أُعلنت يوم 9 نوفمبر نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية بفوز المرشح الجمهوري “دونالد ترامب”، بإجمالي 279 صوتا مقابل 228 صوتا لمنافسته “هيلاري كلينتون”، يشير هذا التقرير لعدد من المحاور الهامة التي صاحبت الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لا سيما المتعلقة بطبيعة الخطابات التي أدلى بها ترامب أثناء حملته الانتخابية وبعد فوزه بالرئاسة، وما تشير إليه من سياسات مستقبليه تعبر عن توجهاته سواء كانت على المستوى الداخلي أو الخارجي، بالإضافة إلى ردود بعض دول الشرق الأوسط على التصريحات الخاصة بالمنطقة، وهناك عنصر خاص بشبكة الدعم والمصالح التي كانت على نفس خطى ترامب، وأخيرا يشير التقرير لطبيعة الفترة الانتقالية منذ فترة إعلان النتائج حتى تولي الرئاسة رسميا في يناير من العام القادم، مع الإشارة للاحتجاجات التي شهدتها الولايات المتحدة عقب إعلان فوز ترامب بالرئاسة.
محاور الدراسة
المحور الأول- نظرة على خطابات “ترامب” الانتخابية وخطاب فوزه بالرئاسة الأمريكية
المحور الثاني- ردود فعل دول الشرق الأوسط حول تصريحات ترامب في حملته الانتخابية
المحور الثالث- شبكة الدعم والمصالح الترامبية
المحور الرابع- حول الفريق الرئاسي لترامب
المحور الخامس- المرحلة الانتقالية بين أوباما وترامب
المحور الأول- نظرة على خطابات “ترامب” الانتخابية وخطاب فوزه بالرئاسة الأمريكية:
أعلن ترامب في خطاب النصر أنه سيكون رئيسا لكل الأمريكيين، وطالب الذين لم يصوتوا له بالتعاون معه من أجل إعلاء مكانة البلاد استنادا لشعار حملته الانتخابية “لنعيد مجد أمريكا من جديد” واصفا لاحملته بـ”حركة التغيير” بهدف تحقيق الحلم الأمريكي الذي يضم الجميع، فأكد أنه سيتم مضاعفة النمو ليصبح الاقتصاد الأمريكي هو الأقوى في العالم، وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستكون على علاقات طيبة مع كل الدول وبناء شراكات بعيدا عن تأجيج النزاعات، وستتعاون مع الدول الراغبة في التعاون معها.[1]
هذا الخطاب ربما لا يثير أية جدليات مثلما فعلت خطاباته السابقة سواء قبل قبول الحزب الجمهوري به كمرشح عنه، أو بعد أن أصبح مرشحا رسميا له، حيث لم تختلف لغة الخطاب كثيرا عن المراحل السابقة وخلال المناظرات مع منافسته الديمقراطية “هيلاري كلينتون”، إذ استمر بتوجيه الانتقاد للعرب الأمريكيين واعتبرهم كانوا مؤيدين لهجمات 11 سبتمبر، وأكد على إمكانية استخدام الأسلحة النووية ضد الإرهابيين، وأنه سيتم بناء جدار على الحدود الجنوبية مع المكسيك على أن تدفع الأخيرة تكلفة بنائه، واعتبر المكسيكيين المقيمين في الولايات المتحدة هم عبارة عن مجرمين ومغتصبي نساء، وكذلك سيقوم بتقليل معدلات الهجرة إلى البلاد وخاصة من المكسيك بالإضافة لمنع اللاجئين السوريين والمسلمين من دخول البلاد ومراقبة المساجد بل وإغلاقها مثلما فعلت بريطانيا في حملات لمكافحة تنظيم داعش، سيقوم بوضع قاعدة بيانات خاصة بالجالية المسلمة المقيمة في الولايات المتحدة، والتي من شأنها تحديد هوية خاصة للمسلمين المقيمين في أمريكا، وترحيل حوالي 11 مليون مهاجر غير شرعي للبلاد، وأوضح أنه سيعمل على تغيير القانون الذي يعطي الجنسية الأمريكية للمولودين على الأراضي الأمريكية والذي يعتبر من أهم دوافع الهجرة، واُعتبر هذا الخطاب خرقا لقوانين منع خطاب الكراهية،[2] وأعلن أنه سيتعاون مع روسيا ضد الأعداء المشتركين، وسيبحث عن وسيلة لإعادة التفاوض مع إيران بشأن الاتفاق النووي،[3] واعتبر أن “هيلاري” و”أوباما” مسئولين عن نشوء واتنشار تنظيم داعش الإرهابي وذلك بسبب الطريقة التي تمت بها سحب القوات الأمريكية من العراق، فالأولوية يجب أن تكون لمحاربة هذا التنظيم قبل إبداء التوجهات لأزمات الشرق الأوسط ومنها الأزمة السورية، وعبر عن رغبته في إعادة النظر في علاقة أمريكا بحلف الناتو،[4] وحظر التصنيع الأمريكي لخدمة سوق الولايات المتحدة فقط، والانسحاب من اتفاق أمريكا الشمالية للتجارة الحرة والشراكة عبر المحيط الهادئ، ووعد إسرائيل بالاعتراف بالقدس عاصمة لها ونقل السفارة الأمريكية من “تل أبيب” للقدس.[5]
وُصفت تلك التصريحات بأنها دعوة مباشرة للعنصرية، والتفرقة بين البشر بحسب العرق والدين، وأنه يستغل مخاوف الناس للحصول على تأييد لحملته،[6] وأن ذلك بإمكانه تمكين الأعداء من استخدامه ضد أمريكا، خاصة وأن هناك الكثير من الرعايا الأمريكان في مناطق خطرة كثير حول العالم وخاصة في الشرق الأوسط.[7]
لكن في استطلاع أجرته محطة “سي بي أس” التلفزيونية أظهر أن غالبية الجمهوريين يدعمون ترامب في توجهه لمنع المسلمين من دخول البلاد، وذلك بالرغم من أن بعضهم يشعر بأن توجهات ترامب تخالف القيم الأميركية الموروثة.[8]
