القبة الحديدية

القبة الحديدية مقابل صواريخ حماس المحلية

  منذ اندلاع المواجهات الأخيرة بين فصائل المقاومة والاحتلال الإسرائيل، أطلقت الفصائل الفلسطينية أكثر من 3000 صاروخ من غزة في اتجاه تل أبيب ومدن أخرى ردًا على استهداف الطائرات الإسرائيلية قطاع غزة في الأيام الماضية نجحت نحو 10% منها في اختراق القبة الحديدية وأوقعت قتلى وجرحى وتسببت في خسائر اقتصادية تجاوزت 160 مليون دولار ، حسب صحيفة القدس العربي. فما هي القبة الحديدة؟ وكيف تعمل؟ وكم تكلف؟ وكيف نجحت المقاومة في تجاوزها؟ تاريخ القبة الحديدة بدأ العمل على تطوير القبة الحديدية في فترة 2005 وبعد ظهور صواريخ جراد مع حماس في فترة بداية الألفينات ودخلت الخدمة فعاليًا سنة 2011، عملية تطويرها كان بدعم مالي جزئي من أمريكا ، وبدأ “باراك أوباما” من 2010 عرض طلبه على الكونجرس لتضمين الدعم الأمريكي المادي لإسرائيل في عملية تطوير القبة وبدأت بالموافقة على 205 مليون دولار في 2010 ، و 70 مليون في 2012 وحوالي 700 مليون في 2013 و225 مليون دولار في 2014 بموافقه 395 عضو من الكونجرس مقابل رفض 8 فقط. أبريل نيسان 2010 رفع النقاب أول مرة عن المنظومة الجديدة التي طورتها شركة رافائيل الإسرائيلية بتمويل أمريكي جزئي قبل أن تُنشر أولى قواعدها على بعد 40كم من غزة عام 2011. لاحقًا نشرت 10 بطاريات في مواقع أخرى بعضها بالقرب من مدن عسقلان وأسدود ونتيفوت وجنوب تل أبيب. طريقة عملها المكونات: وحدة اتصال وحدة طاقة رادار فاير كنترول مركز القيادة والتحكم القواذف (3 قوذاف على الأقل للموقع الواحد ، كل قاذف بقدرة إطلاق 20 صاروخ ، وهو أمر طبيعي تحسبًا لعلميات الإغراق الصاروخي). طريقة التشغيل: الرادار من إنتاج شركة ELTA طراز EL/M-2084 ثلاثي الأبعاد بنمط AESA بمدى مسح 350 كم ومدى كشف الأهداف صغيرة الحجم 100 كم تقريباً، وهو رادار متعدد المهام أوMulti-Mission Radar (MMR) لأنه يقوم بدور رادار التوجيه للصواريخ ودور تحديد مواقع إطلاق الصواريخ وتتبع مسار الصواريخ وتحديد نقطة السقوط وإعطاء الأولوية للصواريخ التي ستسقط على مناطق مؤهولة أو أهداف بنية تحتية ويُهمل الصواريخ الأخرى التي ستسقط في مناطق غالبًا لا يوجد بها أي أهداف مهمة، الصاروخ طراز Tamir بمدى أقصاه 70 كم ذو التوجيه الراداري، مميزاته تتلخص في المناورة والمرونة العالية جدًا بفضل زعانف التوجيه، الصاروخ متضمن مستشعر ليزر بتغطية 360 درجة لاستشعار الهدف وشحنة انفجار تعتبر مواصفاتها سرية لكن معروف عنها أنها تعمل بـ “صمام تقاربي proximity fuse” ويتم تفعيله على مقربة من الهدف “بعد رصده بالليزر” وخلق حلقة انفجارية لضرب الصاروخ المعادي تكليفها يبلغ ثمن البطارية الواحدة نحو 100 مليون دولار ويصل ثمن الصاروخ الاعتراضي إلى نحو 50 ألف دولار وقد يرتفع إلى 100 ألف دولار بحسب موقع “جلوبس” الإسرائيلي مقابل بضعة مئات من الدولارات لإنتاج الصاروخ الفلسطيني.   أسلحة المقاومة قال مسؤول في جناح فلسطيني مسلح رفض الكشف عن اسمه أو الفصيل الذي ينتمي إليه ، لـ “المونيتور”: “تعمل إسرائيل و [بعض] الدول العربية بشكل مستمر على إحباط طرق تهريب أسلحة المقاومة التي تنطلق من إيران. عبر البحر الأحمر وشبه جزيرة سيناء وينتهي بهم المطاف في قطاع غزة وكذلك عبر السودان وليبيا. لذلك اتجهت المقاومة للاعتماد على الأسلحة محلية الصنع بشكل كبير وعملت على تطويرها، وهو ما أكده محمود مرداوي، عضو مكتب العلاقات الوطنية في حماس والقيادي السابق لكتائب القسام، لـ “المونيتور” إن حماس تعتمد على الأسلحة المنتجة محليًا أكثر مما كانت تعتمد عليه في النزاعات السابقة، وقال إنه مع كل صراع جديد، “تكشف حماس المزيد من صواريخها وصواريخها المصنعة محليًا والتي أثبت مداها ودقتها وقدرتها على إطلاق النار وقدرتها التدميرية فعاليتها”، وزعم أن قدرات حماس القتالية والصاروخية في عام 2021 زادت بنسبة 20 إلى 30 مرة مقارنة بعام 2014. “وهذا مكنها من إطلاق عدد متزايد من الصواريخ في غضون بضع دقائق”، على حد قوله. تاريخ تطوير الأسلحة عن حماس: بدأت حماس في تطوير صناعة الصواريخ في عام 2001. وأطلق الصاروخ الأول – قسام 1 – باتجاه سديروت بمدى 2-3 كيلومترات (1.2-1.9 ميل) ورأس حربي متفجر محدود. في السنوات التالية ظهرت أكثر صواريخ القسام تطوراً ويبلغ مداها 17 كيلومتراً (10 أميال). بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة في عام 2005 ، كان لدى حماس مجال أكبر لتصنيع الصواريخ ، وجربت العديد من أنظمة الصواريخ الخاصة بها خلال حروب 2008 و 2012، بما في ذلك صاروخ M75 الذي يبلغ مداه 75 كيلومترًا (109 أميال) ، الذي تم إطلاقه لأول مرة في عام 2012 ( وكانت صحيفة “كرستيان ساينس مونيتور” الأمريكية، أكدت أن الحركة امتلكت ترسانة كبيرة من الأسلحة والعتاد العسكرية وقت تولي حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي 2012). خلال حرب 2014 ، أطلقت حماس عدة صواريخ ، بما في ذلك صاروخ سجيل ، الذي وصل إلى مدينة اللد بمدى 55 كيلومترًا (34 ميلاً) ، وتم إطلاق صاروخ J80 باتجاه تل أبيب بمدى 80 كيلومترًا (50 ميلاً). وأصاب صاروخ R160 حيفا بمدى 160 كيلومترا. وحماس لديها عدد من المهندسين المشاركين في تطوير ترسانتها الصاروخية. وكان أحدهم جمال الزبدة ، الذي اغتالته إسرائيل في 12 مايو / أيار في قطاع غزة. كان محاضرا في الجامعة الإسلامية في قسم الهندسة الميكانيكية. واغتيل المهندس فادي البطش، من قبل الموساد في ماليزيا عام 2018. كان أحد المهندسين الذين حاولوا تطوير نظام لصواريخ حماس للتهرب من الأنظمة الإسرائيلية المضادة للصواريخ مثل القبة الحديدية. حجم التسليح عند حماس نقلاً عن تقديرات المخابرات الإسرائيلية ، كتبت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية في 11 مايو ، “تمتلك حماس عشرات الصواريخ بمدى يتراوح بين 100 و 160 كيلومترًا [62-99 ميلًا] ، والتي يمكن أن تغطي معظم البلاد حتى حيفا وشمالًا” وبحسب الصحيفة ، يعتقد أن حماس تمتلك مئات الصواريخ التي يبلغ مداها 70-80 كيلومترًا (43-50 ميلًا) ، والتي يمكن أن تصيب ثلاثة أهداف مهمة ، وهي تل أبيب والمدن المحيطة بها ، مطار بن غوريون. والقدس. وبحسب التقديرات ، تمتلك حماس أيضًا صواريخ يمكن أن تصل إلى مدن كبيرة على الساحل ووسط البلاد ، بما في ذلك ريشون لتسيون ورحوفوت وبيت شيمش، وواصلت الصحيفة أن ترسانة حماس الكبيرة من 5000 إلى 6000 صاروخ بمدى 40-45 كيلومترا (25-28 ميلا) يمكن أن تصل إلى بئر السبع وأشدود في الجنوب وعسقلان وممر غزة بأكمله. وبحسب الصحيفة ، تمتلك حماس أيضًا مجموعة واسعة من آلاف قذائف الهاون التي يمكن أن تضرب القرى الإسرائيلية على طول حدود غزة. وأجرى فابيان هينز تحليلاً عن كثب لترسانة صواريخ الجماعة على تويتر. وذكر 16  صاروخا مختلفا في المجموع، خمسة منها على الأقل زودتها إيران وسوريا لكتائب القسام. الصاروخ M302، الذي زودته الأخيرة ، لديه أطول مدى من بين جميع صواريخ المجموعة وهو 180 كيلومترًا. وقال هينز…

