الاحتجاجات الإيرانية التوقيت والدلالات والسيناريوهات المتوقعة

 الاحتجاجات الإيرانية التوقيت والدلالات والسيناريوهات المتوقعة

تشهد مختلف المدن الإيرانية مظاهرات احتجاجية شعبية عارمة من أقصي الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي وردد المتظاهرون هتافات ضد المرشد والرئيس الإيرانيين رافضين التدخل الإيراني في المنطقة، وهو ما يجعلنا نطرح بعض التساؤلات التي تسعى تلك الورقة للإجابة عليها؛ مثل: ما سبب تلك الاحتجاجات؟ ما هو حجم الاحتجاجات وانتشارها؟ من يقف وراءها؟ كيف تعامل النظام معها؟ وما هو تأثيرها على الحركة الإسلامية في مصر؟

أولاً: حجم الاحتجاجات وسرعة انتشارها:

تراوح حجم الحشود بين المئات وبضع الآلاف، وبالنسبة للمواقع التي انطلقت منها المظاهرات فهذه المرة لم تقتصر على أوساط المهمشين مثل الأكراد بالشمال الغربي أو سكان الأهواز بالجنوب الغربي أو البلوش بالجنوب الشرقي، ولكنها انطلقت من بين أوساط السكان الأساسيين، في مدن من بينها مشهد ثاني أكبر المدن الإيرانية ومعقل المحافظين السياسيين وموطن ضريح الإمام الرضا أحد أقدس المواقع لدى الشيعة[1]، وامتدت لمناطق أخرى مثل نيشابور وكاشمر وشاهرود، حيث أفاد ناشطون إيرانيون صباح الجمعة بأن مظاهرات جابت شوارع مدينة كرمانشاه وشيراز ولرستان والمحمرة وأصفهان وحمدان حتى وصلت الاحتجاجات إلى مدينة قم، مدينة لرجال الدين الأقوياء في إيران.

في مدينة كرمانشاه غرب إيران ذات الأغلبية الكردية، ردد المتظاهرون شعارات تطالب بالإفراج عن السجناء السياسيين وضد الفساد في البلاد، وأطلق المحتجون شعارات تشير بوضوح إلى المرشد الإيراني علي خامنئي حيث هتفوا: "الشعب يلجأ للتسول والآقا (خامنئي) يعيش في نعيم"، وطالب المتظاهرون في كرمانشاه بقية المدن الإيرانية بالانضمام إلى الاحتجاجات التي من المتوقع أن تتوسع بعد أن دعا لها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما كرر المتظاهرون في مدينتي كرمانشاه وشيراز شعارات أطلقها محتجون الخميس في مدينة مشهد وهي "الموت لروحاني" و"الموت للديكتاتور" و"لاغزة ولا لبنان"، "روحي فداء لإيران"، في إشارة إلى الدعم السخي الذي يقدمه النظام في بلادهم إلى ميليشيات موالية لإيران في المنطقة.

ثانياً التفسير: التشابك بين الاقتصادي الحاضر بقوة والسياسي الأيديولوجي الكامن:

تتعدد الأسباب خلف الاحتجاجات وبعضها ظاهر يرتبط بالأوضاع الاقتصادية ولكن بعضها كامن وذو دلالات سياسية؛ يعتقد البعض أنها جاءت نتيجة موجة الغلاء التي وصلت حد تجويع الشعب وسموها "ثورة الغلاء" لكن البعض الآخر يرى أن الغلاء في الواقع هو القشة التي قسمت ظهر البعير، فالسياسات التي انتهجها النظام الإيراني مست حياة الشعب الإيراني السياسية والاجتماعية والاقتصادية قبل أن تضر الشعوب الأخرى في المنطقة[2]، كل هذا بالإضافة إلى أنباء عن تفاقم صراعات الأجنحة داخل النظام الإيراني والتي بدأت تظهر للعلن جوانبها وأسرارها على غير عادة أقطاب هذه الاجنحة، بحيث تعطي انطباعاً بأن ما يدور ليس أمراً اعتيادياً ومألوفاً، وأن هناك ما يدعو للاعتقاد بأن الأوضاع السياسية بين النخب الحاكمة في طهران ليست على ما يرام[3].

ومن الملفت أن الكثير من الشعارات في المظاهرات لها علاقة بقضايا السياسية الخارجية، فعلي الرغم من الانتصارات السياسة الإيرانية على الصعيد الخارجي، ونجاحها في تحقيق انتصارات ملموسة في العراق وسورية واليمن، يلاحظ أن المتظاهرين ينددون بهذه السياسات ويطالبون بوقف الدعم وتطالبه بوقف الدعم المقدم للنظام السوري وحزب الله وقطاع غزة، لما لذلك من تداعيات سلبية على المواطن الإيراني الفقير.