من ناحية أخرى يمكن تحليل تلك التصريحات بأنها لم تأتِ إلا في سياق خطابات حملته الانتخابية، والهدف منها هو إثارة الجدل والعاطفة لدى جماهير الناخبين واستخدام بعض الأحداث المواتية كإستراتيجية انتخابية جديدة للوصول في النهاية للهدف المنشود، وذلك انطلاقا من أن الخطاب العقلاني لا يؤثر على الجماهير، لأنها في اللاوعي تفضّل كل ما هو عاطفي وفوضوي،[9] فقد استطاع إقناع الإنسان الأمريكي الأبيض أساسا ونسبة من السود وخاصة الذين تفوق أعمارهم الثلاثين بأنهم ضحايا السياسات الاقتصادية لرؤساء جاؤوا بعد مرحلة الرئيس الجمهوري رونالد ريغان وجورج بوش الأب، استطاع نقض فكرة رئيسية وهي أن الولايات المتحدة هي دولة الإثنيات المتعددة بل يجب أن تعود إلى جذورها البيضاء المسيحية، يحاول استعادة الصناعات الأمريكية في الخارج إلى الولايات المتحدة وخاصة من الصين لخلق مناصب شغل وتعزيز الطبقة المتوسطة، بالإضافة إلى أن 85% من ناخبي دونالد ترامب لا يحبذون رئيسا قادما من الهياكل السياسية والإدارية العميقة للدولة لأنهم لم يعودوا يثقون في النخبة السياسية.[10]
بالنظر لخطابات “ترامب” المختلفة، لوحظ أنه يتبع عددا من المبادئ، فقد تبنى مبدأ “أمريكا أولا” كالهدف العام من سياسته الخارجية، وأن ذلك سيكون الدافع الأساسي لأي تحرك على مستوي السياسة الخارجية، وذلك من منطلق أن أمريكا ليس عليها أن تتحمل عبء حماية أو دفاع عن دول أخرى دون مقابل، ويرتبط بذلك مبدأ العزلة، أي أن أمريكا ليس عليها التدخل في تنظيم شئون العالم من حولها وحل مشاكله، لذا فهو يعارض مفهوم العولمة “globalism”، ويعظم الروح القومية، ولا يؤمن بمفهوم التدخل الإنساني إلا إذا مس الأمر المصالح الأمريكية،[11] وأنه لن يستعين بالقوات المسلحة إلا في الضرورة، ورأى أن الولايات المتحدة تفتقر إلى سياسة خارجية متماسكة منذ نهاية الحرب الباردة، ما أدى إلى عدم انتشار السلام في العالم ليؤكد أنه كلما كانت بلاده قوية عم العالم السلام.[12]
لكن على الرغم من هذه المبادئ، إلا أنها لم تنف صفة الغموض وعدم الوضوح، بدليل أن خطاب الفوز في الانتخابات اتسم بالتصالح مع الجميع، بعكس كل الجدليات التي أثارها في خطاباته السابقة التي احتوت في الأساس على عدد كبير من التناقضات والمغالطات، واتسم الكثير منها بالحدة والهجومية مع تراجع المكون الدبلوماسي بشكل خطير.[13]
المحور الثاني- ردود فعل دول الشرق الأوسط حول تصريحات ترامب في حملته الانتخابية:
من التصريحات التي أدلى بها ترامب بخصوص سياسته الخارجية وأثارت بعض التفاعل وردود الفعل، كان منها ما يخص الشرق الأوسط، فقد أكد على حماية أمن إسرائيل وتحقيق مصالحها في المنطقة، والوقوف أمام توجهات إيران لزعزعة استقرار المنطقة، وأنه يجب إعادة النظر في الاتفاق النووي لأنه لا يمثل المصالح الأمريكية، ويفضل عدم التدخل في الأزمة السورية، ومنع وتحجيم الإرهاب في الداخل الأمريكي والذي يتمثل في المهاجرين مؤخرًا ذوي الميول المتطرفة،[14] يضاف إلى ذلك التصريح الخاص بأن دول الخليج عليها دفع مقابل حماية أمريكا لها، معتبرا أنه لو كانت السعودية دون عباءة الحماية الأميركية، فلن تكون موجود حتى الآن، ويؤكد أيضا على محاربة الإسلام السياسي المتطرف من خلال التنسيق والتعاون مع الحلفاء في الشرق الأوسط الذين يعانون من الإرهاب، ولهذا أعلن دعمه للرئيس “عبد الفتاح السيسي” والملك “عبدالله الثاني” ملك الأردن، لأنهما يرفضان ثقافة الموت التي يتبناها تنظيم “داعش”، وربما هذا الدعم جعل الرئيس عبد الفتاح السيسي يكون ضمن أول مهنئي ترامب بالوصول للرئاسة، داعيا إياه بزيارة مصر، وإجراء لقاء ثاني بعد الذي تم على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، في إشارة لتحسن مستقبلي في العلاقات بين البلدين بعد الفتور الذي أصابها عقب أحداث 30 يونيو 2013.
ومن ردود الفعل على تصريحات ترامب أن أكد وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف أن الاتفاق النووي الإيراني هو اتفاق دولي متعدد الأطراف وصادق عليه مجلس الأمن الدولي، وأن الاتفاق معقول وجيد بالنسبة للجميع، وبالرغم من التزام إيران بالجزء المخصص لها في الاتفاق، إلا أن الولايات المتحدة لم تلتزم بجانبها بتنفيذ جانبها من الاتفاق بشكل كامل، وأكد أن إيران تريد أن تظل ملتزمة بالاتفاق بشرط أن يكون الجميع مستعدا للالتزام به، ولكن في حال وجدت إيران شكوكا حول الالتزام به، فإنه سيكون لها خيارات أخرى،[15] لكن على الأرجح أن لا يعمد ترامب إلى إلغاء الاتفاق النووي بصورة جذرية، لكن ربما يضع الكثير من العقبات أمام تنفيذ بنوده.