تابع القراءة
التحركات المصرية

التحركات المصرية في الانتفاضة الفلسطينية – الشكل والدوافع

  بعدما حذر الكاتب الصحفي البريطاني ديفيد هيرست، في 2 مايو الجاري، من أن الوضع في القدس المحتلة قد أصبح على شفا الانفجار، بسبب ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي القمعية في المدينة المقدسة وباقي الأراضي المحتلة عام 1948، وأن الفلسطينيين الذين تخلى عنهم المجتمع الدولي، وأهمل الإعلام قضيتهم وتعرضوا للخيانة من قبل العديد من الدول العربية، ويعيشون في ظل قيادة تتجاهل قضاياهم ولا تلبي احتياجاتهم، قد أصبح مصيرهم الآن في أيديهم، وفي الشوارع التي خرجوا إليها كما هو دأبهم دائما. ها هي الانتفاضة تنتشر في جميع الأراضي الفلسطينية، لأول مرة في تاريخ فلسطين تتفجر انتفاضة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس ومدن فلسطين المحتلة عام 1948، بالتزامن مع انتفاضة مماثلة على حدود فلسطين مع كل من الأردن ولبنان. ومع وصل الانتفاضة إلى شدتها وارتفاع عدد الشهداء والمصابين، وتوسيع نقاط الاشتباك مع الاحتلال، وتوسيع التصعيد في قطاع غزة، بدءت الدول حول العالم بالتحرك، من أجل أيجاد حلول لوقف تلك الانتفاضة، وإخماد الأحداث. ومن بين تلك التحركات جاءت التحركات المصرية المتأخرة، فعلى الرغم من أن الأحداث بدءت تأخذ الزخم مع دخول شهر رمضان، إلا أن السلطة المصرية لم تتحرك إلى في الأسبوع الأخير من الأحداث، فما هي تلك التحركات المصرية، وما هي دوافعها ؟؟؟؟!!! هو ما سنحاول الإجابة عليه في السطور القادمة  في تصريحاته أكد القيادي بحركة حماس ” خالد مشعل إلى” أن عددا من الدول بادرت بالتحرك لوقف إطلاق النار، ومنها مصر وقطر وتركيا، فضلا عن الإدارة الأمريكية، مشيرا إلى أن الحركة ردت بالتشديد على أن “الذي بدأ بالعدوان عليه أن ينهيه“. كما نقلت “رويترز” عن مصدر فلسطيني: أن وسطاء من قطر ومصر والأمم المتحدة يكثفون اتصالاتهم في محاولة للتوصل إلى تهدئة، وهو ما أكدته أيضا “سي إن إن” عن مسؤولين أميركيين: أن البيت الأبيض يراقب عن كثب مفاوضات وليدة تقودها مصر لوقف إطلاق النار.   شكل التحرك المصرية: أولا: التحركات الخارجية: أصدرت صفحتي ( رئاسة مجلس الوزراء المصري – ووزارة الخارجية المصرية) الرسميتي عبر الفيس بوك، عددت تحركات قامت بها الجهات الخارجية المصرية، حيث: أعربت وزارة الخارجية، الجمعة ٧ مايو ٢٠٢١، عن بالغ إدانتها واستنكارها لقيام السلطات الاسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المقدسيين والمُصلين الفلسطينيين، وهو ما أكدته مره أخرى الاثنين ١٠ مايو ٢٠٢١، في بيان عن إدانتها بأشد العبارات اقتحام القوات الإسرائيلية مُجددًا حرم المسجد الأقصى المبارك، والتعرُض للمُصليين الفلسطينيين وإخراجهم من داخل باحات المسجد الأقصى، مؤكدةً على ضرورة تحمُل إسرائيل لمسئوليتها إزاء هذه التطورات المتسارعة والخطيرة، والتي تُنبئ بمزيد من الاحتقان والتصعيد الذي لا يُحمد عُقباه. والأحد ٩ مايو، عقد السفير نزيه النجاري، مساعد وزير الخارجية، اجتماعًا مع سفيرة إسرائيل أميرة أورون، شارك فيه السفير حسام علي مدير إدارة إسرائيل، حيث تم التأكيد خلال اللقاء على موقف مصر الرافض والمستنكر لاقتحام السلطات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك، كما تم التشديد على ضرورة احترام المقدسات الإسلامية، وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين وصيانة حقوقهم في ممارسة الشعائر الدينية.   والثلاثاء ‏١١ مايو ألقى وزير الخارجية سامح شكري، كلمة ‏في الاجتماع الوزاري الطارئ لجامعة الدول العربية لبحث التحرك لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية في مدينة القدس، حيث ذكرى في كلمته أن مصر تعلن رفضها التام واستنكارها لتلك الممارسات الإسرائيلية الغاشمة، وتعتبرها انتهاكاً للقانون الدولي، وتقويضاً لفرص التوصل إلى حل الدولتين، وتهديداً جسيماً لركائز الأمن والاستقرار في المنطقة.   ومساء يوم الاربعاء،  أجرى وزير الخارجية سامح شكري اتصالاً بنظيره الإسرائيلي جابي اشكنازي، أكد خلاله على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، وأهمية العمل على تجنيب شعوب المنطقة المزيد من التصعيد واللجوء إلى الوسائل العسكرية، مؤكداً حرص مصر على استقرار المنطقة على أساس تسوية القضايا بالوسائل الدبلوماسية وعبر المفاوضات، وأن التطورات الأخيرة إنما تؤكد على ضرورة أن تستأنف جهود السلام الفلسطينية الإسرائيلية بأسرع ما يمكن ودون انتظار. كما تلقىَ شكري اتصاليّن من وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس والممثل الاعلى للشؤون الخارجية للاتحاد الاوروبي جوزيف بوريل، تناول خلالهما الوزير شكري تدهور الأوضاع.   وفي صباح يوم الخميس ١٣ مايو، أجرى وزير الخارجية سامح شكري اتصالاً، ، بسيرجي لافروف وزير خارجية روسيا، اذ إتفق الوزيران على ضرورة أن تتوقف إسرائيل عن مهاجمة قطاع غزة، لكي يتوقف نزيف الدم الذي بدأ خلال الأيام والساعات الماضية في أعقاب تطورات الوضع في القدس والمسجد الأقصى الشريف، كذلك أجرى وزير الخارجية سامح شكري، اتصالاً بوزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان، ووزير الخارجية الأيرلندي سيمون كوفيني.   وتباحَث وزير الخارجية سامح شكري يوم الجمعة ١٤ مايو، خلال اتصالات هاتفية مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي حول، ووزير الخارجية التونسي عثمان الجرندي، بحث خلال الاتصالت جهود إنهاء الهجوم الإسرائيلي والمواجهة في الأراضي الفلسطينية.   ثانيا: المؤسسة الدينية: تناول خطبة الجمعة 14 مايو في الأزهر القضية الفلسطينة والدعوة لمقبلة القوة بالقوة حيث قال خطيب الجامع الأزهر الدكتور أحمد عمر هاشم يطالب الحكام العرب بتوحيد الصفوف واستخلاص القدس الشريف من الاحتلال الذي وصفه بـ”شذاذ الأرض” وأنه “لا بد من قوة ردع إسلامية”. وعبر حسابه الشخصي على تويتر، صرح “شيخ الأزهر” داعما “أدعو شعوب العالم وقادته لمساندة الشعب الفلسطيني المسالم والمظلوم في قضيته المشروعة والعادلة من أجل استرداد حقه وأرضه ومقدساته أوقفوا القتل وادعموا صاحب الحق، وكفى الصمت والكيل بمكيالين إذا كنا نعمل حقًّا من أجل السلام أدعو الله أن يرحم شهداء فلسطين وأن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته”. كما صرح مفتي الديار المصرية السابق “علي جمعة” “يدعو إلى تحرير القدس الشريف من الاحتلال”.   رابعا: المؤسسات الصحية: انتشرت الأخبار بخروج تعليمات من القيادة السياسية بنقل المصابين وعلاجهم في القاهرة، حيث: صرحت “جمعية الهلال الأحمر المصري” عبر صفحتها على الفيس بوك، بإرسال أول دفعة من المواد الإغاثية والطبية لفرع الجمعية بشمال سيناء لمساندة مصابي الأحداث الجارية بفلسطين وتم رفع حالة الاستعداد لخدمات الطوارئ وتقديم المساعدات الطبية والنفسية والإغاثية لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق. كما عبرت “نقابة الأطباء” عبر صفحتها على الفيس بوك، بفتح معبر رفح وتعلن عن كامل دعمها للشعب الفلسطينى الشقيق بالتنسيق مع الحكومة ووزارة الصحة وكافة المسئولين لدعم الجرحى الفلسطينين وتقديم كافة المساعدات المادية والطبية وفتح باب التطوع للأطباء لعلاج المصابين الفلسطينين وعمل قوافل دعم بالمستلزمات والأدوية من خلال لجنة مصر العطاء بالنقابة. وأعلنت “الهيئة العامة للرعاية الصحية” برئاسة الدكتور “أحمد السبكى” رئيس مجلس الإدارة فى بيان عبر الصفحة الرسمية على الفيس بوك، أنه تم رفع درجة الاستعداد بـ 3 منشآت صحية تابعين للهيئة، وذلك حال الاحتياج لمستشفيات إخلاء للجرحى و المصابين من غزة، وشملت هذه المنشآت “المجمع الطبي بالإسماعيلية، مستشفى أبو خليفة، مستشفى ٣٠ يونيو”، فيما تم تعليق إجازات عيد الفطر المبارك لبعض الأطباء والأطقم الطبية والتمريض…

تابع القراءة
تأجيل الانتخابات الفلسطينية

تأجيل الانتخابات الفلسطينية: الدوافع والتداعيات

    أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فى 29 إبريل 2021، قراراً بتأجيل الانتخابات التشريعية، التي كان مقرراً أن تجري في مايو الحالي، متذرعاً بعدم قبول الحكومة الإسرائيلية إجراء الاستحقاق في القدس وضواحيها، بحجة أنه لا توجد حكومة إسرائيلية مسؤولة عن اتخاذ القرار، وأن الحكومة الراهنة حكومة تسيير أعمال. وبرر عباس خطوته بأن القدس جزء رئيس من الأراضي الفلسطينية، وأن السلطة جاهزة في كل الأحوال لإجراء الانتخابات حال السماح بذلك، وأن الأطراف الدولية الأميركية والأوروبية والعربية فشلت في إقناع الحكومة الإسرائيلية بقبول إجراء الانتخابات[1]. وكان قرار تأجيل الانتخابات متوقعًا، فقد سبق وأقر أمين سر اللجنة المركزية لحركة “فتح” جبريل الرجوب، بوجود ضغوط إسرائيلية وحتى إقليمية وعربية، لإلغاء الانتخابات، وقال إن الرئيس محمود عباس رفضها. ولم يكشف الرجوب أسباب الضغوط لتأجيل أو إلغاء الانتخابات، لكنّ صحفا إسرائيلية ذكرت أن تل أبيب وبعض العواصم الإقليمية، تخشى من فوز حركة “حماس” في الانتخابات، بسبب الانقسامات في حركة “فتح”[2]. وفى ذات السياق، فقد أشار يوني بن مناحيم المحلل الإسرائيلي إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أوفد اثنين من كبار مستشاريه إلى الولايات المتحدة الأمريكية لبحث تأجيل الانتخابات الفلسطينية بسبب تخوفات من خسارة فتح للانتخابات نتيجة الانقسامات، وبانتظار اطلاع الولايات المتحدة على التطورات، حيث تدعم إسرائيل ومصر والأردن تأجيل الانتخابات الفلسطينية[3].   أولًا: أسباب تأجيل الانتخابات: يمكن الإشارة إلى مجموعة من الأسباب التى تقف خلف قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتأجيل الانتخابات، يمكن توضيحها كما يلى: 1- رفض الاحتلال إجراء الانتخابات فى القدس، ففى إعلانه عن تأجيل الانتخابات، أكد عباس على أن الانتخابات التشريعية المقررة الشهر المقبل (مايو) لن تجري في الضفة الغربية وقطاع غزة إلا إذا سمحت إسرائيل بتنظيمها في القدس الشرقية أيضاً. مشيرًا إلى أن سلطات الاحتلال قد أبلغته” بعدم السماح بإجراء الانتخابات في القدس الشرقية، وتلا نص رسالة إسرائيلية تقول “نأسف يا جيراننا الأعزّاء أنّنا لا نستطيع أن نعطيكم جواباً بشأن القدس، السبب ليس لدينا حكومة لتقرر”[4]. ويرجع رفض إسرائيل لإجراء الانتخابات فى القدس إلى إدراكها أن السماح للمقدسيين بالمشاركة في الانتخابات الفلسطينية يعني الاعتراف بأن القدس لم تعد عاصمة موحدة لإسرائيل، كما قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وبالتزامن تدرك القيادة الفلسطينية أن مشاركة المقدسيين في أي انتخابات فلسطينية يعني تثبيت وإنهاء الاعتراف بقرار ترامب. ويرى البعض بأن قرار عباس بتأجيل الانتخابات قد نجح بإعادة طرح القدس بوصفها قضية أمام المجتمع الدولي[5]. وفى المقابل، يرى العديد من المراقبين أن ادعاء السلطة الفلسطينية تأجيل الانتخابات بذريعة عدم سماح الاحتلال الإسرائيلي بإجرائها في القدس، يعد حجة واهية؛ لأن الأصل أن تجرى الانتخابات دون الطلب من أحد السماح بإجرائها، لأنها شأن فلسطيني، واستحقاق سياسي وفق اتفاقية أوسلو. كما أن هناك خيارات كثيرة وممكنة لإجراء الانتخابات بالقدس حتى لو رفض الاحتلال، منها؛ وضع صناديق الاقتراع في المساجد والكنائس، لا سيما المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، أو المؤسسات الأوروبية والدولية مثل مقرات الأمم المتحدة، أو التوافق  على برنامج  نضالي يرفع تكلفة الاحتلال للوصول للانتخابات بأقل الخسائر، وذلك من خلال دعوة المقدسيين للاحتجاج السلمي، والعصيان المدني، والجلوس في الطرقات لفرض الانتخابات في القدس، أو إعلان السلطة عن وقف الالتزامات والاتفاقيات مع إسرائيل، لأن الأخيرة غير ملتزمة بها. وهى خيارات كانت ستكون أفضل من قرار تأجيل الانتخابات خاصة أن المقدسيون لديهم عزيمة قوية، وبإمكانهم فعل أي شيء لتحقيق مطالبهم، كما فعلوا قبل عدة أيام فى انتفاضة باب العمود عندما انتفضوا لإزالة الحواجز وانتصروا، وهذا يدل على أنهم قادرون على إرغام الاحتلال الإسرائيلي على إجراء الانتخابات داخل المدينة المقدسة، لكن قيادة السلطة الفلسطينية لم تطرح أية خيارات لفرض الانتخابات، وهذا ما يثبت عدم رغبتها في إجرائها[6]. 2- فشل الصفقة الثنائية بخوض الانتخابات بقائمة وطنية واحدة بين حركة فتح وحماس، تجعل النتائج مضمونة، وما تضمنته من التوافق على الرئيس محمود عباس كمرشح توافقي واحد في الانتخابات الرئاسية[7]. وزاد الطين بلة التفكك الحاصل في حركة فتح، والذي قد يؤدي إلى خسارتها الانتخابات التشريعية بصورة مدوية، حيث تشارك حركة فتح في الانتخابات بثلاث قوائم متنافسة على الأقل، هي قائمة حركة فتح الرسمية التي تمثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس واللجنة المركزية، وقائمة المستقبل التي تمثل التيار الإصلاحي (تيار محمد دحلان)، والقائمة الثالثة برئاسة المفصول من حركة فتح ناصر القدوة والمدعوم من قبل الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي(قائمة الحرية)[8]، فضلًا عن التزام “الحرية” بدعم ترشح البرغوثي للرئاسة، في ظل أن كل الاستطلاعات الجادة تشير إلى أنه يملك فرصة كبيرة للفوز، ما سيحدث تغييرًا أشبه بالزلزال في الخارطة الفلسطينية[9]. 3- الخوف من فوز حماس، فقد أشارت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية إلى أن السبب الحقيقي لإعلان عباس تأجيل الانتخابات الفلسطينية لموعد غير محدود؛ يأتى بسبب أن كل التوقعات تشير إلى فوز حركة “حماس”، كما حدث بالانتخابات السابقة بالعام 2006، وسوف يؤدي ذلك إلى فقدان حركة “فتح” الحكم بالسلطة الفلسطينية. وأشارت الصحيفة إلى أن التخوفات من فوز حركة “حماس”، لم تكن فقط لدى حركة فتح وقيادة السلطة، بل لدى كل من مصر ودولة الاحتلال والأردن، الذين أرسلوا وفودا أمنية الى المقاطعة مؤخرا، لتشجيع أبو مازن للتراجع عن إجراء الانتخابات. وأوضحت الصحيفة العبرية، أن الدول العربية والسلطة، لم ترغب في منح “حماس” الشرعية أمام العالم، من خلال السماح لها بالمشاركة والفوز بالانتخابات، خصوصا بعد 15 سنة من القمع في الضفة الغربية[10]. 4- الموقف الإسرائيلي، يبدو أن إسرائيل لن تسمح بإجراء انتخابات فلسطينية ديمقراطية لعدة أسباب، أهمها: أولًا؛ التوجس من إمكانية فوز حركة حماس في الانتخابات، كما حدث في انتخابات 2006، والتي جرى إسرائيليًا تلخيص السماح بها كخطأ كبير. وتخشى من أن يكون لحماس وأذرعها العسكرية موطئ قدم في الضفة الغربية، بكل ما يحمله ذلك من تحديات أمنية غير مسبوقة. ثانيًا؛ رعاية الانقسام الفلسطيني هي من أهم مقومات السياسة الإسرائيلية في السنوات الأخيرة. ويعتبره نتنياهو حجر الزاوية في تعامله مع القضية الفلسطينية، ويسعى بطرق مختلفة لإبقائه وتعميقه. هناك خشية من أن تكون الانتخابات مدخلا لمسار إنهاء الانقسام وتشكيل قيادة موحدة تسعى إلى تغيير الوضع القائم، وتضع تحديات جديدة أمام دولة الاحتلال. ثالثًا؛ تريد إسرائيل قيادة فلسطينية ضعيفة أمامها وأمام العالم وقوية على شعبها، وعندها قدرة على ضبط الشارع الفلسطيني، وتوفير الهدوء الأمني. هناك سطوة وشرعيّة ومصداقية وقبول، وبالتالي قوة أكبر أمام العالم للأجسام المنتخبة ديمقراطيا. وبعد أن دأبت إسرائيل على مدى سنوات طويلة على إضعاف القيادة الفلسطينية، فإن الانتخابات قد تفسد عليها ما كسبته من هذا الإضعاف. رابعًا؛ ترى إسرائيل أن أي مسار ديمقراطي عربي حقيقي ليس في صالحها، لأن الشعوب أشدُّ رفضا لها من القيادات. وهي تعلم جيّدا أن الشعب الفلسطيني يحمل موقفا أشدُّ عداء لها من قياداته الرسمية، وتخشى أن تفضي انتخابات ديمقراطية إلى اتباع سياسة مواجهة الاحتلال…

