%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%b7%d9%82%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%a7%d9%85%d8%aa%d8%a9-%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%88%d8%ad-%d8%aa%d8%ad/

18 “هل ترغم أزمة نقص الجنود إسرائيل على إيقاف الحرب؟”، الجزيرة نت، 14/4/2025، الرابط: https://www.aljazeera.net/politics/2025/4/14/%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D9%88%D8%B2%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D9%8A%D8%AD%D8%B0%D8%B1-%D9%85%D9%86

19 “إسرائيل في أزمة عميقة”، القدس العربي، 14/4/2025، الرابط: https://www.alquds.co.uk/%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d9%81%d9%8a-%d8%a3%d8%b2%d9%85%d8%a9-%d8%b9%d9%85%d9%8a%d9%82%d8%a9/

20 “950 طيار احتياط يرفضون الخدمة احتجاجا على حكومة نتنياهو”، مرجع سابق.

21 “أبعد ما يكون عن “رفض الخدمة العسكرية”: الحقيقة وراء عرائض جنود الاحتياط”، مختارات من الصحف العبرية، 14/4/2025، الرابط: https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/36703

22 ““تسونامي” يضرب إسرائيل.. توسّع دائرة الموقعين على طلب وقف حرب غزة، وهذا تأثيره على حكومة نتنياهو”، مرجع سابق.

23 “هل تنجح احتجاجات الجيش الإسرائيلي في تغيير مسار حرب غزة؟”، الجزيرة نت، 15/4/2025، الرابط: https://www.aljazeera.net/politics/2025/4/14/%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D8%B3%D8%A8%D9%88%D9%82%D8%A9-%D8%A8%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%87%D9%84-%D8%AA%D9%86%D8%AC%D8%AD

24 “هل ترغم أزمة نقص الجنود إسرائيل على إيقاف الحرب؟”، مرجع سابق.

25 ” مبعوث ترامب: التوصل لصفقة مع حماس مسألة أيام فقط”، العربية نت، 10/4/2025، الرابط: https://www.alarabiya.net/arab-and-world/american-elections-2016/2025/04/10/%D9%85%D8%A8%D8%B9%D9%88%D8%AB-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%B5%D9%84-%D9%84%D8%B5%D9%81%D9%82%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%B3-%D9%85%D8%B3%D8%A3%D9%84%D8%A9-%D8%A3%D9%8A%D8%A7%D9%85-%D9%81%D9%82%D8%B7

26 “هل ترغم أزمة نقص الجنود إسرائيل على إيقاف الحرب؟”، مرجع سابق.

27 ” تقرير: رئيس هيئة الأركان للمستوى السياسي: النقص في عدد المقاتلين لا يسمح بتحقيق التطلعات في غزة”، مختارات من الصحف العبرية، 14/4/2025، الرابط: https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/36699

28 ” تصاعُد نبرة الاحتجاج ضد استمرار الحرب في صفوف مزيد من وحدات الجيش الإسرائيلي، ونتنياهو يصفهم بأنهم “حفنة من الأعشاب الضارة تديرها جمعيات ممولة من الخارج، هدفها إسقاط حكومة اليمين””، مختارات من الصحف العبرية، 13/4/2025، الرابط: https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/36690

29 ” جيش الاحتلال يفصل قادة كبارا ومئات من جنود الاحتياط دعوا لإنهاء الحرب”، الجزيرة نت، 10/4/2025، الرابط: https://www.aljazeera.net/news/2025/4/10/%d8%b9%d8%a7%d8%ac%d9%84-%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d9%83%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84%d9%8a-%d9%8a%d8%b5%d8%af%d9%82-%d9%81%d8%b5%d9%84

30 ” قائد سلاح الجو ينتقد بشدة العريضة التي تدعو إلى وقف الحرب ويعلن إقصاء كلّ مَن وقّعها عن الخدمة في الجيش”، مختارات من الصحف العبرية، 13/4/2025، الرابط: https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/36691

31 ” الجيش الإسرائيلي يعلن إبعاد نحو 1000 جندي من جنود الاحتياط في سلاح الجو، على خلفية توقيع رسالة احتجاج طالبت بوقف الحرب في غزة، واصفةً إياها بأنها تخدم مصالح سياسية وشخصية”، مختارات من الصحف العبرية، 11/4/2025، الرابط: https://mukhtaraat.palestine-studies.org/ar/node/36683

32 ” تصاعُد نبرة الاحتجاج ضد استمرار الحرب في صفوف مزيد من وحدات الجيش الإسرائيلي، ونتنياهو يصفهم بأنهم “حفنة من الأعشاب الضارة تديرها جمعيات ممولة من الخارج، هدفها إسقاط حكومة اليمين””، مرجع سابق.

33 “الإعلام الإسرائيلي يرصد اتساع دائرة المحتجين على استمرار حرب غزة”، مرجع سابق.

34 “هل تنجح احتجاجات الجيش الإسرائيلي في تغيير مسار حرب غزة؟”، مرجع سابق.

35 المرجع السابق.

Editor P.S.

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022