علي الرغم من شهر الهدوء الاشتباك بين ايران واسرائيل بقي علي حاله

  على الرغم من شهر الهدوء في الشمال، فإن إتجاه الإشتباك بين إيران وإسرائيل بقي على حاله لعاموس هرئيل – محلل عسكري •مرّ شهر تقريباً على المعركة التي دارت في 10 شباط/فبراير في أجواء سورية وإسرائيل،  أسقطت خلالها إسرائيل طائرة إيرانية من دون طيار تسللت إلى أراضيها، وهاجمت أهدافاً إيرانية وسورية على الأراضي السورية، وخسرت بصورة غير مسبوقة طائرة إف-16 بنيران مضادات جوية سورية. في هذه الفترة لم يظهر في سورية ولو تقرير واحد عن هجوم جوي إسرائيلي آخر ضد شحنات سلاح ومخازن صواريخ أو قواعد عسكرية، مثل تلك التي انتشرت كثيراً خلال الخمس سنوات الأخيرة. •هذه التهدئة موقتة على ما يبدو. والأحوال الأساسية في الجبهة الشمالية بقيت على حالها، حتى بعد تبادل الضربات غير المسبوق بين الطرفين، ولكن من المعقول الافتراض أن تتجدد المناوشات في المستقبل. التفوق البارز للمحور المؤيد لنظام الأسد في الحرب الأهلية السورية يمنح القوات التابعة له الثقة، ويزيد رغبة هذا المحور في الحصول على مقابل للجهود التي وظفها من أجل إنقاذ الطاغية السوري عندما كانت حظوظ صموده ضعيفة. •في الملخص الذي قدمته الاستخبارات العسكرية للمستوى السياسي، وُصفت التحركات الإسرائيلية والإيرانية بصفتهما اتجاهين استراتيجيين قويين من شبه المؤكد أن مصيرهما أن يصطدما: هناك من جهة الإصرار الإيراني على تأسيس وجود عسكري في سورية، ومن جهة أُخرى، إصرار إسرائيلي على كبحه، أعلن عنه مرة أُخرى رئيس الحكومة نتنياهو في خطابه في مؤتمر إيباك هذا الأسبوع ("يجب أن نكبح إيران وسنتمكن من كبحها"). •لماذا لم تتطور الأمور من يوم قتال إلى حرب في ذلك السبت من الشهر الماضي؟السبب هو أن إسرائيل وإيران تتوخيان الحذر وتحرصان على عدم الوصول إلى ذلك المشروع الإيراني في المنطقة لا يزال في مراحله الأولى،وليس هناك مصلحة لطهران حالياً في الدخول بمواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل. وتُظهر متابعة الخطوات الإيرانية في السنوات الأخيرة  أن الإيرانيين أحياناً يغيّرون الاتجاه،وأحياناً أُخرى يتوقفون بصورة كاملة،في مواجهة تهديدات إسرائيلية أو عمليات هجومية منسوبة إلى سلاح الجو.  •من الجانب الإسرائيلي، وعلى الرغم من النية العلنية على إحباط الخطط الإيرانية في سورية ولبنان، يبدو أن لا نتنياهو ولا وزير الدفاع ليبرمان ولا قيادة الجيش الإسرائيلي يتوجهون نحو مواجهة عسكرية ليس في الإمكان مسبقاً معرفة كيف ستنتهي. لقد جرت أغلبية جهود الكبح الإسرائيلية حتى اليوم من تحت الرادار، وبصعوبة حظيت بصدى إعلامي. وإذا كان في الإمكان الاستمرار هكذا من دون مواجهة مباشرة، يمكن أن تكون هذه هي طريقة العمل الإسرائيلية المفضلة. •على إسرائيل وعلى إيران أيضاً أن تأخذا في الحسبان الموقف الروسي. موسكو هي المنتصر الأكبر في الحرب الأهلية السورية والقوة العالمية الوحيدة التي لا تزال لديها صلة مع كل الأطراف المعنية بالنزاع. وآخر ما يرغب فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو حرب إيرانية – إسرائيلية في الشمال تعرض للخطر الإنجاز الاستراتيجي الرقم واحد له في المنطقة في السنوات الأخيرة، أي إنقاذ نظام الأسد. ويبدو أن هذه هي الرسالة التي نُقلت إلى القدس وإلى طهران قبل نهاية يوم القتال في الشمال. وقد تصرّف الطرفان بما يتلاءم مع ذلك. •يقول رئيس معهد دراسات الأمن القومي اللواء في الاحتياط عاموس يادلين لـ"هآرتس" إن إيران تبني قوتها وتزيد نفوذها في سورية من خلال دمج ثلاثة نماذج: نموذج حزب الله، ونموذج العراق، ونموذج كوريا الشمالية. فخلال سنتيْ2014-2015أقام حزب الله والحرس الثوري خلايا إرهابية،تأسست على خلايا درزية محلية في الجولان السوري وتنظيمات فلسطينية. ولدى مقتل ناشطين من هذه الشبكات في عمليات نُسبت إلى إسرائيل،تخلت إيران عن محاولتها تطبيق نموذج على غرار حزب الله في سورية. •النموذج الثاني هو الصيغة التي استُخدمت في الماضي بنجاح في العراق والمتعلقة بنشر ميليشيات شيعية تابعة لإيران في شتى أنحاء سورية. هذه الميلشيات التي اعتمدت على مجندين من العراق ومن أفغانستان وباكستان، ساعدت في ترجيح الكفة  في القتال لمصلحة نظام الأسد. لكن عدد عناصرها في سورية لم يزدد، وهو حالياً بحسب بعض التقديرات أقل من 10 آلاف. •مؤخراً، أُضيف النموذج الثالث، الذي يسميه يادلين الكوري الشمالي، لأنه يُذكر بتهديد صواريخ بوينغ يانغ على سيول. ويبدو أن إيران تسعى لتجديد ترسانة الصواريخ البعيدة المدى لنظام الأسد في سورية، الذي استُخدم الجزء الأكبر منه أو دُمِّر في الحرب الأهلية. وفي الوقت عينه تنوي إيران إقامة خط إنتاج للصواريخ الدقيقة لحزب الله في لبنان، وبذلك تكون قد أسست على المدى البعيد تهديداً متمثلاً في صواريخ قريبة وكثيفة على حدود إسرائيل. ويجري هذا التحول خلال سنوات الهدوء التي وفّرها اتفاق فيينا الذي يؤجل التهديد النووي الإيراني إلى سبع وحتى إلى عشر سنوات على الأقل. •وحتى مع الافتراض المتفائل بأن طهران ستلتزم بكلمتها، فإنها     لدى انتهاء شروط الاتفاق ستكون في وضع مريح جداً:  أيضاً تستطيع العودة  إلى الدفع قدماً بالمشروع النووي، وأن تبني أيضاً تهديداً صاروخياً مزدوجاً من سورية ومن لبنان سيدفع بإسرائيل إلى التفكير مرتين وثلاث مرات قبل أن تشن هجوماً ضد المنشآت النووية الإيرانية. •ومن المتوقع أن تزداد الترسانة الصاروخية وأن تنتشر على جبهات واسعة جداً، وأن يتحول جزء منها إلى صواريخ دقيقة. لقد كشف نتنياهو في خطابه في مؤتمر ميونيخ في نهاية شباط/فبراير للمرة الأولى عن الهدف الإيراني: تسليح حزب الله بصواريخ يصل مدى دقتها إلى  10 أمتار من الهدف.   •لقد عاود رئيس الحكومة في محادثاته هذا الأسبوع في واشنطن مع الرئيس الأميركي الضغط على ترامب كي يعلن خروج أميركا من الاتفاق النووي في أيار/مايو. وفي الوقت عينه تحاول دول الإتحاد الأوروبي قيادة مبادرة تفرض على إيران مزيداً من الرقابة والقيود بشأن كل ما يتعلق بمشاريع صواريخها وانتشار الصواريخ والتكنولوجيا وسط منظمات ارهابية وتنظيمات تخوض حرب عصابات في المنطقة. هذه هي الأهداف الموضوعة في السنوات المقبلة، انطلاقاً من الإدراك بأن صراع القوة مع إيران سيستمر أيضاً في السنوات المقبلة، وأن  ما وفّره اتفاق فيينا هو توقف موقت  للمواجهة وليس حلاً شاملاً.

