دراسة: العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بعد “طوفان الأقصى” (4)

استفاق الاحتلال الإسرائيلي فجر يوم السبت، 7 أكتوبر 2023، على اقتحام مئات المقاتلين الفلسطينيين لبعض مقراته ومستوطناته التي أقامها قرب منطقة قطاع غزة، في عملية سميت “طوفان الأقصى”، حيث سيطروا على عشرات الثكنات العسكرية، واشتبكوا مع قوات الاحتلال وأجهزته الأمنية؛ ما تسبب في مقتل ما يزيد على 1400 شخص، وجرح حوالي 5431 آخرين من العسكريين والمدنيين. وتمكن المقاتلون الفلسطينيون أيضًا من أسر ضباط وجنود، واحتجزوا رهائن مدنيين، يراوح عددهم بين 229 و250 شخصًا، بينهم العشرات ممن فقدوا حياتهم.

ردت قوات الاحتلال الإسرائيلية على هذا الهجوم المفاجئ، في اليوم نفسه، بحملة عسكرية وحشية، سمتها “عملية السيوف الحديدية”، وهي الحرب العدوانية السابعة والأعنف على قطاع غزة منذ إعادة الانتشار في القطاع في عام 2005[1]. وتستهدف هذه العملية تدمير البنية التحتية في غزة، بالإضافة إلى تكثيف الهجوم لاغتيال عدد من قيادات حماس ومحاولة تحجيم تحركات ما بعد “طوفان الاقصى” وإضعاف رغبة المقاومة نحو إبرام صفقة سياسية حول تبادل الأسرى مع ارتفاع حصيلة الأسرى الإسرائيليين لدى الفصائل، كذلك وأد أطروحات فك الحصار عن المعاملات المالية والاقتصادية لدى فصائل المقاومة وفى مقدمتها حركة حماس، وقطاع غزة ككل[2]. وعليه تسعى هذه الورقة إلى التعرف على أهداف ودوافع العملية الإسرائيلية على قطاع غزة، والتحركات والأدوات التي استخدمتها إسرائيل لتحقيق هذه الأهداف، وأخيرًا؛ مآلات هذه العملية وما يمكن أن تحققه من الأهداف الإسرائيلية.  

رابعًا: سيناريوهات العدوان الإسرائيلي على غزة:

في ضوء ما سبق؛ يمكن الإشارة إلى سيناريوهين رئيسيين حول العدوان الإسرائيلي على غزة:

السيناريو الأول: استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة:

ما يعزز هذا السيناريو:

  1. حاجة نتنياهو لاستمرار الحرب للتخلص من إمكانية محاسبته وحكومته، وبانتظار تحقيق إنجاز يشفع له إزاء الفشل العسكري والاستخباراتي الذي كشفته عملية “طوفان الأقصى”[3]. كما أن استمرار الحرب تعني مزيد من الاستنزاف لمخزونات فصائل المقاومة من السلاح والعتاد.
  2. قد يقول قائل إن الخسائر الفادحة التي يمكن أن تقدمها إسرائيل في حالة استمرار الحرب، والخشية على حياة الأسرى، ستشكل ضغطًا عليها، فإن الرد على ذلك بأن وقف الحرب من دون نصر واضح ومن دون بروز تطورات تحمل مخاطر أكبر سيؤدي إلى خسائر أكبر لإسرائيل؛ لأن الإهانة والهزيمة المخزية وسقوط الردع الإسرائيلي سقوطًا مدويًا من دون جباية ثمن مناسب؛ سيشجع “حماس” وغيرها من الفصائل الفلسطينية، كما سيشجع حزب الله وسوريا وإيران وغيرهم، على توجيه ضربات مماثلة؛ ما يضع مليون علامة سؤال على مستقبل وجود إسرائيل[4].
  3. عدم تناسب ردود الفعل من إيران وأذرعها في المنطقة مع حجم المعركة حتى الآن، فرغم المناوشات التي تحدث على الحدود بين لبنان ودولة الاحتلال الإسرائيلي حاليًا إلا أنها ما زالت محدودة ولم ترتق لكونها فتح جبهة حرب حقيقية مع الاحتلال[5].
  4. الدعم الأمريكي والأوروبي غير المسبوق، عسكريًا وسياسيًا وإعلاميًا، لإسرائيل في حربها ضد حماس، والتعامل مع حركة حماس وذراعها العسكري القسام كـ”حركة إرهابية”، ووضعها بموازاة “داعش” لتبرير تدمير غزة[6].
  5. التخاذل العربي الرسمي الذي وصل إلى حد عدم القدرة على إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.