تابع القراءة
السودان - سد النهضة

زيارة أسياس أفورقي للسودان: الأسباب والدلالات

    بدأ الرئيس الإريتري أسياس أفورقي صباح الثلاثاء 4 مايو 2021 زيارة إلى السودان استمرت ليومين، التقى فيها مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، وناقش فيها مجموعة من الملفات الهامة والتي تخص البلدين؛ في وقتٍ تتشابك فيه الصراعات والمصالح في المنطقة. فما هي أسباب تلك الزيارة؟ وكيف يُمكن قراءة دلالاتها في هذا التوقيت؟ تلك هي التساؤلات التي ستسعى تلك الورقة للإجابة عليها..   أولاً: أسباب الزيارة: ترجع أسباب الزيارة إلى وجود مجموعة من القضايا التي تهم كلا الطرفين، بعض هذه القضايا إقليمي يخص المنطقة ككل، وبعضها ثنائي يخص السودان وإريتريا، وفيما يلي تفصيل لتلك القضايا..   1. القضايا الثنائية: لم تغب القضايا الثنائية عن الأجندة الرئيسية التي تستهدفها الزيارة؛ في ظل توجس أسمرا من وجود خلايا معارضة لها داخل الأراضي السودانية منذ استقلال إريتريا عن إثيوبيا في العام 1993. وتعتبر هذه الزيارة هي الثالثة لأفورقي للسودان بعد الإطاحة بنظام البشير، الذي ظلت أسمرا تتهمه منذ أكثر من 25 عاما بدعم جماعات جهادية إريترية تسعى لزعزعة استقرار البلد الوليد آنذاك. وزاد التوتر أكثر في فبراير 2018، بعد أن أغلقت حكومة البشير آنذاك الحدود نتيجة اتهامات متبادلة بإيواء المعارضين وتغذية أنشطة التهريب. وهكذا من الواضح أن الخلافات الثنائية العالقة بين البلدين قد أخذت حيزًا كبيرًا من الزيارة، حيث لم تصل العلاقة بين البلدين بعد إلى مرحلة الحسم النهائي لنقاط الخلاف التاريخية بينهما، والتي يزيد من حدتها اليوم ما يجري في المنطقة الشرقية؛ خاصةً وأن الخرطوم تتهم أسمرا بالوقوف مع إثيوبيا ودعمها عسكريًا، وسط تقارير عن حشود عسكرية إريترية في منطقة الحمرا داخل الأراضي السودانية.[1] وأظهر أفورقي خلال زيارته للخرطوم حرصًا على التواصل مع المكون المدني الذي يعارض مسألة التصعيد على الحدود مع إثيوبيا، بعكس اهتمامه في زيارات سابقة بتوطيد علاقاته مع المكون العسكري، واستهدف تقديم ما يمكن أن يقنع الحكومة بضرورة التواصل والتفاهم المشترك عبر الحوار للتعامل مع الأوضاع المتأزمة. وبحث أفورقي مع رئيس الحكومة عبدالله حمدوك إمكانية فتح أبواب التكامل الاقتصادي بين البلدين وتوسيعه ليشمل دول المنطقة باعتباره مدخلاً لحل القضايا السياسية، وخلق مشروعات مشتركة تنهض باقتصاديات هذه الدول.   2. القضايا الإقليمية: تتصدر ملفات أمنية شائكة أجندة زيارة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي للخرطوم، وتشمل تلك الملفات الوضع في المثلث الحدودي المتاخم لإقليم تيجراي الإثيوبي، والخلافات المتفاقمة بين السودان وإثيوبيا حول ملفي الحدود وسد النهضة، هذا إلى جانب المخاوف المتعلقة بأنشطة محتملة لجماعات إرهابية مناوئة لنظام أفورقي والوضع الأمني في منطقة القرن الإفريقي على ضوء الأزمة الصومالية الأخيرة. ويرجع السبب الرئيسي للزيارة إلى التصعيد الكبير بين السودان وإثيوبيا الخاص بإقليم بني شنقول، والذي يرتبط بشكل أو بآخر بملف سد النهضة الذي يقع في الإقليم. ومع تصاعد أزمة سد النهضة بين مصر والسودان من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر، ورفض أديس أبابا لأي اتفاقية ملزمة قبل بدء عملية الملء الثاني للسد، قال السودان في بيان له إن تنصل إثيوبيا من الاتفاقات السابقة يعني المساس بسيادته على إقليم بني شنقول المبنى عليه سد النهضة، والذي انتقل إليه بموجب بعض من هذه الاتفاقات. ورفضت الخارجية الإثيوبية هذه التصريحات، وقالت في بيان إن هذه التصريحات السودانية مرفوضة ومضللة للتغطية على ما أسمته بالتحركات العسكرية العدائية للسودان على الحدود. إلا أن هذه الزيارة لا تعني احتمالية أن تلعب إريتريا دورًا للوساطة في أزمة سد النهضة، وذلك لأن علاقاتها بمصر متوترة حاليًا، كما أن إريتريا منذ تولي آبي أحمد القريب من أسياس أفورقي؛ منحازة في كثير من مواقفها للموقف الإثيوبي، حتى أنها منخرطة في حرب داخلية في إثيوبيا في إقليم تيجراي، وبالتالي من غير المُحتمل أن تلعب دورًا في الوساطة بشأن سد النهضة. لكن من ناحية أخرى؛ فإن إريتريا باستطاعتها التوسط في النزاع بين إثيوبيا والسودان، حيث هناك ملفات تستطيع أن تلعب فيها إريتريا داخل السودان، وبالتالي ربما يرضخ السودان أو يستجيب للوساطة الإريترية.[2]   ثانيًا: دلالات الزيارة: يلعب أفورقي على تعقيدات المشهد السوداني للاستفادة من تباين مواقف الأطراف الحاكمة من التصعيد العسكري على الحدود مع إثيوبيا. ويخشى من إمكانية إقدام إثيوبيا على خطوة الملء الثاني لسد النهضة من دون الوصول إلى اتفاق ملزم، ما يعني أن السودان ومصر سيعملان على تصعيد الأوضاع على الحدود التي تتواجد فيها قواته، وبالتالي فإن دعم جبهة تحرير تيجراي بالسلاح يعرضه لخسائر كبيرة. ويحاول أفورقي استجداء السودان كي لا يفتح مجدداً صفحة تقديم الدعم إلى حركة الجهاد الإسلامي الإريترية المعارضة، التي تتواجد عناصرها بكثافة في شرق السودان، ويدرك أن إتاحة المنابر الإعلامية والسياسية للحركة يؤدي إلى مشكلات له، خاصةً أن الأوضاع في بلاده قابلة للاشتعال في أي لحظة. ويشكل شرق السودان أحد أسباب تعقيدات العلاقة بين البلدين، إذ أن إريتريا تخشى من إمكانية توظيف المعارضة الموجودة هناك ضدها، وفي الوقت ذاته فإن لديها مصلحة في استمرار الأوضاع غير المستقرة عقب فشل تنفيذ مسار الشرق بالسودان حتى الآن. هذا وتسعى إريتريا إلى توظيف حالة الضعف التي عليها الحكومة الانتقالية في السودان؛ نتيجة انشغالها بصراعات داخلية لتحافظ على السلام البارد مع الخرطوم بعد أن حقق أفورقي مكاسب مهمة على رأسها ترسيخ أقدامه في تيجراي. وكما استغل الخلافات داخل إثيوبيا وسيطر على أراضٍ واسعة لم يحلم بها قبل الوصول إلى اتفاق سلام بين البلدين، فهو يحاول الآن الحفاظ على هذه النجاحات من خلال تحييد السودان باستغلال الوضع الداخلي لها أيضًا.[3]   الخُلاصة؛ تأتي الزيارة في ظل استشعار أسمرا للمخاطر الكبيرة التي يُمكن أن تلحق بها؛ إذا ما تفاقمت حدة التوتر أكثر بين إثيوبيا والسودان بشأن الأزمة الحدودية حول منطقة الفشقة، والتي اندلعت في نوفمبر الماضي. في الوقت الذي تتهم بعض الدوائر إريتريا بتأجيج تلك الأزمة والانحياز للجانب الإثيوبي سواء عبر الدعم المباشر الذي تقدمه لمجموعات الأمهرا، أو عن طريق إشعال الأوضاع الداخلية في إقليم التيجراي الإثيوبي، وبالتالي زيادة تدفقات اللاجئين الإثيوبيين إلى داخل الأراضي السودانية. كما تأتي الزيارة في ظل توتر كبير بين إثيوبيا والسودان ومصر حول سد النهضة وهو ما يهدد أمن المنطقة بشكلٍ عام والبحر الأحمر بشكل خاص، الأمر الذي تحاول أسمرا توظيفه لصالحها. إلا أنه في المُقابل؛ يبدو أن السودان يتعامل بحذر مع سلوك الرئيس الإريتري، ويركز على خلافه الدائر مع إثيوبيا دون توسيع دائرة الخلاف بما يجعله أيضاً أكثر حرصاً على احتواء أفورقي الذي لديه أوراق سياسية تمكنه من اللعب بها في شرق السودان من خلال علاقاته القوية مع قبيلة البني عامر.   [1]                  كمال عبد الرحمن، “الرئيس الإريتري يبحث 4 ملفات ساخنة في الخرطوم”، عربية Sky News، 4/5/2021. متاح على الرابط: https://cutt.us/WAhQu [2]                “سر زيارة الرئيس الإريتري للسودان في هذا التوقيت”، عربي Sputnik، 4/5/2021. متاح على الرابط: https://cutt.us/KkT08 [3]                  “إريتريا تسير على حبل…