تابع القراءة

اقالة تيلرسون ومستقبل سياسة ترامب الخارجية

  إقالة تيلرسون ومستقبل سياسة ترامب الخارجية  قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإقالة وزير الخارجية ريكس تيرلسون وعيّن محله مايك بومبيو مدير وكالة المخابرات المركزية، وعيّن جينا هاسبل كأول مديرة للوكالة. الأمر يأتي ضمن سلسلة الإقالات التي يشهدها فريق ترامب، ويظهر التساؤل حول مدى تأثير هذا على القضايا الخارجية مثل الموقف من الأزمة القطرية، لأن تيلرسون كان له موقف منحاز لقطر، ووقع معها مذكرة تعاون لمكافحة الإرهاب في يوليو 2017، وهناك أيضا موقفه المؤيد للاتفاق النووي مع إيران، في حين رأى ترامب أن الاتفاق كارثي، وأسوأ صفقة على الإطلاق. دور خليجي في الإقالة: نُشرت تسريبات أذاعتها بي بي سي البريطانية بأن الإمارات والسعودية كان لهما دور في إقالة تيلرسون بسبب موقفه من قطر، وكشفت التسريبات بأن رجل أعمال أمريكي مقرب من الإمارات كان أحد أكبر ممولي حملة ترامب الرئاسية. وأكد الدكتور في العلوم السياسية "عبد الخالق عبد الله" هذا الكلام، عبر حسابه الخاص على تويتر وقال "التاريخ سيذكر أن دولة خليجية كان لها دور ما في طرد وزير خارجية دولة عظمى وهذا قليل من كثير"، بما يعني أن دول الخليج أصبح لها نفوذ يُذكر داخل الأوساط السياسية الأمريكية، لكن إلى أي مدى يعاكس هذا الأمر ما يراه ترامب ويرده بين الحين والآخر بأن الحماية الأمريكية لدول الخليج يجب أن يكون لها مقابل، وإلى أي مدى تؤثر الولايات المتحدة في السياسات الخليجية. خلافات بين ترامب وتيلسون أدت للإقالة: الخلافات التي ظهرت بين ترامب وتيلرسون، وأدت لإقالته، ترجع إلى طريقة التفكير المختلفة بينهما حول نفس الأمور، في حين يرى ترامب أن بومبيو يشاركه نفس المواقف، وخاصة حول إيران، وبإقالة تيلرسون سيكون تمت إزالة آخر عائق ومعارضة حول إيران في إدارة ترامب. ووردت تقارير بأن تيلرسون وصف ترامب بالمعتوه خلال اجتماع البنتاجون لعام 2017، وكان آخر مواقف تيلرسون، أنه دعم موقف بريطانيا التي أكدت على قيام روسيا باغتيال جاسوس روسي سابق "سيرجي سكريبال"، وهو ما يتناقض مع تصريحات ترامب. مستقبل السياسة الخارجية بين بومبيو وترامب: بعد الإقالة، تذهب التحليلات إلى أن التصريحات القوية لترامب الرافضة للاتفاق النووي تعني إمكانية إلغائه في النهاية. فمن المفترض أن الموعد المقبل لتخفيض العقوبات سيكون في 12 مايو، والذي سبق أن أشار ترامب إلى أن هذا اليوم سيكون موعد التوصل النهائي لاتفاق مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا، من أجل إصلاح الصفقة أو انسحاب الولايات المتحدة. سيكون بومبيو مساعدا لترامب في هذه الأمور، فترى تحليلات أنه تعهد بتقليص الصفقة، وأنه ليس فقط ينتقض الاتفاق، بل يدعو لتغيير النظام في إيران. وهذا بالتأكيد سيقرب بومبيو من الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، الذين كانوا ينظرون لتيلرسون بشبهة حول قربه من قطر وافتقاره إلى القوة مع إيران، فعلى سبيل المثال كانت السعودية وإيران تنتقد بقوة الاتفاق النووي مع إيران، واعتبرت ترامب وسيلة لاتخاذ موقف أكثر حدة تجاهها، لكن سيوضح الوقت إلى من ستكون الغلبة في هذا الخصوص، من بين دول أوروبا أو المعسكر السعودي الإماراتي الإسرائيلي. فتشير مواقف بومبيو إلى أنه سيتخذ موقفا متشددا في منطقة الشرق الأوسط لمواجهة النفوذ الروسي والإيراني، والدفع تجاه تدخل أكبر في سوريا لتحجيم المكاسب التي حصل عليها الأسد، والدفع أيضا باتجاه حظر جماعة الإخوان وتصنيفها منظمة إرهابية، وكانت له تصريحات سابقة بشأن إنشاء قوات حليفة من المسلمين السنة في سوريا لمحاربة الإرهاب ومواجهة النظام السوري وإيران. في نطاق معاكس للاتجاهات المتحفزة، يظهر جنرال كبير يبدي تأييده لاتفاق إيران النووي، هو "جوزيف فوتيل"، قائد القيادة العسكرية المركزية المسئولة عن الشرق الأوسط ووسط آسيا، بما فيها إيران.  فأوضح فوتيل أمام جلسة استماع للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في نفس يوم إقالة تيلرسون، أن الاتفاق لعب دورا هاما في معالجة البرنامج النووي لإيران، وإذا تم إيقاف الاتفاق الذي كان هدفه التعامل مع التهديد الإيراني، يجب العمل على إيجاد طريقة أخرى للتعامل مع برنامج أسلحتها النووية. وهو رأي يتوافق مع ما سبق أن أوضحه الجنرال جيمس ماتيس، بأنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تفكر في البقاء في الاتفاق ما لم تثبت طهران عدم التزامها بالاتفاق، أو أن الاتفاق لم يكن في مصلحة الولايات المتحدة. كان لـ"فوتيل" موقف أيضا صرح به حول سوريا خلال الجلسة، فقال أن ما يحدث في الغوطة الشرقية وأدى لمقتل 1100 مدني، رغم أن الرئيس السوري المدعوم من روسيا وإيران يقول أنها جماعات إرهابية، وقال أن أفضل طريقة لردع روسيا في سوريا تأتي عبر القنوات السياسية والدبلوماسية، وأكد أن هناك خيارات أخرى يقصد بها استخدام الجيش، لكنه لا يوصي بهذه النقطة بالذات، وأكد أيضا على أن السياسة الأمريكية في سوريا تركز على هزيمة داعش. أما بخصوص موقف السياسة الخارجية الأمريكية مستقبلا     من تركيا، ترى تحليلات أن تعيين بومبيو يتماشى مع سياسة التصالح مع تركيا على حساب قوات سوريا الديمقراطية من الأكراد، وذلك بهدف توسيع المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة وتعزيز الوجود الأمريكي شمال سوريا، ويصب أيضا في السياسة الأمريكية الهادفة لردع الأسد ومن ثم روسيا وإيران. ذهبت بعض التحليلات أن تثبيت بومبيو في منصبه يأتي ضمن استعدادات اللقاء المرتقب بين ترامب وكيم جونج أون زعيم كوريا الشمالية، فيعتبر بومبيو أحد المقربين من ترامب فيما يخص قضية كوريا الشمالية، إذ يعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن تتصرف من موقف القوة دون تنازلات في إطار هذا الملف.  وحول روسيا، تفادى بومبيو مناقشة إصرار ترامب على أن روسيا لم تعمل على دعم انتخابه، رغم أن هذا ما خلصت إليه المخابرات المركزية، وفي أحد تصريحاته السابقة عن روسيا، يراها تستعيد بالقوة أمجادها المفقودة، تلوح بغزو أوكرانيا، إنها تهدد أوروبا، ولا تفعل شيئًا تقريبًا لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" (المحظور في روسيا)، وأنه لا ينبغي لأمريكا أن تسمح لروسيا بالاستمرار في التوسع، وأشار في تصريح آخر "في حين أن روسيا لا تزال عدوًا، فإننا سنضع حياة الأمريكيين تحت تهديد خطير، إذا تجاهلنا فرص التعاون مع الخدمات الخاصة الروسية (الاستخبارات) في الكفاح ضد الإرهاب: نحن نواصل العمل معا بشأن هذه القضايا، أمن الطيران ومنع عودة المقاتلين الأجانب لروسيا وأمريكا، ونحن سندافع بحزم عن أمريكا خلال مثل هذه الاتصالات، لا ولن نتوقف عن ذلك أبدًا". أما عن الصين، فهو يرى أنها تشكل تهديدا أكبر من روسيا على الولايات المتحدة والغرب من حيث أنشطة التجسس ضد البلدان الأخرى لخلق تأثير ضدها، وأنها سعت لسرقة معلومات تتعلق بأنشطة الولايات المتحدة التجارية ومعلومات أخرى تتعلق بسبر الرأى العام الأمريكى وإدارة الشركة،عن طريق شن هجمات إلكترونية. تدعم هذه التصريحات الاستراتيجية الجديدة للأمن القومي الأمريكي التي أعلن عنها ترامب قبل أشهر قليلة. ختاما: منذ الشهور الأولى في منصب ترامب كرئيس للولايات المتحدة، واتجهت الكثير من التحليلات إلى وجود خلاف كبير بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية، وتجلى…

تابع القراءة

هل ترغب فى الحصول على صواريخ كورية شمالية ؟ اتصل بسفارة القاهرة

  هل ترغب في الحصول على صواريخ كورية شمالية؟ اتصل بسفارة القاهرة- مقال مترجم في ضوء ما يقوم به الإعلام الأمريكي وخاصة نيويورك تايمز في تتبع نشاطات النظام المصري، وعلاقاته الخارجية، وتوجيه نصائح للإدارة الأمريكية حول تسيير علاقتها بمصر، يظهر مقال جديد في مجلة نيويورك تايمز ترجمه موقع الخليج الجديد، يتحدث عن العلاقة بين مصر وكوريا الشمالية وخاصة على مستوى تجارة الأسلحة، وهو نفس الأمر الذي تم الحديث عنه مسبقا كأحد الأسباب التي أدت لقطع جزء من المساعدات الأمريكية لمصر، وفي الوقت الذي تمر فيه العلاقات الأمريكية بكوريا الشمالية بفترة هدوء وسعي للتحاور. نص المقال: على جزيرة بمحازاة قناة السويس، ترى نصبا عاليا لبندقية إيه كي-47، مع حربة تشير إلى السماء، في رمز إلى واحد من التحالفات الأكثر استدامة في مصر. ومنذ عقود، قدمت كوريا الشمالية إلى مصر للاحتفال بحرب عام 1973 ضد (إسرائيل)، عندما قاتل الطيارون الكوريون الشماليون وقتلوا على الجانب المصري. ولكن الآن، أصبح التمثال يدل على جانب آخر من علاقات مصر مع كوريا الشمالية؛ حيث توجد تجارة متينة في الأسلحة غير المشروعة، أخلت بعلاقات الرئيس «عبد الفتاح السيسي» المريحة مع الولايات المتحدة، وتسببت في قطع المساعدات العسكرية، وعرضت مصر لتدقيق من مفتشي الأمم المتحدة. وقد أشار مسؤولون أمريكيون ومن الأمم المتحدة إلى أن مصر اشترت أسلحة كورية شمالية، وسمحت للدبلوماسيين الكوريين الشماليين باستخدام سفارتهم في القاهرة كقاعدة للمبيعات العسكرية في المنطقة. وقد كانت هذه المعاملات مصدرا للنقد الحيوي لكوريا الشمالية، لكنها انتهكت العقوبات الدولية، وتسببت في غضب الراعي العسكري الرئيسي لمصر، الولايات المتحدة، التي قطعت أو علقت 291 مليون دولار في شكل مساعدات عسكرية، في أغسطس/آب. وقد تتفاقم التوترات مرة أخرى في الأسابيع المقبلة بنشر تقرير للأمم المتحدة يحتوي على معلومات جديدة عن حمولة سفينة شحن كورية شمالية تم اعتراضها قبالة ساحل مصر عام 2016. وكانت السفينة تحمل 30 ألف قنبلة صاروخية، تقدر قيمتها بمبلغ 26 مليون دولار. ويحدد التقرير الذي سيصدر هذا الشهر الهيئة العربية للتصنيع كمستلم محتمل لهذه الشحنة، وهي المجموعة الرئيسية لإدارة الأسلحة في مصر. ويرأس «السيسي» اللجنة التي تشرف على المجموعة. وكانت مصر قد نفت من قبل أن تكون هي المتلقية المقصودة للأسلحة، أو أنها تخالف العقوبات الدولية. وردا على أسئلة حول استنتاج الأمم المتحدة، قالت دائرة الإعلام الحكومية الأسبوع الماضي إن «السلطات المصرية المختصة اتخذت جميع الإجراءات اللازمة فيما يتعلق بالسفينة الكورية الشمالية بشفافية تامة وتحت إشراف مسؤولين في الأمم المتحدة». وبعد أن خفضت إدارة ترامب المساعدات الصيف الماضي، قال مسؤولون مصريون إنهم قرروا قطع علاقاتهم العسكرية مع كوريا الشمالية، وتقليل حجم التمثيل الدبلوماسي لسفارتها في القاهرة، ومراقبة نشاطات الدبلوماسيين الكوريين الشماليين. وقال وزير الخارجية «سامح شكري»، في مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون» في القاهرة الشهر الماضي، إن العلاقات مع كوريا الشمالية «تقتصر على التمثيل، وليس هناك تقريبا أي مجالات تعاون». وقال مسؤولون أمريكيون إن هذا التمثيل الدبلوماسي في السفارة التي تساعد في تجارة الأسلحة هو المشكلة. وقالت «أندريا بيرغر»، المتخصصة في  شؤون كوريا الشمالية في معهد ميدبوري للدراسات الدولية، إن واشنطن تشعر بالقلق من استمرار تواجد كوريا الشمالية، التي تعد موردا طويلا لتكنولوجيا الصواريخ الباليستية إلى مصر، في توريد أجزاء من الصواريخ. وأضافت أن «عملاء الصواريخ البالستية هم الأكثر اهتماما بشركاء كوريا الشمالية، ويجذبون أعلى قدر من الاهتمام. ومصر واحدة من هؤلاء». السفارة : وتقع أكبر سفارة لكوريا الشمالية في الشرق الأوسط في مصر، وهي عبارة عن مبنى قديم أنيق من ثلاثة طوابق، مع لوحة نحاسية صدرية فوق المدخل، في شارع راق على جزيرة في النيل. وتظهر جدران السفارة صور لزعيم كوريا الشمالية «كيم جونغ أون» يقف في حديقة أو يتجول في سوق للأسماك. وعادة ما تغلق نوافذها، ويثني حراس الأمن المارة عن التقاط الصور. ومثل واجبات العديد من المواقع الكورية الشمالية، تتخطى واجبات سفارة القاهرة حدود الدبلوماسية. وقال المحققون التابعون للأمم المتحدة إن الدبلوماسيين الكوريين الشماليين قد شاركوا في أفريقيا خصوصا في مجموعة واسعة من الحروب والمخططات لكسب العملة الصعبة. وفي جنوب أفريقيا وموزمبيق، تورط دبلوماسيون كوريون شماليون في الصيد غير المشروع لحيوان وحيد القرن. وفي ناميبيا، بنى الكوريون الشماليون تماثيل عملاقة ومصانع للذخائر. وفي أنغولا، قاموا بتدريب الحرس الرئاسي في فنون الدفاع عن النفس. وفي مصر،أعمالهم هي الأسلحة ويقول مفتشو الأمم المتحدة والمعارضون لكوريا الشمالية إن سفارة القاهرة أصبحت بازارا للأسلحة مزدحما بالمبيعات السرية للصو     اريخ الكورية الشمالية والمعدات العسكرية ذات سعر منخفض،التي تعود إلى عصر السوفييت. وقد سافر المسؤولون الكوريون الشماليون إلى السودان، الذي كان يخضع آنذاك لحظر تجاري دولي لبيع صواريخ موجهة بالأقمار الصناعية، وفقا للسجلات التي حصلت عليها الأمم المتحدة. وذهب آخرون إلى سوريا، حيث قدمت كوريا الشمالية موادا يمكن استخدامها في إنتاج الأسلحة الكيميائية. وداخل السفارة، تجري عمليات البيع على قدم وساق. وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 2016، أقرت الولايات المتحدة والأمم المتحدة بأن السفير «باك تشون إيل» هو وكيل لأكبر شركة أسلحة في كوريا الشمالية، وهي المؤسسة الكورية لتنمية التعدين. وتم التأكيد على أن ما لا يقل عن 5 مسؤولين كوريين شماليين آخرين في مصر يعملون لصالح أمن الدولة الكورية الشمالية أو مختلف جبهات الأسلحة. وقد سافر أحدهم، وهو «كيم سونغ تشول»، إلى الخرطوم عام 2013، لإبرام صفقة بقيمة 6.8 مليون دولار لبيع 180 صاروخا، وأجزاء صواريخ، إلى السودان. ووفقا لتقرير العقوبات هذا العام، فإن «كيم» ومسؤول آخر في القاهرة، وهو «سون جونغ هيوك»، يواصلان التعامل مع المؤسسة الصناعية العسكرية التي تسيطر عليها الدولة في السودان. وقالت «سامانثا باور»، سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن الدولي في عام 2016: «إذا كان تاجر الأسلحة يحمل جواز سفر دبلوماسي فإنه لا يزال تاجر أسلحة». السفينة: وعلى مدى أسابيع في صيف عام 2016، تعقبت المخابرات الأمريكية سرا «جي شون»، السفينة التي كانت مليئة بالقنابل الصاروخية، والتي أصبحت محور علاقات القاهرة مع كوريا الشمالية. ومع اقترابها من قناة السويس في أغسطس/آب، وفقا لدبلوماسي غربي مطلع على القضية، حذر الأمريكيون المصريين من احتمال حمولة مهربة، مما اضطرهم فعليا للتدخل. وكان الاستيلاء على السفينة وحمولتها أكبر توقيف للذخائر منذ فرض العقوبات على كوريا الشمالية في عام 2006، وهو انتصار كبير في الجهود الدولية، بما في ذلك حظر الأسلحة والقيود المفروضة على الصادرات، لإجبار «كيم جونغ أون» على التخلي عن برنامجه للأسلحة النووية. وخلال الأشهر الـ3 اللاحقة، بعد القبض على «جي شون» في ميناء العين السخنة، كانت لعبة الشد والجذب الدبلوماسية. وأراد الأمريكيون إرسال مسؤولين لتفتيش سفينة الشحن المتهالكة وبضائعها غير المشروعة. وقد أرسلت كوريا الشمالية دبلوماسيا للتفاوض حول إطلاق سراحها. ورفض المصريون كلا المطلبين، ولكن في نوفمبر/تشرين الثاني عام2016،وافقوا على السماح…