ولكن هناك عدة تحديات أمام هذا السيناريو تتمثل أبرزها في:

  • أزمة الرهائن حيث تحتجز حماس ما يقارب 250 أسيرًا، ويدور الحديث عن وجود رهائن من ثماني جنسيات مختلفة بما فيهم أمريكا، وفق مستشار الأمن القومي الأمريكي، واحتمالية نجاتهم في حالة استمرار الحرب مشكوك فيها[7]. فضلًا عن التخوف من تكلفة تعبئة الاحتياط فى ظل الركود الاقتصادى واضطراب مؤشراته وهياكله، وقد تداولت الأنباء عن نية إسرائيلية البدء في تسريح ضباط الاحتياط لأسباب اقتصادية. بالإضافة إلى تزايد أعداد القتلى والأسرى ما قد يضعف من شعبية حكومة الائتلاف المأزومة سياسيًا بالأساس[8]. والأهم من ذلك كله، صعوبة – وربما استحالة – القضاء على المقاومة في غزة حتي لو استمرت الحرب لسنوات قادمة، خاصة بعد أن حصلت على شعبية كبيرة في “طوفان الأقصى”، وفي ظل عدم وجود طرف فلسطيني له شرعية يقبل بأن يحل محل سلطة “حماس”؛ لأنه سيتم تصويره كمتواطئ مع الاحتلال[9].
  • حرص الولايات المتحدة الأمريكية على عدم توسيع الحرب، في وقت تنشغل فيه باحتواء الصين، وقتال روسيا في أوكرانيا.
  • الخشية من تصاعد الأزمة إلى مواجهة شاملة خاصة في ظل إمكانية تصاعد أعمال المقاومة في الجبهة الشمالية (لبنان). وما يمكن أن يتبعه من جر إيران في هذه المواجهة بصورة أو أخرى، الأمر الذي لا ترغب به واشنطن[10].
  • خشية الدول العربية من إطالة أمد الحرب مما يضعف قدرتها على الحفاظ على مواقف حيادية، خاصة وأن بعض هذه الدول ستضرر بصورة مباشرة من هذا الصراع مثل مصر والأردن في ظل الحديث عن تهجير أهالي غزة إلي سيناء، ثم بعد ذلك تهجير سكان الضفة إلى الأردن. بالإضافة إلي أن ذلك يمكن أن يعرقل مسار التطبيع العربي – الإسرائيلي، ويهدد علاقة إسرائيل مع الدول التي أبرمت علاقات مع تل أبيب وهذا ما لا ترغب به الإدارة الأميركية الحالية التي تسعى لتحقيق تهدئة وإكمال مسار التطبيع العربي (السعودي بالأساس) – الإسرائيلي لاستخدامه في الحملة الانتخابية المقبلة[11].
  • الضغط الإقليمي (تركيا بالأساس) والدولي (روسيا والصين، بجانب بعض الدول الأوروبية مثل أسبانيا والنرويج وبلجيكا وأيرلندا، فضلًا عن الأمم المتحدة ومنظماتها)، ورفضهم لاستمرار العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة[12].

ويوجد داخل هذا السيناريو ثلاثة احتمالات رئيسية:

الاحتمال الأول: استمرار الصراع محليًا: وهو الاحتمال الأكثر ترجيحًا؛ حيث ستركز إسرائيل على إعادة تأكيد هيمنتها العسكرية، ويظل الصراع بين إسرائيل وحماس محصورًا بالأساس داخل قطاع غزة، مع عدم وجود تصعيد كبير يشمل جهات فاعلة إقليمية مثل إيران أو حزب الله أو فصائل فلسطينية أخرى في الضفة الغربية أو سوريا. إن العامل الأساسي الدافع هنا هو الهدف المركز لإسرائيل وإيران والولايات المتحدة المتمثل في إدارة الصراع ضمن حدود محددة، وتجنب اندلاع حريق إقليمي أوسع نطاقًا.

الاحتمال الثاني: صراع إقليمي دون مستوى الحرب: وهو احتمال ضعيف؛ فهناك احتمال أن تتوسع الحرب خارج حدود غزة والأراضي الفلسطينية، خاصة كلما طالت المدة وأصبحت الأوضاع الإنسانية أكثر كارثية، كما يمكن أن تؤدي عمليات غير محسوبة على الجبهة اللبنانية، أو ضد المصالح الأمريكية في المنطقة إلى تسريع المسار نحو امتداد الصراع الإقليمي. وقد تأكد هذا التقييم من خلال الزيادة الأخيرة، وإن كانت هامشية، في الهجمات التي تشنها الجماعات المدعومة من إيران في سوريا والعراق ضد التواجد العسكري الأمريكي، وإسقاط الحوثيين طائرة تجسس أمريكية، وسيطرتها على سفينة مملوكة لإسرائيل في البحر الأحمر. في هذا الاحتمال، ستحافظ الولايات المتحدة، على توازن دقيق، حيث تقوم بشن غارات جوية مستهدفة وكلاء إيران، دون أن تصل إلى حد نشوب حرب إقليمية واسعة النطاق.

