إطلالة على تغطية بي بي سي ودويتش فيله للأوضاع في مصر
إطلالة على تغطية بي بي سي ودويتش فيله للأوضاع في مصر يتناول التقرير عرضا لما ألقت عليه كل من قناتي دويتش فيله الألمانية باللغة العربية وبي بي سي العربية، وموقعهما الالكتروني في الأيام القليلة الماضية الضوء على تطورات الأوضاع في مصر سياسيا واقتصاديا وطبيعة القضايا المتناولة، وكيفية تناولها وعرضها، وخاصة الحديث عن الاستعدادات الخاصة بالانتخابات الرئاسية المصرية. أولا: دويتش فيله سياسيا: · تعرض المستشار "هشام جنينة" أحد مساعدي الفريق "سامي عنان" للضرب بهدف الاغتيال، وهذا بعد استبعاد عنان من سباق الرئاسة وبعد إعلان نيته عن اختيار نواة مدنية لمنظومة الرئاسة منهم "جنينة" و"حازم حسني" كنائبان له.[1] · تقرير صادر بعد انتهاء مهلة الترشح للانتخابات،[2] يوضح أن إقصاء عدد من المرشحين الذين دخول السباق الانتخابي يعيد الحديث مسألة وضع الديمقراطية في مصر، وتساءل عن أسباب الصمت الأوروبي على ما يدور في مصر. وأشار التقرير إلى ترشيح رئيس حزب الغد "موسى مصطفى موسى" المعروف بتأييده للنظام، والذي أتى بعد يوم من نشر شخصيات سياسية لبيان يطالب بمقاطعة الانتخابات، واتهم السيسي بمنع أي منافس نزيهة. وأوضح التقرير أن ترشح "موسى" يجعله مجرد "كومبارس" لخدمة السيسي، وذلك الأمر لن يقنع الناس بالمشاركة في مشهد ديمقراطي، فعلى سبيل المثال ما قاله "البرادعي" أنه لا يجب تحويل طقوس ديمقراطية إلى مسخ طالما لا يُفهم معناها. من الواضح أن هناك موقف رسمي غربي غير ناقد للأوضاع في مصر، فعلى سبيل المثال قال الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحفي مع السيسي أنه لن يعطيه دروسا في حقوق الإنسان، بالإضافة إلى ما تقدمه النظم الغربية عموما ما يساعد النظام على البقاء دون شروط سياسية، وذلك لأن هناك شبكة من المصالح التي تربط النظام بالحكومات الأوروبية، على رأسها توفير الأمن والاستقرار في منطقة حوض البحر المتوسط، بالإضافة إلى الصفقات الاقتصادية التي أبرمها النظام مع ألمانيا وفرنسا. لكن هناك من يرى أنه حتى لو كان هناك صمت أوروبي، فإنه مؤقت، ومن المتوقع استخدامه مستقبلا للضغط على مصر، لكن لن يصل الضغط إلى حد تغيير النظام. · في برنامج مسائية DW [3]، أشير لنجاح السلطت المصرية في التضييق على المرشحين للانتخابات، ليبقى في السباق السيسي وموسى، والحديث عن مدى تأثير ذلك على سمعة السيسي في الخارج والتي حرص على تقويتها الأعوام الماضية، وأشار التقرير إلى مواقف بعض الصحف الغربية مثل واشنطن بوست التي طالبت ترامب بعدم التعامل مع السيسي كصديق، والصحف الألمانية التي انتقدت بيع الحكومة الألمانية للسلاح للنظام المصري، وأشار المشاركون في الحلقة أنها ليست انتخابات حقيقية، وأن ما يدور يشير أكثر إلى ما يشبه الاستفتاء. وأن ما حدث هو محصلة لأوضاع سياسية سلبية. وأن الجيش لا يريد أن يغامر بأي شكل من الأشكال، ويريد الاحتفاظ بالوضع كما هو عليه بوجود السيسي، ويظهر هذا في موقف الجيش من سامي عنان. بالإضافة للضغط الذي يعاني منه المجتمع المدني. · وفي برنامج السلطة الخامسة الذي يقدمه الإعلامي يسري فودة،[4] أشار إلى مواقف رجال الدين الذين يدعون لعدم الاستجابة لمقاطعة الانتخابات وربطها بالشرع والدين، وملابسات الوصول لمرشح منافس للسيسي بعد خروج كل المرشحين المحتملين للانتخابات، والسخرية والانتقادات الإعلامية التي تعرض لها النظام. · وفي إشارة لموسى، فإنه متهم بالمشاركة في إحراق حزب الغد – الذي هو رئيسه – في 2006، وقد أعلن موقفه من السيسي مسبقا مؤكدا أنه سيفوز بالانتخابات، ولكن المطلوب أن تكون نسبة التصويت من 80 إلى 