تابع القراءة

المشهد السيسي من 10 مارس الى 15 مارس

  المشهد السياسي المشهد الداخلي: زار السيسي، 14/3/2018، مقر وزارة الداخلية بالقاهرة، ويمكن إرجاع أسباب هذه الزيارة إلى:  الانتخابات الرئاسية، والسعي إلى قيام الشرطة بالضغط على المواطنين من أجل النزول إلى الانتخابات أو المساهمة في تزوير نسب المشاركة في الانتخابات. كما تأتي الزيارة بالتزامن مع العملية الشاملة سيناء 2018 والتي تشارك فيها الداخلية، وهو ما يعنى مزيد من العبء على وزارة الداخلية، فضلاً عن مسئوليتها في تأمين الداخل المصري. وتأتى الزيارة من أجل تقديم الدعم المعنوي لأفراد الشرطة؛ لمنع حدوث تذمر أو اعتراض على هذه المشاركة خصوصاً بعد أيام من حلقة خيري رمضان، والتي كشف فيها عن تردي الأوضاع المعيشية لأفراد الشرطة، وهي الحلقة التي أدت إلى سجن خيري رمضان ( ولكن السؤال هنا هو من الذي دفع خيري رمضان إلى ذلك، فمن المعروف أن الإعلام المصري يسيطر عليه الأجهزة الأمنية، فربما يكون جهاز الداخلية أو أحد القيادات داخله هو من دفعه لذلك). يستهدف السيسي دعم الداخلية في مواجهة التقارير الدولية المنددة بممارسات الداخلية المصرية، وكانت أخر هذه التقارير  تقرير البي بي سي عن المختفين قسريا داخل السجون المصرية، فقد أراد السيسي من هذه الزيارة إرسال رسالة إلى الداخلية، بأنه على الرغم من الانتقادات الدولية لممارسات الداخلية ضد المعارضين، فإنه يؤيدهم ويقف إلى جانبهم. كما حرصت وزارة الداخلية على تكذيب هذه التقارير الدولية من خلال إبراز حرصها على مراعاة حقوق المسجونين. وبالرغم من نفي السيسي المُستمر للاتهامات المُوجهة ضد نظامه بممارسة التعذيب ضد المُحتجزين بأقسام الشرطة ومقرات الأمن الوطني؛ إلا أنه خلال الأشهر القليلة الماضية نظر عدد من المحاكم المصرية في دعاوى قضائية بحق بعض المسئولين الأمنيين بتهمة ممارسة التعذيب وارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان. حتى أنه في 25 أكتوبر الماضي، أيَّدت محكمة النقض – أعلى محكمة جنائية للمدنيين في مصر – حكماً على أحد ضباط الشرطة بالسجن المشدد 7 سنوات، والسجن 3 سنوات لـ5 أمناء شرطة آخرين، لتعذيب مواطن حتى الموت داخل أحد أقسام الشرطة. كما قضت بتغريم وزير الداخلية 1.5 مليون جنيه (85 ألف دولار) تم دفعها غرامة لأسرة الضحية كتعويض عن عدم قيام وزارة الداخلية بمنع هذه الانتهاكات. ويُعَدّ هذا الحكم واحداً من عدة أحكام قضائية نهائية غير قابلة للطعن صدرت مؤخراً ضد ضباط في الشرطة، على خلفية اتهامهم بممارسة التعذيب وغير ذلك من أشكال سوء المعاملة للموقوفين بما يتسبب بإصابتهم بأمراض مزمنة وعاهات مستديمة. كذلك تنظر المحاكم المدنية في آلاف الدعاوى المرفوعة ضد وزير الداخلية للمطالبة بالتعويض لإغفاله عن وقائع التعذيب أو سماحه بحدوثها. والحقيقة أنه من بين مئات وربما آلاف الاتهامات الموجهة ضد عناصر وضباط وزارة الداخلية منذ يوليو 2013 في قضايا تعذيب أو انتهاك لحقوق الإنسان حققت النيابة العامة رسمياً في 40 فقط، انتهى 7 منها فقط إلى مرحلة الحكم. هذا غير مئات البلاغات المُقدمة منذ ثورة يناير، وهو ما يجعلنا نذهب لكون تلك الأحكام ما هي إلا أحد محاولات الجهاز القضائي بالدولة لاستيعاب الضغط الحقوقي المحلي والدولي لتهدئة الأوضاع الداخلية قدر الإمكان خاصةً وأن الملف الحقوقي أحد الملفات الحرجة على المستوى الدولي لاسيما الشعبي، ولكن بالعودة للأحكام فلا نجد لها أي دلالة حقيقية على تغيير مؤثر في الواقع السياسي المصري خلال المرحلة القادمة. هل يفكر السيسي بالإطاحة بوزير الداخلية بعد الانتخابات الرئاسية (العربي الجديد).. كشف مصدر نيابي بارز في لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان المصري، أن “هناك اتجاهاً قوياً لإجراء حركة تغييرات واسعة داخل وزارة الداخلية، عقب انتهاء الانتخابات الرئاسية، المقررة بين 26 مارس الحالي و28 منه. وأكد أن التغييرات ستطال الوزير الحالي، اللواء مجدي عبد الغفار، الذي شهد عهده أكبر موجة من العمليات الإرهابية بتاريخ البلاد. الأمر الذي ربما يأتي في إطار اتجاه السيسي إلى تهدئة الأوضاع الأمنية الداخلية قليلاً لتقليل الاحتقان في الشارع المصري ومحاولة الدفع في الملف الاقتصادي المتردي للبلاد. وفي المقابل فإن زيارة السيسي لمقر وزارة الداخلية بمثابة تجديد ثقة في وزير الداخلية مجدي عبد الغفار . بحيث أن السيسي أراد أن يرسل رسالة إلى وزير الداخلية، بأنه سوف يستمر في الولاية الثانية للسيسي. حملة من النظام لمواجهة مقاطعة الانتخابات.. وسط تزايد الدعوات المُنادية بمقاطعة الانتخابات، شنّ أنصار نظام السيسي حملة من قِبلهم لمواجهة تلك المقاطعة، فمثلاً: قال محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إنّ المشاركة الإيجابية في الانتخابات الرئاسية المقبلة، مطلب شرعي وواجب وطني، وإن المشارك عليه اختيار من يراه صالحًا في خدمة الدين والوطن، والوصول بالوطن إلى بر الأمان. كما أطلق ياسر برهامي، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، جملة تصريحات مثيرة خلال المؤتمر الجماهيري ال     موسع الذي عُقد بالمنيا. وخاطب برهامي أعضاء حزب النور والدعوة السلفية قائلاً: "علينا جميعاً الخروج للتصويت في الانتخابات المقبلة لمنح السيسي الشرعية الدولية".وفي نفس السياق دعت "أقباط من أجل الوطن" المصريين بالخارج للمشاركة بكثافة في انتخابات الرئاسة. برنامج سرّي لتخفيض موظفي الحكومة المصرية (العربي الجديد).. تكثف الحكومة المصرية إجراءاتها لتنفيذ برنامج سري وضعه الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة لتقليص أعداد العاملين في الجهاز الإداري للدولة، والذي كان قد بدأ العام الماضي، لخفض أعداد الموظفين الحكوميين إلى نحو 4 ملايين بنهاية العام 2021، وذلك بإجراء تحريات أمنية غير اعتيادية عن آلاف الموظفين المحبوسين احتياطياً، والذين سافروا في إعارات أو انتدابات، بعد أحداث 2013 للعمل بدول عربية أو خليجية، بهدف إجبارهم على تقديم استقالاتهم وإخلاء عدد كبير من الدرجات المالية والوظيفية في مختلف الجهات الحكومية. الأمر الذي يأتي في ظل محاولات النظام المستمرة للتخفيف من عجز الموازنة مع المزيد من تشديد القبضة الأمنية على المصريين في الداخل والخارج. انتخابات المهندسين.. أظهرت مؤشرات الفرز النهائية لأصوات المهندسين، الذين شاركوا في عملية الاقتراع يوم الجمعة 9 مارس لانتخاب النقيب في جولة الإعادة عن فوز م.هاني ضاحي بمنصب نقيب المهندسين على حساب منافسة طارق النبراوي. وأظهرت عمليات الفرز عن وجود ما يقرب من ألف صوت فرق لصالح وزير النقل الأسبق على حساب النقابي اليساري النبراوي وذلك  بمشاركة ما يقرب من17ألف مهندس فقط منهم2620بلجان استاد القاهرة الـ174وهو ما يعكس انهيار نسبة المشاركة في الانتخابات النقابية حيث يقدر أعداد المهندسين بمئات الآلاف لم يحضر منهم سوي ذلك العدد الضئيل مما يعكس حالة العزوف والإحباط المسيطرة علي جموع النقابيين كما يعكس فشل كل من الدولة العميقة والتيار الناصري واليساري في حشد المهندسين للتصويت. الملف الأمني : اعتقال24ضابط بسبب سامي عنان..يسعى السيسي إلى فرض سيطرته على كل مفاصل الدولة،وبات يضيّق على كل من يرفض سياساته حتى لو داخل المؤسسة العسكرية الأمر الذي يدفعه لجعل المؤسسة العسكرية على اختلاف فروعها الرئيسية وداخل الوحدات خاضعة له ، مع عدم السماح بأي انتقادات أو اعتراضات على قراراته، خصوصاً التي تتداخل مع الجيش، مثل التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية. وتم تسريب معلومات…