جدير بالذكر أن الاتفاق النووي ليس فقط هو أساس العلاقة بين البلدين رغم أهميته، فهناك ريبة بشأن علاقة الجمهوريين مع المعارضة الإيرانية الموجود في الولايات المتحدة من أتباع الشاه وجماعة مجاهدي خلق وبعض الجماعات الكردية ذات النزعة الانفصالية.[16]
أما عن رد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير فقد اتسم بالندية، إذ أوضح أن السعودية حليف قوي لواشنطن، وتستطيع الاهتمام بنفسها، ولا تعتمد على غيرها ليقدم لها الدعم، عائدا في ذلك إلى حرب تحرير الكويت، حيث تحملت السعودية العبء الأكبر، مشيرا لما تقوم به المملكة في المنطقة حاليا، موضحا أن تصريحات الحملات الانتخابية تختلف بعد وصول الشخص إلى المنصب ومعرفته كامل الحقائق،[17] وانتقد الأمير ورجل الأعمال السعودي “الوليد بن طلال” تلك التصريحات، داعيا إياه للانسحاب، معتبره عار على الحزب الجمهوري وعلى كل أمريكا.[18]
وتوالت ردود الفعل في المنطقة إثر التصريحات المعادية للمسلمين ودول الخليج، إذ أوقفت سلسلة من المتاجر الكبرى مبيعات منتجات “ترامب هوم” من المصابيح والمرايا وصناديق المجوهرات، وتمت إزالة اسمه وصوره من عدد من مراكز الجولف في الإمارات، ومن إسكاناتٍ قيد الإنشاء تعود له هناك، بالإضافة لقيام شركة “لاند مارك” في دبي بسحب 180 منتج ديكور منزلي من مؤسساتها، تعود لشركات ترامب، وأعلنت شركة تركية في إسطنبول أنها تقوم بتقييم شراكتها مع ترامب في مشروع أبراج ترامب.[19]
المحور الثالث- شبكة الدعم والمصالح الترامبية:
تعتبر الولايات المتحدة دولة مؤسسات بالمقام الاول، ولكل مؤسسة دور معين فى رسم السياسات الامريكية الداخلية والخارجية ،لكن جماعات المصالح ومراكز الفكر تلعب دورا مؤثرا فى توجيه السياسة الامريكية ، وهكذا رجال الادارات الرئاسية السابقة ، فى هذا الاطار ظهرت شبكة علاقات محيطة بالمرشح الجمهورى دونالد ترامب والتى ساعدت على وصوله الى البيت الأبيض بخلاف بعض التوقعات ، ويسلط هذا الجزء الضوء على عدد معين للغاية من تلك القوى نظرا للمساحة المتاحةعلى النحو التالى:
· رجال مشروع القرن الامريكي الجديد وادارة بوش
· بعض الشخصيات السياسية ورؤساء الولايات الامرييكية
· مراكز الفكر والاعلام
· كبار رجال اعمال الولايات المتحدة
1- رجال مشروع القرن الامريكي الجديد وادارة بوش:
أعلن ما يعرف بخريجى ادارة بوش مع عدد من الموظفين الآخرين (فى ادارة بوش الأبن وبوش الأب) دعمهم بشكل كبير لدونالد ترامب فجاء على قائمة الداعمين مهندس مشروع القرن الامريكى الجديد ووزير الدفاع الاسبق دونالد رامسفيلد ومعه إلين تشاو، والمدعي العام جون أشكروفت والسكرتير الصحفي آري فلايشر ، ( الرئيس جورج بوش الأب اعلن عن دعمه لهيلاري كلينتون ) حيث اصدروا بيانا جاء فيه :”إن الأمريكيين يحتاجون الى الثقة فى قادتهم مرة اخرى ، وأن يقاتلوا من أجل الأميركيين من خلال خلق فرص العمل، وخلفق اقتصاد متنامى ،والدفاع عن أمتنا ضد الإرهاب، واحترام الناخبين ” ، ويعتقد هؤلاء ان ودونالد ترامب ونائبه مايك بنس سوف يضعوا أمريكا أولا.[20] كما اعتبر وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد ان انتخاب كلينتون “غير مقبول ” اما بالنسبة لترامب فهو ” “”محل تقدير كبير جدا”[21]. وهنا ايضا عدد من الوزراء منهم جورج شولتز، وجيمس بيكر، وكوندوليزا رايس مؤيدين لترامب . وقد قام ترامب بعقد عدة لقاءات مع كسنجر وجيمس بيكر للاستفادة منهم
لكن على الصعيد الآخر هناك مجموعة اخرى من الجمهوريين ورجال السياسة الخارجية والامن القومى كانوا ضد ترامب على اعتبار انه :” ينقصه الشخصية والقيم والتجربة ” ، وانه “سيكون الرئيس الأكثر استهتارا في التاريخ الأميركي.” وجاء فى خطابهم ايضا انه :” ثبت مرارا وتكرارا أن لديه فهم قليلا للمصالح الحيوية الوطنية، والتحديات الدبلوماسية المعقدة ، والتحالفات التي لا غنى عنها، والقيم الديمقراطية التي ينبغي أن تستند اليها السياسة الأميركية،ولا يعطى اهتمام بالتعليم “، وكان من الموقعين مايكل هايدن، المدير السابق للمخابرات العامة ووكالة الأمن القومي، وجون نيغروبونتي الذي شغل منصب أول مدير للمخابرات القومية ومن ثم نائب وزير الخارجية،و وروبرت زوليك نائب وزيرالدولة سابقا ، اثنين من وزراء سابقين للأمن القومي توم ريدج ومايكل تشيرتوف، كما وقعه اريك ايدلمان مستشار الأمن الوطني سابقا، روبرت بلاكويل وجيمس جيفري وهما اثنين من الخبراء الاستراتيجيين الرئيسيين في مجلس الأمن القومي فى ادارة بوش ، ويليام تافت الرابع، وهو نائب سابق لوزير الدفاع وسفير لمنظمة حلف شمال الأطلسي . كما وقع على الخطاب مجموعة من أقرب مساعدى رايس وزيرة الخارجية فى عهد بوش ومنهم فيليب زيليكو، إليوت كوهين، ميغان أوسوليفان، ومايكل غرين معبرين عن ذلك بقولهم :” لقد اتفقنا على التركيز على الياقة البدنية لترامب وليس موضوعية مواقفه [22]”
وفى رد دونالد ترامب على هذا الخطاب اعتبرهم مهندسي غزو العراق ومسؤلين عن الفوضي التى تحدث فى العالم اليوم وانهم مسؤولون عن بعض الاحداث التى مرت بها الولايات المتحدة الامريكية ومنها موت الامريكيين فى بنغازى فى عهد اوباما فى هجمات 2012 على البعثة الأمريكية في ليبيا وانتشار الدولة الإسلامية.[23]
2- بعض الشخصيات السياسية ورؤساء الولايات الامريكية:
هناك عدد من الشخصيات السياسية والعسكرية التى قامت بتأييد ترامب منهم رئيس شؤون المحاربين القدامي جيف ميلر الذى اعتبر “ترامب هو الشخص الوحيد الذي لديه ما يلزم لزعزعة الوضع الراهن والبيروقراطية الراسخة في واشنطن ” ،وايده ايضا كل من حاكمة ألاسكا السابقة سارة بالين وحاكم ولاية أريزونا جان بريور السابق، و النائب كانديس ميلر وعدد آخر من حكام الولايات .[24] ومن الشخصيات المؤثرة سياسيا واعلاميا كان الاستراتيجي الجمهوري المخضرم أليكس كاستيلانوس وهو العنصر الرئيسي في وكالةCNN ، وقد قام بالعديد من الاعلانات المضادة لهيلارى كلينتون[25] .