وعلي العكس من بعض التحليلات التي تشير لأصابع خارجية في الداخل الإيراني، يبدو من مضمون الشعارات التي يرفعها المتظاهرون وشكل وحجم الاحتجاجات التي تتصاعد وتنتقل من مكان إلى آخر أن السبب الرئيسي وراء تلك التحركات هو العامل الاقتصادي بالأساس، حيث يبدو أن قطاعات عريضة من الشعب الإيراني يعاني من الفقر ومن تدني المستويات المعيشية، يضاف إلي ذلك أن هناك عدد كبير من الشركات التي أعلنت افلاسها الفترة الماضية مما تسبب في إضرار قطاع عريض من الشعب الإيراني الذي سأم الدور الإيراني الخارجي في مقابل حالة الإهمال التي يعاني منها الشعب الإيراني منذ فترة طويلة، فحسب التقديرات العلمية يقوم النظام الإيراني بإنفاق مئات الملايين من الدولارات شهريا علي النظام السوري وغيرها من القوى التي يدعمها نظام الملالي في سورية والعراق واليمن وكذلك في لبنان، يضاف إلى ذلك هناك انتشار كبير للفساد في مؤسسات الدولة الإيرانية ما يجعل الشعب الإيراني يتحمل فاتورة كبيرة منذ فترة طويلة دون أن يستطيع التعبير عن هذا الغضب، إلا أن تزايد حالة الاحتقان وعدم القدرة علي التحمل قد تكون الدافع الأكبر وراء تلك الاحتجاجات.

 ثالثا: القوي المستفيدة والقادرة على توظيف الاحتجاجات لصالحها:

في ظل ماسبق نكون أمام احتمالين؛ أولهما: أن تكون التظاهرات في سياق صراع الأجنحة داخل النظام الإيراني بين خامنئي وروحاني. كما جاء على لسان إسحق جهانكيري نائب الرئيس وحليفه المقرب، الذي اعتبر أن معارضي الرئيس المحافظين قد يكونون من بدأوا الاحتجاجات" وأن "هذه المظاهرات لها أسباب أخرى"، لم يحددها[4]، إلا أن هذا الاحتمال تبطله التظاهرات وما رفعته من شعارات نادت بسقوط كليهما – خامنئي وروحاني – وحتى سقوط ما يُمكن تسميته بالدولة الإيرانية العميقة عابرة الحدود حيث نادى المتظاهرون "لا غزة ولا لبنان"، أما وهناك قرائن قوية علي تورط جناح أحمدي نجاد المحافظ الراديكالي في تظاهرات مدينة مشهد الأولي نظراً لصراعه التاريخي مع المرشد خامنئي، ولكن الأمور يبدو أنها خرجت عن السيطرة بانضمام شرائح شعبية واسعة وقطاعات من المحافظات؛ ثانيهما: فهو أن يكون وراء تلك التظاهرات المحور السعودي الإماراتي بدعم أمريكي وإسرائيلي، وهو الاحتمال الذي يرجحه التصريحات المتفائلة لضاحي خلفان بخصوص العام الجديد في إيران، بالإضافة لكون فريق التواصل التابع للخارجية الأمريكية هو الجهة الوحيدة التي استطاعت بث التظاهرات بالرغم من التعتيم الإيراني الشديد عليها[5]، وهو ما دفع الحرس الثوري الإيراني لإصدار بيان حمَّل فيه ما أسماه بـ "الثالوث الخبيث" (وهي الولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا) بالتعاون مع الأنظمة الرجعية في المنطقة المسئولية عن الأحداث، وذلك بانتهاج "استراتيجيات خفية وعلنية" وتشويه الحقائق التاريخية و"تطهير أصحاب الفتنة والبغاة ضد النظام"، وذلك من خلال عمليات نفسية واسعة "لقلب الحقائق والإيحاء بمؤشرات خاطئة ومنحرفة"[6].

رابعاً: استراتيجية النظام:

على الرغم من قوة النظام الإيراني ألا أن حجم الاحتجاجات وانتشارها وآثارها أصابته بالارتباك، ويبدو من رد فعل النظام الإيراني أنه فوجيء بتلك المظاهرات، وذلك على الرغم من قيامه بقتل ما يقرب من 15 مواطناً، إذ لايزال خطاب الحكومة الإيرانية يحاول امتصاص الغضب الجماهيري، وألا ينجر إلى استخدام العنف المفرط مع المتظاهرين مثلما فعل بشار الأسد، وذلك خوفا من انفلات الأمور وصعوبة السيطرة على الجماهير الغاضبة في إيران.