تابع القراءة

قراءه فى نفوذ شركات الغاز العالمية فى دول الشرق الاوسط

  قراءة في نفوذ شركات الغاز العالمية في دول شرق المتوسط ملخص في ظل التوتر الذي تشهده منطقة شرق المتوسط بسبب اكتشافات الغاز والتي ستجعل المنطقة محط أنظار دول كثيرة لاستيراده، ينبغي النظر إلى الشركات التي تحصل على حقوق الامتياز لاكتشاف والتنقيب عن الغاز، إذ تعمل في هذه المنطقة مجموعة من الشركات الكبرى عالميا، التي تمتلك مصالح مالية ضخمة، بل وتمتلك قدرات كبرى للتأثير على سياسات الدول ومقارباتها النفطية، كي تتواءم وخططها الجيوستراتيجية، على رأس هذه الشركات شركة إيني الإيطالية في مصر وقبرص، وتوتال الفرنسية في قبرص، ونوبل الأمريكية، وديليك الإسرائيلية.  ستحاول هذه الورقة إلقاء الضوء على استثمارات ونفوذ هذه الشركات وعلاقتها بدولتها وبالدول التي تقوم فيها بأنشطتها، بل وعلاقة تلك الشركات ببعضها البعض، وما إذا كانت صراعية أم تعاونية. وانقسمت الورقة لخمسة عناصر، الأول يتناول المستفيدون والخاسرون من اكتشافات الغاز في شرق المتوسط، وفي العناصر المتبقية يتناول كل منهم على حدى تواجد شركات الغاز العالمية في كل من مصر وقبرص ولبنان وفلسطين. وأشارت الورقة في ملاحظات ختامية إلى بعض الأمور التي تؤكد على فكرة صراع المصالح السياسية للدول المطلة على هذه المنطقة، وتوظيفها السياسي لهذا المورد لخدمة هذه المصالح. وفي أي الأحوال يمكن أن تتصالح هذه المصالح، وهل يمكن لمصر أن تصبح حقا بديلا لموارد الغاز الكبرى في العالم، والمصالح التي تحكم الشركات لاستمراراها في التواجد في مصر. مقدمة في ظل التوتر الذي تشهده منطقة شرق المتوسط بسبب اكتشافات الغاز والتي ستجعل المنطقة محط أنظار دول كثيرة لاستيراده، ينبغي النظر إلى الشركات التي تحصل على حقوق الامتياز لاكتشاف والتنقيب عن الغاز، إذ تعمل في هذه المنطقة مجموعة من الشركات الكبرى عالميا، التي تمتلك مصالح مالية ضخمة، بل وتمتلك قدرات كبرى للتأثير على سياسات الدول ومقارباتها النفطية، كي تتواءم وخططها الجيوستراتيجية، على رأس هذه الشركات شركة إيني الإيطالية في مصر وقبرص، وتوتال الفرنسية في قبرص، ونوبل الأمريكية، وديليك الإسرائيلية.  ستحاول هذه الورقة إلقاء الضوء على استثمارات ونفوذ هذه الشركات وعلاقتها بدولتها وبالدول التي تقوم فيها بأنشطتها، بل وعلاقة تلك الشركات ببعضها البعض، وما إذا كانت صراعية أم تعاونية. أولا- المستفيدون والخاسرون من اكتشافات الغاز بشرق البحر المتوسط: تحولت منطقة "شروق" حيث تم اكتشاف حقل ظهر في مصر أواخر 2015، والذي يعد الأهم والأكبر في البحر المتوسط بإنتاجه 30 تريليون قدم مربع، إلى وجهة جديدة مهمة لصراع شركات الطاقة العالمية. وترك هذا أثرا مباشرا على خمس دول، فقد انخفضت أسهم شركات الطاقة الإسرائيلية عند إعلان الاكتشاف، وزاد الأمر عندما بدأت مفاوضات مصر مع شركة نوبل إنرجي الأمريكية "المستثمر الوحيد للنفط في فلسطين"، ما قلل من خيار التصدير الإسرائيلي، ودفع للتفكير بشأن مصالحة مع تركيا التي تعد الأكثر احتياجا للغاز. وانعكس سلبا أيضا على كل من روسيا –المصدر الأول للغاز لأوروبا- وإيران –أكبر منتج للغاز في العالم. وبالنسبة لقبرص، فقد انعكس الاكتشاف عليها إيجابيا، بالإضافة إلى أنها بادرت بالإعلان عن عروض لاستثمار 3 بلوكات جديدة (6-8)، وبلوك 10 المشترك بينها وبين مصر في محيط حقل ظهر. وعلى مستوى إيطاليا، فأثبتت بعد كشف شركة إيني لحقل ظهر أنها قادرة على تحدي روسيا، لأن منطقة شروق ستشكل بديلا للغاز الروسي لمصر، وستشكل مصدرا إضافيا للغاز بالنسبة لإيطاليا، وسيخفف من اعتمادها على الغاز الروسي القادم من ألمانيا، بما يمهد لإيطاليا القدرة على حشد دول أوروبا لجانبها في صراعها مع ألمانيا على زعامة سوق الطاقة في أوروبا. قبل انعقاد اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص واليونان في2014، احتفلت إسرائيل بافتتاح حقل "ليفياثان" البحري للغاز الطبيعي، وكان وقتها أهم اكتشافات الغاز في العالم، وأكبرها من حيث حجم الاحتياطي. سبق هذا، ما أعلنته التقارير الدولية التي تشير إلى امتلاك حوض البحر المتوسط لاحتياطي نفط يصل إلى 1.7 مليار برميل، و122 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي. مما حمس العديد من الشركات العالمية للبحث عن امتيازات للتنقيب. وعن تصارع المصالح المتوقع في تلك المنطقة، فلا يمكن النظر للمواءمات التي حدثت بين تركيا وإسرائيل، وبين تركيا وروسيا، بعيدا عن تشابك المصالح النفطية. فتسعى روسيا لشراء حقلي "كاريش" و"تانين" الإسرائيليين المحاذيين للحدود اللبنانية، إذ تملك حقل تانين شركة إنيرجيان اليونانية، ويبلغ احتياطه 22 مليار متر مكعب، وتملك حقل كاريش شركة نوبل إنرجي بحصة 47%، وأفنير الإسرائيلية بحصة 26% وديليك الإسرائيلية 26%.  بالإضافة لذلك، تسعى روسيا للدخول على خط المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول المنطقة النفطية المتنازع عليها في الجنوب، كي تحصل على امتياز استكشاف النفط في هذه المنطقة، فتريد روسيا بنفوذها على الطاقة     في لبنان وسابقا في سوريا، التي بدأت أعمال التنقيب في البر، لكن ما تكتنزه من غاز طبيعي على شواطئ طرطوس، يشير لثروة واعدة كفيلة بتحويلها لأكبر مصدّر للغاز في العالم، لذا تقاتل روسيا لحماية قاعدتها العسكرية في طرطوس، ولتأمين مد خطوط الغاز عبر سوريا مستقبلا، لذا تعمل على الصغط على إسرائيل لترسيم الحدود البحرية. وتتصدر قبرص وإسرائيل مشهد التنقيب عن الغاز في المتوسط، تليهما مصر، وتأمل شركة إيني الإيطالية في حفر أول بئر في لبنان في 2019، وهذا يعني أنه في المستقبل سيزيد المتنافسين أمام روسيا، لأن شركة إيني لها تواجد في أكثر من 80 دولة، من ضمنها دول أوروبا الشرقية وأفريقيا، بالإضافة لوجودها في إيران وكازاخستان والعراق.  ولا ترغب إسرائيل في ترسيم الحدود البحرية مع لبنان واليونان وقبرص، حيث يقع أحد حقولها المهمة في مياه فلسطين، وجزء آخر منه في المياه الإقليمية اليونانية، وقد لجأت إسرائيل لاستخدام كل طرق التنقيب دون اعتبار لحدود أو ترسيمها، لأن اكتشافها للغاز في هذه المنطقة سيخفف عليها استيراد الغاز الطبيعي واستيراد الفحم الحجري.   تركيا تسعى من خلال المواءمات التي تحدث بالمنطقة أن تحصل على مصدر جديد للطاقة، كونها الأكثر استيرادا للغاز في المنطقة، وكذلك استفادتها من مرور أنابيب توريد الغاز عبر أراضيها لأوروبا، لأن نقل الغاز بعد تسييله عبر بواخر سيكون مكلفا مقارنة بتوصيل أنابيب تمر من إسرائيل مروراً بقبرص ومنها إلى تركيا وصولاً إلى أوروبا يبقى الأجدى اقتصادياً، وهو أقل كلفة من أنبوب غاز قد يمتدّ من فلسطين المحتلة مروراً بقبرص واليونان، وصولاً إلى أوروبا. وتعمل تركيا على تنفيذ مشروع "الممر الجنوبي"، الذي تريد من خلاله تأمين احتياجاتها الكاملة من الغاز مستقبلا، ولعب دور المصدّر لأوروبا، لذا تقوم بمزاحمة قبرص في مياهها. ثانيا- تواجد شركات الغاز العالمية في مصر: تأسست شركة إيني عام 1953 لسد احتياجات إيطاليا من النفط، ووصل رأس مالها إلى 90 مليار دولار، تملك الحكومة الإيطالية 30% من أسهمها، وطالت الشركة مجموعة من الفضائح، كان منها ما ورد في وثائق ويكيليكس بشأن اتهامها بدفع رشاوى لحكومات دول نامية مقابل فوزها باستثمار النفط في بلادهم. عند افتتاح حقل ظهر، أشار رئيس شركة إيني…

