المشهد السياسي: عن الفترة من 21 نوفمبر وحتى 27 نوفمبر 2020
أولا : المشهد المصري بيان خليجي جديد يصنف جماعة الإخوان تنظيمًا إرهابيًّا: مضمون البيان: أعلن “مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي” أن جماعة الإخوان المسلمين “تنظيمًا إرهابيًّا”؛ باعتبار أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة، أو يمارس العنف، أو يحرّض عليه هو تنظيم إرهابي، مهما كان اسمه أو دعواه، موضحًا أن “ذلك لما عُرف عن هذه الجماعة من منازعة لولاة الأمور، وشق عصا الطاعة، وما خرج من عباءتها من جماعات التطرف والعنف”، مؤكدًا أن موقف “مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي من الفرق والجماعات والتنظيمات هو موقف ولاة الأمر في الدولة”، داعيًا جميع المسلمين إلى نبذ الفرقة، والابتعاد عن الانتساب أو التعاطف مع مثل هذه الجماعات، التي تعمل على شق الصف، وإشعال الفتنة، وسفك الدماء[1]. توقيت البيان: أما عن مناسبة صدور البيان، فقد جاء ذلك خلال اجتماع “مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي”، الدوري -عبر الاتصال المرئي- برئاسة معالي العلامة الشيخ عبد الله بن بيّه، اطّلع خلاله على بيان هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، الذي ينوه بالمكانة العظيمة التي توليها الشريعة للوحدة، والتحذير من الفرقة والفرق الخارجة. وقد أعلن المجلس تأييده الكامل للبيان الصادر عن هيئة كبار العلماء، الذي يأتي مؤكدًا لما سبق أن صدر عن حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وحكومة المملكة العربية السعودية، من اعتبار جماعة الإخوان المسلمين تنظيمًا إرهابيًّا؛ وذلك لما عرف عن هذه الجماعة من منازعة لولاة الأمور، وشق عصا الطاعة، وما خرج من عباءتها من جماعات التطرف والعنف. ردود الفعل على البيان: قد أثار البيان الإماراتي ردود فعل متابعين، أيد بعضُها البيان، وانتقده البعض الآخر[2]، فيما لم تعلق الجماعة على البيان الإماراتي، عكس ما فعلتْ مع بيان هيئة كبار العلماء السعودية؛ حيث حرصت الجماعة على التعليق على البيان ونفي ما جاء فيه، وتجاهل الجماعة للبيان يبدو أنه ذو دلالة. جدير بالذكر أن بيان “مجلس الإمارات للإفتاء” جاء بعد أسبوعين من بيان هيئة كبار العلماء السعودية، الذي جاء فيه، أن جماعة الإخوان المسلمين “جماعة منحرفة، قائمة على منازعة ولاة الأمر والخروج على الحكام، وإثارة الفتن في الدول، وزعزعة التعايش في الوطن الواحد، ووصف المجتمعات الإسلامية بالجاهلية”، وأن الجماعة منذ ظهورها “لم يظهر منها عناية بالعقيدة الإسلامية، ولا بعلوم الكتاب والسنة، وإنما غايتها الوصول إلى الحكم؛ ومن ثم كان تاريخ هذه الجماعة مليئًا بالشرور والفتن”، مشيرًا إلى أن “من رَحِمها خرجت جماعات إرهابية متطرفة، عاثت في البلاد والعباد فسادًا، مما هو معلوم ومشاهَد من جرائم العنف والإرهاب حول العالم”، مختتمًا ذلك بالقول: “مما تقدم يتضح أن جماعة الإخوان جماعة إرهابية، لا تمثل منهج الإسلام، وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين، وتمارس ما يخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف والإرهاب. فعلى الجميع الحذر من هذه الجماعة، وعدم الانتماء إليها أو التعاطف معها”[3]. الضغوط على الأزهر: وقد استغلت النوافذ الإعلامية والصحفية المقربة من السلطات المصرية، صدور بيانات عن هيئات دينية في السعودية والإمارات، تصنف جماعة الإخوان تنظيمًا إرهابيًّا؛ للضغط على الأزهر للسير في نفس المسار، فعبر فضائية “TEN” دعا المذيع نشأت الديهي الأزهر الشريف لاتخاذ موقف من الجماعة، وتحت عنوان “بيان لم يصدر عن الأزهر!”