تابع القراءة
المشهد السياسي

المشهد السياسي  عن الفترة من 1 إلى 7 مايو 2021

    للمرة الأولى منذ 2013؛ وزير الدفاع المصري يزور مدينتي رفح والشيخ زويد: أعلن موقع وزارة الدفاع المصرية يوم 29 إبريل عن قيام الفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة بتفقُّد عناصر القوات المسلحة والشرطة بنطاق شمال سيناء للوقوف على الحالة الأمنية، ومتابعة إجراءات تنفيذ الخطط والمهام المكلفين بها، وذلك في زيارة استمرت خمس ساعات. حيث تفقَّد مركز العمليات الدائم بقطاع تأمين شمال سيناء، واستمع إلى شرح مُفصل تضمن عرض الخطط والقرارات بواسطة قادة القطاعات لما تقوم به القوات المسلحة والشرطة من إجراءات مشتركة لمحاربة الإرهاب. كما أدار حوارًا مع القادة والضباط والصف والجنود؛ أكد خلاله ثقته في قدرتهم على تنفيذ مهامهم للحفاظ على أمن تلك المنطقة. كما قام بجولة تفقدية تضمَّنت المرور على مدينة رفح الجديدة –وليست المُهجَّرة- التي تم إنشاؤها لتكون مجتمع سكنى عمراني متكامل الخدمات والمرافق، وقام بزيارة رئاسة مجلس مدينة الشيخ زويد، وأعقب الزيارة عقد لقاء مع محافظ شمال سيناء وعدد من القيادات الأمنية، والمرور على مستشفى العريش للقوات المسلحة لمتابعة مراحل إنشاء وتطوير مركز علاج الأورام بالمستشفى.[1] وجاءت الزيارة في الوقت الذي تستمر فيه هجمات تنظيم ولاية سيناء التابع لتنظيم داعش الإرهابي ضد قوات الجيش والمتعاونين معها، في كافة مناطق شمال ووسط سيناء، وتزامن مع الزيارة قتل ثلاثة مدنيين مصريين، برصاص التنظيم. حيث هاجم التنظيم قرية الأمل شرق قناة السويس، واقتحم منازل عدد من المواطنين بدعوى تعاونهم مع قوات الجيش، ولم يعثر التنظيم على المطلوبين لديه ما دفعه لقتل أفراد من أسرتهم.[2] وجاءت الزيارة بشكل مفاجئ ومن دون إعلان مُسبق، وبالتزامن مع قطع لشبكات الاتصال والإنترنت، وهو روتين مُتَّبع في حال زيارة أي شخصية هامة لشمال سيناء، خصوصًا إذا كانت عسكرية، وذلك مرتبط بالتأكيد بالوضع الأمني، وتخوفًا من تسرب المعلومات لتنظيم داعش، ما يؤدي إلى استهداف الشخصية، كما حدث مع وزيري الداخلية والدفاع السابقين مجدي عبد الغفار وصدقي صبحي، باستهداف طائرتهما في مطار العريش العسكري في ديسمبر 2017. وأُحيطت الزيارة بانتشار عسكري مُكثَّف، ورافقها موكب عسكري غير مسبوق، شاركت فيه عشرات الآليات العسكرية، عدد منها يختص بقطع الاتصال بالعبوات الناسفة، وكذلك الكشف عنها، في ظل انفجار عشرات العبوات بدوريات الجيش وحملاته العسكرية على مدار السنوات الماضية، ما أدى لوقوع عشرات القتلى والجرحى. ووعد الفريق أثناء الزيارة بتخفيف القيود المفروضة على المواطنين في إطار مكافحة الإرهاب، ومنع الإمدادات عن تنظيم داعش الإرهابي، وذلك بالتنسيق مع الجهات الحكومية، خصوصًا في ظل شهر رمضان وعيد الفطر، كما وعد بتكرار زيارته لسيناء كلما سنحت الفرصة بذلك، للالتقاء بأهلها ومسؤوليها والبحث عن واقع أفضل للمواطنين.[3] واللافت للنظر أن تلك هي الزيارة الأولى لرئيس أركان الجيش المصري الفريق محمد فريد لمدينتي رفح الجديدة والشيخ زويد في محافظة شمال سيناء، شرقي البلاد، منذ أحداث صيف عام 2013، حيث لم تتخطى زياراته حيز العريش. وليس ذلك بسبب عدم رغبته بزيارة المدينتين اللتين تمثلان خط الدفاع الأول عن البوابة الشرقية لمصر، وإنما لاستمرار هجمات تنظيم ولاية سيناء الموالي لتنظيم داعش، وسيطرته على أجزاء من تلك المناطق حتى فترة قريبة.  والسؤال  هل هذه الزيارات  تشير إلى تحسُّن أمني في بعض مناطق شمال سيناء، وذلك في مراكز المدن؟ وهل تعتبر هذه الزيارة دليل على عدم استقرار الأمن فى مناطق أخرى والتي حرص رئيس اﻷركان على عدم التواجد فيها مع العلم أن جزء من هذه المناطق هى مناطق استراتيجية تتوسط سيناء؟   تحركات دبلوماسية مصرية في الداخل والخارج لحل ملف سد النهضة: استمرارًا لمحاولات الدولة المصرية لحل قضية سد النهضة في إطار تفاوضي؛ لاسيما مع عدم وضوح موقف الجانب السوداني الذي يستحيل مع عدم موافقته الحل العسكري؛ ظهرت خلال هذا الأسبوع تحركات مصرية على المستويين الرسمي وغير الرسمي؛ حيث: على المستوى الرسمي؛ دعا السفير المصري لدى واشنطن معتز زهران، الولايات المتحدة إلى التدخل لإنقاذ مفاوضات سد النهضة المتعثرة، مُعتبرًا أنها الوحيدة القادرة على تحقيق اختراق بهذا الخصوص. جاء ذلك في مقال نشره في مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، بعنوان “وحدها واشنطن تستطيع إنقاذ مفاوضات سد النهضة الآن”. وقال زهران أن إثيوبيا أحبطت عملية وساطة أخرى، هذه المرة بقيادة الاتحاد الإفريقي، لحل أزمة متصاعدة على نهر النيل. وأنه مع اقتراب إثيوبيا من تنفيذ الملء الثاني لخزان السد من جانب واحد، وبالتالي تجاوز (الخط الأحمر) الذي حدده السيسي، باتت هناك حاجة لوساطة الولايات المتحدة من أجل الوصول إلى حل سلمي لمنع الاضطرابات في المنطقة. وكانت الولايات المتحدة قد عيَّنت في وقتٍ سابق من الشهر الجاري؛ الدبلوماسي المخضرم جيفري فيلتمان كمبعوث خاص للقرن الإفريقي، وكلَّفته بعدة مهام من بينها معالجة الخلاف حول سد النهضة. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، في جلسة استماع برلمانية، أن إثيوبيا رفضت وساطات لحل أزمة سد النهضة، دون تسمية أطراف تلك الوساطات.[4] أما على المستوى غير الرسمي؛ فقد أعلنت الحركة المدنية الديمقراطية في مصر، والتي تضم أحزابًا وكيانات وشخصيات سياسية بينها المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، حمدين صباحي، إنها تؤكد على الحق المشروع في استخدام كل موارد القوة، بما في ذلك القوة العسكرية، للدفاع عن الحق في المياه والحياة، في إطار الحق الشرعي في الدفاع عن النفس. كما أكدت في بيان بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي، نشره صباحي على صفحته الرسمية على فيسبوك، أنها ترفض ما أسمته بتسعير المياه أو تغيير خريطة دول الحوض بضم أطراف جديدة. وأعربت الحركة عن دعمها الكامل لكل توجه يستهدف الحفاظ على حقوق مصر في نهر النيل، واعتبرت أن الإلحاح الإثيوبي على خصخصة النهر، والقبض على محبسه وتحويله لنهر إثيوبي وتحويل مصر والسودان إلى مصرف أو بحيرة تابعة، يمثل تهديدًا وجوديًا يمس الحق في الحياة والمياه والسيادة والمكانة بالمخالفة للتاريخ والجغرافيا والقانون الدولي الذي يؤكد مبدأ الإدارة والسيادة المشتركة للدول المتشاطئة للأنهار الدولية.[5] وهكذا؛ يبدو أن التحركات المصرية على المستوى الرسمي تضغط في اتجاه وساطة الولايات المتحدة لحل الأزمة، والتي جاءت بالتزامن مع زيارة المبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي لأربعة دول هي مصر والسودان وإثيوبيا وإريتريا، والتي بدأت بنهاية هذا الأسبوع. أما على المستوى غير الرسمي؛ فيتضح من لهجة خطاب ما تُسمي  بالحركة المدنية الديمقراطية افتقارها لفهم طبيعة الدور الذي من المُفترض أن تلعبه الدبلوماسية الشعبية في الوقت الحالي، والتي يجب عليها العمل خلال تلك الفترة على محاولة تضييق الهوة بين المصريين والأفارقة لتحسين العلاقات. فاللهجة الفوقية في التعاطي مع قضية السد؛ يستخدمها الجانب الإثيوبي للترويج لفكرة التعالي المصري على الأفارقة، واستثارة عقدة السادة والعبيد الموجودة بين عموم الأفارقة جنوب الصحراء، ودول الشمال الإفريقي بشكلٍ عام، ومصر بشكلٍ خاص. في الوقت الذي تسعى فيه الدولة المصرية لتغيير تلك النظرة لكسب مواقف دول حوض النيل وضم صوتها لصوت مصر في الحفاظ على حقها في مياه النيل. صفقة مصرية جديدة للرافال الفرنسي؛…