تابع القراءة

زيارة ولى العهد السعودي الى مصر : بين المعلن والمخفي

  زيارة ولى العهد السعودى إلى مصر: بين المعلن والمخفى مقدمة زار ولى العهد السعودى محمد بن سلمان القاهرة فى الفترة من 4 إلى 7 مارس الجارى، وياتى توقيت الزيارة مع قرب الإنتخابات الرئاسية المصرية، إلى جانب صدور حكم من المحكمة الدستورية العليا لصالح سعودية الجزيرتين، بالإضافة إلى رغبة السعودية فى الحصول على الدعم الدولى لها فى مواجهة إيران فى اليمن، خاصة بعد قيام الحوثيين بتوجيه صواريخ إلى المملكة. وسيحاول هذا التقرير التعرف على دوافع هذه الزيارة. الدوافع المعلنة للزيارة تدور الأسباب المعلنة عن الزيارة حول التباحث حول الأوضاع فى سوريا واليمن، ومكافحة الإرهاب، والتدخلات الإيرانية فى المنطقة، والأزمة الخليجية. إلى جانب زيادة التعاون الإقتصادى بين البلدين. ففى تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، أشارت إلى أن أبرز التحديات التي تشهدها المنطقة، والتي تزامنت مع زيارة ولى العهد إلى مصر، هي خمسة أمور "الأوضاع في سوريا والحرب في اليمن، ومكافحة الإرهاب، والتدخلات الإيرانية، بالإضافة إلى أزمة الدول الأربع مع قطر". وذكر التقرير أن مصر تشارك في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الذي تقوده المملكة العربية السعودية، وتأتي هذه المشاركة تأكيداً لما يؤكده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مرارا أن مصر لن تتأخر عن مساعدة وحماية أشقائها في الخليج. وتابع التقرير أن المشاركة تأكيد لما تمثله اليمن من أمن قومي عربي ومصري، خصوصا لما يمثله مضيق باب المندب من أهمية استراتيجية لمصر، فهو ممر ملاحي حيوي للتجارة العالمية ويعد البوابة الجنوبية لقناة السويس التي تربط البحر الأحمر بالمتوسط. وكان السيسي أكد في شهر أبريل/ نيسان عام 2015، أن حماية المضيق قضية أمن قومي مصري وعربي. وبحسب الصيحفة السعودية، فإن المملكة دائما تؤكد وقوفها إلى جانب مصر في الحرب التي تخوضها ضد الإرهاب، ورغم دحر تنظيم "داعش" الإرهابي، في سوريا والعراق، وطرده من معقليه الرئيسيين في البلدين، في الرقة والموصل، العام الماضي، فإنه لا زال يمثل تهديداً عبر عناصره الذين نجحوا في الفرار، ويمثلون تهديداً لدولهم وهو ما أكده الرئيس السيسي خلال مؤتمر شباب العالم الذي عقد في شرم الشيخ في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي". كما تأتي زيارة محمد بن سلمان لمصر في الوقت الذي تشهد فيه الأوضاع في سوريا تطورات، خاصة في الأسبوعين الأخيرين، بشأن الغوطة الشرقية. وأشار التقرير أن زيارة ولي العهد "تتزامن مع تصاعد التنديد العالمي بالسلوك الإيراني المزعزع لاستقرار المنطقة، وفي اليمن، تواصل طهران دعمها بالمال والسلاح لحركة "أنصار الله". وكان الأمر قد بلغ تهديد أمن السعودية بإطلاق صواريخ باليستية على الأماكن المدنية، ونجح الدفاع الجوي السعودي في التصدي لها، وأكدت الولايات المتحدة أنها إيرانية الصنع في انتهاك صارخ للأعراف الدولية. وكما تفرض قضية الأزمة مع قطر نفسها مع زيارة ولي العهد السعودي إلى القاهرة، رغم تأكيده في مقابلة مع وكالة "رويترز" في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أن "قطر مسألة صغيرة جدا جدا جدا". وكان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أكد قبل أيام في كلمته أمام المؤتمر الدولي رفيع المستوى لدول الساحل الخمس في بروكسل أن "قضية قطر صغيرة أمام الملفات المهمة في المنطقة". وخلال الزيارة تم الإعلان عن توقيع ثلاث اتفاقيات ومذكرة تفاهم استثمارية بين البلدين في مجالات عدة، حيث وقع الطرفان على اتفاقية تعاون في مجال حماية البيئة والحد من التلوث بين وزارة البيئة في جمهورية مصر العربية، ووزارة البيئة والمياه والزراعة في المملكة العربية السعودية. كما تمّ الاتفاق على إنشاء صندوق سعودي مصري للاستثمار بين صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية، ووزارة الاستثمار والتعاون الدولي في جمهورية مصر العربية. وتوقيع مذكرة تفاهم حول تفعيل الصندوق السعودي المصري للاستثمار بين صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية، ووزراة الاستثمار والتعاون الدولي في جمهورية مصر العربية، وكذا الاتفاق حول إنشاء برنامج تنفيذي للتعاون المشترك لتشجيع الاستثمار بين الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة في جمهورية مصر العربية، والهيئة العامة للاستثمار في المملكة العربية السعودية . وأكد خبير العلاقات الدولية الدكتور أيمن سمير، أنه تم توقيع إتفاقيات خلال الزيارة بقيمة 16 مليار دولار.   الدوافع غير المعلنة يمكن القول أن هناك أسباب قوية لهذه الزيارة، إلى جانب الأسباب التى تم الإعلان عنها، ومن أبرز هذه الأسباب: إتخاذ الخطوات النهائية لنقل ملكية جزيرتى تيران وصنافير إلى السعودية، إلى جانب فضيحة كوشنر، وتنفيذ صفقة القرن.   جزيرتى تيران وصنافير، فالزيارة تأتى من أجل إنهاء إجراءات نقل جزيرتى تيران وصنافير إلى السعودية، ويبدو ان هناك حرص من جانب ولى العهد بن سلمان شخصياً بهذه القضية، ففى أبريل 2016 تم توقيع الإتفاقية بين رئيس الوزراء المصرى (شري     ف إسماعيل) وولى ولى العهد السعودى (محمد بن سلمان). وقد وافق البرلمان على الإتفاقية، وصدق عليها السيسى0 وتأتى الزيارة الحالية لابن سلمان بعد يوم فقط من صدور قرار عن المحكمة الدستورية العليا في مصر، يقضي بإلغاء كافة الأحكام القضائية بشأن ترسيم الحدود مع المملكة السعودية (فقد كان هناك أحكام قضائية بعضها يؤيد تبعية الجزيرتين لمصر، والبعض الاخر يؤكد تبعيتها للسعودية). وبحسب الحكم الصادر من المحكمة الدستورية، يترتب سريان الإتفاقية المبرمة مع السعودية، والتي تنص على نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير بالبحر الأحمر إلى الرياض. فضيحة كوشنر، فقد كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقارير استخباراتية تتحدث عن تفاهمات بين 4 دول هي: الإمارات والصين وإسرائيل والمكسيك مع كوشنر، مفادها أن تستفيد تلك الدول سياسياً من الرجل، الذي سيستفيد هو الآخر مالياً هو وأسرته، التي تعاني أزمة ديون متراكمة في سوق العقارات، مستغلين نقص خبرته السياسية. ولم يمضِ وقت طويل حتى اعتمد جون كيلي، كبير موظفي البيت الأبيض، قراراً بإجراء تغييرات في نظام التصاريح، وتم بموجبه سحب حق الإطلاع على الملفات المصنفة "سري للغاية" من كوشنر. وأقتصر حق الإطلاع لكوشنر على الملفات المصنفة سرى فقط0 وأشار آرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق في قضايا الشرق الأوسط، أن كوشنر الآن يواجه خطر فقدان "مصداقيته" أمام محاوريه في الشرق الأوسط بهذا القرار.  وبالتالى فإن زيارة ابن سلمان للقاهرة قد تأتى فى هذا السياق،  فالفضيحة المالية والسياسية، التي طالت أبوظبي، التي تعد أبرز حليف لكل من محمد بن سلمان والسيسي، ستؤثر حتماً على موقف ولي العهد السعودي، خصوصاً أن كثيرين يتحدثون عن لعب كوشنر دوراً بارزاً في تدعيم صعود نجم بن سلمان بالرياض للوصول إلى العرش. كما نقلت قناة "إن بي سي نيوز" عن مصادر مطلعة، إن شركة كوشنر العائلية (كوشنر كومبانيز) اتصلت بقطر عدة مرات إحداها الربيع الماضي، بشأن الاستثمار في عقارها الرئيسي الذي يواجه مشكلات في "666 فيفث أفينيو" في نيويورك، إلا أن صندوق قطر للثروة السيادية رفض. وبعد نحو شهر من فشل شركة كوشنر في الحصول على دعم قطر، اندلعت الأزمة الخليجية، وهو ما جعل كوشنر يميل في هذه الأزمة نحو السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وأيد…