3- مراكز الفكر والاعلام:
هذه المؤسسات لها دوركبير للغاية فى توجيه سياسة الولايات المتحدة الامريكية بطرق مباشرة واخرى غير مباشرة ومن أهم مؤيدى المرشح الجمهورى كان مركز السياسة الأمنية الذى يرأسه فرانك جافني وهو معروف بكره للإسلاميين ورفضة بقاء الإخوان المسلمين فى امريكا لأنهم مصدر خطر على الحكومة الفيدرالية فى اطار محاولة تثبيت الشريعة الاسلامية فى الولايات المتحدة ، وقد واستند دونالد ترامب على عدد من الاحصاءات التى اجراها المركز فى فترة سابقة لتبرير موقفه من الحظر المؤقت للاسلاميين من دخول الولايات المتحدة [26] ،وهناك ايضا المجلس الوطنى لحرس الحدود وهو يشمل عدد كبير من الوكالات التابعة [27] .
والأهم هو مؤسسات الرأى والفكر المحافظة ومنها : the Center for American Progress” و the American Enterprise Institute”” وهى تقوم بطرح وجهة نظر المحافظين وتلعب دور هام فى طرح السياسة العامة وتحديد الخطاب السياسي وهنا يشير البعض الى حدوث تغيير جذرى فى الطريقة التى ناقشت بها هذه المؤسسات السياسة العامة مؤخرا وأن هذه التغيرات ساعدت دونالد ترامب فى سباق الرئاسة ويستشهد هذا الرأى بمدى قوة تلك المؤسسات فى ان عملية التمهيد للتدخل العسكرى فى العراق تم داخل هذه المؤسسات” ” the American Enterprise Institute بحجة امتلاك اسلحة الدمار الشامل [28] .
4- كبار رجال اعمال الولايات المتحدة:
ساند ترامب عدد من ابرز رجال الاعمال فى الولايات المتحدة الامريكية من خلال تقديم الدعم المالى والانتخابي له وفى مقدمتهم الملياردير الامريكى بوني بيكنز قائلا أنه :”تعب من وجود السياسيين كرؤساء للوللايات المتحدة – دعنا نجرب شيئا مختلفا.”[29] وهناك الملياردير روس وينر، مؤسس مشروب الطاقة ” Rockstar“، و الملياردير هاورد شولتز الرئيس التنفيذي لشركة ستاربكس ” Starbucks CEO “،و لملياردير الرأسمالي بيتر تيل وهومن اكثر المتبرعين لحملة ترامب[30] وهناك شيلدون أديلسون” الملياردير الأمريكى و رجل الأعمال الأمريكي وودي جونسون مؤسسة مجموعة ” The Johnson & Johnson jet“، وهناك آخرين ممن قدموا الدعم.[31]
فى سياق متصل اعتبر المفكر والأكاديمي الامريكى –اليابانى فوكوياما ان ترامب استطاع التغلب على كلينتون لأنه نجح ببراعة في تعبئة شريحة مهملة وممثلة تمثيلا ناقصا من الناخبين، وايضا عرضه لمشكلات الطبقة العاملة البيضاء، فقد حدد مشكلتين فى السياسة الامريكية وهما : تزايد عدم المساواة التي ضربت الطبقة العاملة القديمة والاستيلاء على النظام السياسي من قبل جماعات المصالح المنظمة تنظيما جيدا، لكنه يري ان النظام السياسي الأميركي لايمكن إصلاحه إلا عن طريق صدمة خارجية قوية من شأنها أن تعيد التوازن وتحقق المصالح الامريكية وان ترامب لايمثل هذه الصدمة لانه يقدم نفسه بطريقة شعبوية –سلطوية تقليدية “ثقى بي .. لحل مشاكلك[32] ، ومما يدلل على وقوفه بجوار الطبقة العاملة بحسب مايشير البعض هو وقوف ترامب فى مصنع سيارات تابع لشركة فورد خلال انتخابات ميتشيجان التمهيدية،حيث هدد الشركة بأنها إذا قامت باغلاق المصنع ونقله إلى المكسيك، فإنه سوف يفرض جمارك بنسبة 35% على أي سيارة مصنوعة في المكسيك يتم شحنها مجددا إلى الولايات المتحدة، وهذا لاقى تأييد الطبقة العاملة بميتشيجان، وهو نفس الوضع عندما ألقى ترامب بتهديده لـ”آبل” بأنه سوف يجبرها على التوقف عن صنع هواتف الآيفون في الصين لتصنعها في الولايات المتحدة “[33] .
المحور الرابع- حول الفريق الرئاسي لترامب:
يشير رون نيكول مجموعة بوسطن الاستشارية مديرا لعمل الوكالة تحت عنوان “فريق عمل الوكالة الحالي” الى ستة مناطق للعمل هى : الدفاع والأمن القومي والقضايا الاقتصادية والقضايا الداخلية، والإدارة / الميزانية، و”وكالة التحويل والابتكار”، ولكل قسم رئيسه الذى سيتواصل مع نظيره من ادارة اوباما لمعرفة مايحدث داخل كل ادارة ، فمثلا وزارة الدفاع بقيادة كيث كيلوج الذي شغل في وقت سابق منصب قائد مساعد لهيئة اركان الجيش ،ويرأس الفريق الاقتصادي بيل والتون، يشغل منصب رئيس” Rappahannock Ventures“وديفيد مالباس، وهو خبير اقتصادي ومسؤول الخزانة السابق في إدارة ريجان،الأمن القومي بقيادة عضو الكونغرس السابق مايك روجرز، والقضايا المحلية عن طريق مسؤول أوهايو السابق كين بلاكويل ، وإدارة / الميزانية بشكل مشترك من قبل النائب العام السابق إد ميس وكاي كولز جيمس المدير السابق لمكتب إدارة شؤون الموظفين ، ويرأس “وكالة التحويل والإبداع” بيت كوفمان وجوناثان بيك[34].