الاحتمال الثالث: حرب إقليمية واسعة النطاق: وهو الاحتمال الأضعف؛ ما تزال احتمالات تصاعد الصراع إلى مستوى حرب إقليمية واسعة النطاق ضعيفة لكن غير مستبعدة، خاصة كلما طالت مدة الحرب. يمكن لهذا السيناريو أن يحدث في حالة لجوء طهران مباشرة إلى الضربات الصاروخية المكثفة لاستهداف القواعد العسكرية، والبُنى التحتية الحيوية، والمراكز الحضرية الإسرائيلية، لكن هذا يظل احتمالًا متواضعًا في ظل أنه سيضع الأراضي الإيرانية في مواجهة رد عسكري أمريكي وليس إسرائيليًا فقط. في هذا السيناريو، سيبرز دور روسيا أكثر في هذه المرحلة؛ إذ تتواجد عسكريًا في سوريا وهي متحالفة مع إيران. وربما تلجأ روسيا إلى الاشتباك غير المباشر بتقديم الدعم اللوجستي والعملياتي لإيران وسوريا[13].

السيناريو الثاني: الحل الدبلوماسي الدولي (التهدئة ووقف إطلاق النار):

يُبنى ذلك السيناريو على جهود الوساطة الدولية والإقليمية فى احتواء التصعيد القائم – خاصة الوساطة القطرية والمصرية – عبر صياغة موقف تفاوضى يرى عددًا من الأبعاد، أبرزها: وقف إطلاق النار على كلتا الجبهتين، والتفاوض حول صفقة تبادل الأسرى، وبناء خطاب إقليمى دولى مشترك حول أهمية استعادة نمط مباحثات السلام وحل الدولتين[14]. ويأتي هذا السيناريو مدفوعًا بتصاعد الأزمة الإنسانية والضغوط الدبلوماسية الدولية.

وسيشهد هذا السيناريو المتصور، نجاح الجهود الدبلوماسية الدولية والإقليمية المنسقة للتوسط في اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، ويحول دون تصعيد إقليمي أوسع. وسيعيد المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تقييم موقفه نتيجة تصاعد الأزمة الإنسانية، والإدراك أن الدعم غير المشروط للعملية العسكرية الإسرائيلية ليس مستدامًا، وسيسفر عن نتائج عكسية. كما سيأتي هذا التحول متأثرًا بعجز جيش الاحتلال عن تحقيق نصر عسكري حاسم.

وستجري المفاوضات بشكل غير مباشر، لهذا ستلعب كل من مصر وقطر دور الوساطة المحوري لتسهيل الحوار بين جميع الأطراف. وسنشهد نقلة كبيرة بمجرد التوصل إلى اتفاق بشأن تبادل الرهائن والسجناء، ما سيشجع على المزيد من التفاوض وتجنب مزيد من التصعيد.

وستتطور الديناميات الداخلية داخل إسرائيل وبين صفوف حماس. ففي إسرائيل، سيكون هناك إدراك متنام لفكرة أن الحل العسكري قد لا يكون قابلًا للتحقيق دون تكبد تكلفة عالية، سواء على صعيد الأرواح البشرية أو العلاقات الدولية. أما بين صفوف حماس، فسيكون هناك اعتراف بمحدودية الدعم العسكري الخارجي، والمعاناة الهائلة التي يجلبها الصراع على الشعب الفلسطيني. وسيكون الحل الدبلوماسي صعبًا سياسيًا أكثر بالنسبة لحكومة نتنياهو، التي ستواجه رد فعل سياسي قوي على المستوى المحلي، وخاصة من القطاعات الأكثر تحفظًا وتشددًا في مجتمع وحكومة إسرائيل.

وربما تكون هناك محادثات حول حكم غزة كجزء من المفاوضات الدبلوماسية، بحيث يشمل الحكم مختلف الفصائل الفلسطينية وربما بإشراف دولي. أي إن عودة حماس لتكون سلطة الحكم المنفردة في غزة قد لا تكون نتيجة مرجحة.

ويظل بالإمكان تحقيق وقف إطلاق النار دون التوصل إلى حل دبلوماسي شامل. وقد يأتي ذلك مصحوبًا باتفاقيات حول قضايا بعينها مثل تبادل السجناء، وانسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق بعينها. وفي هذا السيناريو، سيكون وقف إطلاق النار بمثابة إجراء مؤقت لوقف العنف وخلق مناخ موات للمزيد من المفاوضات، أو منع التصعيد الأوسع للصراع. وربما لن يحل ذلك القضايا العالقة أو يؤدي إلى سلام دائم، لكنه سيوفر إغاثة فورية من الصراع المستمر ويمنع وقوع المزيد من الدمار والخسائر في الأرواح.

أما بعد المفاوضات، فستعيش غزة فترة إعادة إعمار وتأهيل. وستتدفق المساعدات الدولية على غزة، مع بذل الجهود لإعادة تشييد البنية التحتية وتحسين ظروف معيشة الناس. لكن الطريق نحو التعافي سيكون طويلًا ومليئًا بالتحديات التي تشمل القيود السياسية والأمنية من قبل حكومة الاحتلال، والمصاعب الاقتصادية في ظل الحاجة لموارد كبيرة ومساعدات واسعة، ما سيجعل وتيرة إعادة الإعمار بطيئة وربما غير شاملة[15].