90% لمواصلة ما يقوم به من إنجازات؛ وأن ما حدث لهشام جنينة بالاعتداء عليه بالضرب يلخص مشهدا أوسع في التاريخ المصري الحديث؛ وأشار البرنامج إلى بعض المواقف الناقدة للنظام المصري في ظل هذه التطورات، إذ أعربت الخارجية الأمريكية عن قلقها إزاء اعتقال مرشحين محتملين للرئاسة المصرية، واعتبر السيناتور جون ماكين أنه من الصعب رؤية الانتخابات في إطار من النزاهة والحرية. وفي الجانب الأوروبي ظل الموقف الرسمي متحفظا عن الانتقادات، لكن هذا لم يكن عائقا أمام الصحافة ومراكز الأبحاث، فاعتبرت مجلة فورين بوليسي أن الانتخابات غير ديمقراطية، وأشار معهد شاتام هاوس البريطاني إلى أنه من الواضح أن الانتخابات ستكون مزورة لصالح السيسي، وأكدت مجلة دير شبيجل الألمانية أن الجيش هو من يحكم مصر، وأنها تعود إلى عهد الديكتاتورية، وأشارت صحيفة الإندبندنت البريطانية إلى أن منافسي السيسي يشبهونه بصدام حسين، وأكد معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى على أن تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية أدى إلى تآكل شرعية نظام السيسي. · في مقال للكاتب علاء الأسواني،[5] أوضح أن هناك من المصريين من لا يزال يصدق السيسي، رغم الفشل في إدارة أزمة سد النهضة، ورغم أن مشروع قناة السويس الجديدة لم يحقق أي زيادة في إيرادات القناة، ورغم أن هناك الكثير من الشباب المعتقل بسبب معارضتهم سياسيا وسلميا للسيسي، وأشار لمحاولة الاغتيال التي تعرض لها المستشار هشام جنينة بسبب تصديه للفساد ثم اشتراكه في الحملة الرئاسية للفريق سامي عنان، وفي هذه الأمور لا يزال الإعلام يؤيد ما يقوم به النظام. وانتقل لانتقاد المواطن الذي لم يتعود الاهتمام بالمجال العام ولا يريد أن يكون منبوذا، ويريد التركيز على حصوله على قوت يومه، كنتيجة لعقود من الاستبداد وانحطاط التعليم الذي دفع المواطنين لإلغاء عقولهم. اقتصاديا: · نُشر تقرير[6] في إطار الذكرى السابعة لثورة يناير، يشير إلى تدهور مستوى المعيشة لغالبية المصريين وتفشي البطالة، وفشل السياسات الاقتصادية المتبعة في تنفيذ برامج التدريب المهني وتقديم القروض الصغيرة رغم التأكيد الدعائي الممل عليها من قبل المعنيين في السلطة، رغم الحديث عن مؤشرات إيجابية في معدلات النمو والتجارة الخارجية والاحتياطات الأجنبية؛ وأشار التقرير إلى إشادة صندوق النقد الدولي في مراجعته الثانية لبرنامج إقراضه لمصر، وزيادة الاستثمار الأجنبي، وتنامي إنتاج الغاز وتعافي السياحة، وتوقعه بأن يحقق الاقتصاد المصري نموا يصل إلى نحو 5% في السنة المالية 2017- 2018، وانخفاض معدل التضخم إلى 12%. وأشار التقرير لتعويم الجنيه ورفع أسعار الفائدة ورفع الدعم الحكومي عن مصادر الطاقة كخطوة جريئة ساعدت على حشد أموال محلية وأجنبية لتنفيذ مشاريع كبيرة، ورفع احتياطي النقد الأجنبي إلى أكثر من 36 مليار دولار بحلول 2017، وتقليص عجز ميزان التجارة الخارجية من 52 إلى أكثر من 35 مليار دولار خلال عامي 2015 و2016، وارتفعت الصادرات غير النفطية بنسبة 10%. ساهم هذا في تحسين قدرة مصر للحصول على قروض وإصدار سندات؛ وفي إشارة إلى مدى تأثر محدودي الدخل بهذه السياسات، أوضح التقرير أنه منذ ثمانينات القرن الماضي لم تفلح أية حكومة مصرية في إعادة توزيع الدخول بشكل يقلص جوهريا من فساد وامتيازات كبار التجار والاغنياء والمتحالفين معهم من أصحاب السلطة في الدولة. واختتم التقرير بأن سياسات الاستثمار في عهد السيسي أظهرت التركيز الأساسي على مشاريع ضخمة بمليارات الدولارات، وفي المقابل تكاد مخصصات إقامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة وخاصة خارج المدن الكبرى لا تذكر، وهذا…