وهناك مجموعة من المسشتارين تم الاستقرار عليهم لمساعدة اداراة ترامب وهم :
بالنسبة للاتصالات السلكية و اللاسلكية اختار دونالد ترامب جيفري أيزناخ وهو خبير اقتصادي سابق في اللجان التجارة الاتحادية ومستشار في البيت الأبيض فى عهد رونالد ريغان ، واختار لعلاقات العمل ستيفن هارت عمل سابقا في إدارة ريغان ،و للسياسة الغذائية اختير ميشيل توري لوزارة الزراعة الأمريكية ومحفظتها، بما في ذلك الإعانات الزراعية، وبرنامج طوابع الغذاء، قانون الزراعة، الوجبات المدرسية، وقواعد التغذية وضع العلامات، ومايرون إيبل للبيئة وهو مدير الطاقة و الاحتباس الحراري فى ” the Competitive Enterprise Institute (CEI)” ، وفيما يخص الطاقة فهناك مايك ماكينا وهو معروف بسياسات اقتصادية تتعلق بصناعة الوقود الاحفورى وهو مادفع ترامب له بجوار ديفيد برنار، وهو مسؤول سابق في إدارة بوش ، ودان دي موكو رئيس ” CEO of Nucor Steel” رئيسا لمكتب الممثل التجارى للولايات المتحدة . [35]
وقد أعلن ترامب عن اختياره امين عام الحزب الجمهوري رينس بريبوس رئيسا لموظفي للبيت الأبيض، ويعتبر هذا المنصب هو المنصب الأعلى رتبة في المقر الرسمي لأعلى سلطة تنفيذية في الولايات المتحدة، واختار أيضا الاعلامي اليميني ستيف بانون كبيراً للمخططين الاستراتيجيين.[36]
وهناك مجموعة محتملة من الاسماء لبعض الوزارة وهم :
لوزارة الخارجية ربما يكون احدها: السفير السابق للامم المتحدة جون بولتون، رئيس مجلس النواب السابق نيوت غينغريتش وزميل بارز في معهد ” the American Enterprise Institute” وهى اهم مؤسسة فكر على الاطلاق تخص الجمهوريين وتلعب دور كبير فى رسم السياسات الداخلية والخارجية، والسناتور الجمهوري بوب كوركر، كما ان وزارة الدفاع التى سبق الاشارة لها طرح لها اسماء اخرى هى السيناتور جيف سيشنز الذي كان أول عضو في مجلس الشيوخ الأمريكي يؤيد ترامب في الانتخابات التمهيدية، وهويخدم في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ ويرأس اللجنة الفرعية للقوات الاستراتيجية، والجنرال المتقاعد مايكل فلين لكنه تواجه مشاكل تخص ترشح المتقاعدين قانونا، وهناك اقتراح باختيار رودي جولياني، عمدة مدينة نيويورك ومحامي للمنطقة الجنوبية من نيويورك في عهد الرئيس ريغان السابق كمدعى عام . وهناك المزيد من الاسماء المطروحة لتولى الوزارات والقيادة داخل ادارة ترامب[37] ، ومرشحا لوزارة الخزانة ستيفن مانشين وهو مسؤول جمع التبراعات بحملة ترامب [38]. ومن الاسماء المطروحة لوزارة الأمن الداخلى ديفيد كلارك ، ولوزارة شئون المحاربين القدامى جيف ميلر المحاربين ، وهناك لوزارة التعليم اسمين هما كارسون وهو المرشح الاقرب وقد نافس ترامب فى الانتخابات التمهيد للمرشح الجمهورى ثم اختير ترامب ، ووليام إيفرز زميل باحث في معهد هوفر و عمل على المسائل التعليم فى الفريق الانتقالى لترامب [39] .
هذا التشكيل يشمل بعض الاسماء المقترحة لبعض الوزارات واسماء اختيرت بالفعل كمجموعة استشارية فى عدة مجالات لمساعدة ادارة ترامب .
المحور الخامس- المرحلة الانتقالية بين أوباما وترامب:
قد يتساءل البعض عن دور ترامب بعد فوزه كمرشح للانتخابات الرئاسية بالولايات المتحده الامريكية وحتى يتم تنصيبه رسمياً رئيساً، ويمكن الرد باختصار عن ذلك بأن الانتخابات الأمريكية تتميز بانها في كل عام انتخابي يتم الاقتراع في الثلاثاء الأول بعد الاثنين الأول من نوفمبر منذ العام 1845، حينما أقر الكونغرس الأمريكي ذلك. وفي يوم العشرين من يناير من كل عام انتخابي، يؤدي الرئيس المنتخب اليمين الدستورية، ويتسلم سلطاته رسمياً.[40]
ومن ثم سيستمر أوباما في أداء مهامه بشكل اعتيادي حتى اللحظات الأخيرة، ويقوم فريق عمله بتجهيز الملفات لتسليمها للرئيس الجديد فور وصوله إلى البيت الأبيض، وهذا لايمنع ترامب من أن يبدأ في التخطيط لبناء جهازه الرئاسي، الذي سيديره بنفسه خلال تلك الفتره،[41] ويحق لترامب كونه رئيسا منتخبا الحصول على نفس التقارير الاستخباراتية السرية اليومية التي يحصل عليها الرئيس أوباما، وتتضمن معلومات عن العمليات الأمريكية السرية وغيرها من البيانات التي تجمعها 17 وكالة استخبارات أمريكية. [42]
ووفقا للقانون أيضا، فإن هذه الفترة الممنوحة لترامب، تتيح له تشكيل إدارته الجديدة واختيار وزرائه لصياغة سياساته العامة الداخلية والخارجية.وتتيح فترة الانتقال الرئاسي للرئيس المنتخب أن يحصل على جميع أشكال الدعم الفني والتقني لإدارته، وإتاحة جميع الموارد من معلومات وتمويل يصل إلى خمسة ملايين دولار لتأمين ذلك الانتقال، حيث تجتمع الطواقم التقنية بين الإدارتين ليتم نقل جميع المعلومات الجديدة للرئيس المنتخب وإدارته بشكل يومي، وصولا إلى العشرين من يناير القادم.[43]
لذلك شكل ترامب فريق لمساعدته بفترة انتقال السلطة، حيث كلف ترامب نائبه مايك بنس بتولي قيادة فريق انتقال السلطة في البيت الأبيض، وأصبح حاكم ولاية نيوجيرسي كريس كريستي نائبا لرئيس الفريق الانتقالي الذي يضم نيوت غينغريتش رئيس مجلس الشيوخ السابق، وبن كارسون منافس ترامب في الانتخابات التمهيدية، وعمدة نيويورك السابق رودولف غولياني، كما سينضم ثلاثة من أولاد ترامب للجنة وهم دونالد جونيور وإريك وإيفانكا.[44]
وقد أجرى “أوباما” اتصالا هاتفيا لـ”ترامب” هنأه فيه بالفوز في الانتخابات، مؤكدا أن الجميع يستهدف في النهاية تحقيق الأفضل للبلاد، معبرا عن سروره بخطاب النصر الذي أدلى به ترامب،و قام أوباما باستقبال ترامب لإجراء مباحثات تهدف إلى انتقال هادئ وسلس للسلطة.[45]
وبعد ذلك اللقاء ظهر تراجع ترامب عن تعهده الخاص بالغاء برنامج الرئيس باراك أوباما للرعاية الصحية ، قائلا إنه قد يبقى على جزئين بالبرنامج يتعلق الأول بمنع شركات التأمين من رفض أي مريض بسبب وضعه الصحي، ويتيح الثاني لأولياء الأمور إمكانية تمديد التغطية الصحية لأولادهم لفترة أطول.[46]
**الاحتجاجات المناهضة لفوز ترامب:
شهدت الولايات المتحدة الامريكية مظاهرات منددة بفوز ترامب في الانتخابات الرئاسية للبلاد، وردد المتظاهرون شعارات ورفعوا لافتات تحتج على انتخاب ترامب واصفين الرئيس المنتخب بـ”العنصري والمعادي للأجانب والكاره للنساء”.