وقد تعززت احتمالات هذا السيناريو بعدما أسفرت جهود الوساطة المشتركة، التي تقودها قطر مع مصر والولايات المتحدة، بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في 22 نوفمبر 2023، عن التوصل إلى اتفاق على هدنة إنسانية في قطاع غزة تستمر أربعة أيام قابلة للتمديد. وقد أقرتها الحكومة الإسرائيلية بمعارضة وزراء حزب “عظمة يهودية” فقط.

وتشمل الهدنة “وقف إطلاق النار من الطرفين، ووقف كل الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال في كافة مناطق قطاع غزة، ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة في قطاع غزة”. وتشمل “إدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود، إلى كل مناطق قطاع غزة، بلا استثناء، شمالاً وجنوبًا” (إدخال 4 شاحنات من الوقود و200 شاحنة من الغذاء والدواء يوميًا). وتتضمن “إطلاق سراح  50 من محتجزي الاحتلال من النساء والأطفال دون سن 19 عامًا، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال الفلسطينيين من  سجون الاحتلال دون سن 19 عامًا، وذلك كله حسب الأقدمية”. وخلال أيام الهدنة الإنسانية، سيتوقف طيران الاحتلال في جنوب قطاع غزة، أما في المنطقة الشمالية لمدة 6 ساعات يوميًا من الساعة 10:00 صباحًا حتى الساعة  4:00 مساء. وخلال فترة الهدنة، يلتزم الاحتلال بعدم التعرض لأحد أو اعتقال أحد في كل مناطق قطاع غزة. كما تشمل البنود ضمان حرية حركة الناس (من الشمال إلى الجنوب) على طول شارع صلاح الدين[16].

وقد دخلت هذه الهدنة حيز التنفيذ في 24 نوفمبر 2023، ثم أعلنت قطر وحماس، في 27 نوفمبر 2023، عن تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة ليومين إضافيين بنفس شروط الهدنة السابقة، وهو ما يعني الإفراج عن 20 إسرائيليًا مقابل 60 فلسطينيًا. بالإضافة إلي استمرار وقف إطلاق النار في كل قطاع غزة، ودخول المساعدات الطبية والغذائية والوقود[17].

وقد تتحول هذه الهدنة المؤقتة إلي وقف دائم لإطلاق النار، وذلك وفق مجموعة من المعطيات ومنها:

  1. أن التوصل إلى الآليات الفنية والإجرائية لاستعادة الأسرى، يسهل على الطرفين من إتمام إطلاق سراح الدفعة الحالية وأي دفعات قادمة، دون الحاجة إلى تعميق العمليات العسكرية، وهذا ما دعت إليه الولايات المتحدة منذ بدء الحرب، بمنح صفقة تبادل الأسرى الأولوية على العمليات العسكرية، لما تحمله من مخاطر على حياتهم لا سيما الأمريكيون منهم. وبذلك فإن اتفاق الهدنة يعالج واحدة من أبرز مسببات الحرب، خاصة وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد ربط أي حديث عن وقف إطلاق النار، بإطلاق سراح جميع الرهائن.
  2. أن صيغة الاتفاق تشير إلى تشجيعه لاتفاقات لاحقة أو تمديد الحالية، من أجل إطلاق أكبر عدد ممكن من الأسرى يتعدى الرقم المتفق عليه، فمن شأن إطلاق المزيد منهم أن يُمدد تلقائيًا فترات وقف إطلاق النار ولمدة لا تزيد عن عشرة أيام.
  3. أن إطلاق سراح خمسين أسيرًا (وصل للسبعين بعد تمديد الهدنة يومين آخرين) لن يخفف الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإطلاق سراح الأسرى المتبقين لدى الفصائل الفلسطينية، بل قد يؤدي إلى زيادة الضغط لإطلاق المزيد منهم ما يعني أن هناك هدن أخرى قادمة، وربما يتم التفاوض عليها من الآن.
  4. من المحتمل أن يمتثل ضمنيًا بالهدنة الأطراف غير المباشرين في الحرب، لا سيما حزب الله والفصائل الفلسطينية في لبنان، وكذلك المجموعات المسلحة في العراق وسوريا واليمن، وهو ما يوفر الأرضية للتهدئة على مستوى الإقليم.
  5. أن الحرب جاءت بكلف إنسانية كبيرة على سكان قطاع غزة، ومن غير الممكن أن تكون مدة الأيام الأربعة أو الستة كافية لإمداد سكان القطاع بالاحتياجات اللازمة لمعيشتهم ومتطلبات إيواء النازحين من الشمال، خاصة على مستوى النقص الحاد في الغذاء والدواء، وقد تزايدت الضغوط الدولية على إسرائيل بهذا الصدد[18]. وفي تصريح جديد مؤيد لوقف إطلاق النار في غزة، اعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن، في 29 نوفمبر 2023، أن استمرار الحرب في القطاع “بمثابة إعطاء حماس ما تريده”، على حد قوله[19].
  6. أن إسرائيل في حالة إعلانها عن الحرب بعد الهدنة ستكون هي الطرف البادئ بالحرب، مما يزيد الضغط الدولي عليها، وسوف تتجه الانتقادات لإسرائيل بدلًا عن حماس التي كان يتم تحميلها مسئولية التصعيد الراهن بعد عملية 7 أكتوبر.