تابع القراءة

خيري رمضان محبوس لتأييده للسلطه

  خيري رمضان ،  محبوس لتأييده للسلطة حبس ترس من تروس المنظومة أمر يؤكد أن النظام يقول أنه من غير المسموح بخطأ ولو بمقدار 0.5% ، يعطون به العبرة لغيرة من الاعلاميين أو الصحفيين كى لا تتكرر مثل هذه الأخطاء في حق النظام الذي لا يجب أن يتهمه أحد بأى شئ وكأنه نظام إلهي. خيري رمضان الإعلامي المصري المؤيد للنظام قرأ رسالة جاءت من زوجة ضابط في الشرطة المصري تشتكي ضيق الحال وعدم كفاية المرتب لتغطية المصاريف ودفع رسوم مدارس الأولاد الأمر الذي دفعها للتفكير في العمل كخادمة من أجل تحصيل الأموال. اهانة الشرطة على الرغم من أنه خرج وقال يهد وسائل التواصل الاجتماعي حيث أن ما قلته كان مساندة للضباط وليس هجومًا عليهم إلا أن النيابة فى التحقيقات أسندت إلى خيرى رمضان الاتهام بنشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة بحق هيئة الشرطة على نحو يمثل إساءة إليها، وذلك فى ضوء البلاغ المقدم ضده بهذا الشأن من وزارة الداخلية. نقيب الصحفيين يتمنى العفو عنه ، والأمن الوطني يدينه بإهانة الشرطة   صرح عبدالمحسن سلامة بأن حبس خيري رمضان مثير للدهشة مشيرًا إلى سلامة نيته ثم صرح بأن «النقابة ستقف مع خيري رمضان بكل السبل الممكنة والمتاحة»، مشيرًا إلى أن «الشؤون القانونية بالنقابة تحركت لدعم خيري رمضان، وأيضًا الشؤون القانونية بالأهرام باعتباره عضوًا في المؤسسة» . جارديان : حتى مؤيدي الحكومة نالهم القمع   تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "جارديان" البريطانية تقريرا حول عمليات الاحتجاز والتحقيق التي نالت العديد من الصحفيين حتى وإن كان من مؤيدي النظام قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة في الفترة من 26 إلى 28 مارس الجاري. وقالت الصحيفة في التقرير الذي نشرته على موقعها الإلكتروني إن:" السلطات المصرية احتجزت لفترة وجيزة مقدم برنامج تليفزيوني مؤيد للحكومة متهم بإهانة الشرطة، في أحدث مثال على حملة القمع المكثفة ضد الإعلام قبل الانتخابات الرئاسية". الاتهامات الموجهة لرمضان تسببت في انتقادات من أصوات أخرى مؤيدة للدولة بشكل طبيعي فخرجت عن مسارها وبدأت تعبر عن غضبها ولكن بشكل محافظ وإن كان يحمل ثورية بداخله كالتالي :  عمرو أديب ولميس الحديدي   تضامن كل من عمرو أديب ولميس الحديدي عبر منصاتهم الإعلامية، فقالت لميس أن رمضان هو الأكثر دفاعًا عن الداخلية دومًا بينما أشار أديب إلى أن الإعلاميين هم من وقفوا صفًا واحدًا مع الدولة ضد الاخوان، لمواجهة الهجوم الشديد من قبل المعادين للدولة، متسائلًا لماذا عندما يخطئ إعلامى بيننا للمرة الأولى، يلقى كل هذا الهجوم الشديد!  مكرم محمد أحمد : ما حدث ما خيري رمضان ليس في صالح السيسي   أكد الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أنه ضد ماحدث مع الإعلامى خيرى رمضان، وقال أنه سيخاطب المسئولين بالدولة فى هذا الأمر لأن ما يحدث ليس في صالح الدولة نهائيًا. ما معنى كل هذا  ؟    ممنوع الخروج عن النص أفرجت السلطات المصرية عن الإعلامي المقرب من النظام خيري رمضان الاثنين الماضي بكفالة عشرة آلاف جنيه، بعد احتجازه يومين في قضية إهانة رجال الشرطة، وذلك في إحدى فقرات برنامجه بالتليفزيون المصري، مما اعتبره مراقبون دليلاً على عدم تسامح النظام مع الخارجين عن النص المرسوم لهم، ولو بالمدح. نستنتج من ذلك أن النظام لم يعد يتحمل أى خروج عن النص الأمر الذي يعكس إحكام قبضة السلطة على المحتوى المرئي والمسموع والمقروء ووضع لهم خطوط حمراء لا يجب أن يتجاوزوها بأى محاولة تجويد فاشلة.   اضرب المربوط يخاف السايب وفي نفس هذا السياق نجد عضو مجلس حقوق الإنسان سابقاً ووكيل لجنة الحريات بنقاتبة الصحفيين سابقًا محمد عبد القدوس إن قضية خيري رمضان هي رسالة للجميع في وسائل الإعلام "بعدم تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعها النظام". حيث أن النظام الحالي بات يسيطر على الإعلام بقبضة حديدية فجة، وتعد قضية رمضان تؤشر على أن "القمع للجميع مؤيدين ومعارضين"، وهو يتوقع قيام النظام "بأي شيء تجاه الجميع". وأيضًا يرى أمين المجلس الأعلى للصحافة السابق قطب العربي أن ما حدث مع رمضان هو ترضية لقيادات وزارة الداخلية، ورسالة بالفعل لكل الإعلاميين بأن عليهم قول ما يملى عليهم فقط، بلا محاولات للتجويد، وأن النظام لا يحتاج إلى تعاطفهم وحبهم له، بل خوفهم منه وطاعتهم له. وتحديدًا ما يخص الجيش والشرطة على اعتبارهما مقدسات لا ينبغي المساس بها . واعتبر الباحث السابق بالمرصد العربي لحرية الإعلام سيد أمين أن السلطة أرادت من خلال درس رمضان جعله عبرة، لتؤكد عدم التسامح مع من يخرج عن السقف المسموح به لحرية التعبير من جهة، ومن جهة أخرى طبقت المثل الشعبي الشائع "اضرب المربوط يخاف السائب"؛ تعبيراً عن ترويع الجميع.   خاتمة أصدرت الجزيرة فيلمًا قصيرًا بعنوان التلاعب في العقول يناقش في نقاط محددة مدى أهمية السيطرة على جهاز الإعلام من قِبَل النظام المصري الحالي وخطورة دوره حيث قدرة الدولة على التحكم في الرسائل التى توجه للجمه     ور وذلك لاستخدام الدولة المال في تسخير الاعلاميين لصالح توجهاتهم فيتقاضي الاعلاميين رواتب تصل إلى 10.000 دولار في بلد لا يتجاوز متوسط دخل الفرد 300 دولار . بالنظر إلى تلك الكلمات القليلة عن هذا الفيلم القصير نجد أنه من قَبِل أن يكون مسخرًا لنظام الصوت الواحد يستحق السجن إذا خالفه.

تابع القراءة

جولة اردوغان فى دول الساحلي الأفريقي

  جولة أردوغان في دول الساحل الإفريقي تنطلق العلاقات التركية الإفريقية من منظور تركي قِيمي ينطلق من تأكيد حرص أنقرة على تعزيز السلم والاستقرار في إفريقيا، من خلال مساعدة الدول الإفريقية على التخلّص من تبعات الاستعمار، وترسيخ صورة الدولة التركية في العقل الجمعي الإفريقي، بأنها دولة كبرى تحترم الإنسان، وتتبنى سياسات أخلاقية قيمية، باعتبارها "شريك الخير" الذي يضطلع بالمهام الإنسانية والإغاثية، ويمد يد العون للأشقاء الأفارقة. وهو ماجاء في تصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال زيارته لشرق إفريقيا العام الماضي، بقوله: "إنّ البعض جاء لإفريقيا من أجل الذهب، لكن تركيا أتت لإفريقيا لكي تضمّد الجراح". إلا أن هذا لايمنع أن وراء الخطاب السياسي النبيل لتركيا تجاه إفريقيا الذي يحمل المساعدات الإنسانية والتنمية الاقتصادية والمبادرات الإنمائية للقارة، توجّه لسياسة تركية- إفريقية مدفوعة باستراتيجية طويلة الأمد في السياسة الدولية، لكي تتبوأ مكانة مركزية على صعيد العلاقات الدولية. وفي هذا الإطار جاءت الزيارات المتكررة للجانب التركي للعديد من الدول الإفريقية، كان آخرها جولة أردوغان لبعض دول الساحل الإفريقي، هي: الجزائر وموريتانيا والسنغال ومالي، وهو ماتدور حوله هذه الورقة في محاولة للإجابة على عدة تساؤلات، يُعد أهمها: ماهي الدوافع التركية الحقيقية في سياساتها نحو القارة الإفريقية بشكلٍ عام، ونحو دول الساحل الإفريقي بشكلٍ خاص؟ وماهي نتائج جولة أردوغان الأخيرة لدول الساحل الإفريقي الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية؟ * الدوافع التركية الحقيقية في سياساتها نحو القارة الإفريقية.. يهدف التوجه التركي نحو القارة الإفريقية بالأساس إلى الدفاع عن بقاء مصالحها في المنطقة، وذلك من خلال فك طوق العزلة الأوروبية المفروضة عليها سياسياً واقتصادياً، وتجاوز المسرح الإقليمي إلى ما ورائه (إفريقيا)، والحصول على أكبر تأييد دولي لوجودها وسياساتها من جانب، فضلاً عن السعي لإيجاد تيار مناهض لمنافسيها في إفريقيا من جانب ثان. وتراهن أنقرة لتحقيق هذه الأهداف على مبدأ (المصالح والمنفعة المتبادلة) في علاقاتها مع الدول الإفريقية؛ بوصفه أحد أهم مبادئ سياستها الخارجية، إلى جانب دورها في المجال الإنساني. حيث تركز تركيا في مساعداتها الإنسانية لإفريقيا بشكلٍ كبيرٍ على البنية التحتية، معتبرةً إياها إحدى العناصر القليلة في مجال المساعدات الخارجية التي يمكن أن يكون لها تأثير دائم ومستدام، أما القطاعات الأساسية بالنسبة للمساعدات التركية في إفريقيا؛ فهي توجّه لقطاعات الصحة والتعليم والزراعة والمياه والصرف الصحّي. * جولة أردوغان الأخيرة لدول الساحل الإفريقي ونتائجها.. تحظى زيارات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى الدول الإفريقية، باهتمام واسع على الصعيد المحلي والعالمي، وتطرح تساؤلات عديدة حول أسبابها وأهدافها الاستراتيجية. وتُشير تقارير إلى أن رسائل وأهداف زيارات الرئيس أردوغان إلى البلدان الإفريقية، يمكن قراءتها في إطار خاص يشمل الدول المزورة، وآخر أشمل يتعلق بتعاطي تركيا عموماً مع القارة الإفريقية ومساعيها الحثيثة لبناء شبكة تحالفات وعلاقات سياسية واقتصادية مع أهم أقطابها ومكوناتها. وبالرغم من كون الطبيعة الاقتصادية لجولة أردوغان الأخيرة إلى كل من الجزائر وموريتانيا والسنغال ومالي، تبدو واضحة، إلا أنه تبقى الدوافع والمحركات السياسية غير خافية، فالسياسة والاقتصاد توأمان لا ينفصلان كما يقال. فمن ناحية تنظر تركيا إلى الجزائر – وفق التصريحات الرسمية – باعتبارها أكبر شريك تجاري لها في إفريقيا، حيث يبلغ حجم التجارة بين البلدين نحو 3.5 مليارات دولار، وتمثل الزيارة الحالية رابع زيارة يقوم بها أردوغان للجزائر. بينما بدأت العلاقات بين تركيا والسنغال تأخذ مساراً تصاعدياً واضحاً تجارياً وسياسياً تُوّج بزيارات متبادلة بين قادة البلدين، وزيارته الحالية لداكار هي الثالثة له. في المقابل، تستقبل نواكشوط وباماكو الرئيس التركي لأول مرة، ويتطلع الجانبان في كلا البلدين -وفق التصريحات الرسمية- إلى تعزيز وتقوية العلاقات السياسية والاقتصادية وزيادة حجم التبادل التجاري. بيد أن الأهم في الزيارة الحالية لأردوغان ليس الأبعاد الخاصة المتعلقة بها بقدر ما يجب النظر إليها ضمن سياقاتها الأوسع والأشمل والمتعلقة بالوجود التركي في القارة الإفريقية ضمن سياسة الانفتاح وبسط الأشرعة السياسية والاقتصادية التي انتهجتها السلطات التركية خلال السنوات الماضية. * الأهداف الاقتصادية والثقافية من الزيارة.. تطرق تركيا أبواب القارة من البوابة الاقتصادية لا "السياسية"، وتسعى للتسلل إلى قلوب الأفارقة عبر الخدمات الإنسانية والتنموية، فهي تساهم في مهام قوات حفظ السلام بالقارة، وتقترب مساعداتها الإنسانية للقارة من نحو 2.5 مليار دولار. ويتأطر الاهتمام التركي بالقارة ضمن خطة وضعها حزب العدالة والتنمية الحاكم تحت مسمى "سياسة الانفتاح عل     ى القارة الإفريقية" التي تترجم سياسة تركيا بالتحول نحو الجنوب العالمي في ظل حالة الفراغ السياسي الكبير التي تشهدها مناطق واسعة منه مع تراجع أدوار القوى الاستعمارية السابقة وبروز قوى إقليمية منافسة وساعية لوضع نفسها على قاطرة التأثير العالمي. ففي الجزائر: التي بدأ منها أردوغان جولته الشمال إفريقية، وقّع الرئيس التركي الثلاثاء الماضي بحضور الوزير الأول أحمد أويحيى على سبع مذكرات تفاهم واتفاقيات تعاون في مجالات مختلفة. وجري التوقيع على مذكرة تفاهم حول تعاون دبلوماسي بين وزارتي الخارجية في البلدين، ومذكرة تفاهم للتعاون في قطاع الزارعة، إضافة إلى بروتوكول تعاون حكومي من أجل تقييم التراث الثقافي المشترك، كذلك تم توقيع برنامج تعاون في مجال السياحة. في الشان ذاته، وقع القطاع الخاص في البلدين مذكرتين تفاهم بين أربع شركات نفطية للتعاون في مجال النفط والغاز. كما وقع معهد "يونس إمره" التركي لتعليم اللغة التركية وجامعة سطيف، بروتوكول تعاون في مجال "علم التركيات". وفي موريتانيا: وقع أردوغان، الأربعاء الماضي، مع نظيره محمد ولد عبد العزيز في العاصمة نواكشوط، سبع اتفاقيات ومذكرات تعاون بين البلدين. وشملت اتفاقية للتعاون بقطاع السياحة، واخري في مجال صيد الأسماك والاقتصاد البحري، وثالثة حول تشجيع وحماية الاستثمارات بشكل متبادل، وبالإضافة إلى مذكرة تفاهم للتعاون بمجال الزراعة، ومذكرة تفاهم للتعاون بمجال الهيدروكربون والمناجم والمعادن. أما في السنغال: أردوغان خلال منتدى العمل التركي السنغالي في العاصمة دكار إن بلاده تطمح إلى رفع حجم التبادل التجاري مع السنغال إلى 400 مليون دولار. ووقع الجانبات التركي والسنغالي على مذكرة تفاهم لتطوير التعاون في مجال السكك الحديدية، وأخرى للتعاون في مجال السياحة، إضافة إلى خطاب نوايا حسنة حول التعاون بمجال الطاقة والهيدروكربونات، وآخر للتعاون بقطاع المناجم والمعادن. وبالنسبة لمالي: جرى التوقيع على ثمانِ اتفاقيات للتعاون بين تركيا وجمهورية مالي بحضور الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والمالي إبراهيم أبوبكر كيتا، وذلك في مجالات الصحة والعلوم الطبية وتقنيات المعلومات والأرشيف الدبلوماسي والإستثمارات والتعدين والتعليم والرياضة والطاقة والخدمات الدينية.  ووفقاً لأرقام مجلس المصدرين الأتراك، استحوذت الجزائر، وهي المحطة الأولى في جولة أردوغان، على خمسة ملايين دولار من حجم تجارة الصادرات التركية في يناير، مقارنة بمبلغ قدره 324 ألف دولار لموريتانيا و80 ألف دولار لمالي و855 ألف دولار للسنغال. * الأهداف السياسية والاستراتيجية من الزيارة.. وتجمع الدوافع التركية للتوجه تحديداً نحو إفريقيا أمور عديدة، بينها إرث التاريخ وإكراهات الحاضر ومطامح المستقبل، فهي اليوم تقف شبه عاجزة عن إقناع الأوروبيين بضمها لنادي القارة العجوز. كما تصطدم باستمرار مساعيها…