حيث عمت المظاهرات عدة ولايات منها مدن الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية، وعلى رأسها نيويورك وواشنطن، وبالتيمور، وفيلادلفيا، ومدن الساحل الغربي: لوس أنجلس وسان فرانسيسكو وأوكلاند.[47]
ورفع المتظاهرون أمام كل من “برج ترامب” في مدينة نيويورك وفندق لترامب أيضا، على بعد عدة أحياء من البيت الأبيض، لافتات كتب عليها “ليس رئيسي”، كما شارك مئات الطلاب في المظاهرات ورفعوا لافتات كتب عليها “دامب ترامب” (تخلوا عن ترامب) و”الحب ينتصر على الكراهية” و الذي يتلاعب المحتجون فيه بمعنى اسم “ترامب” في اللغة الإنجليزية، أي “يغلب” أو “يفوق” في اللغة العربية.[48]
وانطلقت أكبر المسيرات في مدن نيويورك ولوس أنجلوس وشيكاغو، ولا سيما في قلعة الديمقراطيين في ولاية كاليفورنيا، وحرم جامعة كاليفورنيا، حيث خرجت مسيرة في حي مانهاتن الراقي في نيويورك بالقرب من متاجر ترامب وبرجه الشهير مرددين شعارات “ليس رئيسي”، وفي مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، تجمع آلاف المحتجين في إحدى الحدائق العامة الكبيرة رافعين لافتات تعبر عن مخاوف الأقليات من انتخابه وأعلاما مكسيكية وأميركية. وعبر الآلاف الذين خرجوا في نيويورك وشيكاغو ولوس أنجلوس عن مخاوفهم من أن يؤدي انتخابه إلى “تهديد مكتسبات حقوق الإنسان والحقوق المدنية”.
وقد كانت الاحتجاجات بصفة عامة سلمية، لكن في أوكلاند، وكاليفورنيا، كسر بعض المتظاهرين زجاج نوافذ بعض المحال، ورشقوا شرطة مكافحة الشغب، وردت الشرطة عليهم بالقنابل المسيلة للدموع[49]
وسادت حالة من الهدوء النسبى فى الولايات المتحدة الأمريكية الان ، وإن ظل بعض المنظمون للتظاهرات التى شهدتها عدة ولايات أمريكية يسعى لتنظيم احتجاجات أكبر يوم 20 يناير، بالتزامن مع تسلم ترامب مهام منصبه رسمياً خلفاً للرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما.[50]
ويشير البعض الى أن منظمة MoveOn.org الأمريكية المؤيدة للحزب الديمقراطي هى أكبر داعم للمظاهرات التي تجري في الولايات المتحدة ضد انتخاب دونالد ترامب لمنصب الرئاسة. حيث دعت المنظمة الجمهور عبر الإنترنت للتظاهر تحت شعار “الديمقراطية تعمل” وتسعى إلى إقناع الجمهور بأن ترامب يشكل تهديدا للمجتمع الأمريكي، وترى المنظمة إن الهدف من التظاهر هو التأكيد “على رفضهم لضيق الأفق وضعف البصيرة لدى ترامب وكراهيته للغباء وللمسلمين وتمسكه بالتمييز على أساس الجنس.وهي تحصل على تمويلها من عدة مصادر أهمها الملياردير جورج سوروس الذي يعتبر من أنشط المشاركين في جماعات الضغط السياسي في الولايات المتحدة ويعرف عنه تمويله للكثير من الثورات الملونة والانتفاضات الشعبية في مختلف دول العالم”.[51]
وعلى الجانب الآخر وصف ترامب المظاهرات عبر حسابه الرسمي في تويتر بأنها “غير عادلة”، وأن هؤلاء يخرجون للتظاهر بتحريض من وسائل الإعلام، مؤكدا أن الانتخابات كانت ناجحة ومهنية، وقد تراجع ترامب عن ذلك متبني لهجة تصالحية بمدح المحتجين في تغريدة على تويتر واصفهم بأنهم “مواطنون محبون للولايات المتحدة الامريكية”.
وفى ذات السياق التصالحى المهادن حض ترامب في أول مقابلة تلفزيونية له بثتها شبكة “سي بي إس” المتظاهرين الأمريكيين الذين خرجوا في الأيام الماضية إلى الشوارع، على ألا يشعروا بـ”الخوف” من ولايته الرئاسية، كذلك، أدان الرئيس الأمريكي المنتخب، أي اعتداء ضد الأقليات في الولايات المتحدة، وذلك بعد تسجيل عشرات الاعتداءات منذ انتخابه رئيسا بحسب ما أفادت المعارضة الديموقراطية وجمعيات، وبنفس المقابلة التلفزيونية أكد على نيته بطرد حوالى ثلاثة ملايين مهاجر غير شرعي من بلاده، لكنه تراجع عن تعهده بناء جدار على الحدود المكسيكية كما اشار إلى أنه سيتنازل عن راتبه الرئاسي البالغ 400 ألف دولار.[52]
خاتمة:
من الناحية الواقعية، يتضح أن هناك مؤشرات يجدر النظر إليها، إما من ناحية ما أدلى به ترامب في خطاب فوزه والذي يعبر عن توازن في التوجهات الداخلية والخارجية، أو في التصريح الذي أدلى به مستشاره لشؤون الاستخبارات والأمن، الجنرال المتقاعد “مايكل فلاين” إلى ضرورة تغيير السياسة الخارجية الأمريكية بشكل يجعل تركيا ضمن أولويات سياستها الخارجية، واعتبر أن إدارة أوباما لم تفهم تركيا بالشكل الكافي، لكنها بلد مهم من أجل المصالح الأمريكية وخاصة في مواجهة داعش في العراق وسوريا، وهذا ما دفعه للمطالبة بضرورة التوقف عن إيواء فتح الله غولن قائد الانقلاب الفاشل في تركيا،[53] وكان ترامب قد أدلى بتصريحات مؤيدة للإجراءات التي قامت بها الحكومة التركية عقب الانقلاب الفاشل في يوليو2016.