ولكن في المقابل، هناك من المعطيات ما يدعم استئناف الحرب بعد هذه الهدنة، واحتمال تعمقها ومنها:

  • إن لغة الاتفاق واضحة وصريحة في الإشارة إلى “هدنة” وليس “وقف إطلاق النار”، وذلك يعني أنه اتفاق قصير وغير دائم، وليس لفترات طويلة من الهدوء بشكل مماثل للاتفاقات السابقة بين الطرفين، على سبيل المثال جاء اتفاق وقف الحرب عام 2014، بعنوان “وقف إطلاق نار مفتوح”، وذلك يشير إلى توقف طويل للقتال وإن كان ذلك لم يمنع من تجدد جولات التصعيد لاحقًا لكنه يوقف مجريات الحرب وأحداثها القائمة.
  • هذه ليست المرة الأولى التي توقف بها إسرائيل القتال، ففي مطلع نوفمبر أوقفت القوات الإسرائيلية إطلاق النار لمدة أربع ساعات من أجل السماح لسكان شمال القطاع بالمغادرة نحو الجنوب، وسمحت بشكل متقطع بإدخال كميات محدودة من الوقود والأغذية والدواء إلى جنوب القطاع.
  • أن المعطيات الميدانية لا تدعم وقفًا لإطلاق النار، حيث الطرفان على تماس مباشر في الميدان، ولا تزال القوات الإسرائيلية موجودة على الأرض في قطاع غزة، وذلك يعقد أي ترتيبات غير عسكرية تحاول منع الاشتباك بين الطرفين[20].
  • لا يزال الرأي العام الإسرائيلي في معظمه يؤيد استمرار الحرب، وكانت الخلافات ليست حول الحرب، بل حول كيفية خوضها والأولويات، بين فريق مؤيد للحكومة التي أعطت الأولوية لهدف القضاء على حماس، وفريق آخر أعطى الأولوية لإطلاق سراح المحتجزين والأسرى، وفريق يريد طرح أفق سياسي لضمان تأييد المعتدلين الفلسطينيين والعرب وأوروبا وغيرهم[21].
  • تصاعد الانتقادات الإسرائيلية (العسكرية بالأساس) للهدنة حيث تري أنها تعطي حركة حماس مساحة ووقتًا للعمل على تقييم الوضع، إعادة التنظيم، تحديد نقاط ضعف القوات الإسرائيلية، ونصب الكمائن لإلحاق الضرر بالقوات الإسرائيلية، ناهيك عن أن إدخال الوقود يساعدها بشكل كبير، لذلك ستبدأ حماس جولة جديدة من القتال في وضع أفضل بكثير مما كان عليه قبل الهدنة. وهو ما دفع نتنياهو للتعهد عند الإعلان عن الهدنة بالاستمرار بالحرب[22]. والأهم من كل ذلك يخشى هذا التوجه من أن الهدنة سوف تتبعها هدن أخرى قد تكسر الرفض الإسرائيلي الذي كان في بداية الحرب لوقف إطلاق النار، إذ إن الهدن المتتالية سوف تزيد الضغط على إسرائيل لوقف الحرب في نهاية المطاف وجعل ملف الرهائن والمسألة الإنسانية في القطاع قضايا مركزية بدل القضاء على حركة حماس.
  • إدراك الحكومة الإسرائيلية والمؤسسة العسكرية أن وقف إطلاق النار في هذه المرحلة يعني هزيمة لإسرائيل، بعد الفشل في تحقيق الأهداف المعلنة من الحرب[23]. أكثر من ذلك، هناك تهديدات من حزب “عوتسما يهوديت” الذي يتزعمه وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بإسقاط الحكومة الائتلافية بقيادة بنيامين نتنياهو إذا اتخذت قرارًا بوقف إطلاق النار في غزة (وإذا توقفت الحرب أكثر من 10 أيام)[24].
  • وعطفًا علي الثلاث نقاط السابقة، فإن إغلاق ملف الرهائن سيمنح المؤسسة العسكرية مساحة أوسع للعمل العسكري دون ضغط الشارع الإسرائيلي المطالب بتحرير الرهائن، والذي قد يتهم المؤسسة العسكرية بالتخلي عنهم من أجل العمليات العسكرية، وربما تهديد حياتهم جراء هذه العمليات، لذلك أيدت المؤسسة العسكرية صفقة الرهائن الحالية، وربما صفقات مقبلة. كما أن المصلحة العسكرية تتمثل في إعادة تنظيم الجيش، وإنعاش الجنود، ومراجعة الخطط العسكرية، والاستعداد للمرحلة الثانية من العمليات دون وطأة الميدان وظروفه المتسارعة والضاغطة[25].
  • أن الولايات المتحدة أعلنت لمرات عدة عن معارضتها وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بحجة أن ذلك يفيد حركة حماس، وضغطت من أجل تنفيذ هدن إنسانية، لتسهيل نزوح الأفراد من مواقع القتال وإدخال المساعدات الإنسانية، وكانت الولايات المتحدة قد عارضت قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدعو إلى هدنة إنسانية دائمة[26]. وبالتالي، ترى إسرائيل أن إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع سوف يحفظ شرعية الحرب لدى أوساط الحلفاء في الغرب، وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، التي تؤيد الحرب ولكنها تطالب في الوقت نفسه بإدخال مساعدات للمدنيين.
  • يمكن توقع أنه بعد تصفية ملف المحتجزين من النساء والأطفال على الجانبين، ستغدو مسألة تبادل المتبقي لدى الجانبين من محتجزين غاية في الصعوبة، حيث سيبقى لدى حماس والمنظمات الفلسطينية الأخرى قرابة 125 إسرائيليًا مصنفين على أنهم عسكريون أو أمنيون تم القبض عليهم من مواقع عسكرية إسرائيلية خلال هجوم 7 أكتوبر، وأن وضعهم وطريقة تبادلهم يجب أن تختلف عن الأسلوب الذي تم من خلاله إدارة ملف الأسرى المدنيين. وتسعى حماس إلى مبادلة هؤلاء بكافة السجناء الفلسطينيين في إسرائيل وعددهم يزيد على 6 آلاف شخص (يعتقد أن العدد أصبح أكبر مع استمرار إسرائيل في اعتقال المئات من الفلسطينيين في الضفة الغربية بشكل يومي منذ بدء الحرب الأخيرة). على الجانب الإسرائيلي، هناك اعتراضات قوية من قبل بعض وزراء حكومة نتنياهو على الإفراج عن الفلسطينيين المدانين بجرائم قتل، أو هؤلاء الذين تصنفهم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على أنهم عناصر خطرة، حيث سيشكل الإفراج عنهم، وفقًا لرؤيتهم، خطرًا أمنيًا داهمًا على إسرائيل مستقبلًا[27].