تابع القراءة
صفقة الرافال الفرنسية لمصر

رافال الجديدة .. دلالات التوقيت ورسائل الصفقة

      خلال أزمة تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المسيئة للإسلام في الربع الأخير من سنة 2020م، وحملات المقاطعة الواسعة للبضائع الفرنسية احتجاجا على التطاول الفرنسي وبذاءة رئيسهم المتطرف،  فأجأ الطاغية عبدالفتاح السيسي الجميع بزيارة باريس في ديسمبر 2020م، واللافت أنه حظي باستقبال فخيم، وفرشت له باريس السجادة الحمراء وهي التي لا تفرش عادة إلا لكبار الزعماء الذين يحظون بمكانة رفيعة عند الدولة الفرنسية. في مايو 2021م الجاري، اتضح أن وراء هذه الحفاوة والمبالغة الفرنسية في استقبال السيسي يعود إلى عدة أسباب تدور جميعها حول تطابق مواقف السيسي مع المواقف الفرنسية في مجمل القضايا الإقليمية والدولية، رغم أن الرئيس الفرنسي نفسه كان قد انتقد ملف نظام السيسي في حقوق  الإنسان خلال زيارته للقاهرة في فبراير 2019م، وجرى بينهما حينها تلاسن رصدته العدسات والشاشات. أول الأسباب، أن السيسي وقتها أبدى انحيازا كبيرا للمواقف الفرنسية حتى في ظل تطاولها على الإسلام والنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وتنكيلها بالمسلمين في فرنسا عبر سن تشريعات عنصرية ضد المسلمين، فقد وقفت الآلة الإعلامية لنظام السيسي ضد دعوات المقاطعة للبضائع الفرنسية، ونكلت وزارة الأوقاف بالأئمة والدعاة الذين انتقدوا التطاول الفرنسي على الإسلام والمسلمين. وتم اعتقال الداعية المعروف الشيخ مصطفى العدوى على خلفية إطلاقه تصريحات إعلامية بشأن وجوب مقاطعة المنتجات الفرنسية نصرة للرسول صلى الله عليه وسلم[[1]]؛ ورغم إطلاق سراحه بعد ساعات من احتجازه؛ إلا أن الرسالة كانت قد وصلت، بأن النظام لن يتسامح مطلقا مع الأشخاص والجهات التي تتبنى حملات المقاطعة ضد البضائع الفرنسية. كما أجرى الجيش المصري في ذات التوقيت تدريبات عسكرية مشتركة مع الجيش الفرنسي تكررت مرتين في نوفمبر 2020م. كما جرى استقبال رئيس الوزراء الفرنسي في القاهرة كتعبير عن مساندة القاهرة للموقف الفرنسي والسعي إلى  التهدئة وعدم التصعيد ضد فرنسا. السبب الثاني، هو تطابق مواقف السيسي مع المواقف الفرنسية رغم عدائها الصارخ للإسلام و المسلمين وحروبها التي لا تتوقف ضد المسلمين، وتحظى حروب السيسي ضد المسلمين في مصر بدعوى الحرب على الإرهاب بترحيب واسع في فرنسا، وقد كشفت تقارير إعلامية فرنسية ومنظمات حقوقية فرنسية أن باريس دعمت نظام السيسي بمصفحات ووسائل إلكترونية وأدوات حديثة تمكنه من مواصلة قمع الإسلاميين حتى لو كانوا هم الفريق الأكثر إيمانا بالديمقراطية في مصر، ويضحون في سبيل الحرية والعدالة والتعايش المشترك ضد نظام مستبد اغتصب الحكم بانقلاب عسكري ولا يجيد سوى القمع والطغيان. كما تتطابق تصورات السيسي في قضايا المنطقة (فلسطين ــ ليبيا ــ سوريا ـ شرق المتوسط ــ  الموقف من الإسلاميين) مع تصورات فرنسا ومواقفها وهي مواقف بالغة التطرف و العداء للإسلام والمسلمين. السبب الثالث والأهم الذي دفع باريس لفرش السجاد الأحمر لأحد أكبر طغاة العرب، هو أنه في ذات الوقت الذي كانت فيه دعوات المقاطعة تتصاعد ضد  فرنسا لتطاول رئيسها وحكومتها على الإسلام ونبيه والمسلمين، كان السيسي متجها إلى باريس في زيارة رسمية استغرقت ثلاثة أيام لإبرام صفقة سلاح قياسية ما كانت لتحلم بها فرنسا؛ فقد تعاقد السيسي خلال هذه الزيارة على شراء 30 طائرة رافال جديدة، وهي الصفقة التي جرى الإعلان عنها من جانب المتحدث العسكري في 3 مايو 2021م والتي تقدر بنحو “4.8” مليارات دولار! رحبَّ بالصفقة المقربون من النظام، بينما أثارت كثيرا من الدهشة والاستنكار عند كثيرين في حجمها وتوقيتها، وبات هناك صعوبة شديدة في فهم كيف يتصرف النظام العسكري في مصر، أو بمعنى أدق كيف يمكنه تحقيق التوازن في عقول الجماهير بين الجيش الأقوى في المنطقة وأكبر ثالث مستورد للسلاح في العالم، في الوقت الذي تناقصت فيه مساحة مصر عبر التنازل عن جزيرتي “تيران وصنافير” في ظل  هذه الصفقات المليارية، وهي الآن مهددة بالحرمان من النيل ذاته! فما قيمة هذه الصفقات إذا لم تحافظ على تراب الوطن وتحمي أمنه القومي وتردع الأعداء بالخارج؟! فلم كل هذه الطائرات؟ وهل استفادت مصر من صفقة الرافال الأولى حتى تبرم صفقة ثانية بديون باهظة ومركبة؟! رسائل الصفقة وكواليسها تعتبر هذه هي الصفقة الثانية من طائرات رافال الفرنسية، فقد كان نظام السيسي قد تعاقد سنة 2015م على شراء 24 طائرة، وبذلك يرتفع عدد طائرات رافال المصرية إلى 54 طائرة؛ وهو ما يضع مصر في المركز الثاني كأكبر أسطول رافال في العالم بعد فرنسا بلد التصنيع. معنى ذلك أنه في الوقت الذي كان العالم الإسلامي يمارس تصعيدا بحق فرنسا احتجاجا  على مواقفها العدائية للإسلام والمسلمين كان نظام السيسي يكافئهم بأكبر صفقة تسليح عقدتها فرنسا خلال العقد الماضي كله، وقد اعترفت وزيرة الجيوش فلورانس بارلي أن العقد -الذي وقعته مصر لشراء 30 طائرة رافال مقاتلة أخرى من إنتاج شركة “داسو” (Dassault) الفرنسية للطيران- سيوفر 7 آلاف فرصة عمل في فرنسا على مدى 3 أعوام. فالصفقة في هذا السياق تمثل رسالة تضامن ودعم من نظام السيسي للدولة الفرنسية، وعدم اكتراث مصري للتطاول الفرنسي على الإسلام ورموزه وسن تشريعات من شأنها المس بحرية الاعتقاد للأقلية المسلمة فقط دون باقي الأٌقليات الدينية في فرنسا. بهذه الصفقة فإن مصر تحولت إلى أحد أهم زبائن السلاح الفرنسي، وخلال السنوات الخمس الماضية اشترت مصر نحو 40%  من أسلحتها من فرنسا، تليها الولايات المتحدة وروسيا، بينما من المقرر بعد الصفقة التاريخية مع إيطاليا (قدرها 10 مليارات دولار)، أن تحلّ روما في المركز الثالث على اللائحة بدلاً من روسيا، وهو ما كان يشكل مصدر قلق للفرنسيين الذين يرغبون في الاحتفاظ بالريادة في هذا المجال، علماً أنّ مصر تعتبر رابع أكبر مشتر من فرنسا في الفترة نفسها.[[2]] الرسالة الثانية، هي عدم الشفافية، فلم يكشف بيان المتحدث العسكري عن قيمة الصفقة بينما كشفت وسائل الإعلام الفرنسية عن قيمتها، من جانب آخر فإنه بناء على المستوى الفني للرافال والحظر الأمريكي على بعض أسلحتها وذخائرها فإن الطائرة الروسية “سوخوي ــ35” (وفقا للخبير العسكري العميد صفوت الزيات) أقل تكلفة وأفضل وأبعد مدى وأكثر تسليحا عن المقاتلة الفرنسية، وهي في كل الأحوال أفضل لمصر من الرافال، وتصنف مقاتلات ثقيلة، ومن الناحية الفنية أكثر جدوى في العمل بعيد المدى، وهذه نقطة مهمة، لكن مشكلتها تتمثل في الأعداد القليلة للغاية، فيما توصف الرافال بأنها مقاتلات متوسطة. فلماذا لم يتم شراء صفقة “سو ـ35” بدلا من الرافال وقد كان الإعلام التابع للنظام يتحدث كثيرا عن صفقة “سو ـ35” المرتقبة خلال السنتين الماضيتين وأشيع في الإعلام الروسي أن مصر تسلمت 5 منها؟ يمكن تفسير ذلك بأن قرار التسليح في مصر مثل أي قرار في نظام حكم له طبيعة فردية لا يخضع لدراسات ويعتمد على علاقات وأمور أخرى، فصفقة الرافال تعتبر قفزة لمدى أكبر للوصول لأهداف أعمق، لكن تبقى الكثير من التفاصيل غائبة. وقد تكون بديلا لصفقة “سو ـ35” الروسية؛ وهو ما يعني أن نظام السيسي رضخ أمام الضغوط الأمريكية التي وضعت فيتو على إتمام…