وكذلك أكد “وليد فارس” مستشار شؤون السياسة الخارجية لترامب، أن ترامب سيعمل على تعزيز التحالف بين بلاده ودول الخليج العربي، ويعيدها إلى مرحلة الشراكة امتثالا لفكرة حلف الناتو، مؤكدا أن ترامب عندما يستلم مسؤولياته سيعيد العلاقات التحالفية مع دول الخليج وسيعززها.[54]
ومن ناحية أخري يمكن القول ان هناك شبكة قوية استطاعت مساعدة ترامب على الوصول الى البيت الابيض، لكن الملاحظ وجود انقسام بين ابرز القيادات الجمهورية التى توحدت سابقا خلف الرئيس بوش الأبن حول تأييد ترامب ، فهناك فريق يقوده رامسفيلد وكسنجر وجيمس بيكر ورايس يؤيد ترامب، على النقيض من هذا كانت بعض القيادات الجمهورية لاسيما الامنية وبعض مساعدى رايس رافضين له، ايضا لعبت مراكز الفكر الجمهورية دور كبير فى التأثير على الناخبين بشأن السياسة العامة ، وهناك عدد من اباطرة الاعمال والمال دعموا المرشح الجمهورى وهكذا عدد من السياسيين وحكام الولايات ، وتجدر الاشارة الى ان هذه العلاقات التى تم العرض لها هى جزء من كل .
[1] “الخطاب الأول الكامل للرئيس الأمريكي الـ45 المنتخب دونالد ترامب”، فرانس24، 9/11/2016، متاح على الرابط: https://www.youtube.com/watch?v=Qb8OLZHirvc
[2] “دونالد ترامب: حرية تعبير أم خطاب كراهية؟”، BBc بالعربية، 8/12/2015، متاح على الرابط: http://www.bbc.com/arabic/worldnews/2015/12/151208_usa_trump_free_hate_speech
[3] “هل يفي دونالد ترامب بوعوده الانتخابية؟”، BBC بالعربية، 10/11/2016، متاح على الرابط: http://cutt.us/S0c6k
[4] “أخطر 10 تصريحات لـ”ترامب وكلينتون ” فى المناظرة الكبرى“، اليوم السابع، 27/9/2016، متاح على الرابط: http://cutt.us/N1dO
[5] ”تعرف علي خطط ترامب بعد توليه رئاسة الولايات المتحدة الامريكية”، برنامج يحدث في مصر، 9/11/2016، متاح على الرابط: http://cutt.us/HxePU
[6] “تصريحات “ترامب” ضد المسلمين تؤصل للعنصرية وتؤجج الكراهية لأمريكا”، الوفد، 8/12/2015، متاح على الرابط: http://cutt.us/BQUNZ
[7] “بعد تصريحات ضد الإسلام.. غراهام يخاطب مؤيدي ترامب عبر CNN: هو عنصري مصاب برهاب الأجانب”، CNN بالعربية، 8/12/2015، متاح على الرابط: http://arabic.cnn.com/world/2015/12/08/graham-trump-race-baiting-xenophobic-religious
[8] “ صحف أميركية: خطاب ترامب وصمة عار“، الجزيرة. نت، 12/12/2015، متاح على الرابط: http://cutt.us/5LUNE
[9] رأفت علي، “سيكولوجية الجماهير.. قراءة في خطاب ترامب”، هافنجتون بوست بالعربية، 15/12/2015، متاح على الرابط: http://www.huffpostarabi.com/raefat-ali/-_3011_b_8809688.html
[10] حسين مجدوبي، “خطاب دونالد ترامب القومي المتطرف.. لماذا يستهوي الناخب الأمريكي؟“، القدس العربي، 2/4/2016، متاح على الرابط: http://www.alquds.co.uk/?p=510077
[11] يمني سليمان، “توجهات السياسة الخارجية عند دونالد ترامب”، المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، 21/5/2016، متاح على الرابط: http://cutt.us/DqZ0y
[12] “ ترامب: السلام يعم العالم عندما تكون أميركا قوية“، النيلين، 29/4/2016، متاح على الرابط: http://www.alnilin.com/12772938.htm
[13] يمني سليمان، مرجع سبق ذكره.
[14] يمنى سليمان، “توجهات السياسة الخارجية عن “دونالد ترامب”، المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، 21/5/2016، متاح على الرابط: http://cutt.us/x6E4N
[15] “إيران تلوح بـ”خيارات أخرى” ردا على تصريحات ترامب حول الاتفاق النووي“، CNN بالعربية، 11/11/2016، متاح على الرابط: http://arabic.cnn.com/middleeast/2016/11/11/iran-nuclear-deal-trump
[16] فاطمة الصمادي، “ماذا لو دخل الاتفاق النووي الإيراني في أزمة؟”، مركز الجزيرة للدراسات، 14/11/2016، متاح على الرابط: http://studies.aljazeera.net/ar/reports/2016/11/161113123317647.html
[17] “وزير الخارجية السعودية يرد على تصريحات ترامب بالدفع مقابل الحماية”، يمن24، 10/11/2016، متاح على الرابط: http://www.yemen-24.com/news39508.html
[18] “انتخابات أمريكا.. كلينتون وترامب بميزان دول الخليج“، CNN بالعربية، 8/11/2016، متاح على الرابط: http://arabic.cnn.com/middleeast/2016/11/07/us-presidential-candidates-gcc
[19] “الخليج يشن حرباً اقتصادية ضد ترامب“، الخليج أون لاين، 12/12/2015، متاح على الرابط: http://cutt.us/kdV4W
[20] NIKKI SCHWAB,” More than 50 Bush administration alumni – including Donald Rumsfeld – warm to Trump with series of new endorsements” , 28/9/2016,at:
[21] ” Rumsfeld says he’ll ‘clearly’ vote for Trump, calls him ‘known unknown'”,23/7/2016,at:
[22] ” DAVID E. SANGER and MAGGIE HABERMANAUG, Page “50 G.O.P. Officials Warn Donald Trump Would Put Nation’s Security ‘at Risk’”, at. http://www.nytimes.com/2016/08/09/us/politics/national-\
[23]DAVID E. SANGER and MAGGIE HABERMANAUG, Page “50 G.O.P. Officials Warn Donald Trump Would Put Nation’s Security ‘at Risk’”, IBID.