الخلاصات والاستنتاجات:

  1. تواجه إسرائيل معضلة وحيرة كبيرة للاختيار بين توسيع الهجوم البري أم تحجيمه أم حتى إنهائه. ففي حالة توسيع الهجوم فهي على الأغلب غير مستعدة لأن قوتها البرية في أضعف حالاتها، أضف إلي ذلك مسألة الأسرى التي تقض مضاجع المجتمع الغربي والإسرائيلي والذين من المرجح أن يذهبوا ضحية هذه الحرب، والتداعيات الاقتصادية السلبية في حالة إطالة الحرب، بجانب الخلافات داخل المؤسسات الأمريكية والإسرائيلية على العملية البرية، فضلًا عن الخوف من خسائر تاريخية إضافية في ظل استعداد حماس جيدًا لهذه الحرب، وأخيرًا التخوف الأمريكي من تحول الحرب لحرب إقليمية بدخول حزب الله وغيره من الميليشيات الإيرانية. في المقابل، فإن تحجيم الهجوم البري يعني تضييع فرصة تاريخية للقضاء على حماس بغطاء غربي قد لا يتكرر، وفرصة تاريخية لتنفيذ مخطط التوطين في سيناء وتصفية القضية الفلسطينية، كما أن إنهاء الحرب دون عملية نوعية تمكنهم من انتصار معنوي يعني تشجيع أطراف أخرى كحزب الله أو حتى حماس لتكرار العملية، وأخيرًا، إذا لم يقدم نتنياهو انتصارًا يعوض هذه الخسارة فستكون إيذانًا بانتهاء مسيرته السياسية وبدء مسيرة أخرى خلف القضبان[28].
  2. وعليه، يبدو أن الاحتمال الأرجح حتى الآن سيكون الاجتياح البري المحدود؛ غير أنه سيكون من النوع “المتدحرج المرن”، أي القابل للتطور والتغيير بحسب الأداء على الأرض. فإذا ما وجد بيئة تحرك مواتية، فإنه سيوسع مروحة أهدافه، وإذا ما واجه مقاومة شرسة، ووقعت به خسائر كبيرة، فإنه سيقلل من دائرة طموحاته[29]. ويبدو أن الخيار الثاني هو الأقرب للتحقق، خاصة وأن الاحتلال الإسرائيلي رفع من سقف أهدافه في بداية الحرب، وتحدث عن ضرورة القضاء على حماس واحتلال قطاع غزة واسترجاع الأسري بدون قيود أو شروط. ولكن بعد مرور ما يقارب الخمسين يومًا علي بدء العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة، أصبح الخطاب الإسرائيلي يركز بصورة رئيسية على استرجاع الأسري (عبر الخيار الدبلوماسي وليس العسكري)، وتراجع الحديث عن أولوية القضاء على حماس واحتلال القطاع.
  3. فيما يتعلق بالحديث عن “مرحلة ما بعد حماس” أو “اليوم التالي” بدا واضحًا منذ البداية أن كل البدائل المطروحة غير قابلة للتطبيق، فهناك عوائق كثيرة أمام تنفيذ أي من هذه البدائل، ومن أهمها:
  4. المعارضة العربية والإقليمية لمعظم هذه المخططات، وهذا الأمر مهم جدًا، لأن تنفيذ عدد منها يحتاج موافقة ومشاركة عربية.
  5. ضعف السلطة الفلسطينية وتآكل شرعيتها وعجزها عن إدارة الضفة الغربية، فضلًا عن المساعي الإسرائيلية الواضحة للإمعان في تهميشها وإضعافها وحصرها في دور وظيفي محدد.
  6. احتمال فتح جبهات حرب جديدة، لا سيما من طرف حزب الله، الذي أكد أمينه العام حسن نصر الله أنه لن يسمح بهزيمة المقاومة الفلسطينية وحماس تحديدًا.
  7. العامل الأكثر تأثيرًا هو أن المقاومة ما زالت تقاوم، ويبدو بوضوح أنها بعيدة جدًا عن الهزيمة العسكرية، وفي المقابل، لم يتمكن جيش الاحتلال من احتلال قطاع غزة ولا شماله حتى، فتقدمه بطيئ جدًا، ومناطق تقدمه هي مناطق مواجهة متصاعدة، وليست مناطق احتلال وتثبيت سيطرة.