تابع القراءة

تقرير ال BBC ظل يغطي مصر

  تقرير الـ (BBC) ظل يغطي مصر قراءة في دلالة التوقيت باتت الانتخابات الرئاسية منا قاب قوسين أو أدنى، في ظل مساعي لاهثة للنظام ومتلهفة أن يخرجها في صورة مشرقة، تخفي تشوهات المجتمع والدولة في مصر بعد يوليو 2013، وحركة محمومة تستهدف إخفاء كل ما قد يعكر صفو المشهد الانتخابي الذي يعد له النظام على قدم وساق. في ظل هذه الأجواء الدقيقة ظهر تقرير الـ (BBC) وفيلمها الوثائقي، عن تعذيب المعارضة والأجواء القاتمة التي تظلل البلاد في ظل حكم السيسي المنتهية ولايته. حملة شرسة قادتها النوافذ الإعلامية المحسوبة على النظام، والهيئة العامة للإستعلامات، ضد BBC وتغطيتها للشأن المصري، ونقداً للفيلم المشار إليه والتقرير، وإلصاق إتهامات التحيز وعدم الموضوعية، والتواطؤ مع قوى الإرهاب وقوى دولية مناوئة للدولة المصرية، بالتقرير والوثائقي.  بعيداً عن الخوض في تقييم تغطية القناة، أو في تناول الوثائقي المذكور والتقرير، ومدى صدقية وواقعية ما ورد فيهما، نحاول في هذه السطور، أن نتلمس الدوافع والمحددات التي قادت BBC لإصدار مادتها الإعلامية المذكورة في هذا التوقيت الحرج في حياة النظام، والذي يعد نفسه للاستمرار في الحكم سنوات أربعة أخرى إن لم تزيد. هيئة الاستعلامات أداة النظام في مهاجمة الإعلام المارق: طلبت الهيئة العامة للاستعلامات –كما جاء على لسان رئيسها ضياء رشوان في لقاء تلفزيوني- "اعتذار فوري من قبل الـ بي بي سي منشور بنفس الطريقة وبعدد مرات بث الفيديو الخاصة بزبيدة. إلى جانب أن تأخذ هيئة الإذاعة البريطانية كل الملاحظات والانتقادات الواردة في بيان هيئة الاستعلامات في الاعتبار وتتخذ كل اللازم من إجراءات مهنية وإدارية لتصحيح ما ورد في موضوعهم". كما قررت "الاستعلامات" استدعاء مديرة مكتب (BBC) بالقاهرة لتسليمها خطاب رسمي لمطالبة هيئة الاذاعة البريطانية باتخاذ موقف لتصحيح ما أقدمت عليه مراسلتها من مخالفات مهنية في هذا التقرير. جاء ذلك عقب نشر الهيئة البريطانية (BBC) تقريراً عن الأوضاع السياسية في ختام المدة الرئاسية الأولى للرئيس عبدالفتاح السيسي تحت عنوان "ظل يغطي مصر"، وفيلمًا وثائقيًا تضمن سرد لحالات الاختفاء القسري في مصر، تحت عنوان "سحق المعارضة في مصر". ورداً على طلب الهيئة العامة للإستعلامات، قال المتحدث باسم الـ (BBC) "نحن على علم بالتقارير عن بي بي سي في التلفزيونات المصرية، وتعليقات رئيس الهيئة العامة للاستعلامات. لكننا واثقون في نزاهة مراسلينا". في هذا السياق، كلف النائب العام المستشار نبيل صادق، المحامين العامين ورؤساء النيابة العامة، بالاستمرار في متابعة وسائل الإعلام التي تحركها ما وصفها بـ "قوى الشر"، وضبط ما يُبث منها، وما يصدر عنها عمدًا من أخبار وبيانات وشائعات كاذبة من شأنها تكدير الأمن العام، أو إلقاء الرعب في نفوس أفراد المجتمع، وما يترتب عليه من إلحاق الضرر بالمصلحة العامة للدولة المصرية، واتخاذ الإجراءات الجنائية اللازمة. كما دعا في بيانه المسؤولين عن وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي إخطار النيابة بما يمثل خروجًا عن مواثيق الإعلام والنشر. وقد جاء البيان بعد ساعات من دعوة الهيئة العامة للاستعلامات لمقاطعة هيئة الإذاعة البريطانية BBC. ورأى مراقبون أن بيان النائب العام في حقيقته هو منشور يطالب فيه أعضاء النيابة بالتفرغ لضبط الإعلاميين، وأنه يمثل استبدالًا لوزارة الداخلية بالنيابة العامة، ويظهر أن هناك شعور بأن الداخلية لا تؤدي واجبها، أو أن هناك قضية كبيرة يجهز لها، وتريد الدولة تحريكها من قبل النيابة العامة، وإسنادها إلى قاضي تحقيق. لا تعد هذه المرة الأولى التي تنتقد فيها الاستعلامات التغطية الإعلامية للنظام الحاكم في مصر وسياساته، وتتهمها بالإنحياز وغياب المصداقية؛ فقد انتقدت الهيئة، في يناير 2018، تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، تحدث عن تسريبات مكالمات هاتفية من المفترض أنها تخص ظابط مصري وهو يملي على شخصيات إعلامية معروفة ما تقوله عن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وهو ما ردت عليه هيئة الاستعلامات مؤكدة أن مواقف مصر الدولية لا يتم معرفتها من تسريبات صادرة عن شخص مجهول. كما سبق واتهمت الهيئة وكالة رويترز و (BBC) بـ "التغطية الغير دقيقة"، وذلك في أكتوبر 2017، حين لجأت وسائل إعلام –في تغطيتها لحادث طريق الواحات- إلى مصادر مجهلة لمعرفة عدد القتلى بعدما تأخرت البيانات الرسمية عن تحديد تداعيات الحادث. وعند نشر العدد الرسمي للقتلى الذي كان مختلفًا عن الأعداد المنشورة. بعدها بشهر أدانت الهيئة وسائل إعلام عديدة لعدم استخدامها مصطلح الإرهاب في تغطية أخبار حادث مسجد الروضة الذي لقى مصرعه فيه أكثر من 300 شخص إثر هجوم من مسلحين. قراءة في دلالة التوقيت: كثيراً ما تتهم الـ (BBC) في نسختيها العربية والإنجليزية بالتحيز وعدم الموضوعية في تغطيتها للأحداث في المنطقة العربية؛ في الدراسة التي أعدتها     "منظمة فكر وبناء" التي تعنى بشؤون الجالية السورية في مدينة مانشستر البريطانية، قد أعدت تقريراً بناء على دراسة لتغطية القناة –في نسختها الإنجليزية- لسورية خلال حملة نظام الأسد على مدينة حلب أواخر عام 2016. وخلصت الدراسة التي شملت أكثر من 300 مادة إعلامية إلى أن تغطية "بي بي سي" لا تعكس حجم الجرائم التي يرتكبها نظام الأسد وحلفاؤه ضد المدنيين، بالمقارنة بالجرائم التي ترتكبها الأطراف الأخرى. فقد كشفت الدراسة حينها أن "بي بي سي" ذكرت أن النظام وحلفاءه كمرتكبين للمجازر في أربعة فقط من أصل 38 تقريراً عن مجازر ارتكبها النظام، أي بنسبة 11%. بينما بلغت نسبة تحديد المسؤولية في الهجمات التي اتهمت بها المعارضة إلى 80%، وإلى 100% عندما يتعلق الأمر بتنظيم "داعش" أو الهجمات التي قام بها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. أما القناة في نسختها العربية فقد وصلت الاتهامات بتحيزها وعدم موضوعيتها ذروتها عام 2016، عندما تقدمت المذيعة السورية "ديما عزالدين" باستقالتها من القناة، احتجاجاً على طريقة تغطيتها للملف السوري، واتهمتها حينها بالانحياز لصالح نظام الأسد، لكنّها عادت وقالت في منشور على "فيسبوك" إنّ الاستقالة جاءت لأسباب شخصيّة، مؤكّدةً في الوقت نفسه أنّ "لديها اعتراضاتٍ على تغطية الخبر السوري في القناة". كما سبق ونشرت القناة صوراً لضحايا قصف قوات النظام حلب المحاصرة على أنها من مناطق النظام، مشيرةً إلى أن الضحايا سقطوا نتيجة قصف قوات المعارضة، معيدةً استهلاك رواية محطة (RT) (روسيا اليوم سابقاً) المدعومة من الكرملين والمعروفة بتأييدها لنظام الأسد. تعرضت القناة كذلك لإنتقادات واتهامات بالتحيز في 2012؛ بسبب تغطيتها غير المتوازنة للثورات في دول الربيع العربي، إلا أن المفارقة تكمن في أن القناة حينها ركزت على رواية الثوار بدلاً من الأنظمة. وقد خلص تقرير أعدته إدارة القناة حينها؛ لتقييم تغطياتها لثورات الربيع العربي، أن القناة تأخرت في تغطية خروقات حقوق الإنسان من قبل الثوار في ليبيا، وتراجعت تغطيتها في مصر بعد تنحي الرئيس مبارك، وعدم تغطية الجانب السعودي، إضافةً إلى استخدام لفظ "النظام" في تغطية التطورات، وأوصى التقرير حينها بإدخال تحديثات على تغطية "بي بي سي" لتوفير صورة أشمل. وفي مصر، وعقب نشر…