وقد اعتقلت قوات الأمن الإيرانية مئات المتظاهرين واستخدمت الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه من أجل تفريق المتظاهرين، وحدثت اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة في مدينة شيراز، وقد ارتفع أعداد القتلى إلى 15 شخص بين مدني ورجال أمن، وأعلن مسئول في الأمن الإيراني بمدينة مشهد عن اعتقال 52 متظاهر إثر اندلاع مظاهرات في شوارعها، وذلك بعد أن هتف المحتجون بشعارات ضد الرئيس حسن روحاني والمرشد علي خامنئي.[7]

ويتوقع أن يتزايد التوظيف الخارجي لتلك التظاهرات والعمل على تغذيتها، خاصة وأنها تبدو قوية، وتعمد في بعض المناطق إلى استفزاز النظام الإيراني وإهانته لأول مره في تاريخ الثورة الإيرانية، وهذا بمثابة جرس إنذار خطير بالنسبة لنظام الملالي الذي يعتمد على اللحمة الداخلية القوية من أجل مواصلة مشروعه الخارجي الذي يهدف إلى السيطرة على منطقة الهلال الشيعي، بعد أن قطع شوطا كبيرا في هذا الصدد.

استرانيجية النظام الايراني بناء على الخبرات السابقة:

‏• هجوم اعلامي رسمي على المتظاهرين لنزع الشرعية عنهم.

‏• عرقلة وقطع التواصل بين الإيرانيين والعالم الخارجي.

‏• تحريك التجمعات الموالية ضد المعارضة.

‏• تكثيف الاعتقالات لاسيما رؤوس الاحتجاجات "ان وجدت".

‏• نشر البسيج وان لم يكف فاتباعه بعدها بالحرس الثوري.

خامساً: مستقبل الصراع بين النظام والحراك الاحتجاجي:

يلاحظ أن النظام الايراني هو النظام الوحيد الذي وصل الى السلطة عبر ثورة شعبية، ولذلك فهو يعرف تماما كيف تجري الثورات وما هي مداخلها ومخارجها وطرق محاصرتها وإحباطها، وهو أكثر خبرة في هذا المجال من الأنظمة الاخري، كما أن  تجربة عام ٢٠٠٩ دليل علي قدرة النظام علي القمع حيث شهد احتجاجات ضخمة ضد نتائج الانتخابات الرئاسية ولكنه تمكن من احباطها وكانت أحداثها ملهمة لبعض الشباب العربي، بل إن النظام الايراني نقل جزءا من خبراته في افشال الثورات الى حلفائه، لذلك فشلت التحركات المماثلة في كل من #لبنان و #العراق و #سوريا بدرجات مختلفة.

ويمكن توقع تزايد قوة الحراك خصوصاً في مناطق الأقليات القومية مثل البلوش والكرد والعرب بشكل يشكل تشتيت لقوة النظام الايراني والحرس الثوري، وكما أن النظام الايراني يجيد اجهاض الثورات لخبرته بها فإن قطاعات واسعة من الشعب الايراني لديها خبرات صناعة الثورة ومواجهة الأنظمة المتعاقبة مما يكسبها خبرة وقدرة غير متوافرة لكثير من الشعوب العربية.

والحقيقة أن النظام الإيراني لايزال يسيطر على الأوضاع ولا يتوقع أن في الوقت الراهن أن ينجح الشعب الإيراني في توسيع دائرة احتجاجات للدرجه التي تمكنه من إسقاط النظام الحالي، حيث يبدو من طريقة تعامل الحكومة الإيرانية أنا لاتزال تسيطر على الأوضاع وأنها تتعامل مع الاحتجاجات كل علي حسب درجة خطورته، وأنها ترغب في أن تفسح المجال للشعب للتعبير عن غضبه.

وقد تؤدي الاحتجاجات إلى اصلاح حقيقي في بعض قطاعات الدولة التي يسيطر عليها موالون للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية، وذلك على اعتبار أن ترك الأمور دون علاج من شأنه في المستقبل أن يقلب الأوضاع رأسا على عقب في الداخل الإيراني، ومن ثم يتعين الإصلاح السريع لامتصاص الغضب الجماهيري وزيادة اللحمة الداخلية وعدم ترك أعداء إيران من استغلال تلك الاحتجاجات وتمويلها لاسقاط النظام الحالي باعتبار أنه يمثل خطورة كبيرة الآن على مصالحها في المنطقة، واستبداله بنظام أكثر ولاءً للشريك الغربي.