  8. تثبت الخبرة الطويلة والتجربة مع الاحتلال الإسرائيلي أن سياسته الدائمة هي طرح الخطط والرؤى وإشغال الجميع بنقاشها، بينما ينشغل هو في تشكيل الواقع على الأرض، فمنذ اتفاقية “أوسلو” عام 1993 طرح الاحتلال عشرات الخطط والمبادرات، وأعلن التزامه بحل الدولتين، ووقع اتفاقيات وخاض مفاوضات متعددة، ثم أوقف التفاوض وبدأ بطرح مبادرات جديدة، مثل السلام الاقتصادي ل”نتنياهو”، ومخطط ضم الضفة الغربية و”صفقة القرن”، وتقليص الصراع لرئيس الوزراء الأسبق “نفتالي بينت”، وخطة الحسم للوزير المستوطن “بتسليل سموترتيش”، وبينما كان الجميع منشغلًا بهذه المخططات والمقترحات، كان الاحتلال يفرض وقائع على الأرض ويعيد تشكيل الأمر الواقع بما يحقق غاياته النهائية المتعلقة بالاستيطان والتهجير في الضفة الغربية[30].
  9. في ضوء المعطيات الراهنة، يمكن القول أن إسرائيل ستلجأ إلى إبقاء جزء من قواتها في شمال قطاع غزة، مع فرض حصار أمني على الجنوب، وقد تكتفي فقط بالتعاون مع الأطراف المعنية لتخفيف المعاناة الإنسانية على السكان المكدسين في جنوب القطاع[31].
  10. مع ذلك، ليس من الضروري أن ينجح الاحتلال في مسعاه هذا أيضًا، فالمعيقات التي واجهت كل البدائل التي طرحت سابقًا، تواجه هذا الخيار أيضًا، فكل شيء مرهون بنتائج الحرب ومدى قدرة دولة الاحتلال على تجاوز هذه التحديات، وهو أمر مستبعد في الوقت الراهن[32]. وهو ما أظهرته عملية تسليم الأسرى من طرف المقاومة في المرة الثالثة، والتي تمت في شمال قطاع غزة، وفي قلب مدينة غزة، وسط استعراض قوة نفذه مقاتلو القسام في منطقة وصلت إليها قوات الاحتلال ثلاث مرات أثناء الحرب وقبل وقف إطلاق النار، ردًا على ادعاءات الاحتلال بأن تسليم الأسرى في خان يونس يرجع إلى أن المقاومة في الشمال تلقت ضربات قاصمة، وهذا يدل على أن المقاومة لا تزال تملك الإرادة والقدرة على التحكم والسيطرة، على الرغم من إلقاء أربعين ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة[33].

[1] “الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة: قراءة في موقف القانون الدولي الإنساني”، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، 1/11/2023، الرابط: https://cutt.us/kzCtW

[2] “أبعاد وارتدادات التحولات الاستراتيجية لـ”طوفان الأقصى””، مجلة السياسة الدولية، 11/10/2023، الرابط: https://cutt.us/eqGi6

[3] ” التداعيات والمآلات المحتملة لعملية “طوفان الأقصى””، مجموعة الحوار الفلسطيني، 13/10/2023، الرابط: https://cutt.us/3QRx1

[4] “الحرب على غزة … السيناريوهات والتداعيات”، المركز الفلسطينيّ لأبحاث السياسات والدّراسات الإستراتيجيّة (مسارات)، 17/10/2023، الرابط: https://cutt.us/pA7cg 

[5] “طوفان الأقصى.. تحولات أداء المقاومة والآثار الإستراتيجية للمواجهة”، مرجع سابق.

[6] ” التداعيات والمآلات المحتملة لعملية “طوفان الأقصى””، مرجع سابق.

