عودة هادي لليمن وزيادة حدة الصراع بين الفرقاء

يبدو ان الصراع في اليمن يتجه نحو مزيد من التصعيد والتعقيد والتقسيم في ذات الوقت، إذ تزامن رجوع الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي الي عدن، مع إعلان جماعة الحوثي وعلي عبدالله صالح تشكيلتهم للحكومة الجديدة، لنصبح إزاء حكومتين تديران الاوضاع في اليمن، وهو وضع بات يشبه الي حد كبير الوضع في ليبيا، الامر الذي يعني اننا ازاء تطور للاوضاع خطير ينذر بانتهاء الصراع اليمني الي تقسيم الدولة، والدخول في حلقة مفرغة تعيد الي الاذهان اجواء الصراع في تسعينيات القرن الماضي.

وتزداد الامور تعقيدا بعد فقدان الرئيس هادي والتحالف الذي تقوده السعودية الثقة في المبعوث الاممي وفي الدور الذي تلعبه الامم المتحدة والشركاء الدوليين وعلي رأسهم الولايات المتحدة، والتى يبدو انها تلاعب الجميع، وتسعى لتعميق الصراع من خلال دعم الانقلابيين والتواصل معهم للاستمرار في الصراع، وغض الطرف عن الدعم الغير محدود الذي يصلهم من ايران وروسيا.

وإزاء هذه التطورات لم يعد امام الرئيس هادي سوى موازنة الامور علي الارض من خلال التواجد الفعلي والكف عن ادارة المعركة من الخارج وتحديدا من داخل الاراضي السعودية، خاصة وان الاعتماد علي التحالف السعودي قد لا يؤتي النتائج المرجوة، بعد أن تأكد الجميع من ان من علي الارض يكسب في النهاية، وأن استمرار الاعتماد علي القوى الخارجية من شأنه أن يضيع الشرعية اليمنية ويقضي علي ثورتها.

وإن كانت الخطوة الذي اقدم عليها هادي متأخره خاصة وأنها تأتي بعد ان تمكنت جماعة الحوثي وصالح من تثبت اقدامهم في العديد من المناطق، ونجاحهم في تحدي التحالف الذي تقوده السعودية، بل وقيامهم بتوجيه ضربات متتالية الي المملكة وتهديد امنها واستقرارها، بل وامتلاكهم القدرة علي اللدخول الي الاراضي السعودية ، لولا الخوف من اثارة المجتمع الدولي والشعوب العربية السنية والدخول في آتون مواجهات ليست من مصلحتهم في الوقت الحالي.

وتعكس التطورات التى تشهدها الاراضي اليمنية أزمة ليس فقط لهادي والحكومة الشرعية وإنما كذلك للمملكة العربية السعودية التى باتت تجد نفسها وحيدة في مواجهة ليس فقط الحوثيين وحلفاءهم من الايرانيين الساعيين لاستكمال مشروع الهلال الشيعي، ولا الروسي الذي يعملون بجد لايجاد مواطئ قدم جديدة في العديد من البلدان العربية، وإنما كذلك في مواجهة حلفاءهم القدامي وعلي راسهم الولايات المتحدة التى بدأت في تغيير تحالفاتها القديمة وتقديم ايران علي من سواها، وكذلك مصر التى تخلت عن الخليج واعلنت دعمها للنظام السوري المجرم وجماعة الحوثي التى تمثل شوكة في ظهر المملكة.

لذلك يتوقع ان تشهد الفترة المقبلة نجاح جماعة الحوثي وصالح في توسيع رقعة انتشارهم في اليمن، علي الرغم مما يواجهونه من ضربات موجعة من قبل التحالف الذي تقوده السعودية، وهو ما قد يستمر في مواجهة هادي وحكومته الامر الذي من شأنه أن يجعل من الصعوبة تحقيق الاستقرار في القريب العاجل في اليمن، بل قد يؤدي الي حروب اهلية وطائفية تسهم في تقسيم اليمن الي شمال يسيطر عليه الحوثي وصالح وجنوب تسيطر عليه الحكومة الشرعية.

 

adminu

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022