تابع القراءة

اليات التدخل الروسي فى الشرق الاوسط ( ترجمة )

  آليات التدخل الروسي في الشرق الأوسط (ترجمة) الاستراتيجية الروسية نحو إثبات وجود وحضور أقوى في منطقة الشرق الأوسط، تحديدًا في الخليج، وذلك يتضح من سياسة بوتين الخارجية حيث أنه يعتمد بشكل كلى على علاقة التأثير والتأثر بين التمويل والسياسة. وتحرص روسيا علي وصف الغرب على أنه غير أخلاقي وفاسد، فضلًا عن اختلافهم عن الأنماط الغربية للديمقراطية، ويري بعض القادة العرب الذين يرون أن نهج روسيا صحيح لأنهم يعتقدون أن الحوكمة القوية ليست مطلوبة في الشرق الأوسط اليوم. وبالتالي، فإن الرؤية الأخلاقية لروسيا التي تنطوي على "السيادة الروحية"، من خلال تكوين ثروة وطنية عظيمة من المعادن والطاقة الاستراتيجية، بالإضافة إلى علاقة موسكو مع الصين تتماشي مع طموحات الشرق الأوسط. ويعمل الاتحاد الروسي على بناء علاقات مالية قوية مع الدول العربية الرئيسية، والبحث عن فرص استثمار أخرى في المستقبل. وهدف روسيا هو البناء على حسن نية دول الخليج في مختلف قطاعات الأعمال، وبالتالي بناء ميزة جيوسياسية تثير التعاون العربي، وتُتيح لروسيا الدخول في مناطق أخرى من الشرق الأوسط كشريك استراتيجي. إن تطوير "ممر بين الشمال والجنوب" يستند إلى التمويل والسياسة، الذي بدأه بوتين في عام 2007 ومنذ نشأته، يلعب دورا هاما في ربط المنطقتين. ويمثل الممر بين الشمال والجنوب حقيقة استراتيجية تسمح لعلاقات روسيا مع الدول العربية بأن تكون نقطة انطلاق للمبادرات الاقتصادية الروسية في أفريقيا وجنوب العالم. وعلى الرغم من المخاوف الاقتصادية المحلية لروسيا، يبدو أن التكتيكات المالية للكرملين الموجهة إلى الشرق الأوسط قائمة على أسس جيدة. منذ عام 2007 وروسيا تستخدم تكنيكات تتعلق بالتمويل من أجل تحقيق أهدافها الاستراتيجية في الشرق الأوسط، تلك القوة الناعمة التى اعتمد عليها بوتين منذ أن تولى حكم روسيا بطرق عديدة جديدة ومبتكرة وبدون توقف. هذه التعاملات أو العلاقات التى تدار بين روسيا والشرق الأوسط قد تكون رسمية أو غير رسمية، هى معاملات عامة لكن هناك معاملات تدار في مساحات رمادية بين ما هو رسمى وغير رسمى، تلك المساحات الرمادية لا يتضح ظاهريًا أنها تعتمد على النقود فهى معقدة على عكس ما يصدرها المحللين السياسيين بسلاسة. تعتبر الدول الشرق أوسطية في نظر الروس سوق خصب للشركات التابعة للحكومة الروسية والخاصة.  تستطيع الشركات الصناعية العملاقة الروسية التنافس على مناقصات المشاريع بأسعار معقولة ضد منافسين آخرين على الرغم من الأداء الاقتصادي المتدهور لروسيا والعقوبات الغربية القوية على موسكو التي قد تعمل أو لا تعمل. منذ عام 2007، اتبعت روسيا عدة تكتيكات هي: خلق ممر اقتصادي شمالي جنوبي قائم على تاريخ روسيا وثقافتها لتأسيس مكانة جيدة في الشرق الأوسط. تكثيف التواصل بأدوات ناعمة كالمعارض الترويجية بجانب الأعمال الربحية الأخرى. توقيع اتفاقيات التمويل "الروسية-العربية"، وخاصة بين صناديق الثروة السيادية وغيرها من الجهات الاستثمارية المملوكة للحكومة الخليجية. طباعة العملات للتوزيع في مناطق الحروب بالشرق الأوسط. القدرة على إستخدام التمويل كتكتيك هو شئ جديد على الحكومة الروسية تحديدًا فيما يتعلق بالأنشطة التى تدار في دول الخليج العربي. إن الهدف الأساسي لروسيا هو بناء علاقات أكبر بين الشرق الأوسط وروسيا وتكون روسيا هي المهيمنة في هذه العلاقة. على الرغم من تاريخ بعض الصفقات السيئة خلال الأزمة المالية العالمية. وترى روسيا فائدة ربطها التعاقدي مع الصناديق العربية حيث أن ((Vnesheconombank (VEB,)) يخضع للعقوبات الأمريكية منذ عام 2015. وتقوّض التكتيكات المالية الروسية في الشرق الأوسط السياسة الخارجية الأمريكية، من خلال التلاعب بالاقتصادات المحلية بهدف كسب قلوب وعقول الموظفين المدنيين والجنود وموظفي الدولة في الأراضي العربية التي تدعمها موسكو. وبالتالي، يمكن الاستقرار على أن جزء كبير من سياسة بوتين الخارجية تجاه الشرق الأوسط يتمثل في رغبة بوتين في الحضور القوى هناك من خلال حسن توظيف المال في السياسة للهيمنة على الجغرافيا السياسية.   يري الكريملن أن دور روسيا التاريخي في الشرق الأوسط يؤتي ثماره الآن حيث استخدام روسيا لبعض الأدوات التى تساعد دول الشرق الأوسط على أن تدور في فلك روسيا. يثير التعاون المالي المتزايد والترابط بين روسيا ودول الشرق الأوسط العربية عددًا من الأسئلة المثيرة للقلق. إلى أي مدى تسمح دول شبه الجزيرة العربية بتمكين الأهداف الأجنبية الروسية؟ وما هو تأثير التكتيكات المالية الروسية على مصالح الحلفاء الأمريكيين في الشرق الأوسط؟ كيف تؤثر هذه الأنشطة على العلاقة مع الولايات المتحدة؟ كيف تتفاعل البُلدان الأسيوية، وبالتحديد صناديقها الإجتماعية، مع صناديق الرعاية الأجتماعية العربية التي تتعامل مع موسكو؟  وتُعتبر قدرة روسيا على استخدام التمويل كتكتيك شيئًا جديدًا على الكرملين، مع معظم النشاط المالي الذي حدث في دول الخليج ا     لعربي. والهدف هو بناء علاقات أكبر بين المنطقتين، الدول العربية التي هي منفتحة على التكتيكات المالية الروسية وتتأقلم معها، تمكن موسكو من تعزيز نفسها في شؤون الشرق الأوسط. وعمومًا، فإن التكتيكات المالية الروسية في الشرق الأوسط تُقلل من إمكانيات السياسة الخارجية الأمريكية وتسهم في بيئة مالية غير صحية للولايات المتحدة من خلال التلاعب بالإقتصادات المحلية من أجل كسب قلوب وعقول المدنيين وأيضًا موظفي الخدمة المدنية والجنود والعاملين في الدول التي تدعمها موسكو في المنطقة. إن استخدام روسيا لسياسة التمويل لبناء وجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتحديدًا الخليج، هو جزء هام من سياسة بوتين الخارجية، وستكون الولايات المتحدة حكيمة لتتبع هذه التطورات وتقييم آثارها على استراتيجية واشنطن الأمن الخارجي. الخلاصة: بعد عرض هذه الورقة نخلص إلي أننا بصدد حرب باردة جديدة بين نفس الكتلتين، بين معسكر شرقي وأخر غربي وبدأت بالفعل عمليات التعبئة والاستقطاب من قبل المعسكر الشرقي بسياسات واقعية تمس وتتلاقي مع طموحات الشرق الأوسط فالواقع الحالي المالي والمادي في بلدان الشرق الأوسط يتلائم مع سياسات روسيا التمويلية تجاههم فضلًا عن التصور الفكرى عن الغرب والديمقراطية وما هو أخلاقي وما هو غير أخلاقي. أعتقد أن روسيا تعلمت من هزيمتها في الحرب الباردة الأولى وبدأت تتكيف مع العالم الجديد بقيادة الولايات المتحدة الذي جعل من بلدان شيوعية تتحالف مع شركات رأسمالية من أجل واقع فرض نفسه، فعلى الرغم من أن ذلك انتصار نظرى للأيديولوجية الرأسمالية إلا أن الانتصار الفعلى سيكون على أرض الواقع بنجاح قطب بعينة على الاستقطاب الجيد وخلف خريطة تحالفات جديدة الأمر التى تعمل روسيا عليه الآن بخطى ثابتة.

تابع القراءة

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022