لذلك لا يتوقع أن تتسع رقعة الاحتجاجات، وفي حال حدث ذلك سيلجأ النظام الإيراني لاستخدام القوة المفرطة لقمع المحتجين، وذلك حتى لا يترك أي فرصة لأعداءه في الخارج لاستغلال ذلك لتمويل الاحتجاجات وزيادتها بالشكل الذي يمثل خطورة على النظام وعلى مشاريعه في المنطقة.

يتوقع أن يسفر القمع الشديد عن تراجع الحركة الاحتجاجية في طهران ولكنها قد تتحول إلى تمرد مسلح قوي في المناطق المختلفة قومياً عن الفرس وهي بلوشستان والمناطق الكردية والأحواز بما يعني استنزاف للنظام الايراني بشكل يقلص حضوره الإقليمي.

سادساً: اتجاهات تطور الأوضاع

§         بدأت بمدينة مشهد ووصلت إلى 40 مدينة أخرى منها طهران العاصمة، بسبب ارتفاع الأسعار والفساد، والحديث عن تشابهها مع التي حدثت في 2009 أو ما عرف بالحركة الخضراء احتجاجا على نتائج الانتخابات التي فاز فيها أحمدي نجاد بالرئاسة. تشير التظاهرات إلى اهتزاز سلطة خامنئي التي لها نفوذ كبير على كل المؤسسات بالدولة، والمؤسسات الدينية التي يحترمها الإيرانيون.

§         المظاهرات تأتي مع الحديث عن تخطيط خارجي لإسقاط نظام الملالي الإيراني، أشارت له دراسة نشرتها مؤسسة راند كوسيلة لإحداث استقرار بالمنطقة وحماية شركاء الولايات المتحدة من خطرها.

§         كشف تقرير مسرب عن اجتماع المرشد الإيراني مع القادة السياسيين ورؤساء قوات الأمن، وحديثهم عن الضرر الذي لحق بمختلف القطاعات بسبب الاحتجاجات وأنها تهدد أمن النظام، معتبرين أن هناك اختلاف بين الأحداث الحالية وأحداث اندلعت في السابق، والخشية من تحول مطالبات المظاهرات من اقتصادية إلى سياسية مع ظهور شعارات سياسية منددة بالحكم.

§         ينتقد النظام الإيراني التصريحات الخارجية التي تطالب بتعديل الأوضاع، واعتبرها تدخلا في الشأن الداخلي الإيراني، وكأن النظام الإيراني لا يتدخل في الشأن الداخلي لدول أخرى على رأسها الدول المحيطة به.

§         يدور سؤال حول احتمالية انتقال ما يحدث في إيران من مظاهرات إلى دول أخرى بالمنطقة على غرار ما حدث في الربيع العربي، خاصة في ظل تراجع المؤشرات الاقتصادية إثر الأزمة التي لحقت بأسعار النفط.

§         أوضحت التظاهرات ضعف القوى المعارضة، إذ لم يستطع أي حزب أو حركة سياسية ادعاء قيادة الحراك، يضاف إلى ذلك فشل الإضراب العام الذي دعت له المعارضة، واستمرت الأسواق في عملها، في الوقت الذي يزيد النظام من التظاهرات المؤيدة والتي دعا لها غد الجمعة.

§         تقوم بعض الاتجاهات السلفية والاسلامية بالتركيز على مظالم العرب السنة في إيران

§         حظر السلطات الإيرانية استخدام انستجرام وتليجرام، من أجل كبح جماح الاحتجاجات، لأنها من أكثر الوسائل التي يتم التواصل عبرها هناك لدعم المظاهرات.

سابعا: أثر المظاهرات على العالم العربي والاسلامي: سيناريوهات وتوصيات:

الأول: استمرار النظام بالوضع الحالي وسياساته الحالية حيث يدعم القوي الشيعية في المنطقة ضد السنة العرب ولكنه في صدام مع أمريكا واسرائيل ويدعم حماس وقضية القدس.

الثاني: بديل ليبرالي وعلماني وقومي فارسي التوجه من ناحية القيادات والقاعدة الاجتماعية ومدعوم من ترامب ونتانياهو ولذلك فسوف يكون معادي للقوي الإسلامية.

الثالث: حراك شعبي غير مسيس علي نمط دول الربيع العربي الذي حظي في البداية بدعم الغرب أيضاً، والدخول في الصراع علي توجيه الحراك وتوظيفه واستخدامه لصالح الأمة بعد تقليص شوكة إيران المعادية للسنة ودعم القوي المعارضة لأمريكا واسرائيل.



 

adminu

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022