تابع القراءة
محادثات تركيا ومصر

المباحثات الاستكشافية التركية المصرية.. ماذا جرى فيها؟ وما أفاقها المستقبلية؟

    بعد  ساعات من اختتام المحادثات الاستكشافية التي جرت بالقاهرة على مستوى نائبي وزيري الخارجية في كلا من مصر وتركيا، جاءت تصريحات الرئيس التركي رجب أردوغان، عقب صلاة الجمعة 7 مايو، بأحد مساجد اسطنبول، مرحبا بتاريخ االعلاقات المشتركة مع الشعب المصري.. ليؤكد سير بلاده في مسار المصالحة مع مصر. وذلك في أول تعليق له بعد محادثات دبلوماسية معلنة في القاهرة بين وفدين من البلدين لإصلاح العلاقات المتوترة بينهما، قائلا :”موقف تركيا تجاه الشعب المصري إيجابي جدا”، و “لا يمكن أن نكون أعداء لهذا الشعب”.   ماذا دار؟ وفي وقت سابق الخميس 6 مايو، قال فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي إن تحرك مصر وتركيا بشكل مشترك سيصب في مصلحة السلام والتنمية بالمنطقة، مشيدا باحترام مصر الاتفاقية التركية مع ليبيا، وذلك عندما بحثت عن الموارد الطبيعية خارج الحدود التي تنص عليها الاتفاقية. وشهدت القاهرة يوم الخميس 6 مايو الجاري اختتام المباحثات الاستكشافية بين وفدي مصر وتركيا برئاسة نائبي وزيري خارجية البلدين، ووفقا للخارجية المصرية، فقد جرت المفاوضات في مقر الوزارة بالقاهرة برئاسة السفير حمدي سند لوزا نائب وزير الخارجية ونظيره التركي السفير سادات أونال، وذلك في أول لقاء مشترك يُعقد على المستوى الدبلوماسي بين الجانبين منذ 8 سنوات. وفي بيان مشترك قال الجانبان إن المناقشات كانت صريحة ومعمقة، حيث تطرقت إلى القضايا الثنائية، فضلا عن عدد من القضايا الإقليمية، ولا سيما الوضع في ليبيا وسوريا والعراق وضرورة تحقيق السلام والأمن في منطقة شرق المتوسط، وأشار البيان إلى أن الجانبين سيقومان بتقييم نتيجة هذه الجولة من المشاورات والاتفاق على الخطوات المقبلة. ومن المنتظر أن يؤدي نجاح هذه الجولة إلى اجتماع آخر على مستوى وزيري الخارجية يتم تحديد موعده ومكان انعقاده في وقت لاحق، ومن المقرر أن ينقل الوفدان المباحثات إلى القيادة السياسية في كلا الدولتين، قبل الاتفاق على أية اجراءات لاحقة، وقبل الاتفاق على أي شيء، وأجرى وزيرا خارجية البلدين اتصالا هاتفيا، وتقول أنقرة إن رئيسي المخابرات كذلك كانا على اتصال. ووفق دوائر دبلوماسية، تحدثت لـ”رويتر” ، يتسم رد مصر على المفاتحات التركية بالحذر حتى الآن، وكان مما أثار غضبها توفير تركيا ملاذات آمنة لقيادات مصرية معارضة من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر منذ تولي السيسي السلطة، وكان أردوغان -الذي ينتمي لحزب ذي جذور إسلامية- دعم أحزابا وساسة عربا على صلة بالإخوان المسلمين، مما وضعه على خلاف ليس فقط مع مصر بل أيضا مع قوى خليجية عربية مثل السعودية والإمارات. وفي بادرة قبل شهرين، طلبت تركيا من القنوات التلفزيونية المصرية العاملة على أراضيها تخفيف انتقاداتها لحكومة السيسي، إذ إن أنقرة لا تريد أن تتسبب هذه القنوات في مشاكل، كما لم تطلب أنقرة من أعضاء الإخوان المسلمين المقيمين في تركيا مغادرتها، وأصر الجانب التركي في المحاثات الاستكشافية على التأكيد  على أنه لا يعتبر جماعة الإخوان حركة إرهابية، وأن أعضائها المقيمين على أراضيها مقيمين بشكل قانوني، وكانت أنقرة أبلغت جماعات المعارضة المصرية في تركيا -التي تضم ليبراليين إلى جانب الإسلاميين- بأن مساعي تركيا لتحسين العلاقات لن تأتي على حسابها، بحسب وكالة الأناضول، وكانت البلدان قد اتفقتا من حيث المبدأ على عدم مناوأة أحدهما الآخر في المحافل الدولية، ومنها حلف شمال الأطلسي، حيث سمحت عضوية تركيا فيه لها باستخدام حق النقض (فيتو) ضد مشاركة مصر في بعض شراكات الحلف. وتوترت العلاقات بين القوتين الإقليميتين منذ إنقلاب عسكري على الرئيس المنتخب ديمقراطيا والمنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، محمد مرسي عام 2013، وطردت كل دولة سفير الأخرى، إلا أن العلاقات الاستخباراتية والاقتصادية لم تتوقف، وظل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين على درجة القائمين بالأعمال، في حين تواصل كل من سفارة تركيا بالقاهرة وقنصليتها في الإسكندرية وسفارة مصر لدى أنقرة وقنصليتها في إسطنبول أنشطتها، وأدى الخلاف بكل منهما إلى مساندة فصيل مختلف في الحرب الدائرة في ليبيا، ووضعهما على طرفي نقيض في نزاع بشأن السيادة والحقوق في مياه شرق البحر المتوسط.   أهداف  استراتيجية وتنظر تركيا لإصلاح العلاقات في إطار مسعى لمد الجسور مع الدول العربية المتحالفة مع الولايات المتحدة، بعد سنوات من التنافس السياسي والتدخلات العسكرية التي أظهرت نفوذ تركيا، لكنها أثرت بشدة على تحالفاتها مع العالم العربي، المحادثات الاستكشافية شملت التعاون في مجالي التجارة والطاقة، فضلا عن الاختصاص القضائي في المسائل البحرية في شرق المتوسط. بجانب الخطوات الضرورية التي قد تقود إلى تطبيع العلاقات بين البلدين على المستويين الثنائي والإقليمي..وتقترب قيمة التبادلات التجارية بين البلدين من 5 مليارات دولار سنويا، رغم الخلاف السياسي. وبحسب الكاتب والمحلل السياسي التركي، فراس رضوان أوغلو، لـ”بي بي سي نيوز ” إن الطرفين لديهما مصلحة في إحراز تقدم في ملف تطبيع العلاقات بينهما. فمصر تحاول من خلال تقاربها مع تركيا أن تضغط على حلفائها الذين تنكروا لها في مشروع مد خط نقل الغاز البحري “إيست ميد” من شرق المتوسط وحتى أوروبا، والذي تم استبعاد مصر منه، موضحا أن التقارب مع تركيا قد يكون خطوة تكتيكية لإجبار هذا التكتل على وضع مصر ضمن حساباتهم في مشاريع الغاز. كما  أن تركيا تريد استخدام الورقة المصرية للضغط بقوة على جارتها اليونان للجلوس إلى طاولة التفاوض وتقديم تنازلات حقيقية، وحسم الملفات الخلافية في المتوسط وبحر إيجة.   ملاحظات متبادلة وعلى الرغم من أن  أن أجواء الاجتماع الأول والساعات السابقة عليه خلال الاتصالات واللقاءات الشخصية “كانت إيجابية”، لكنها لم تخل من ملاحظات سلبية من كلا الطرفين على الأداء الإعلامي تجاه بعضهما بعضاً، خاصة في الأسابيع الأخيرة، حيث احتج الجانب المصري بشكل واضح على تصريحات مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي، التي انتقد فيها إعدام عدد من المتهمين المدانين في قضية اقتحام قسم كرداسة، ووصفها بأنها “تهدف لمغازلة الإسلاميين المعارضين أيديولوجيا”، وأن تكرار مثل هذه التصريحات سيبطئ جهود تطبيع العلاقات. ومن ناحيته، انتقد الجانب التركي استمرار الهجوم الإعلامي المصري على سياسات أنقرة، رغم تراجعه الكمي بشكل واضح في الشهرين الأخيرين. كما تلقت القاهرة مطالب بأن يعبر الإعلام المصري بشكل واضح عن تطور المشاورات بين البلدين، لتفنيد المعلومات غير الصحيحة والمغلوطة التي تنتشر في الإعلام الإماراتي والسعودي عن تعثر المشاورات، وظهور مشاكل مستجدة على الصعيدين الأمني والسياسي، وذلك وفق مصادر دبلوماسية، تحدثت لـ”العربي الجديد”. وهو ما دعا وزارة الخارجية المصرية لإصدار بيان عن اللقاء جاء في هذا الصدد، بعدما كان قرار المخابرات العامة، بصفتها المسؤول الأول عن الملف، يتجه إلى عدم الإعلان، وترك الجانب التركي يتحدث وحيداً عن المفاوضات، كما حدث خلال الشهرين السابقين، إلى حد إصدار تعليمات للصحف الموالية للنظام بعدم نشر بيان عن التقارب أصدره وزير الدولة للإعلام المستقيل أسامة هيكل.   القضايا  والنقاشات محتوى النقاشات، وفق ما رشح من متابعات اعلامية وتصريحات دبلوماسية، تركزت حول مستقبل العلاقات بين البلدين، والشروط المصرية لتطبيعها في المجالات كافة،…

تابع القراءة
إعدام_كرداسة

إعدام 17 معتقلا سياسيا بقضية كرداسة..  مغزى التوقيت بين الرسائل والدلائل

      لعامل التوقيت في تنفيذ حكم الإعدام بحق 17 معتقلا سياسيا في قضية “اقتحام قسم شرطة كرداسة” مغزى قد لا تخفى دلالته للمتابعين للشأن المصري وتشابكاته الإقليمية من عدة أوجه أو محاور، ذلك أن تنفيذ الإعدام جاء في شهر رمضان المبارك وهو ما  يخالف ما استقرت عليه الأعراف المصرية بعدم تنفيذ أحكام الإعدام في المناسبات الدينية المختلفة؛ فقد نص قانون تنظيم السجون (المادة 69) وقانون الإجراءات الجنائية (المادة 475)، على عدم تنفيذ أحكام الإعدام في المناسبات والأعياد الدينية للمحكوم عليهم؛ فلماذا صدر قرار التنفيذ في هذا التوقيت؟ وما هو الهدف  من إعدام هؤلاء الضحايا الأبرياء في شهر رمضان الكريم وقبل عيد الفطر بأسبوعين فقط؟ ولماذا تجاوزت سلطات الانقلاب أعرافها عند تنفيذ أحكام الإعدام بحقهم بعد محاكمة افتقدت إلى أدنى معايير الشفافية والنزاهة والعدالة؟ وتحمل قضية اقتحام قسم شرطة كرداسة الرقم 12749 لسنة 2013 جنايات مركز كرداسة، وكانت دائرة الإرهاب بمحكمة جنايات الجيزة برئاسة القاضي محمد ناجي شحاتة قد أصدرت حكما أوليا في فبراير 2015م بإعدام 183 متهماً بالقضية والسجن 10 سنوات للطفل المتهم، وبراءة متهمين اثنين. وألغت محكمة النقض في العام التالي (2016) أحكام اﻹعدام في حق 149 من المتهمين وأمرت بإعادة محاكمتهم. لكن محكمة النقض رفضت هذا الحكم وجرى إعادة المحاكمة أمام دائرة إرهاب أخرى برئاسة محمد شيرين فهمي، وفي 2 يوليو/ تموز 2017، قضت الدائرة رقم 11 برئاسة المستشار شيرين فهمي بإعدام 20 متهماً وبمعاقبة 80 متهماً بالسجن المؤبد ومعاقبة 34 متهماً بالسجن المشدد 15 عاماً، وقضت بالسجن 10 سنوات لطفل بإيداعه دار أحداث، وبراءة 21 متهماً. وفي صباح الإثنين 24 أبريل 2021م، جرى تنفيذ حكم الإعدام في 9 معتقلين بالقضية. وبعدها بيومين صباح الأربعاء 26 أبريل 2021م جرى تنفيذ حكم الإعدام في 8 معتقلين آخرين بالقضية.  وكان قطاع مصلحة السجون بوزارة الداخلية  قد نفذ حكم الإعدام في 4 أكتوبر 2020م بحق ثلاثة معتقلين بالقضية، هم: شحات مصطفى محمد علي الغزلاني عمار، سعيد يوسف عبد السلام صالح عمار، وأحمد محمد محمد الشاهد. ووفقًا لدفاع المتهمين؛ فإن القضية شابها العديد من الانتهاكات، منها بطلان إجراءات القبض والتفتيش لعدد من المتهمين، كما استند الحكم لتحريات أجهزة الأمن مجهولة المصدر دون سواها من أدلة في ظل شيوع الاتهام وعدم بيان الأدلة تفصيلاً. كذلك، فإن استجواب المتهمين تم في منطقة عسكرية، وأجبر العديد منهم على تقديم اعترافات انتزعت تحت التعذيب، وبدون حضور محاميهم، كما لم يتمكن المحامون من التواصل معهم أثناء التحقيقات والمحاكمة، مما لم يمكنهم من تقديم الدفوع الكافية.   مغزى التوقيت يمكن تفسير مغزى التوقيت في تنفيذ هذه المذبحة خلال هذه الفترة من وجهين. الأول، أن هذه المذبحة الجماعية تمثل رسالة لتركيا  في مرحلة تشهد تقاربا بين البلدين والنظامين مفادها أن هذا التقارب لا يعني مطلقا قبول النظام بأي مصالحة مع الإخوان أو التقارب من الإسلاميين عموما، كما أنها تمثل رسالة لأنقرة وللرئيس التركي على وجه التحديد أن النظام في مصر لن يخرج عن الخط الذي رسمه تحالف الثورات المضادة الذي يستهدف  استئصال الإسلاميين من المنطقة عموما وأن هذا التقارب المصري التركي لن يكون على حساب الحرب التي يشنها النظام العسكري في مصر على  الإسلاميين والتي تمثل صك شرعية للنظام في تل أبيب وواشطن ولفيف من العواصم الأوروبية الأخرى التي ترى في حرب السيسي على الإسلاميين تحت لافتة “الحرب على الإرهاب” هي صك الشرعية الأول للنظام إلى جانب التحالف العسكري والأمني مع إسرائيل  وحماية المصالح الأمريكية والغربية في مصر والمنطقة. معنى ذلك أن هذه المذبحة الجماعية في هذا التوقيت وبمخالفة القوانين حتى وإن كانت تحت لافتة “حكم قضائي” مسيس، لكنها في ذات الوقت تمثل اختبارا  للمواقف التركية الجديدة في ظل حالة التقارب، والنظام في مصر يقيس مدى وحجم ومنسوب رد الفعل التركي حتى يبنى على ذلك حدود  ومستقبل العلاقات بين البلدين. وبرصد ردود الفعل التركية بين إعدام تسعة نشطاء في فبراير 2019م وحملة الإعدام الجماعي مؤخرا، فإن الموقف التركي كان في الأولى (إعدام 9 نشطاء في 2019) بالغ الغضب والانحياز للضحايا، ودان بشدة مواقف النظام العسكري الانقلابي في مصر،«بل إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وصفها بالجريمة ضد الإنسانية، ووصف تستر نظام السيسي بأن ذلك جرى تنفيذا لحكم قضائي مؤكدا أن القضاء والانتخابات وكل هذه الأمور في مصر  بلا معنى هناك فقط نظام استبدادي بل حتى شمولي». ووصل الحد بالرئيس التركي إلى معايرة الأمريكان والأوروبيين بمواقفهم المشينة التي تتغاضى عن هذه الجرائم وتجري صفقات المصالح مع نظام اغتصب الحكم بانقلاب عسكري وأجهض مسارا ديمقراطيا وليدا.  أما رد الفعل التركي حاليا (أبريل 2021م) وبعد إعدام 17 بريئا في نهار رمضان (1442هـ) بينهم دعاة إلى الله، فإن النظام التركي التزم الصمت على هذه الجريمة، قد يكون الأتراك مقتنعين أنها “جريمة ضد الإنسانية” لكنهم فضَّلوا الصمت وكتمان الأمر في صدورهم ليمنحوا الأولية لتطبيع العلاقات مع نظام شمولي اغتصب الحكم بانقلاب عسكري. من حقنا أن نفهم الأمر على أنه تخلٍ تركي عن القيم والمبادئ التي طالما نادوا بها من قبل، وكان الرئيس التركي أكثر من يعبر عن هذه القيم والمبادئ الإنسانية، لكننا لا ننكر في ذات الوقت أنه لا يزال يفتح بلاده للمظلومين والمضطهدين الذين فروا بدينهم وهاجروا إلى بلاده ينشدون العدل والأمان والحرية. يضغط العسكر في مصر على الرئيس التركي كما ضغط سادة قريش على النجاشي بشأن المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة، وكما أبى النجاشي تسليم المسلمين لقريش لا يزال أردوغان يأبى تسليم المؤمنين المضطهدين للسيسي وعساكره أصدقاء “تل أبيب” المقربين. اختفت تماما ردود الفعل التركية الرسمية على هذه الجريمة النكراء، ولم يصدر تصريح إدانة واحد من الحكومة التركية لهذه الجريمة، ولم يدن هذه الجريمة سوى تصريحات لياسين أقطاي، وهو مستشار لأردوغان باعتباره رئيسا لحزب “العدالة والتنمية” الحاكم وليس باعتباره رئيسا للجمهورية. معنى ذلك أن تصريحات أقطاي التي استنكرت تنفيذ حكم الإعدام بحق 17 مصريا مسلما في نهار رمضان جاءت مغلفة بغلاف حزبي وليس بغلاف حكومي رسمي. الأمر الذي يعني أن الحكومة التركية قد حسمت خيارها. يعزز من هذه الفرضية أنه في الأسبوع التالي مباشرة لتنفيذ هذه الجريمة استقبلت القاهرة وفدا تركيا برئاسة نائب وزير الخارجية سادات أونال، يومي الأربعاء والخميس (5 ــ6 مايو 2021م) حيث يلتقي بنائب وزير الخارجية بحكومة الانقلاب “حمدي سند لوزا” لبحث تطبيع العلاقات بين البلدين. وأفاد بيانان صادران عن وزارتي الخارجية بالبلدين أن المحادثات الاستكشافية، ستتناول الخطوات الواجب اتخاذها لتطبيع العلاقات بين البلدين على الصعيدين الثنائي والإقليمي. الوجه الثاني لمغزى التوقيت إذا جرت قراءته في سياقه المحلي والإقليمي والدولي أنه يأتي قبل أسابيع قليلة من حدثين بارزين: الأول هو بدء إثيوبيا في حجز مياه النيل بداية من يوليو المقبل (2021م)، والثاني، ذكرى الانقلاب في 3…