[7] “طوفان الأقصى.. تحولات أداء المقاومة والآثار الإستراتيجية للمواجهة”، مرجع سابق.

[8] “أبعاد وارتدادات التحولات الاستراتيجية لـ”طوفان الأقصى””، مجلة السياسة الدولية، 11/10/2023، الرابط: https://cutt.us/eqGi6

[9] “طوفان الأقصى: ما بعده ليس كما قبله”، مسارات، 10/10/2023، الرابط: https://cutt.us/iLrov

[10] ” التداعيات والمآلات المحتملة لعملية “طوفان الأقصى””، مرجع سابق.

[11] “هجوم حماس المعقد.. الدوافع والانعكاسات والتداعيات”، المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية، 10/10/2023، الرابط: https://cutt.us/SNDVJ

[12] ” التداعيات والمآلات المحتملة لعملية “طوفان الأقصى””، مرجع سابق.

[13] سيناريوهات طوفان الأقصى والحرب على غزة”، أسباب، 15/11/2023، الرابط: https://cutt.us/9IUfo

[14] “أبعاد وارتدادات التحولات الاستراتيجية لـ”طوفان الأقصى””، مجلة السياسة الدولية، 11/10/2023، الرابط: https://cutt.us/eqGi6

[15] “سيناريوهات طوفان الأقصى والحرب على غزة”، أسباب، 15/11/2023، الرابط: https://cutt.us/9IUfo

[16] “الإعلان عن هدنة إنسانية في غزة لمدة أربعة أيام تشمل تبادل أسرى”، عربي21، 22/11/2023، الرابط: https://cutt.us/Jsopn

[17] “قطر وحماس تعلنان تمديد الهدنة في غزة يومين إضافيين بنفس الشروط السابقة”، تي أر تي عربي، 27/11/2023، الرابط: https://cutt.us/IGWB0

[18] ” سيناريوهات الحرب على غزة ما بعد الهدنة”، مركز ستراتيجيكس، 24/11/2023، الرابط: https://cutt.us/JbSeS

[19] “بايدن: استمرار حرب غزة يعطي حماس ما تسعى إليه”، الخليج الجديد، 29/11/2023، الرابط: https://cutt.us/93yaW

[20] ” سيناريوهات الحرب على غزة ما بعد الهدنة”، مرجع سابق.

[21] “صفقة الأسرى انتصار للمقاومة … ماذا بعد‎؟”، مسارات، 28/11/2023، الرابط: https://cutt.us/oFdI6

[22] ” أصوات إسرائيلية: الهدنة الموقتة من شأنها أن تُعيق استئناف “المناورة البرية” في غزة”، المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية، 25/11/2023، الرابط: https://cutt.us/Lz1VJ

[23] ” تجاذُبات الحرب والسياسة: مستقبل العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة بعد الهُدنة”، مركز الإمارات للسياسات، 29/11/2023، الرابط: https://cutt.us/SB3TH

[24] “بن غفير مهددا: وقف الحرب على حماس يساوي إسقاط الحكومة الائتلافية”، الخليج الجديد (مترجم)، 28/11/2023، الرابط: https://cutt.us/Q8VjS

[25] ” تجاذُبات الحرب والسياسة: مستقبل العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة بعد الهُدنة”، مرجع سابق.

[26] ” سيناريوهات الحرب على غزة ما بعد الهدنة”، مرجع سابق.

[27] “ما بعد تبادل الأسرى المدنيين بين حماس وإسرائيل.. تساؤلات ضرورية”، مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، 28/11/2023، الرابط: https://cutt.us/Mw0le

[28]  طارق دياب، “الصفحة الرسمية على الفيسبوك”، 22/10/2023، الرابط: https://cutt.us/Oweny

[29] “طوفان الأقصى.. التعامل مع اليوم التالي للعملية”، عربي21، 13/10/2023، الرابط: https://cutt.us/3ONSd

[30] ” الخيارات “الإسرائيلية” المعقدة في قطاع غزة”، مرجع سابق. 

[31] “تحديات معقدة:مستقبل غزة بين السيناريو الانتقالي والنهائي بعد الحرب”، مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، 21/11/2023، الرابط: https://cutt.us/3CkSw

[32] ” الخيارات “الإسرائيلية” المعقدة في قطاع غزة”، مرجع سابق.

[33] “صفقة الأسرى انتصار للمقاومة … ماذا بعد‎؟”، مرجع سابق.

Editor P.S.

كاتب ومدون

جميع المشاركات

المنشورات ذات الصلة

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الأكثر قراءة

اتبعنا

التصنيفات

آخر المقالات

Edit Template

رؤية تحليلية للأخبار السياسية والاقتصادية في العالم العربي والإسلامي والعالمي، ودراسات استراتيجية للوضع السياسي المحلي والإقليمي والعالمي

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا لتلقي التحديثات على البريد الإلكتروني الخاص بك

You have been successfully Subscribed! Ops! Something went wrong, please try again.

جميع الحقوق محفوظة لرؤية للتخطيط والدراسات الاستراتيجية ©2022