[24]” Donald Trump’s major endorsements”,3/7/2016,at: http://www.politico.com/story/2016/03/donald-trump-endorsements-219813
[25] ” Top GOP Strategist Who Bashed Donald Trump Will Now Try To Get Him Elected”,6/6/2016,at:
http://www.huffingtonpost.com/entry/alex-castellanos-trump-super-pac_us_5755c059e4b0ed593f151e14
[26] ” Center For Security Policy, Think Tank Behind Trump’s Stats, Thinks Muslims Are Trying To Infiltrate U.S.”, 12/9/2015,at: http://www.huffingtonpost.ca/2015/12/09/group-that-touts
[27] ” Donald Trump’s major endorsements”, op.
[28] Jason Stahl ,” How Conservative Think Tanks Helped Create the Age of Trump”,12/8/2016,at: http://cehdvision2020.umn.edu/cehd-blog/conservative-think-tanks/
[29] ” Billionaire T. Boone Pickens Backs Donald Trump, Muslim Ban”,11/5/2016,at: http://blogs.wsj.com/washwire/2016/05/11/billionaire-t-boone-pickens-backs-donald-trump-muslim-ban/
[30] ” Billionaires React To The Election Of America’s First Billionaire President”,9/11/2016,at:
[31] for more info-please look,” Here Are All the Billionaires Backing Donald Trump”, at: http://fortune.com/2016/08/03/trump-billionaire-backers-list/
[32] Francis Fukuyama ,” Trump and American Political Decay” ,at: https://www.foreignaffairs.com/articles/united-states/2016-11-09/trump-and-american-political-decay
[33] ” مايكل مور يكتب: 5 أسباب ستؤدي لفوز ترامب”، 5/8/2016، http://ida2at.com/michael-moore-writes-5-reasons-would-win-trump/
[34]” Who’s who on Trump’s policy team”, 10/11/2016,AT: http://www.cnbc.com/2016/11/10/here-are-the-people-choosing-donald-trumps-policy-teams.html
[35] ” Donald Trump’s transition team is assembling like a super-lobbyist Voltron”,AT: http://qz.com/834333/
[36] “رامب يختار رينس بريبوس أميناً للبيت الأبيض وستيف بانون كبيرا للمخططين الاستراتيجيين“، BBC عربي، 14/11/2016، متاح على الرابط: http://www.bbc.com/arabic/world-37970445
[37]“Trump’s Cabinet: Speculation mounts over president-elect’s team” 11/11/2016,AT: http://www.foxnews.com/politics/2016/11/11/
[38] ” Donald Trump’s transition team is assembling like a super-lobbyist Voltron”,OP.
[39] ‘ Meet Trump’s Cabinet-in-waiting” ,AT: http://www.politico.com/story/2016/11/who-is-in-president-trump-cabinet-231071
[40] عبدالله حاتم ، “المجمع الانتخابي.. طريقة الأمريكيين في اختيار رئيسهم”، 9/11/2016، متاح على الرابط: http://alkhaleejonline.net/articles/1478454873500848100
[41] إبراهيم أبو جازية، “انتخابات الرئاسة الأمريكية: وعود المرشحين لأوّل 100 يوم من الرئاسة”، 5/11/2016، متاح على الرابط: http://www.sasapost.com/first-100-days-promises-in-us-elections-2016 /
[42] “أوباما يستقبل ترامب في البيت الأبيض الخميس للتباحث في سبل ضمان انتقال سلس للسلطة”، BBC العربية، 10/11/2016، متاح على الرابط: http://www.bbc.com/arabic/world-37933182
[43] معاذ حامد ، البطة العرجاء”.. وظيفة أوباما الجديدة بعد فوز ترامب، عربي21، 9/11/ 2016http://arabi21.com/story/959238–
[44] دونالد ترامب يكلف نائبه بنس بقيادة فريق انتقال السلطة، 12/11/2016، http://www.bbc.com/arabic/world-37958140
[45] “أوباما يستقبل ترامب في البيت الأبيض الخميس للتباحث في سبل ضمان انتقال سلس للسلطة”،مرجع السابق.
[46] دونالد ترامب يكلف نائبه بنس بقيادة فريق انتقال السلطة، مرجع سابق.
[47] استمرار المظاهرات وأعمال الشغب ضد فوز ترامب، 11/11/2016، https://arabic.rt.com/news/849182–%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B5%D9%84
[48] استمرار المظاهرات المناهضة لترامب بكبرى المدن الأمريكية، 13/11/2016http://arabi21.com/story/960050/–
[49] لليوم الرابع.. آلاف المتظاهرين يحتجون على انتخاب ترامب،12/11/2016، http://www.alhurra.com/a/new-protests-trump/334697.html
[50] الفيديو والصور.. هدوء حذر بعد ليلة من الاحتجاجات ضد “ترامب”.. المتظاهرون يهتفون “لا للفاشية” و”ليس رئيسى”.. الشرطة تضبط اثنين من مطلقى النار فى مظاهرات “بورتلاند”.. واستعدادات لمظاهرات “يوم التنصيب”، 13/11/2016،https://www.innfrad.com/News/14/443502/
[51] أديب فارس، الكشف عن ممول الاحتجاجات ضد ترامب، 13/11/2016،
https://arabic.rt.com/news/849456
[52] ترامب يتنازل عن راتبه الرئاسي و«يُطمئن» المتظاهرين، 13/11/2016،http://www.alhayat.com/Articles/18509869/
[53] “ مستشار ترامب: تركيا بلد مهم جداً ومصدر استقرار للمنطقة“، تركيا بوست، 10/11/2016، متاح على الرابط: http://www.turkey-post.net/p-170054/
[54] “مستشار ترامب: سنعزز تحالفنا مع الخليج بـ”ناتو” عربي ونردع إيران“، الخليج أون لاين، 12/11/2016، متاح على الرابط: http://cutt.us/dvom