تابع القراءة
المشهد السياسي

المشهد السياسي عن الفترة من 24 إلى 30 أبريل 2021

    المشهد المصري: قراءة في تصريحات السيس لـ «دي فيلت» الألمانية. نشرت وكالة أنباء الشرق الأوسط، وكالة الأنباء الرسمية في مصر، السبت 24 أبريل، ملخصاً لحوار أجراه عبد الفتاح السيسي مع صحيفة “دي فيلت” الألمانية، وكان مما جاء فيه[1]: بخصوص الحريات: قال الجنرال أنه «لا يوجد أي شخص في مصر سُجن بسبب آرائه السياسية، باعتبار أن الأمن لا ينبغي أن يأتي على حساب الحرية، حتى في بلد يعيش ظروفاً صعبة مثل مصر»، وأضاف: «النقد مسموح به للجميع في مصر، بشرط أن يكون نقداً بناءً، وليس تحريضياً»، مؤكداً أن الحكومة لم تعاقب أحداً بسبب إبداء رأيه. التشديد على مسألة الاستقرار: أفاد السيسي أن «تحقيق الاستقرار أمر مهم للغاية في بلد يبلغ تعداد سكانه ما يزيد على 100 مليون نسمة مثل مصر، ويشكل الشباب أكثر من 60% منه»، وأضاف: «التحريض على الانقلاب أمر خطير، وغير مقبول. وألمانيا قطعت شوطاً طويلاً لتحقيق الاستقرار، وهي الآن من بين أغنى البلدان في العالم»، مستكملاً: «لدينا في مصر ما لا يقل عن مليون شاب وشابة يدخلون سوق العمل كل عام، ولا تستطيع الدولة توفير الوظائف لهم»، وأنه لا يمكن خلق تلك الوظائف إلا إذا استقر الوضع الأمني. قضية اللاجئين والهجرة غير الشرعية: قال «كان من المهم لنا ألّا يتأثر أمن أوروبا نتيجة الهجرة غير الشرعية، التي لا يمكن وقفها عبر مصر إلا بتهيئة المناخ المناسب للأمن والاستقرار»، وأضاف: «لدينا ستة ملايين لاجئ في مصر، من بينهم 500 ألف لاجئ من سورية، بالإضافة إلى عدد كبير من العراق واليمن والسودان وليبيا وإثيوبيا، ودول أفريقية أخرى. ويرى الكثير منهم أن مصر دولة عبور فقط، لكننا لن نسمح لهم بالمضي قدماً نحو أوروبا». نقد جماعة الإخوان المسلمين: قال السيسي أن «ما يجري في مصر الآن يثير استياء جماعة الإخوان المسلمين، التي وصلت إلى السلطة عقب مساعٍ دامت 90 عاماً. والجماعة تحاول نقل انطباع سلبي عن حالة حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية في مصر، بغرض تشكيل ضغط أوروبي على القاهرة». التنمية أولاً مع عدم جاهزية الشعب للديمقراطية: تسائل قائلاً «هل تريدون تطبيق معاييركم الخاصة فقط للحرية والديمقراطية؟ أم يجب عليكم النظر أولاً إلى حالة الشعب المصري، ومعرفة أوضاع الفقراء وغير المتعلمين؟ لا أريد أن أطلب الدعم من أجلهم، ولكن أعطونا بعضاً من معرفتكم، وصناعتكم، ونحن نريد أن نشارك في تقدمكم، تماماً كما تريدون منا أن نتبنى أفكاركم عن الحرية».   مضامين ودلالات التصريحات: وقد عكست تصريحات السيسي للصحيفة الألمانية، تصوراته للقضايا التي تحدث فيها، وأظهرت الدفوع التي يقدمها والحجج التي يعتمد عليها في إثبات صحة هذه المواقف: فيما يتعلق بالحريات السياسية: فهو يؤكد أن حرية الرأي مكفولة للجميع، ما دامت لا تنطوي على تحريض، ثم يؤكد -كاذباً- عدم وجود سجناء رأي في مصر، وكان من الممكن أن يقول أن السجناء غير الجنائيين في مصر؛ تم سجنهم نتيجة الممارسات التحريضية التي تورطوا فيها. التأكيد على أولوية الاستقرار والتنمية: كأن تحقيق التنمية والاستقرار في البداية هو شرط قيام ديمقراطية حقيقية، وكأن تحقيق الديمقراطية لا يمكن حدوثه دون أن يسبقه تنمية واستقرار. وثمة ملاحظتين عند هذه النقطة؛ الأولى: أن هذا الخطاب ليس جديداً، بل هو خطاب النخبة العسكرية الحاكمة في مصر منذ إنقلاب يوليو 1952، ورغم مرور 70 عاماً لم تحقق هذه النخبة التنمية، وبالتأكيد لم تفتح مجال للديمقراطية؛ وهو مما يؤكد فشل هذه الفرضية التي تعتبر الديمقراطية مرحلة تالية للتنمية، وكون التنمية تأتي أولاً. الثانية: هو الجمع بين التنمية والاستقرار في جملة واحدة، كأنهما مترابطين؛ حيث تؤدي التنمية بالضرورة للاستقرار ويقود الاستقرار حتما للتنمية. وهو تلازم غير حقيقي في كثير من الأحيان؛ فقد يحدث الاستقرار نتيجة للقمع المفرط وليس نتيجة للتنمية، وقد تؤدي التنمية لعدم الاستقرار إذا جرى توزيع نتاجها بشكل غير عادل، وإذا كانت الفئات المستفيدة من التنمية تمثل أقلية في مقابل أغلبية جاءت التنمية على حساب استقرارها ومصالحها. موقف السلطة من جماعة الإخوان المسلمين: يتحدث في حواره مع الصحيفة الألمانية عن جماعة الإخوان المسلمين، بأنها في عداء تاريخي مع الدولة المصرية، وأنها لا يعجبها النجاحات التي حققتها الدولة في الفترة الأخيرة، لذلك هي تحاول تقديم صورة مشوهة عما يحدث في مصر للدول الأوروبية بغرض أن تضغط هذه العواصم على القاهرة. وأن غضب الجماعة من الدولة المصرية نتيجة لفشل مساعيها في الوصول للسلطة، بعد 90 عاماً من جهودها في هذا المسار، كأن وصول الجماعة للسلطة في انتخابات 2012 جاء نتيجة لمؤامرة أكثر من كونه نتيجة عملية ديمقراطية حقيقية. ما نشير إليه هنا، أن السيسي يعرف أن الدول الأوروبية تراقب ما يحدث في مصر، وأنها مطلعة على حقيقة ما يجري، بالتالي تصريحاته ليست هي مصدر معلوماتهم عما يجري، ولن يؤدي لتغيير رؤيتهم عما يحدث في مصر، لكن يبدو أن دول الأوروبي تحب سماع هذا الخطاب وتحب تصديقه مع علمها أنه زائف وغير معبر عن حقيقة الأوضاع، وهو ما يعلمه السيسي أيضاً ويشارك فيه. يبدو أيضاً أن هناك مزاج دولي عام رافض لعودة القوى الاسلام السياسي للمجال السياسي في البلدان العربية، خاصة أن تراجع قوى الإسلام السياسي لم يؤدي لصعود قوى الإسلام الراديكالي العنيفة مثل داعش، بالتالي مقولة أن فتح المجال السياسي للقوى الإسلامية المعتدلة يؤدي بالضرورة إلى تراجع القوى الاسلامية المتطرفة، وأن قمع قوى الاعتدال يؤدي إلى صعود التطرف العنيف، ثبت أن هذه المقولة يمكن تجاوزها ومخالفتها، كما ثبت أن الاعتماد على المقاربة الأمنية العنيفة في التعاطي مع القوى الإسلامية يمكن أن تنجح في تقويض هذه القوى والتقليص من فاعليتها وحضورها، وهو ما بدا واضحاً خلال السنوات الماضية، فقد تراجعت قوى الإسلام السياسي وتراجعت معها أيضاً القوى العنيفة المتطرفة. قضية اللاجئين والهجرة غير الشرعية: هي قضية شديدة الأهمية للدول الأوروبية التي تريد التحكم في ملف الهجرة؛ فمع استمرار حالة عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مما يدفع الكثيرين للهجرة غير الشرعية للدول الأوروبية بحثاً عن فرص أفضل للحياة والاستقرار، فتجد هذه الدول نفسها أمام زحف مستمر من الشرق تجاه بلادها. ومع ما خلقه زيادة أعداد المهاجرين من الشرق الأوسط تجاه دول أوروبا من مشكلات إجتماعية وأمنية وثقافية، تجد هذه الدول نفسها في حاجة لتصبح أكثر حذراً في التعامل مع هذا الملف، وهي الحالة التي تستغلها دول شرق أوسطية في الضغط على الدول الأوروبية. وتصريحات السيسي بخصوص ملف الهجرة غير الشرعية واللاجئين تأتي في هذا الإطار، فهو يقدم نفسه لدول أوروبا باعتباره حائط صد في مواجهة الهجرة غير الشرعية تجاه هذه الدول.   قرار بتمديد حالة الطوارئ للمرة الـ 17. بعد قرار السيسي، الذي حمل رقم 174 لسنة 2021، بتمديد حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، الأحد 25 أبريل؛ بسبب “الظروف الأمنية والصحية الخطيرة التي تمر بها البلاد”، بذلك دخلت حالة الطوارئ…