، كتب الصحفي حمدي رزق، مقالا بـ “المصري اليوم”، قال فيه: “أتطلع إلى أن يصدر عن هيئة كبار علماء الأزهر، وهي أعلى مرجعية دينية سُنية في العالم، بيان (موقف) بهذه القوة والوضوح والصرامة”، وكتبت صحيفة “أخبار اليوم”، تقريرًا بعنوان “الإخوان جماعة إرهابية” .. أصداء كبيرة حول بيان كبار العلماء بالمملكة .. والأزهر “لا تعليق”، قائلة: “الغريب هو عدم تعليق مؤسسة الأزهر على البيان، ولا التلميح له من قريب أو بعيد”[4]. الضغط على الأزهر يأتي في إطار العلاقة المتوترة بين المؤسسة الدينية الأولى في مصر وبين السلطات المصرية، ويأتي في سياق صمت الأزهر حيال بيانات الهيئات الدينية في السعودية والإمارات، التي صنفت الإخوان تنظيمًا إرهابيًّا، في الوقت الذي سارعت فيه دار الإفتاء المصرية -التابعة لوزارة العدل- ووزارة الأوقاف إعلان تأييدها للبيان السعودي حول جماعة الإخوان. الضغوط على الأزهر لم تقتصر على النوافذ الصحفية والإعلامية التابعة للنظام؛ بل ثمة تقارير صحفية، نقلت عن مصادر رسمية بمشيخة الأزهر، تتحدث عن ضغوط تمارسها أبو ظبي على شيخ الأزهر أحمد الطيب؛ بصفته رئيس مجلس حكماء المسلمين، الذي ترعاه الإمارات، ويتخذ من عاصمتها مقرًّا دائمًا له؛ لإصدار موقف رسمي من جماعة الإخوان المسلمين، يؤكد على إلصاق تهمة الإرهاب بها، وهو ما قوبل بالرفض من شيخ الأزهر، الذي رفض الزج باسمه، أو اسم الأزهر في معركة سياسية بالأساس، الدين منها براء، محاولًا إقناع الأطراف التي تحدثت معه في هذا الخصوص، بأن الزج بالأزهر في مثل هذه الصراعات، يُضعِفُ موقفَه، في الوقت الذي تكون الحاجة إليه ملحّة[5]. محاولة للتفسير: وقد رأى مراقبون أن البيان السعودي ضد الجماعة، وبعده البيان الإماراتي، هو جزء من مسار التطبيع الذي تبنته هذه الدول، وجزء من فاتورة التطبيع التي تدفعها، وهو إعادة صياغة الهوية، ومركزة الوطنية الجديدة على أسس مغايرة، وهو أمر ملازم للتحالف مع “إسرائيل”؛ فثمة مقدّسان يضربان جذورهما في عمق الجماهير العربية، مهما تفاوتت درجات ظهورهما وتأثيرهما بين الأزمنة، ولكنهما عميقان بحيث لا يمكن نزعهما، وفاعلان بحيث يشكّلان دائمًا الروافع التعبوية لتلك الجماهير، هما الإسلام وفلسطين، ومن مؤشرات ذلك: (1) أنه بالتزامن مع الحملة السعودية على الإخوان، النابتة في الظاهر في فراغ من المسوّغات، كانت شركة طيران الاتحاد الإماراتية تنشر مقطعًا ترويجيًّا لزيارة الكيان الإسرائيلي، تعرض فيه الهيكل الصهيوني، وتنسب فيه التراث الفلسطيني للصهاينة، في التحام كامل مع الرواية الصهيونية، ونفي للفلسطيني وجودًا وتاريخًا، وتطبيق حرفيّ للدعاية الصهيونية، التي أسست كيانها على ادعاء أنّ فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض. (2) في الوقت ذاته كانت صحيفة عكاظ السعودية تنشر مقالة تنفي وجود المسجد الأقصى في فلسطين[6]. (3) أنه في الوقت الذي تسارع فيه الإمارات في تبني كل صور التطبيع، أوقفت الإمارات إصدار تأشيرات لمواطني 13 دولة، معظمها دول مسلمة، (منها الجزائر وتونس وإيران وسوريا والصومال وأفغانستان وليبيا واليمن الجزائر وكينيا والعراق ولبنان وباكستان وتونس وتركيا)، فيما لم تذكر الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية بالإمارات سبب الحظر[7]. مستقبل النور السلفي بعد نهاية مشهد الانتخابات النيابية: حزب النور وانتخابات مجلس الشيوخ: فيما يتعلق بمجلس الشيوخ، فقد نافس الحزب في انتخابات 2020، على المقاعد الفردية بـ 16 مرشحًا، في 9 محافظات، هي الإسكندرية، والبحيرة، ومرسى مطروح، وكفر الشيخ، ودمياط، والفيوم، وبني سويف، وقنا وجنوب سيناء، إلا أن الحزب فشل في حصد أي مقاعد، وكان من المرجح أن يخرج الحزب خالي الوفاض من انتخابات الشيوخ، إلى أن جاءت قائمة التعيينات بالمجلس، والتي جاء من بينها 2 من حزب النور، كان من ضمنهم أشرف ثابت، نائب رئيس الحزب[8]، والثاني محمود تركي عضو الحزب. الحزب وانتخابات النواب: خاض الحزب انتخابات النواب في (24…