تابع القراءة
اشتباكات باب العمود

هبة باب العمود المقدسية: الدوافع والتداعيات

    تشهد مدينة القدس منذ الأول من رمضان، اشتباكات واسعة بين الفلسطينيين والإسرائيليين على خلفية قيام شرطة الاحتلال وبدعم المستوطنين بإغلاق مدرج باب العمود بحواجز معدنية، وهو أحد أكثر الأماكن حيوية لتجمع الفلسطينيين المتجهين للمسجد الأقصى. ولم تقتصر رقعة المواجهات العنيفة بين المقدسيين والجماعات الاستيطانية على منطقة باب العمود، بل توسعت لتشمل أغلب الأحياء بالمدينة المحتلة مثل وادي الجوز والطور وسلوان والشيخ جراح والعيسوية. ووصلت أصداء المواجهات في القدس إلى الضفة وغزة، وشهدت العديد من المناطق مواجهات خاصة في رام الله والخليل والبيرة ونابلس. أما في غزة فقد شهد التضامن مع المقدسيين، شكلا آخر عبر إطلاق عدة صواريخ باتجاه المستوطنات المحيطة بالقطاع إضافة إلى تنفيذ وقفات تضامنية من الفصائل والفعاليات المجتمعية. فضلا عن تحذيرات الأجنحة العسكرية، بالرد على أي تماد للاحتلال تجاه القدس والمقدسيين. ولينجح المقدسيون على مدار الأيام الماضية، في إجبار الاحتلال على الرضوخ لإرادتهم، وإزالة كافة الحواجز الحديدية التي نصبت في منطقة باب العمود[1].   أولًا: دوافع وأسباب هبة باب العمود: لم تكن هبّة باب العمود وليدة اللحظة، إنما انفجرت فقط في شهر رمضان الكريم نتيجة تراكمات وأحداث حصلت خلال السنوات الماضية، تحديداً منذ اعتراف الرئيس الأميركي المنصرف، دونالد ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل (ديسمبر 2017)، ومن ثم تصاعد الممارسات والخطوات التهويدية الاستيطانية لتكريس تلك الحقيقة الواقعة على الأرض. في هذا الصدد، تمكن الإشارة إلى تزايد مصادرة الممتلكات والبيوت، وطرد أصحابها وسكانها المقدسيين منها لتسليمها إلى جماعاتٍ استيطانيةٍ متطرّفة، بدعم واضح من المؤسسة السياسية والقضائية الإسرائيلية، ونتحدّث تحديداً عن حيّ الشيخ جرّاح، المجاور لباب العامود، حيث المحاولات جارية لطرد عشرات العائلات ومئات السكان، كما يجري الحديث عن خطط لمصادرة عشرين ألف بيت في القدس وهدمها وطرد 150 ألفاً من سكانها. وفي السنوات الماضية أيضاً، تسارعت وتيرة التهويد الرسمية عبر مشاريع استيطانية وسياحية، وأخرى تتعلق بالتكنولوجيا والمواصلات، لفرض الطابع اليهودي، التوراتي تحديداً، في محيط الحرم القدسي الشريف. وتمكن الإشارة أيضاً، على سبيل المثال، إلى مشروع القطار الخفيف، كما مدينة التكنولوجيا الذكية في وادي الجوز المجاور أيضاً لباب العامود. وفي الفترة الماضية، تصاعدت أيضاً حملات القمع الإسرائيلية بحق المصلين، وشيوخ المسجد الأقصى، وموظفيه، والمرابطين، عبر حملات اعتقال ومنع من دخول الحرم القدسي، وحتى منع من السفر، إضافة إلى التضييق على خطط الترميم والإعمار لمرافق الحرم وأمور متعلقة ذات صلة، من قبيل الدروس والحلقات التعليمية وما إلى ذلك. وشهدنا، في الأسابيع والشهور الماضية، ارتفاعاً مطّرداً في أعداد وفترات اقتحام المستوطنين المتطرفين من تيار الصهيونية الدينية الحرم القدسي، بالتوازي مع الدعوات إلى فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، وإن في المرحلة الأولى، وصولاً إلى إعادة بناء الهيكل الثالث المزعوم. ومع دخول شهر رمضان، واصلت سلطات الاحتلال التضييق على المقدسيين والمصلين وإقامة الشعائر الدينية الرمضانية في ساحات القدس، حيث إقامة صلاة التراويح في الساحات ثم الجلسات والسهرات الرمضانية فيها، بل وصل الأمر بالاحتلال إلى قطع أسلاك ميكروفونات المسجد الأقصى للتشويش على إقامة أول صلاة للتراويح، ومنعها بالتالي في الساحات المحيطة به. وشهد بدء الشهر الكريم وضع سلطات الاحتلال سلاسل وحواجز معدنية في ساحة باب العامود لمنع الصلاة، أو إحياء الليالي الرمضانية فيها، ما أدّى إلى تفاقم الغضب في الشارع الفلسطيني. ولا يمكن تجاهل الاحتقان الناتج عن مماطلة الاحتلال في الموافقة على إجراء الانتخابات الفلسطينية، التشريعية ثم الرئاسية في القدس، وسعي السلطة إلى استغلال ذلك لتأجيل العملية الانتخابية برمتها، وحتى إلغائها. وأخيراً، جاءت النقطة التي أفاضت الكأس عبر تظاهرة جماعة لاهافا المتطرّفة، الخميس الماضي (22 إبريل الحالى)، في محيط الحرم القدسي، وباب العامود تحديداً، والتي ردّدوا خلالها شعارات تحريضية عنصرية ضد المقدسيين والعرب، وأخرى تتعلق بتهويد مدينة القدس وفرض السيطرة التوراتية عليها. وهؤلاء المتطرّفون لم يعودوا هامشيين، بل باتوا في صلب الطبقة السياسية بعدما شرعنهم أو بيّض صورتهم بنيامين نتنياهو قبل انتخابات الشهر الماضي (مارس)، التي أوصلت فتيان التلال العنصريين إلى الكنيست، وربما الحكومة[2]. وبناءً على ما سبق؛ يمكن إرجاع هبة باب العمود لمجموعة من الأسباب، أبرزها: – قطع الشرطة الإسرائيلية مكبرات الصوت في المساجد في الحرم القدسي. – قيام الشرطة بإغلاق الدرج عند بوابة نابلس، ويستخدم هذا الطريق كل عام في شهر رمضان كمكان لقاء ليلي وتجمع شباب من القدس الشرقية. – أن القوات الإسرائيلية تعمل على إخلاء المنطقة بأكملها من الفلسطينيين قبل الاحتفال اليهودي المسمى “يوم القدس” الذي يوافق هذا العام 28 من رمضان، وهناك تحذيرات بأن المستوطنين قد يستغلوا هذا الحدث لمحاولة اقتحام الأقصى. – من المقرر اخلاء عدة عائلات عربية نهاية الشهر الجاري (إبريل)، بحسب قرار المحكمة المركزية، من منازل في مجمع “كرم الجاعوني” في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية. – دخول عدة عائلات يهودية للعيش في منازل تم شراؤها وفق القانون في قرية سلوان في القدس الشرقية. – الحظر الإسرائيلي على سكان القدس الشرقية المشاركة في الشهر المقبل (مايو) في الانتخابات النيابية. – رفض الفلسطينيين في القدس الشرقية إعلان الرئيس ترامب بأن القدس عاصمة “لإسرائيل” في ديسمبر 2017، وهو الإعلان الذى يهدف إلى تهويد القدس الشرقية[3]. – أن باب العمود يمثل أهمية خاصة لليهود القاصدين حائط البراق، ولأن استمرار وجود هذا الكم الكبير من ​الفلسطينيين​ على مدرجه في شهر ​رمضان​ المبارك يشكل بالنسبة لليهود خطرًا أمنيًا، لذا تسعى سلطات الاحتلال إلى تثبيت واقع المراقبة الدائمة على الفلسطينيين ومنعهم من التواجد في منطقة الباب تمهيداً لتغيير هذا الواقع بشكل جذري لصالح التهويد التدريجي. – يمثل باب العمود أهمية خاصة عند المقدسيين كونه يعد الشريان الأساسي الذي يوصل إلى أسواق البلدة القديمة التي يمتلكها ​الفلسطينيون​ وتمنحهم باب رزق لذلك يعمل الاحتلال بشكل يومي على اغتيال ​الحياة​ الاقتصادية للمدينة وإغلاق أبواب حوانيتها، وبالتالي تدمير التدفق الاجتماعي عبر باب العمود بغرض الغاء ما تبقى من الأسواق والسيطرة على عدد أكبر من ​العقارات​ في البلدة القديمة ومن ثم تهويدها[4].   ثانيًا: دلالات وتداعيات الهبة: يمكن الإشارة إلى مجموعة من الدلالات التى أسفرت عنها هذه الهبة كما يلى: – أول ما كشفته الانتفاضة هو أن هناك شيئا واحدا يوحّد الفلسطينيين جميعا، داخل الوطن المحتل من بحره إلى نهره، وفي الشتات، وهو القدس. فقد جاءت الانتفاضة في ظل انقسام كبير زاد من حدته اتفاق الفصائل الفلسطينية على عقد الانتخابات التشريعية متبوعة بانتخابات الرئاسة، فقد قسمت هذه الانتخابات حركة فتح إلى ثلاث قوائم، وفتحت جدلا كبيرا في صفوف أنصار حركة حماس، والأهم والأخطر من ذلك أنها كانت من المتوقع أن تتسبب بانقسامات كبيرة بعد إجرائها بغض النظر عن الفائزين والخاسرين فيها. وسط هذا الانقسام القائم والمحتمل، وحّدت انتفاضة القدس الفلسطينيين جميعا لسببين رئيسيين: أولهما أنها معركة واضحة لا لبس فيها، ولا فصائلية فيها، بل هي معركة الفلسطينيين ككل مع الاحتلال، وثانيهما أنها أعادت الصراع إلى…

تابع القراءة

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022